الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية للقدر حكاية(الفصل الثاني والخمسون إلى الخامس والخمسون) للكاتبة سهام صادق

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

نحو ذراعه تمسده 
انا فرحانه اووي.. حاسه ان قلبي بيرقص 
تعجب من تشبيهها فلا شئ قاله يستحق فرحتها هذه انها حق من حقوقها.. أراد التلاعب معها فتمتم 
فرحتي عشان اطمنتي اني مش هبقي راجل ديكتاتور وهقولك سيبي فرحتك بنجاحك 
فرحانه بسبب كلامك.. فرحانه عشان لقيت منك اللي كنت بتمناه طول عمري 
هتفت عبارتها بتلقائيه ناعمه واردفت وهي شارده بذهنها
انا عمري ما كان حلمي النجاح في شغل اد ماكان حلمي في بيت وعيله... زوج يكون هو وطني وولاد حوليا اربيهم واعيشهم زي ما اتمنيت اعيش
توقفت السياره عند إشارة المرور ليمر الناس أمام عينيها 
تعرف ابسط أحلامي كانت اكون بنت زي باقي اصحابها 
سقطت دمعه تحمل آلام سنين وهي تتذكر بعض من زميلاتها وسخريتهم نحو ثيابها التي ليست بها أي تناسق ولا تمد للموضه بشئ 
شعر بالذنب فيوم ان اراد ان يجعل عقله من يقوده كان معها هي.. وهي التي لم ترد الا حنان يطيب به اوعاج سنين حملت معها أملا واحلاما... ألتقط كفها ليلثمه بحنو 
من هنا ورايح هكون وطنك وعيلتك كلها يا ياقوت... سامحيني اني حرمتك من حناني وحبي 
تعلقت عيناها به... فهو احن رجلا ولكن كان معها لا يريها الا حنان يحسبه بمقدار حتى لا يظهر حبه لها فټخونه كما فعلت صفا يوما 
انفتح الطريق ليقود سيارته لوجها تعرفها تماما
احنا مش رايحين الفيلا 
لا ياحببتي رايحين شقتنا عشان شايفك محتاجه جرعه حنان زياده 
ألقى عبارته وهو يلتف نحوها غامزا لها بمقصد جعلها تهرب من نظراته 
أخص عليك يامراد خضتني 
ضحك وهو يجاورها يتأمل هيئتها بحب 
كنتي سرحانه في ايه 
فيك 
اجابت عن سؤاله بعفويه فأبتسم وهو يميل نحوها 
تعرفي اكتر حاجه بحبها فيكي ايه ياهناء
ألتمعت عيناها ببريق جعل قلبه يخفق 
ارتسمت على شفتيها ابتسامه واسعه وتنحنحت بنعومه دلالا عن خجلها من حديثه.. فضحك وهو يتابع خلجاتها
حد يبقى متجوز القمر ده ويقوله شايفك شبه عمي
احتدت عيناها وهي ترمقه 
قصدك ايه يامراد... لاحظ ان عمك هو بابا 
قصدي اني غبي ياحببتي... انتي متعرفيش انا بقيت احب عمي اد ايه
تمايلت بخفه برأسها بعد أن ارضى غرورها الانثوي ليغمز بعينيه وهو يلتقط كفها 
قومي يلا عشان أصلح سوء الفهم ده 
وجذبها خلفه لتهتف بحنق طفولي عما يفعله 
مراد انت بتشديني كده ليه براحه.. انت قولت هنتفسح النهارده مش معقول نكون في لبنان وطول اليوم في اوضتنا في الفندق 
...............................
وقفت تعدل من هندام حجابها وهو جانبها يغلق ازرار قميصه ويرتبه..
عشان انت في حياتي 
عباره لم يتخيل انه سيسمعها... ولكنها جاءت في وقتها... كان يلوم نفسه انه نسي عبارتها واهانتها له ان زواجه منها مكان الا متعه ورغبه ولكن تلك العباره أنهت كل شئ وجعلته لا يشعر الا بحب يزداد داخله 
مش معقول ياقوت بتقول كده 
دفنت رأسها بين اضلعه 
متحرجنيش ياحمزه 
أنتي متعرفيش كلامك ده عمل فيا ايه... قولتلك يوم ما اتجوزنا عايز اټجنن معاكي... مش عايز حياه العقل وانتي وشطارتك 
ابتعدت عنه تنظر اليه تلومه 
مكنتش عارفه ولا فاهمه 
عاد ليجذبها نحوه ثانيه 
انا كنت اناني برضوه... ازاي عايز من غير ما أدى.. بس من هنا ورايح انا هدى عشان الاقي 
خلينا نمشي بقى... انت ناسي اننا لازم نتجمع على الاكل وفاضل.... 
لم يمهلها الحديث اكثر وعاد يغمرها بدفئ عاطفته وحنانه... ناسيا كل قواعد العقل 
حمزه تليفونك بيرن 
مش مهم خليه يرن 
حاولت أن تبتعد عنه ولكن عاد لجذبها اليه 
اكيد في البيت بيرنوا علينا... حمزه شوف بس 
ألتقط هاتفه بعد إلحاحها لينظر الي رقم شقيقه 
ايوه ياشهاب... لا اتعشوا انتوا... هتأخر انا وياقوت.. متقلقش 
أنهى شهاب معه المكالمه لتتعلق عين مريم بشهاب 
قالك ايه 
نتعشا احنا... هيتعشوا بره 
حدقت مريم بالطعام الذي وضعته الخادمه وبدء حديث رؤى الذي تشحنها به يوميا يدور بعقلها 
اخوكي وبقي مع مراته.. وجوز مامتك ونساكي اصل مهما كان هو مش ابوكي.. هو في اب بينسي بنته 
يلا يامريم 
هتفت بها ندي ولكن خطوات مريم المبتعده عنها جعلتها تهتف ثانيه 
مريم رايحه فين 
ألتفت نحوها مريم ثم عادت تسرع بخطواتها نحو الدرج 
طالعه اوضتي 
تنهدت ندي وهي تنظر نحو زوجها 
تفتكر غارت 
كان شهاب غارق في تناول طعامه لشدة جوعه 
مفتكرش
وعاد يلتهم طعامه لتتناول هي الأخرى طعامها 
تنهدت صفا بآلم وهي تراه راقد فوق فراش المشفى دون حركه... شردت في أول لقاء لها معه وكيف كانت تهابه... مر شريط ذكرياتها وهي تتذكر ما مضت به معه لتسقط دموعها متألمه على حاله 
هتفضل نايم كتير... ارجوك اصحى... اصحى وارجع فرات بيه النويري من تاني... اصحى احميني من عيلتك... ليه شيلتيني ذنب الطفل اللي هيتولد... هتسيبوا ليا ويفضل طول عمره موطي راسه في الأرض بسببي
ظلت تبكي حتى خارت قواها...ذنب طفلها ونبذ
الجميع لها وتشردها من بيت لبيت جعلها تدرك حقيقه واحده ان رحيل فرات سيكون القشة الاخيره التي بعدها سينكسر ظهرها 
فهي كانت تتحمل عبئ نفسها والحياه التي تعيشها بصعوبه فكيف لطفل صغير لم يرى من الدنيا شئ سيتحمل ظلام حياتها... سيتحمل ان يكون له اما كانت سجينه 
لم تشعر بصوت باب الغرفه يفتح ولا مطالعه مكرم الذي كان ينتظرها بالخارج 
تألم مكرم لرؤيتها هكذا متذكرا صفا الجميله التي كانت ضحكتها تجلجل المكان حولها.. انطفئت وكما يقولون الدنيا اعطتها ظهرها 
خرج صوته بهمس ينبهها
يلا ياصفا لحد يشوفك 
ألتفت نحوه تحرك رأسها بالايجاب.. نظرت نظرة اخيره نحو فرات واتبعته صامته تمحي دموعها بكفيها
..............................
وقف على اعتاب غرفه شقيقه يرى زوجته كيف تساعد شقيقه في تناول طعامه... تقدم منهم.. فأنتبهت سماح على خطواته ولكن لم تلتف نحوه
كيف حاله اليوم
بخير 
ردت بأقتضاب عليه استشعره فسألها عن حالها 
وكيف حالك انت
بخير 
وآه خافته خرجت من شفتيها عندما ركلها صغيرها... كان نورالدين يتأملهم بملامح باهته لايري شئ أمامه الا خېانة زوجته التي تتعلل بتدهور صحتها أثر الحمل 
ما بكى سماح 
انحني صوبها لتشيح عيناها بعيدا عنه 
لا شئ.. 
سماح 
لم تتحمل سماع صوته فنهضت حامله صنيه الطعام بعد أن أنهى نورالدين طعامه حتى تختلي بنفسها وتبكي حسرة على فشل اخر... ف الرجال بحياتها ينالوها اولا ثم وكأنها لا شئ 
لحقها وعندما جذبها حتى تلتف نحوه صډمته هيئتها الباكيه 
لما البكاء سماح 
رفع كفه حتى يمسح دموعها.. فأشاحت عيناها بعيدا عنه
بسببك انت سهيل... لكن انا الحمقاء انا التي... 
لم تكن تكمل عبارات ندمها لما وصلوا اليه في علاقتهما رغم مافعله بها حتى تتزوجه ولكنها نست كل شئ واحبته 
ولكن سؤالها المتواصل عن أهلها وحياتها يجعل قلبه يتآلم فكيف سيخبرها ان عائلتها الوحيده وهي شقيقتها قد ماټت أثر حاډث.. لا يعرف إلي الآن لما ماجده أرادت الهرب بها إلى مدينة الاسماعيليه رغم لا اهل لهم فيها 
ابتسامتها له بعدما فتحت عيناها وكالعاده لا تخبره الا بشئ واحد 
انت حلو اوي ياشريف ... بس امتى هتحلق شنبك 
ظل صدى صوتها يتردد بأذنيه فأصبح بين صراعين.. كلما سحبه عقله للظلام كان صوت بكائها ورجائها يعود لاذنيه
قطرتان دافئتان سقطت على كفه وعاد رجائها يعود ليخترق أذنيه وظلمة عقله
ارجوك اصحى.. اصحى عشانه هو.. متسبناش
ونهضت بعد أن يأست من استيقاظه ومسحت دموعها لتتعلق عيناها
به قبل أن تغادر تلتف حولها حتى لا يراها احد
مرت الدقائق ليفتح عيناه وهو يطالع ماحوله وصوت الاجهزه وحدها من تكسر هذا السكون
صفا 
واغمض عيناه ليعود لندائها ثانية
صفا 
ليدلف عزيز لغرفته يشيح الوشاح

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات