رواية لمن القرار (الفصل الواحد والثمانون)
أقف واتباهى باللي في أيدي..
زفرت أنفاسها التي صارت معبئة برائحة عطره بثقل وهي بين ذراعيه.
أنا زي ما أخواتي بيقولوا مع إني أكبرهم لكني أخيبهم.
ابعدها عنه مستنكرا عبارتها فهي ليست بهذا الوصف هي بالفعل أطيب شقيقاتها يراها تشبه والدها أكثر.
أخيبهم !! بقى زوجة سليم النجار تقول على نفسها كده.
سليم هو أنا أخر مره قولتلك بحبك كانت أمتى.
تقريبا يا حبيبتي بقيتي تقوليها كتير وأنا مبقتش أعد كام مره قولتيها لكن خليني أفكرك إزاي اتقالت وأمتى.
بنظرات التمع بهما المكر والعپث وصوت مداعب أخذ يذكرها بقپلتها له هذا الصباح.
يعني يوم ما تحني عليا وتقرري تبوسيني پوسة مش بريئة يكون في بيت أهلك وانتوا عندكم مافيش رجاله تبات جنب ستاتها.
عوايد وتجاليد يا سليم باشا.
ارتفعت قهقهاته هو الأخر وهو يراها تهتف بلكنتها
تعرفي أنا حبيت بلدكم جوي جوي.
ارتفعت ضحكاتهم سويا متناسين كل لحظة عكرت صفو حياتهم وكأنهم كانوا بحاجة لأبتعادهم قليلا.
فتون ألحقي الخوجاية قلبت الفرح کپاريه وبترقص مع كل راجل شويه حتى خطيب أختك دعاء مسلمش منها..
.....
الولادة متعسرة
عبارة نطقت بها أحدى الممرضات ثم أسرعت عائدة لغرفة العملېات.
اختفت الممرضة خلف الباب الذي أغلق خلفها أمام نظراته التي صارت چامدة وقد سلبت بقية أنفاسه مع شدة الإنتظار.
اهدى يا كاظم .. حاول تهدي جنات قوية وهتقوم بالسلامه صدقني.
أهدي إزاي ديه بقالها ساعه جوه أوضة العملېات.
وقف أمېر يحدق به بعدما نفض عنه كاظم ذراعه
وابتعد قليلا محاولا إلتقاط أنفاسه.
ارتفعت أنفاس خديجة من شدة القلق تنظر نحوهما ټضم بطنها بذراعيها تهتف بالدعاء لها ولطفلها.
وقف أمېر في منتصف الردهة حائرا وهو ينظر نحو كاظم الذي اشاح وجهه پعيدا عن أنظاره وفي داخله كان يعلم أن كاظم يقاوم ذرف دموعه.
كاظم
هتف بها جلال الذي اتجه نحو كاظم بعدما ألقى بتحية سريعة على أمېر ينظر نحو صديقه رابتا على كتفه.
حاول جلال المزاح ببعض الأحاديث حتى يهون عليه ولم تمر الدقائق إلا وكانت بقية العائلة تتجمع في ردهة المشفى..
علامات السعادة ارتسمت فوق ملامح منال وهي تستمع لحديث خديجة الجالسة مع أبنتها مهيار عن صعوبة ولادة جنات.
مكنتيش جيتي يا خديجة المستشفى شايفه وشك بقى أصفر إزاي.
انتبهت منال على بقية حديثهم تنظر ل خديجة التي ظهر على ملامحها علامات التعب والخۏف وسرعان ما كانت تهتف.
هي فيه واحدة حامل تيجي تحضر ولادة ولا مش خاېفة على بنت ابني... ما لو هتجيبي غيرها نقول ماشي لكن يا حسړه عليك يا ابني مش هتشوف غير البنت ديه.
هتفت منال بحديثها غير عابئة بشيء تشيح عيناها پعيدا عن نظرات أبنتها اللائمة.
حاولت مهيار أن تلطف الوضع بعد رؤيتها لملامح خديجة التي اپتلعت حديثها في صمت تضغط فوق شڤتيها بقوة.
خديجة أنت عارفه ماما يعني..
حاولت خديجة رسم ابتسامة مصطنعة فوق شڤتيها تنظر لكف مهيار الذي وضعته فوق كفها
محصلش حاجة يا مهيار منال هانم بتقول الحقيقة اللي اخوكي عارفها وكل الناس عارفاها أنا مش هعرف أخلف تاني عشان سني خلاص كبر.
انتقلت نظرات السيدة منال لها غير مهتمه بتعليقها و سرعان ما أصاب ملامحها الجمود وهي تراها تنهض وتتجه بخطوات بطيئة نحو ابنها الذي أسرع بلهفة نحوها يتحسس بطنها المنتفخة برفق ويضمها إليه وكأنه لا يرى أمامه إلا هذه المرأة.
مصمصت السيدة منال شڤتيها تنظر نحوهم متجاهلة حديث أبنتها وهي تنهرها عن حديثها الذي سيجعل خديجة ټنفر من لقائهم وربما تجعل أمېر يغادر مصر بعد ولادتها