رواية أسرار عائلتي بقلم أروى مراد
بقراها
_ اها
_ بقرا رومانسي فانتازيا خيال علمي وساعات بقرا ړعب .
_ وبتستفيدي منها ايه
تفاجأت مريم من سؤالها لكنها أجابت ببساطة
_ هما فيهم حاجات كتيرة ممكن تستفيدي منها بس أنا بصراحة بقراهم للمتعة .
أومأت بدور برأسها ثم أردفت بتردد
_ طب بما انك
بتقراي رومانسي كتير يعني انت .. خبيرة في أمور الحب وكده صح
_ ايوة أنا خبيرة طبعا لو عايزة تستشيري حد في الأمور دي فانت وصلت للشخص الصح !
أخفضت بدور رأسها بتفكير ثم رفعته قائلة بهمس
_ طب اوعديني الاول ان الي هنتكلم فيه هيفضل سر بيننا .
أخذت بدور نفسا عميقا ثم قالت
_
أنا مش عارفة أحدد مشاعري ناحية رسلان أنا متعلقة بيه وده الي أنا متأكدة منه بس مش قادرة اتخيل اني مراته .. لما كنت عايشة معخالي كنت دايما بتمنى يبقى عندي اخوات اولاد عشان يحموني منه وفرحت اوي لما امنيتي الي كنت فاكرة انها مستحيلة اتحققت واول ماشفت رسلان حبيته كأخ ليا وحتى بعد ما عرفت الحقيقة فضلت نظرتي ليه هي نفسها .
_ بس ساعات بحس برضه اني بحبه حب تاني بس في نفس الوقت مش عايزة اوافق عليه وأخسره كأخ شبه الي اتمنيته انت فاهماني
نطقت بكلماتها الأخيرة بحيرة فأومأت مريم بتفهم مصطنع رغم أنها لم تفهم شيئا من كلام بدور الذي كان معقدا بالنسبة لها إلا أنها وجدتهافرصة مناسبة لتقنعها بالموافقة فتحدثت متصنعة الحكمة التي لم تلق بها
لم تستطع بدور تخيل ذلك ولم تحاول أصلا فقد صبت كل تركيزها على جملة مريم أكيد هو مش هيوقف حياته عليك وهيتجوز واحدة تانية ولا تدري لماذا شعرت پألم في قلبها عند تفكيرها بأنه سيتخلى عن فكرة الزواج بها إن رفضته ولن يبقى متمسكا بها .
_ خلاص يا مريم شكرا ليك وآسفة على كل حاجة عملتها معاك من أول ما شفتك انت طلعت طيبة خالص !
إبتسمت مريم هي الأخرى وهتفت بمرح
_ خلاص مش مشكلة سماح المرادي !
هناء رجعت خلاص متقلقيش
أرسلت تلك الرسالة إلى بدور حتى لا تقلق ثم إلتفتت إلى إبنة خالتها وأختها الوحيدة لتجدها تنظر أمامها بشرود إبتسمت لها بحنانوجلست بجوارها هاتفة بمحاولة للتخفيف عنها
إنتبهت إليها هناء وأجابت بحزن
_ هكون زعلانة ليه يعني مانت شايفة حالتي ! أنا مش فاكرة حاجة يا دينا ولا حتى فاكراك أو فاكرة أي حاجة عديتها معاك !
إنعقد حاجبي دينا بحزن فهي أيضا تتألم لتلك الفكرة لكنها حاولت أن تبعث الأمل في نفس هناء وفي نفسها هي أولا فقالت بثقة
_ متقلقيش ان شاء الله هترجعي تفتكري كل حاجة قريب .. خالو بيقول انه فقدان ذاكرة مؤقت .
أخفضت هناء رأسها دون رد وكادت تعود إلى شرودها لولا علا _ والدة دينا _ التي دخلت الغرفة وهي تحمل طبقا من الحلويات وقالت
_ بصوا عملتلكم ايه !
قالت تلك الكلمات وهي تضع الطبق على حجر هناء فهتفت دينا بمرح
_ اتعودي على الحاجات دي كل يوم عشان ماما بتحب تعملها دايما لدرجة انها كانت عايزة تشتغل في محل حلويات بس بابا الله يرحمهكان رافض انها تشتغل ..
رمقتها علا ببرود ولم تعلق فأردفت دينا بإستفزاز لم تقصده
_ بصراحة مش عارفة ازاي اتقبلت رفضه بسرعة أنا لما اتجوز مش هسيب جوزي يقولي لا ولو ح
قاطعتها علا بسخرية
_ وانت هتتجوزي ازاي وانت كل ما يجيلك عريس ترفضيه بسبب ومن غير سبب ده حتى يامن الولد الحليوة رفضته مرتين مع انه شاريهاوكمان محترم وعنده فلوس يعني كان هيعيشها في جنة بس نقول ايه بس على البت الي مش بتقدر النعمة دي !
قالت كلماتها الأخيرة وهي تخرج من الغرفة وټضرب كفيها ببعضهما بحسرة بينما لوت دينا شفتيها بضيق وتمتمت وهي تذكر إختطافه لها
_ لا محترم اوي !
تطلعت هناء إلى دينا بإستغراب وتساءلت بعد تأكدها من خروج علا
_ معلش بس هو مين يامن ده
أجابت دينا وهي تشير بيدها إلى مكان عشوائي
_ ابن عم صاحبتي الي ساكنين هنا جنبنا مش عارفة هو يعرفني ازاي بس بعد ما شفته أول مرة لقيته جه وخطبني بس أنا رفضت .
_ ورفضت ليه
هزت دينا كتفيها مجيبة ببساطة
_ مش عايزاه .
_ بس على
حسب كلام خالتو علا هو خطبك مرتين وشاريك صح
أومأت دينا برأسها ثم أردفت
_ بس أنا مش بحبه !
نظرت هناء إليها بتمعن ثم قالت
_ انت بتحبي واحد تاني
نظرت إليها دينا پصدمة لكنها أومأت برأسها ثم تساءلت
_ عرفت ازاي
رفعت هناء كتفيها قائلة
_ توقع مش أكتر .. بس هو مين الولد الي بتحبيه ده
_ واحد كان زميلي في الثانوية ..
_ يعني انت بتحبيه من الثانوي
تساءلت هناء بدهشة فأومأت دينا بإيجاب وأردفت
_ ايوة ومن اولى ثانوي كمان وهو برضه كان دايما بيلمحلي انه بيحبني بس من أول ما دخلت الجامعة مشفتوش .
_ طب حبيتيه ليه
أجابت دينا بعد تفكير
_ شخصيته جذبتني تحسي ان عنده كاريزما وفي نفس الوقت فرفوش والكل بيحبه !
أومأت هناء بتفهم ثم فاجأتها بسؤالها التالي بعد ثانيتين
من الصمت
_ افهم من كلامك انه لو مظهرش في حياتك هتفضلي ترفضي العرسان الي بتجيلك لحد ما تعنسي
_ هروح عند دينا الأول لما نرجع عشان اطمن على هناء ايه رايك تروحي معايا يا مريم
قالتها بدور التي تجلس بجانب مريم بسيارة رسلان
في الخلف فأومأت مريم موافقة وهي تحاول كتم ضحكاتها على نظرات رسلان الحانقةلهما بسبب إصرارهما على عدم جلوس إحداهما بالمقعد الأمامي ليأخذا راحتيهما بالحديث فبدا وكأنه سائقهما الخاص .
لم تنتبه بدور إلى نظراته أو ضيقه وسكتت ناظرة إلى الطريق عبر النافذة حتى بدأت تشرد في حياتها التي تغيرت فور ظهور أبيها وإختفاءخالها منها والقصة التي سمعتها من والدها والتي تشعر أن وراءها قصة أخرى فهي متأكدة أن والدتها لم تتزوج منه إنتقاما لأخيها كماأخبرها .. وما سيساعدها على معرفة الحقيقة الكاملة هو
إنتفضت من مكانها فجأة جاذبة إنتباه كل من رسلان ومريم وتساءلت موجهة سؤالها إلى رسلان
_ انت عملت ايه في حكاية الست الي شبه ماما الي شفتها في المول
نظر إليها رسلان من خلال مرآة السيارة مجيبا بهدوء
_ عرفت اوصل للمكان الي هي ساكنة فيه بس لسه مشفتهاش .. هروح بكرة
قاطعته بدور صائحة بلهفة
_ هروح معاك !
سكت رسلان وحول نظره
إلى الطريق دون أن يجيب وكانت هي تنتظر إجابته بلهفة حتى قال أخيرا
_ هفكر .
جلست بجوار إبنتها وخالها حول مائدة الطعام بعد إصراره على تناول الغداء معهم أولا ثم المغادرة لتجهز نفسها للسفر .. إنتبه عبد الرحمنإلى غياب عائشة وياسين فتساءل بإستغراب
_ امال عائشة وياسين فين
هز الجميع أكتافهم بجهل وأردف أكرم وهو يبحث عن بدور ورسلان
_ بدور ورسلان كمان مختفيين .
_ رسلان اخد مريم وبدور معاه وقالي انهم هيتغدوا برا بس ياسين مقاليش حاجة .
وفور إنتهاء عبد الرحمان من إلقاء كلماته دخلت عائشة بهدوء وألقت التحية ثم جلست بجوار خالد ونظرت إليه نظرة فهم معناها فأومأ برأسهثم وقف وتحدث مخاطبا عبد الرحمن
_ أنا هروح أجيب ياسين واجي مش هتأخر يا جدو .
عقد عبد الرحمن حاجبيه بإستغراب وقبل أن يسأل عما حدث وجد خالد يخرج من غرفة الطعام سريعا ومعه عائشة فشعر بالقلق على حفيدهولم يستطع أن يمد يديه إلى الطعام من قلقه .. لكنه إبتسم عندما عاد خالد بعد دقيقتين ومعه ياسين وعائشة وخلفهم آخر شخص توقعواقدومه شخص جعل عيني محمد تجحظان وهو يهمس
_ يمنى
إبتسمت يمنى وهي تنظر إلى عبد الرحمن قائلة
_ ايه يا عمي هو أنا مش مرحب بيا هنا والا ايه
نظر إليها عبد الرحمن بغموض ثم هتف وهو يشير لها بالجلوس
_ لا ازاي يا بنتي اتفضلي .
حولت أنظارها على جميع من بالغرفة وخاصة بثينة التي حاولت تجنبها قدر المستطاع بإستغراب من تواجدها هنا .. جلس كل واحد بمكانهوجلست يمنى بجوار عائشة ثم بدؤوا في تناول الطعام في جو ساده التوتر بسبب ظهور طليقة محمد فجأة وتحديدا في نفس الوقت الذيحضرت فيه بثينة .
ومن جهة أخرى كان هو ينظر إلى طبقه بتشتت ولم يأكل منه شيئا .. لم يرها منذ فترة طويلة فقد كان يتجنب مقابلتها ولو صدفة حتى لايضعف أمام مشاعره ناحيتها والتي بقيت مخلصة لها طوال هذه السنين .. وظهورها أمامه بعد كل هذه المدة شقلب كيانه وحرك مشاعرهالتي كانت في سبات عميق بسبب غيابها الطويل .
لعنها في سره بسبب ما فعله ظهورها به في لحظة غير مدرك لحالتها التي لم تكن أفضل من حالته فهي أيضا تشتاق إليه ورغم زواجهامن آخر إلا أنها مازالت تحتفظ بمشاعرها ناحيته وكان قرار ظهورها هذا نابعا من غيرتها التي لم تنتهي عليه من هذه التي تدعى .. بثينة !
حولت أنظارها إلى هذه المرأة التي كانت قبل سنوات شابة صغيرة تتدلل على حبيبها .. وعندما علمت بقدومها الآن لم تستطع منع نفسها منالمجيء لتضع لها حدا إن حاولت التقرب إليه ثانية .. لكنها كانت تبدو هادئة ولا يظهر بأنها تنوي على شيء على عكس إبنتها التي لاحظتيمنى نظرات الإعجاب التي كانت توزعها على شباب العائلة بما فيهم خالد وعدي وكذلك ياسين !
بعد إنتهائهم من تناول الغداء إختفى محمد من بينهم تماما تجنبا لمواجهتها وجلست يمنى مع إبنتها حيث الجميع وهي سعيدة لترحيبهمبها متناسين ما حصل سابقا .. إلى أن جاء موعد ذهاب بثينة والتي ودعت الجميع حتى إبنتها ثم خرجت من بوابة القصر لكن صوت يمنىالتي تبعتها أوقفها
_ استني .
إستدارت إليها بثينة بهدوء ثم قالت بإبتسامة
_ مش عارفة انت هنا ليه بس واضح انك لسه بتغيري على محمد مني حتى بعد
إنفصالكم بس متقلقيش أنا مبقتش بحبه ولا بفكر في
قاطعتها يمنى قائلة بحدة رغم الراحة التي سيطرت عليها عند سماعها لكلماتها
_ أنا مش جاية عشان كده لان مبقاش في حاجة بيني وبين محمد