الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية أسرار عائلتي بقلم أروى مراد

انت في الصفحة 42 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

الاخر !
خرج من باب الفيلا التي يعيش بها مع والده وهو يحمل هاتفه يحاول الإتصال بشخص ما وعلى ثغره ترتسم إبتسامة خبيثة لكنه توقففجأة وهو يلاحظ وقوف أحدهم في مكان غير بعيد وبصره مسلط عليه .
دقق النظر فيه أكثر حتى عرفه فورا فاقترب منه قائلا 
_ عدي انت جاي هنا ليه للدرجادي وحشتك 
إبتسم عدي بتهكم وهتف 
_ اه معقول انا موحشتكش يا وائل 
تجاهل وائل سؤاله وسأله ببرود 
_ انت جاي هنا ليه 
بادله عدي نفس نظرته قائلا 
_ جاي عشان اعرف ايه علاقتك بهناء وعملت معاها الي عملته ليه مر شهران على كل تلك الأحداث تمت خلالهما خطوبة أمجد وملاكوكذلك أدهم وسرين والتي أبلغته بموافقتها بعد أسبوعين تقريبا من ذلك اليوم وكذلك عادت يمنى إلى عصمة محمد مرة أخرى .. واليوم
يقام حفل زفاف كل من رسلان وبدور ياسين وعائشة وأمجد وملاك في حديقة القصر والتي كانت تعج بالحاضرين من أقارب وأصحاب وزملاء..
إنهالت المباركات على العرسان وإشتغلت الموسيقى ليبدؤوا الرقص بينما كان أكرم ينظر إلى السعادة البادية على وجوه أبنائه الثلاثة بدمعةتأثر ظهرت في عينيه.
تنهد وهو يمسك صورة ليليا ويوجهها نحوهم قائلا وكأنها تشهد الحفل معه 
_ شايفة ولادك يا ليليا كبروا وأول اتنين منهم اتجوزوا وآخر العنقود الي شبهك اتجوزت برضه !
نزلت تلك الدمعة الوحيدة على خده فمسحها فورا ثم تابع التحديق في أبنائه بسعادة كبيرة إمتزجت ببعض الحزن بسبب غياب ليليا عن هذهالمناسبة .
وفي زاوية أخرى من الحفل كان يامن يجلس بجوار دينا وهو يتمعن النظر فيها بدلا من متابعة الحفل وعندما إنتبهت هي إلى تحديقه بهارفعت حاجبيها قائلة 
_ انت بتبصلي ليه 
أجاب يامن دون أن يبعد بصره عنها 
_ بحس باحساس حلو اوي لما ابصلك وبصراحة الاحساس ده عندي اهم من الفرح وانا مش عايز اضيع الفرصة .
أخفضت دينا رأسها بخجل ولم تستطع حتى أن تجيبه بينما أردف هو بتذمر 
_ لو كنت وافقت نعمل الفرح معاهم كانت ډخلتنا هتبقى النهاردة !
_ يامن أنا لسه معرفكش ومحتاجة وقت نتعرف فيه على بعض أكتر يا ريت تقدر الموضوع ده .
قوس يامن شفتيه بضيق لكنه تمتم
بإنصياع 
_ حاضر . وفي زاوية ثانية جلس أدهم مع سرين وبراءة على طاولة واحدة وقد كان أدهم يرمق براءة بغيظ فهي ومنذ خطوبتهما لم تدعهمايجلسان على إنفراد ولو لمرة واحدة حتى شعر أدهم أنها تفعل ذلك عمدا .
غمزت براءة لسرين وهي ترى الغيظ مرتسما على وجه والدها فابتسمت الأخرى وهي ترمق براءة بنظرات شاكرة فهي من طلبت منها عدمتركهما لمفردهما لأنها بدأت تشعر بالخجل منه حقا وتخشى أن يزيد خجلها بكلمات يمكن أن يلقيها عليها .
زفر أدهم بحنق من نظراتهما التي لم يفهم معناها ثم هتف 
_ هتفضلوا ساكتين كده كتير 
_ هنتكلم في ايه مثلا 
قالت براءة وهي تنظر إليه بخبث لكنه تجاهلها وتحدث إلى سرين قائلا 
_ احنا هنعمل الفرح امتى 
توترت سرين عند سماعها لسؤاله ثم أجابت بتفكير 
_ ممكن بعد سنة او اتنين 
ظهر الإعتراض على وجه أدهم وصاح نافيا الفكرة 
_ لا هي ستة شهور مش أكتر أنا مش هستنى أكتر من كده .
_ لا هي سنة مش هتقل عن كده .
_ وأنا قولت ستة شهور !
_ وأنا قولت 
قاطعها صوت براءة التي صړخت بنفاذ صبر 
_ باااسس ! خلاص صدعتوني !
سكت كلاهما وهما ينظران إلى براءة ثم عادا ينظران إلى بعضهم البعض قبل أن يتحدث أدهم قائلا 
_ خلاص هتنازل واخليها سنة بس مكترش من سنة اوك 
أومأت سرين بموافقة وقالت 
_ اتفقنا .
_ ادخلي برجلك اليمين يا عروسة !
قالها رسلان ببسمة صغيرة وهو يفتح باب غرفته التي غير أثاثها بالكامل لتناسب كلاهما فرفعت بدور طرف فستانها الأبيض ودخلت برجلهااليمنى بعد أن ذكرت اسم الله في سرها ودخل هو خلفها ثم أغلق الباب .
إستدارت إليه بدور تنتظر منه أن ينطق بأي كلمة لكنه قبل ذلك إقترب منها وقبل جبينها بحنان ثم إبتعد قائلا 
_ مبارك .
_ الله يبارك فيك .
أجابت بدور بصوت خاڤت وهي تخفض رأسها بخجل فابتسم
لذلك ثم حدثها بهدوء 
_ يلا روحي غيري هدومك وتعالي نصلي مع بعض .
أومأت بدور برأسها ثم إتجهت إلى الحمام وغابت به لدقائق إستمع خلالها رسلان إلى صوت المياه فعلم أنها تستحم بدلا من تغيير ملابسهافقط .
_ كنت فاكرة ساعتها انك اخويا .
_ رغم اني كنت بكلمك ببرود ساعتها بس أنا في الحقيقة اتحرجت اوي من الموقف الي حطيت نفسي فيه .
ضحكت بدور بشدة واكتفى هو بمراقبة ضحكتها ثم هتف 
_ يلا البسي هدومك وانا برضه هغير واجي عشان نبدا حياتنا بالصلاة .
_ حاضر .
بعد إنتهائهم من الصلاة جلس كل من ياسين وعائشة لتناول الطعام والذي لم يتذوق ياسين منه شيئا وبقي فقط يحدق بعائشة بإبتسامةصغيرة .
_ بحبك .
وضعت عائشة يدها على خدها وإبتسمت بخجل قائلة 
_ وأنا كمان بحبك .
_ كدابة .
طالعته عائشة بدهشة عندما إتهمها بالكذب بينما أردف ياسين بتذمر 
_ انت من أول ما طنط يمنى جت هنا وانت مش بتكلميني خالص تقريبا هو ده الحب عندك 
وقبل أن
_ بس خلاص انت دلوقتي بقيت بتاعتي لوحدي
.
إبتعدت عائشة عنه بخجل وحاولت الحديث لكنه سحبها إليه مرة أخرى وهو يقول 
_ الا قوليلي احنا هنسمي ولادنا ايه 
كان يجلس على السرير ينتظر خروجها من الحمام والذي شعر أنها تأخرت داخله كثيرا وعندما كاد يحدثها من الخارج حتى يتأكد أنهابخير وجدها تخرج أخيرا وهي ترتدي أسدال الصلاة وتسلط بصرها على الأرض .
_ قولتيلي انك هتحكيلي على سبب العقد بتاعك لما نتجوز مستعدة تحكي 
_ أنا السبب في م وت ماما وبابا .
رفع أمجد حاجبيه بدهشة وكاد يقاطعها متسائلا عن سبب قولها لذلك لكنه قرر أن يسمح لها بإخراج كل ما بجعبتها دون مقاطعتها بينمااسترسلت ملاك موضحة حديثها من أول القصة 
_ أولا أنا مكنتش كده في ثانوي أنا كنت شبه بنات اليومين دول واحدة بتهتم بالمظاهر والموضة وبتصاحب شباب عادي ورغم ان باباوماما كانوا بيعترضوا على الي بعمله بس انا مهتمتش وحسيت انهم بيبالغوا .
سكتت قليلا تنتظر ردة فعل أمجد لكنه قال بهدوء 
_ كملي .
أومأت برأسها ثم واصلت 
_ كنت دايما بحكي للشلة بتاعتي كل حاجة عن حياتي تقريبا وحتى بحكيلهم عن كل تفصيلة تحصل في البيت ومفكرتش في ان ده ممكنيكون غلط لحد ما بقوا بيعرفوا كل حاجة عننا حتى مواعيدنا وكل واحد فينا بيطلع امتى وبيرجع امتى .. لحد ما في يوم 
إبتلعت ملاك غصتها عند وصولها إلى ذلك اليوم فربت أمجد على ظهرها ليبثها الأمان بينما استرسلت قائلة 
_ في اليوم ده كنت المفروض انا اقعد في البيت وبابا وماما يطلعوا بس مش فاكرة حصل ايه عشان اطلع انا يومها وهما يفضلوا في البيتبس لما رجعت لقيتهم سايحين في ډم هم وو 
قطعت كلامها وهي تبدأ في البكاء فجأة فحاول أمجد تهدئتها وحاول تخطي ذلك الجزء قائلا 
_ حصل ايه بعد كده 
_ لما الق اتل اتمسك عرفته على طول لاني كنت دايما بشوفه واقف مع واحد من الولاد الي في الشلة بتاعتي والولد ده طلع اخد منالراجل فلوس عشان يديه مكاني واني هقعد لوحدي امتى عشان يجي وياخد مني الي هو عاوزه بس لما لاقى ماما وبابا بدالي ق تلهم !
أنتتابع البكاء وأخذ أمجد يربت على ظهرها وهو شارد في كلامها حتى هدأت قليلا فقال 
_ انت مؤمنة بالقضاء والقدر 
أبعدت ملاك وجهها عنه قليلا وطالعته باستغراب لكنها سرعان ما فهمت سبب سؤاله فأجابت 
_ ايوة وعارفة ان م وت بابا وماما قضاء وقدر بس ڠصب عني بحس اني السبب !
_ طب بصي للناحية الإيجابية انت بسبب الحاډثة دي
بقيت قريبة من ربنا واتعلمت ان أسرار بيتك مينفعش تطلع برا مش ده احسن منانهم يموتوا م وتة طبيعية وانت تفضلي على الحال الي كنت عليه 
أومأت ملاك برأسها فابتسم أمجد قبل أن يردف 
_ وبعدين هما اه م اتوا في الدنيا بس لسه فيه آخرة ولازم نعمل لآخرتنا عشان نقابلهم في الجنة .
أومأت ملاك ثانية بابتسامة صغيرة ثم قالت بامتنان 
_ شكرا ليك على كلامك يا دكتور .
إختفت إبتسامة أمجد وردد باستنكار 
_ دكتور امال لو مكنش فرحنا النهاردة !
ضحكت ملاك بخفة بينما أردف أمجد وكأنه يحدث فتاة صغيرة مازالت تتعلم النطق 
_ طب قولي أمجد كده ..
بعد مرور يومين كان موعد عقد قران هناء وسليم وكان كل شيء جاهزا وفي مكانه الشيخ الذي سيعقد القران سليم وعامر وكذلك هناءالتي كانت تشعر بقلق شديد تجهل سببه .
بدأ الشيخ في ترديد الكلام المعتاد ولكن قاطعه عن ذلك دخول شخص ما بقوة وهو يصيح 
_ استنى يا شيخنا في حاجة مهمة لازم الكل يعرفها قبل ما يكتبوا الكتاب .
إستدار الجميع إلى ذلك الشخص والذي كان عدي وهو يمسك شخصا آخر من قفاه ووجهه مليء بالكدمات جحظت عين رشاد عندما تعرفعليه سريعا فهو الوحيد الذي رآه رفقة هناء في تلك الليلة .
_ وائل !
صاح رشاد وهو يرمقه پحقد بينما نظر عامر ودينا إليه سريعا ليتعرفوا على ذلك البغيض الذي ډم ر مستقبل هناء لكن وقبل أن ينطقأحدهم بحرف كان عدي يهتف بصوت مسموع 
_ وائل جاي عشان يقولكم الحقيقة الي لازم تعرفوها ..
أنهى كلامه وهو يرمق وائل مجبرا إياه على الحديث فقال هذا الأخير مجبرا 
_ هناء لسه عذراء أنا ملمستهاش لانها .. أختي .
جحظت عين نادية وسليم بينما إعتلت الدهشة وجوه البقية
قبل أن يواصل وائل سريعا حتى لا يقاطعه أحد 
_ بنتكم حلا غلطت مع بابا زمان وانا جيت نتيجة الغلطة دي وبدل ما حلا تتجوز بابا راحت اتجوزت عابد الي حبها وقبل انه يستر عليهالان بابا ساعتها كان مفلس والفترة الي سافروا فيها برا مصر بحجة ان عابد كان عايز يدور على شغل هناك هي ولدتني فيها وبعدهاسابتني عند بابا ومسألتش عني خالص .
لاح عدم التصديق على وجوه الجميع لكن وائل لم يهتم بتصديقهم من عدمه وهو يسترسل 
_ بابا حكالي الي حصل وقالي انه كان بيحبها بس هو حس بالاه انة لما سابته عشان راجل تاني وعشان كده حق دت عليهم وقتلتهمولاني مكنتش هعرف اعمل حاجة لهناء لانها اختي وهمتها انها مبقتش بنت ونادية ساعدتني في ده وبعدها عرضت
عليكم انها تتجوز سليموده عشان ابقى عارف عنها كل حاجة واقدر اعمل فيها الي انا عايزه بمساعدة سليم طبعا .
أنهى كلامه الذي ألقاه سريعا ثم أغمض عينيه غير مبال بالصدمة التي تركها على وجوه أفراد العائلة والتي تدفقت إثرها الذكريات إلى عقلهناء
41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 44 صفحات