الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية أسرار عائلتي بقلم أروى مراد

انت في الصفحة 26 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

فوقتش غير لما لقيتها بتبعد بالعربية .. جريتوراها عشان الحقها بس معرفتش وقدرت بس احفظ رقم العربية ولونها طبعا !
إنتهت من كلامها وهي ترفع عينيها إلى الجميع لتجد ملامحهم تؤكد عدم تصديقهم لما تقول .. حولت بصرها إلى رسلان فوجدته ينظر إلىالفراغ بشرود وهمس دون أن يشعر 
_ شبهها 
رفع رأسه ليجد الجميع يتطلع إليه بترقب إلتفت إلى أكرم قائلا بجدية 
_ احنا لازم ندور عليها !
مط أكرم شفتيه بتفكير ثم أومأ برأسه وقال 
_ اعمل الي انت عايزه .
لمعت عينا بدور بأمل ونظرت إلى رسلان بإبتسامة إمتنان فإنحنى هذا الأخير على أذنها هامسا 
_ الحقيقة هتظهر قريب ..
قطبت حاجبيها بعدم فهم لمقصده لكنها لم تستطع أن تسأله بسبب وقوفه وإبتعاده متجها إلى الأعلى .. رمقت الجميع بنظرة سريعةإستطاعت من خلالها ملاحظة غياب يامن فتساءلت 
_ هو يامن فين 
أجاب عمها أحمد وهو يضع هاتفه على أذنه يتصل به 
_ مش عارف برن عليه من بدري بس هو قافل تلفونه .
أخفض هاتفه عندما لم يجد أي رد فأردف قبل أن يغادر القصر 
_ هروح اشوفه ممكن يكون قاعد برة .
تبعته بدور بعينيها لتلاحظ وجود سرين وإيلين في موقع بعيد عنهم قليلا وبجانبهم براءة .. إقتربت منهم وإعتذرت قائلة 
_ آسفة يا بنات انشغلت بحكاية ماما ونسي 
قاطعتها سرين وهي تربت على كتفها بإبتسامة 
_ مش مهم المهم اننا اتطمنا عليك .
ثم إلتفتت إلى إيلين وأردفت 
_ يلا نروح دلوقتي .
أومأت إيلين ثم إتجهت
كلتاهما للخروج لكن صوت أدهم إستوقفهما قائلا 
_ استنوا هوصلكم .
إستدارت إليه سرين وهمت بالرد لكنها وجدته يخرج متجها إلى سيارته وإيلين تبعته دون إعتراض .. زفرت بضيق ثم سارت خلفهما بعد أنقامت بتوديع بدور .
ركبت السيارة
بجانبه بناء على طلبه ولم تعترض لأنها متعبة وليست مستعدة لإختلاق شجار معه .. إلتزم الثلاثة الصمت طوال الطريق حتىوقف أدهم بسيارته أمام بيتهم .
نزلت إيلين سريعا وهمت سرين بالنزول كذلك لكن أدهم إستوقفها قائلا وهو ينزل من السيارة 
_ استني هنا ثواني !
نظرت إليه بإستغراب وهو يفتح حقيبة السيارة ويخرج منها كيسا يحمل علامة المحل الذي كانت به ثم تقدم منها وقدمه لها قائلا بنبرة تحملبعض الإحراج 
_ ده ليك .
_ ايه ده 
تساءلت رغم علمها بما في الكيس ولكنها لم تتوقع أن يقوم بفعل كهذا أجاب وهو يخفض نظره إلى الأرض 
_ الفستان الي عجبك والي بسببي مشتريتيهوش !
_ قولتلك اني مخدتوش عشان سعره مش بسببك .
رفع يده أكثر قائلا بإصرار 
_ مش مهم السبب أنا اشتريته خلاص !
إبتسمت رغما عنها وأخذت الكيس وهي تهمس 
_ شكرا .
بادلها الإبتسامة ثم ألقى السلام وإستقل سيارته ليعود إلى القصر تاركا إياها تنظر إلى الكيس بشرود وهي تفكر في تغير طريقته معهافجأة .. فقد كان لا يطيقها أبدا كما تفعل ولكنه الآن أصبح .. لطيفا قليلا !
فتحت عينيها ببطء وجالت ببصرها على المكان تحاول أن تستوعب أين هي الآن .. إعتدلت في جلستها عندما وجدت نفسها مستلقية علىأريكة في قاعة جلوس بشقة تراها لأول مرة .
تسارعت خفقات قلبها وهي تذكر ما حدث لها قبل أن تفقد الوعي عندما قام أحدهم بتخديرها .. وخطڤها ! لكنها تفاجأت بالتلفاز المشغلأمامها على قناة سبيستون وتحديدا على برنامج النمر الوردي .
عقدت حاجبيها بإستغراب وصدمة سرعان ما تحولت إلى خوف عندما إنتبهت لكونها مقيدة اليدين والرجلين . ورغم حبها الشديد لذلكالبرنامج السخيف الذي يعرض الآن إلا أنها لم تلق له بالا وتمتمت پخوف وهي تحاول تحرير يديها خلف ظهرها 
_ يا رب يكون الي خطڤني انسان كيوت وخطڤني عشان يتفرج معايا على سبيستون بس يا رب !
إلتفتت إلى اليمين بسرعة عندما سمعت ضحكة رجولية ذات نبرة ليست بغريبة عنها جحظت عيناها وهي تراه يستند بظهره على الحائطويرمقها ببسمة مستفزة فصاحت 
_ انت !
إقترب منها محافظا على إبتسامته تلك وهو يجيب 
_ مفاجأة صح 
قوست دينا شفتيها بضيق وتساءلت 
_ عايز مني ايه 
جلس بجوارها وقال بإستفزاز 
_ عايز اتفرج معاك على سبيستون !
زفرت دينا بغيظ من سخريته وتمتمت 
_ مش بهزر على فكرة .
_ انت عارفة انا عايز ايه .
قال ذلك وهو ينظر إليها بجدية فهتفت بلامبالاة 
_ اعتقد اني رفضتك مرتين يعني واضح اني مش بطيقك مع اني كنت شايفة انك مش وحش بس انت دلوقتي اثبتتلي العكس وانا مشعايزة اتجوز حد خطڤني عشان لسه متمسك بيا بعد ما رفضته مرتين يعني معندوش كرامة زيك يا .. يامن !
رمقها يامن بنظرة حادة ثم عقب ببرود 
_ عارف انك غبية ومبتعمليش حساب للكلام الي بتقوليه والي هتندمي عليه بعدين عشان كده هعمل نفسي مسمعتش حاجة .
إغتاظت دينا من بروده ومن نعته لها بالغبية فحاولت إستفزازه أكثر وأردفت متجاهلة كلامه 
_ وبعدين هي بدور مقالتلكش اني بحب حد تاني 
إزدادت حدة نظراته لكنه حافظ على بروده وقال بثقة 
_ كدابة .
رمقته دينا بتعجب ثم قوست شفتيها بسخرية قائلة 
_ وانت واثق اوي اني بكدب ليه 
_ لاني مراقبك من وانت صغيرة وعارف عنك كل حاجة .
_ مش معنى انك مراقبني يبقى انت عارف عني كل حاجة في حاجات محدش يعرفها غيري وأول وحدة عرفت هي بدور وانا أصلا قلتلهاعشان تعرفك وتبطل تجري ورايا .
بدأ الغيظ يظهر على وجه يامن وهو يتساءل 
_ إسمه ايه 
جلست على مكتبها الصغير بغرفتها تلعب بالحاسوب بمحاولة منها لنسيان أنها رأت والدتها المتوفاة وإقناع نفسها بأنها تتوهم فرؤيةإنسان مېت لهو ضړب من الجنون .
زفرت بتعب وأغلقت الحاسوب مقررة الجلوس مع أفراد عائلتها .. وعند فتحها للباب تفاجأت بأمجد يقف أمامه ويرفع يده إستعدادا لطرقه .. أخفض يده
وإبتسم لها قائلا 
_ ممكن أدخل 
أومأت بهدوء وتراجعت متجهة إلى الشرفة أوصد أمجد الباب وتبعها ثم جلس على المقعد أمامها ونظر إلى الفناء الخلفي الذي تطل عليهشرفتها ملتزما الصمت .
تطلعت إليه بدور بإستغراب وبادرت بالحديث 
_ في حاجة كنت عايز تقولهالي 
نفى برأسه دون أن ينظر إليها فأردفت بتساؤل 
_ امال جيت ليه 
_ أنا بس عايز اقعد معاك شوية .
قالها وهو يرفع كتفيه ببراءة فعقبت بدور ببرود مصطنع 
_ وأنا مش عايزة اقعد معاك .
تساءل بتعجب 
_ ليه 
_ لأنك مصدقتنيش لما قلتلكم اني شفت ماما محدش فيكم بيصدق كلامي أصلا غير رسلان حتى بابا .
مط أمجد شفتيه بعدم إهتمام وقال محاولا تغيير الموضوع 
_ ولما رسلان هو الوحيد الي بيصدق كلامك موافقتيش عليه ليه 
زفرت بدور بملل من ذلك
الموضوع الذي يكرره الجميع على مسامعها كلما تحدثت مع أحد ومن إصرارهم على موافقتها للزواج من رجلتعتبره أخا لها .. تحدثت بنبرة
منزعجة 
_ لاني شايفاه أخويا ! انتو ليه مش عايزين تفهموا !
_ لانك غبية .
نفخت بغيظ منه ومن الجميع المتفق على غبائها وقبل أن تفكر بالرد إنتبهت إلى رنين هاتفها فقرأت إسم المتصل سريعا لتجدها دينا إستقبلت المكالمة ووضعت هاتفها على أذنها لكنها تفاجأت بصوت سيدة وراء الخط تقول 
_ أنا آسفة يا بنتي أنا والدة دينا وكنت عايزة اسألك هي دينا عندك 
عقدت بدور حاجبيها بإستغراب وأجابت بإختصار 
_ لا .
إستمعت بعد ذلك إلى صوت وقوع شيء ما ثم صوت صړاخ تلك السيدة وهي تقول 
_ لا مش عندها بنتي اتخطفت يا عامر ! جيبلي بنتي الله يخليك !
إنهارت علياء وإزداد بكاؤها ليتسلل القلق إلى قلب بدور خاصة وهي تستمع إلى صوت عامر _ خال دينا _ وهو يحدث شقيقته قائلا 
_ اهدي يا علياء هنلاقيها متقلقيش .
ثم إلتقط الهاتف الذي أوقعته منذ قليل ووضعه على أذنه محدثا بدور 
_ آنسة بدور انت لسه معايا 
أجابت وهي تقف من مكانها فجأة بقلق 
_ ا .. ايوة بس .. ممكن اعرف هي دينا مالها 
أجاب عامر بتنهيدة 
_ دينا اختفت كانت عايزة مفتاح العربية بتاعتي عشان تطلع تتفسح شوية ولما حسيت انها اتاخرت رحت للجراج بس لقيت العربية مفتوحةوالمفتاح واقع وهي مش موجودة .
_ ط .. طب اسأل هناء ممكن تكون عارفة مكانها 
_ هناء برضه مختفية ومش بترد على تلفونها .. عموما انا هدور عليهم ولو عرفت حاجة رني علينا .
_ تمام .
أقفلت الخط ونظرت أمامها فوجدت أمجد ينظر إليها بإستفسار .. جلست بشرود وهي تقول 
_ دينا اتخطفت .
تساءل بدهشة 
_ دينا جارتنا الي يامن خطبها 
أومأت برأسها ثم أردفت بإنتباه 
_ ايوة هو يامن فين 
_ بتسألي ليه 
أجابت بدور بغباء 
_ عشان يدور عليها وينقذها دي فرصته عشان
يخليها تحبه .
رمقها پصدمة ثم تمتم بقرف مصطنع 
_ وأنا الي كنت فاكر انك قلقانة عليها 
_ طبعا قلقانة عليها بس دي فرصة ..
نفى برأسه بقلة حيلة ثم قال بتفكير 
_ يامن اختفى في نفس الوقت الي اختفت فيه دينا يعني ممكن يكون هو الي 
قطع كلامه وهو يفتح فمه پصدمة قبل أن يقف من مكانه ويخرج من الغرفة بسرعة .. تبعته بدور بعدم فهم فوجدته يقف عند باب غرفة شقيقهاآدم ويطرق الباب وهو يصيح 
_ اطلع يا آدم !
فتح الباب وظهر آدم من خلفه وهو يحك عينيه ثم نظر إلى أمجد وتساءل 
_ في ايه 
أمسكه أمجد من تلابيب قميصه وقال وهو يضيق عينيه بشك 
_ يامن فين 
رفع آدم أحد حاجبيه مجيبا بجهل 
_ وأنا هعرف منين 
بدأ الڠضب يرتسم على ملامح أمجد وهو يهز آدم صائحا 
_ متستهبلش يا ادم انا متأكد انك عارف مكانه !
خرج رسلان وأكرم على صوت صياحه العالي فإقترب منه أكرم بحاجبين معقودين وتساءل مخاطبا بدور الواقفة على جنب 
_ ايه الي بيحصل هنا 
_ مش عارفة أنا كنت قاعدة مع أمجد وعرفت ان دينا صاحبتي اتخطفت وأمجد قال ان ممكن يكون يامن هو الي خطڤها بس مش عارفةايه علاقة آدم بالحكاية 
إبتلع آدم ريقه حين إستمع لكلامها ثم نظر إلى أمجد الذي رفع أحد حاجبيه وقال مخاطبا إياه 
_ وفكرة الخطڤ دي مستحيل تجي ليامن إلا لو في شيطان وسوسله !
حاول أدم التخلص من يدي أمجد وهو يهتف بتذمر 
_ طب الشيطان هو الي وسوسله أنا مالي 
_ انت الشيطان نفسه .
صاح بها أمجد وهو يشد قبضته على ياقة قميص شقيقه لكنه شعر بيد تبعده عنه ثم صوت رسلان يقول وهو يرمق أدم بنظرات أخافته 
_ سيبه يا أمجد أنا هتصرف معاه واخليه ينطق .
إستمعت إلى صوت رنين الجرس بينما كانت تجلس بغرفة الجلوس في فيلا لها وهي شاردة الذهن وقفت متجهة ناحية الباب وفتحته بهدوءلتتسع عيناها وهي ترى إبنتها التي لم ترها منذ أشهر تقف خلفه .
_ عائشة ! وحشتيني اوي يا بنتي !
تحدثت عائشة وهي
بين ذراعيها 
_ وانت كمان وحشتيني يا ماما .
حاولت الإبتعاد عنها لكن يمنى تمسكت بها أكثر وقد بدأ جسدها يهتز وهي تردد بنبرة قريبة من البكاء 
_ أنا آسفة
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 44 صفحات