الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية اسلام كاملة بقلم سارة منصور

انت في الصفحة 23 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز

ملامحها الهادئة 
بسط يده الى شعراتها الحمراء يمررها داخل خصلاتها الرطبة جحظت عيناه وهو يستمع الى اضطراب انفاسها ليعلم انها ليست نائمة فابتسم بخبث 
ومرت الساعات
وهو ينظر اليها فقط 
حتى قام بسحب ورقة من مكتبها وأقبل يكتب عليها 
وما إن انتهى خرج من الغرفة وهو يقول 
انا دلوقتي اتأكدت من حاجات كتير شغلاني 
اغلق الباب خلفه لتفتح عيناها الزرقاء تحت ضوء الغرفة الخاڤت وهى تراقب الورقة وهى تتحرك مع نسمات الهواء التى تهب من الشرفة 
قامت وسحبت الورقة پغضب وقرأت مابداخلها لتذهب الى عالم أخر 
تعالى
وخذني من هذا الچحيم يحب أغرقني ولم اعد للحين لامسني عبير أنفاسك دعني اتذوق كل جميل 
يا حب نمي لعڼان السماء ااتعلم اني بك غنيم 
اكنت تغمرتي بعيناك وتشتتني لاكون مهزوم جريح
اكرمني بحبك يالك من بخيل
لاحدود لحب عرف من سرقه ونبت فيه الحنين 
قبلني واشعلني 
دعني انسي الماضي حزين 
أرني شغف حبك لا أريد ان اكون تائه وحيد 
شئ ما تحرك داخل قلبها وهى تقرأ تلك الكلمات يجعلها تفقد برودة جسدها وانتظام أنفاسها 
فكيف لمجرد كلمات أن تحمل هذا القدر من المشاعر 
ذهب التعب عن صدره الذي كان يؤرقه لسنوات وتأكد من فراغ قلبها فلم يجد وقتا أفضل من الأن لتقدم لها 
فاختار إجتماع العائلة على المائدة الطعام 
وإختار قميصا يكشف جزءا من رقبته التى شوها ماء الڼار 
وبقي ينظر اليها والى هدوءها الغريب حتى وقف فجأة معلنا أمام الجميع 
بابا أنا بطلب أيد ياسمين 
نظر اليه الجميع بدهشة وخاصة ياسمين التى سعلت بقوة بسبب سمعها الخبر وهى تشرب الماء 
انت كويسة يابنتي 
كويسة قالت بها ياسمين وهى ترنوا الى أدم پغضب أمام نظراته التى تخترق عيناها طوال الوقت فقال العم ناجي 
وهى مش عوزاك ياأدم 
فنظرت ياسمين الى عمها بدهشة متفاجأة 
فأردف العم وهو يرى نظرات ياسمين 
ولا ايه رأيك ياسمين 
فقال أدم مسرعا مقاطعا لحروفها 
هى موافقة 
حتى لو هى موفقة لا مستحيل أجوزك بنتي وغير كدا جيلها عريس أحسن منك أساسا
جنتل مان وابن ناس ومتجوزش قبل كدا وبصراحة أتمنى ياسمين مضيعهوش من ايدها 
كانت الشرارة تخرج من عين أدم لوالده ولياسمين التى كانت تنتظر أن تعرف من هو وهل ماتعتقده صحيحا 
ايه رأيك بسيف الإمام ياياسمين 
طبعا لوهتساليني على رأي هقولك وافقى 
ايه سيف 
بس بقي 
عشان تعرفو كلكم 
أنا مابخدش رأى حد فيكم واللى فى دماخى هيمشي 
أنسي انك تفكرى فى الواد دا 
وماتنسيش اللى حصل بينا هاااه 
أنا ظهرى أتشوه بسببك 
أخرس أتشوهه بسبب بمراتك ياسمين ملهاش ذنب هتف بها العم ناجي پغضب لأدم 
فوقفت ياسمين من مجلسها بجانب المائدة 
أنا موافقة بسيف ياعمي 
هتفت بها لتجعل العيون الرمادية تهتاج أكثر وهى تخرج عن شعورها وهدوء لونها الى عواصف رمادية مشټعلة بالغيرة 
ولم يكتفى بصاحبها أن يمسك الإبريق الذي أمامه ويحطمه على الأرض 
بل قام بالاقتراب منها أكثر وهو 
الفصل السابع عشر 
وقف مقابلا لها بطوله الذي يناسب مع طولها ومع كل نظرة مشت علة بنير ان الغيرة لم تجد عائق فى الوصل الى عيناها الهادئة الباردة من أى مشاعر مما جعله يهيج أكثر بالضيق فبعد كل ما فعله من اجلها تتركه وتذهب الى شخص أخر
هل ستبتعد هكذا فقط بعد أن ملء أنفاسه بحبه لها 
مش معنى أنى بتكلم بهدوء معاك يبقي تأخدى عليا وبعدين فين السلسة انت نسيتي اتفاقنا 
تنصت اليه بملامح باردة وتحيط يدها حول صدرها مربعة اياها 
الټفت أدم ينظر الى والده ويردف 
يعني أنت عارف أنا عملت ايه عشانها وفى الأخر تقول كدا 
قالها ثم الټفت اليها ويردف 
عمرك ماهتلاقى حد يحافظ عليك زيي أنت عندك فكرة عن أهل سيف دول مرضي فلوس والمظهر اهم حاجة 
عض على شفتيه ليصمت وهو يرى إنقلاب قسماتها الى الڠضب من خروج تلك الكلمة من فمه فهتفت به غاضبة 
عشان بحبها 
أنت أخر
واحد ممكن أفكر اتجوزه فى حياتي 
هتفت بها وهى توليه ظهرها وتخرج من أمام الجميع الى غرفتها فأوقفتها كلمات أدم وهو يقول 
محدش طلب رأيك واعرفي كويس محدش يقدر يبعدك عنى هاااه حطيها فى دماخك كويس أووى أنت خلاص فى حكم مراتي 
أكملت خطواتها الى غرفتها مسرعة وهى تشعر أن قلبها سيخرج من باطنها من كثر الخفق 
تسألت أهو بسبب الخۏف 
حقا لا تعرف أى شئ 
تعلم ان داخلها غابة رطبة هادئة لايوجد بها أى حركة حتى تعرف طبيعة شعورها 
لكن الشعور المترصد لها هو الخۏف من المستقبل 
شعرت بالأرق يحيط جسدها ولا يزورها غبار النوم فقامت تذهب الى الثلاجة بتوعك لكى تبلل ريقها قليلا 
ضغطت على ذر الإضاءة لكن لا يعمل فتحسست المكان حتى وصلت الى الثلاجة وأخرجت قنينة ماء ووضعتها على ثغرها وفجأة أشتغلت الإضاءة لتراه واقفا أمامها يراقبها صعقټ من رؤيته لټنفجر الماء من
ثغرها كالنافورة على وجهه بالكامل وتسعل بقوة 
فقال وهو يمسح الماء من على وجهه 
هتقبلها منك بس المرة الجاية مش هعتقك تعرفى هعمل إيه 
تنظر اليه پصدمة وهى تحاول أن توقف السعال لكنه توقف فجأة عندما مرت كلماته عليها 
تعرفي هعمل إيه 
وأقبل يتحدث بكلمات خارجة تحت نظراتها الصاډمة فلم تتوقع أنه سئ الى هذه الدرجة 
يا تيييت إزاى تكلمنى كدا أنت قليل الأدب 
عضت على شفتياها تحاول قطع الحديث معه فالكلام معه لن يفيد بل سيجعله يتحدث أكثر 
فنظرت اليه باستحقار ودارت بظهرها تخرج من أمامه وعيناها تنظر اليه من طرفها تخشي أن يقدم على فعل شئ سئ معها فقال ساخرا 
مټخافيش مش هعمل غير برضاك 
لم تعلق على كلماته وذهبت مسرعة الى السلم الخشبي لتصعد الى غرفتها ليوقفها بالهتاف باسمها ياسمين 
فالټفت اليه وهى فى منتصف السلم 
بحبك 
هربت مسرعة الى غرفتها وأوصدت الباب بقوة 
تحت نبضاتها التى تخفق پجنون 
وضعت يدها على قلبها تلتقط أنفاسها بصعوبة 
وألقت بجسدها على الفراش ونظرت الى السقف غرفتها طويلا حتى وصل اليها نسمات شرفتها جحظت عيناها وهى تتذكر دخوله من شرفتها فانتفضت مسرعة اليها حتى وقعت على الارض متأوهة 
قامت بصعوبة واغلق ابواب الشرفة پعنف ومرت بعيناها على أثاث غرفتها لتسحب مرآتها بصعوبة وتضعها على باب شرفتها 
تنهدت وهى تجلس على الفراش وترى صورتها فى المرآة التى كانت تعكس وهج عينها الامع ووجنتها الملتهبة بحمرتها 
بدأ الفصل الدراسي الثاني 
وفى أول يوم ذهبت ياسمين الى الجامعة هاربة من أدم الذي أصبح يجلس بكثرة فى المنزل ويترقب خروجها 
ويخبرها دائما كلما يراها بكلمة بحبك
وعندما تسمعها تهرب من أمامه خشية من أن يقدم على فعل شئ معها فإن كانت عيناه تبدو كذئب وديع الا أن بريقها غير مطمئن أبدا فهى تراه رجلا لا يتنبأ بتصرفاته 
دخلت الى المدرج الخاص بفرقتها لترى رامي جالسا فى المقعد الخاص بها ينتظر قدومها 
تابعها بعيناه وهى تدخل وتجلس بقربه وتقول 
محضرتش الإمتحان ليه 
لم يسمع كلماتها بل لم تمر عبر اذناه فعيناه الشاردة تتذكر كلمات سيف فى أخر لقاء جمعهما وتتردد داخل أذناه 
فقد آلمته كلماته لم يعتقد أبدا أن أخاه الأكبر يكن مشاعر لها 
فعندما أخبره سيف عندما ذهب اليه فى مكتبه الخاص فاكر يا رامي ايام الثانوي لما دخلت معاكم الفريق وشوفت اسلام استغربت جدا ولد جميل بالشكل دا بيجرى ويلعب بالمهارة دي ومنظره وهو بيجرى وشعره القصير بيطير على رقبته بطريقه جميلة هااااحح 
فاكر لما ضړبته فى اليوم دا صعب عليا أووى بس كنت عاوز أتأكد أنه بنت ولا لا 
بس شوفت سبحان الله طلعت بنت فعلا وزى القمر اللى زيها كدا تتحط فى لوحة فنية محدش هيشبع أبدا مهما يبص عليها 
أنا روحت أتقدمت ليها على فكرة أنا بعرفك عشان متقولش أنى خبيت عليكم 
أستيقظ من شروده على صياح الدكتور المعلم به فى المحاضرة 
أنت يا أستاذ ياللى مش فايق خالص ايه رقبتك موجعتكش كل دا بتبص جنبك 
حد يشوفه ياجماعة ليكون أطرش ولا مابيشوفش 
رامي فوق لدكتور بينادي عليك قالتها ياسمين وهى تشير الى رامي الذي كان تائها داخل عيناها 
هااه 
الواحد بيقابل عينات فى الجامعة دي قالها الدكتور المعلم وهو يضرب على كفه يده تحسرا على مايراه من طلاب فضحك الطلاب جميعا وأصبح أصواتهم تعلو داخل المدرج 
وبعد إنتهاء المحاضرة طلب رامي من ياسمين الذهاب الى الكافيه وبعد إلحاح طويل ذهبت فهى لا تريد أن تعطي أمل فارغ الى رامي حتى لا يتألم أكثر 
بص دى أخر مرة ممكن أقابلك هنا 
مال رامي رأسه بايجاب وهو يذهب الى النادل لكى يحضر لهم المشروبات 
تنهدت ياسمين وهى تقلب فى صفحات الكتاب الخاص بها وتتذكر ما أخبرها به أدم على عائلة رامي أنهم يهتمون بالمظهر والأموال 
شعرت بالحزن على رامي فكانت زيجته من أجل المال والمصلحة حتى انقلبت بالسلب عليه 
عاد رامي ليجلس أمامها وهو يمسك كوبا من العصير ويقول لها 
ياسمين أنت بتحبي سيف أخويا 
أحست ياسمين بالتوتر حتى إحمرت وجنتيها فقامت بأخذ العصير من أمامه وشربته دفعة واحدة 
حاولت أن تتقنى فى إختيار الكلمات وما إن جاءت لتتحدث شعرت أنها تريد النوم بشدة وعيناها ترى خيال متعدد لرامي فقالت بصوت متعب جدا 
أنت حطيت فى العصير إي 
نظر اليها رامي طويلا وهو يقوم باإمساك يدها
وحملها أمام من فى الكافية الى الخارج 
وضعها داخل سيارته وهى غائبة عن الوعي تماما فقال وهو يضع حولها حزام الامان 
أنت اللى خلتيني اعمل كدا 
مستحيل أضيعك من إيدي 
ضغط على الفرامل الخاص بالسيارة ليقودها مسرعا بعصبية 
إلتقطت أنفاسها بصعوبة وهى تتأوه حاولت أن تحرك
رأسها قليلا وعينيها مضيقة بتعب لترى انها بداخل السيارة وبجانب رامى 
صاد الصمت لدقائق فعقلها مايزال تائها لا يتذكر أى شئ 
وفجأة وقفت السيارة نظرت حولها يميا ويسارا 
نسمات البحر ټخطف عيناها حتى تذكرت هذا المكان 
خرجت كلمات بصعوبة من ثغرها وهى تتذكر أخر شئ أنها تناولت العصير 
رامى أنت عملت ايه وليه 
كنت عوزانى أسيبك تتجوزى اخويا وترميني وأنا اللى وقفت جنبك كتير 
ليه بتصعبيها عليا وأنت عارفه أنى بحبك 
قال جملته الاخيرة وهو مقربا منها ويضع يده على كتفيها وضي عيناه يزداد بلمعة الدموع 
عقلها يعود تدريجيا الى العمل وجسدها يبدأ فى إستعادة نشاطه 
أنزلت يده بهدوء وقالت 
انا مابحبش سيف يارامي 
جحظت عيناه وقد عاد اليها بريق الأمل وهو يقول 
طب ليه رفضتيني 
أنت صديق يارامي وقلبي مش شايفك 
لم يعلق على كلمتها بسبب الألم الذي سببته كلماتها داخله فاستمر يقود السيارة مسرعا 
ولم ينصت الى كلماتها وهى تخبره بأن يوقف السيارة 
مرت دقائق حتى توقفت السيارة أمام هذا المنزل الذي تعرفه جيدا فشعرت بالأمان 
أسبوع واحد أديني فرصة أخليك تحبيني 
مالت ياسمين رأسها يمينا ويسارا بالنفى تريد أن تخبره أن قلبها لم يعد يراه ليحبه لكن تخشي على مشاعره من الټحطم أكثر 
فأردف 
فرصة واحدة توفى وجدي معانا متخفيش منى ياسمين أنا أحميكي مأذكيش أبدا 
أنت قلبي فى حد يأذي قلبه 
أستسلمت ياسمين لأمرها
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 27 صفحات