الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية جواز اضطراري بقلم هدير محمود

انت في الصفحة 26 من 88 صفحات

موقع أيام نيوز

 


فيه وكنت جاي عشان أروحك بدل ما تتبهدلي ف المواصلات بس 
يا سلااام
أه والله 
طب وليه عايز تضايقني وليه الكلام الصعب اللي كنت دايما بتقوله 
أنسي يا مريم ومتسأليش مسيرك ف يوم تعرفي كل حاجة سيبيني بقا أكمل الغدا ومتعطلنيش لو سمحتي 
حاضر يا فندم طب أي مساعدة 
لأ شكرا ولا أقولك ممكن بس تاخدي حاجات السلطة وتعمليها وأنتي قاعدة ولو تعبتي من القعدة قوليلي 

متخافش عليا أنا كويسة الحمد لله 
الحمد لله يارب دايما 
تفحصها بنظره قائلا الهدوم حلوة عليكي والحمد لله المقاس شكله مظبوط
أجابته بخجل من تفحصه لها ميرسي .. ثم استطردت قائلة أه مقاسهم مظبوط الحمد لله
الحمد لله
أعد أدهم المائدة ووضع عليها الطعام الذي صنعه وتناولاه معا نظرت له مريم ضاحكة 
بس بصراحة أكل تحفة مكلتش زيه أبدا
أنتي هتتريقي مهو لازم تآكلي شوربة وفراخ وحاجات خفيفة دلوقتي
لأ والله أمال أيه بقا هعملك غدا محصلش وف الاخر طلع شوربة وفراخ وسوتيه زي المستشفى يعني
طب بذمتك شوربتي الجميلة زي بتاعتهم والسوتيه بتاعي زيهم يا ظالمة 
لأ بصراحة مش زيهم أوي 
ماشي متخلنيش أحرمك من أكلي بقا 
لأ خلاص هآكل من سكات
مرت الأيام وهما يقتربا من بعضهما البعض أكثر أصبحت علاقتهما بها ود أكثر ومشاعر متخفية لكن كلا منهما يحاول أن يقنع نفسه أنه يفعل ذلك بدافع القرابة لا بدافع الحب ..كانا كل يوم يقفان معا في المطبخ لتحضير الغداء ويظلا يغنيا معا أدهم يبدأ وهي تكمل له الاغنية بطريقتها ويضحكان
إذا رآهم أحد أو سمعهما ظن أنهما أسعد زوجين في العالم لكن الحقيقة غير ذلك فكلا منهما يخفي مشاعره عن الآخر لا يودا الاعتراف بحبهما لبعضهما كانت مريم قد عادت لعملها وبدءا يركبا معا سيارة واحدة ويعودا معا فالجميع أصبحوا يعلمون ب زواجهما كان فرح دينا وسيف كما حدداه بعد ستة أشهر من خطبتهما ف كلا منهما يعرف الآخر جيدا ف هما ليس بحاجة ل فترة خطبة طويلة وشقة سيف موجودة ينقصها بعض التشطيبات القليلة وف إحدى الأيام طلبت دينا من مريم أن تصحبها ل شراء فستان زفافها ف هي تريد منها أن تساعدها في الاختيار لأنها مترددة جدا وتحتاج من يحسم الاختيار فرحت مريم جدا ل دينا وأخبرتها أنها ستستأذن أدهم وتقابلها وبينما كانا يتناولا طعام الغداء هي وأدهم نظرت له قائلة 
دينا عايزاني أنزل معاها النهارده عشان أختار فستان الفرح ماشي 
ماشي طبعا أكيد وبعدين أنتي كبيرة ومش محتاجة تستأذني وأكيد أنا مش هقولك لأ
معلش بس ديه الأصول والدين كمان 
ماشي على العموم عقبالك 
عقبالي أيه 
عقبال ما تنزلي تشتري فستان فرحك على الراجل اللي يستاهلك وتستاهليه 
أغاظتها جملته تلك فأرادت أن تردها له فقالت ميرسي إن شاء الله بس أدعيلي أنتا 
لم يحاول أدهم أظهار ضيقه من ردها لكنه الباديء ف نظر لها قائلا أكيد طبعا هدعيلك مش بنت عمي وأختي 
لأ معلش بنت عمك أه بس أختك ومراتك ف نفس الوقت هبل أوي 
ماشي يا بنت عمي بس ..يلا قومي اجهزي بقا عشان تلحقوا تنزلوا وترجعوا بدري ومتتأخروش 
حاضر
اتصلت مريم ب دينا وتقابلا بعدها ب ساعه ذهبا لأماكن كثيرة وأتيليهات أكثر ف لم يعجب دينا أي فستان حتى رأت فستانا أبيض من خامة الجبير مع التل مطرز بشكل بسيط وهاديء غير منفوش من نوع التايبست ف هي لا تحب الفساتين المنفوشة وأخيرا انبهرت ب هذا الفستان واختارته كان أدهم قد اتصل ب مريم ليخبرها أن الوقت تأخر وطلب منها أن يتعجلا لأن مكان سكنهما هاديء وهويخشى عليها وبالفعل بعد أن أشترت دينا فستان الزفاف واتفقت مع الميكب ارتست التي ستزينها في حفل زفافها وعادت مريم بعد أن استهلكت كل طاقتها مع دينا لكنها حينما عادت كانت تشعر بالملل هي تعلم أن أدهم مازال بعيادته فقررت أن تصعد للروف كما أنها لم تصعد هناك منذ أن جاءت ل شقة أدهم وبالفعل توجهت إلى
الطابق الأخير ووقفت تتأمل المكان بهدوء حتى سمعت صوت نباح الكلب كانت تظن أنه مربوط ب سلسلة حديدية لكن أدهم قد فك قيده في الصباح ففتحت باب الغرفة الموجود بها الكلب بدافع من الشفقة فقد ظنت أن ينبح لأنه عطشان أو ما شابه وحينما اقتربت وفتحت باب الغرفة وجدته غير مقيد وبمجرد فتح باب الغرفة جرى الكلب تجاهها وظل ينبح خاڤت كثيرا وركضت هي الآخرى محاولة الهرب منه وقعت على الارض وجرحت ركبتيها استنشقت عطر أدهم ف ظلت تصرخ لتستنجد به وفي لحظات كان أمامها وكان روك على وشك أن يهجم عليها لكن في تلك اللحظة ظهر أدهم وأوقفه ثم أعاده ل غرفته وأوصد بابها وساعد مريم على النهوض التي وقفت تبكيوهي متشبثة بملابسه تماما كالأطفال ظل يمرر يده على رأسها ليطمئنها قائلا 
مريم أهدي مفيش حاجة أنا معاكي مټخافيش 
كان هيعضني يا أدهم كان هيعضني أنا خۏفت خۏفت أوي كانت تتحدث وهي تبكي 
شششش خلاااص مفيش حاجة أنا جنبك أهوه يلا ننزل قادرة ولا أشيلك 
لا قادرة 
ظلت متشبثة به حتى وصلا ل شقتهما وفي الداخل نظر إلى قدميها التي كانت تمسكها من الۏجع فلقد جرحت ركبتيها أثر الوقعة 
أيه ده أنتي اتعورتي 
حاجة بسيطة الحمد لله كويس أنك جيت ولحقتني 
أنا عايز أعرف كنتي بتعملي أيه فوق أصلا وبعدين أيه اللي خلاكي تفتحي باب الأوضة 
كنت زهقانة وطلعت أشوف الروف وأقف فوق شوية لحد ما تيجي وبعدين سمعت الكلب بيهوهو ف كنت عايزة أشوفه مكنتش أعرف أنه مش مربوط بسلسلة افتكرته عطشان أوحاجة ف دخلت لقيته جري عليا 
هو روك طيب جدا صدقيني بس بصراحة أنا اللي غلطان بقالي كتير مش بخرجه وامشيه وكمان روك كبر وعايز يتجوز عشان كده تلاقيه بقا عڼيف شويه وبعدين هو ميعرفكيش وهو بېخاف من الناس الغريبة عنه على العموم بعد كده هعرفك عليه وهتبقوا أصحاب كمان
ولا عايزة أشوفه تاني أصلا قال أصحاب قال خلاص من قلة البشر هصاحب كلب
على فكرة بجد الكلاب أوفى من البني آدمين والله 
شكرا 
هو كل كلمة تآخديها عليكي أنا مقصدتش حاجة وحشة والله على العموم هروح أجيب بيتادين وشاش عشان الچرح ده
مش مستاهل أنا هبقا أشوفه 
اقعدي ساكتة ممكن 
لأ مش هينفع .. 
أشمعنا نظر لها بخبث قائلا عشان يعني هشوف رجلك وماله ما أنتي مراتي على الأقل أطلع بالجوازة ديه بنظرة حتى وبعدين ديه رجل ثم غمز إليها مش حاجة تانية ثم ضحك كثيرا 
والله ده بجد ماشي على العموم شكرا أنا هعرف أطهر لنفسي الچرح بقت عينك زايغة أهوه 
أنا بهزر معاكي وعد وعد هعالجك بأدب كأني دكتور وبس أتفقنا 
ماشي أما نشوف 
ظل يضحك كثيرا أثناء احضاره للبيتادين وحينما عاد إليها نظرت له في حنق قائلة 
وأيه بقا اللي بيضحك تاني إن شاء الله
مفيش ل تزعلي 
لأ مش هزعل قول
والله هتزعلي 
والله مش هزعل قول بقا 
شكلك كان مسخرة بقا حتت كلب ېخوفك كده 
والله! مهو كان ممكن يآكلني
يآكلك ليه هو أسد هو جري وراكي لما أنتي جريتي شم ريحة خۏفك ولا أيه يا دكتورة! 
في الحاجات ديه أنا أصغر من أصغر عيل 
جلس أدهم في الأرض أسفل قدميها ليطهر چرح ركبتيها ف نظر لها قائلا 
أيه ما توريني 
متوطي صوتك هتفضحنا الناس يقولوا أيه 
هههههههه يالهوي على اللي هيقولوه 
مالك يا أدهم فيك أيه النهارده 
مفيش خلاص أنا هسكت أهوه خلصيني بقا  
تطهيره للچرح ولكنها كانت ف دنيا آخرى ف لقد كانت لمسته تشعرها بقشعريرة في سائر جسدها أنه ليس أي رجل أنه حبيبها وزوجها شعرت بدقات قلبها تتسارع ويداها ترتجفان حاولت أن تخفي ذلك لكنها فشلت لقد شعر بها أدهم وشعورها هذا حرك مشاعره التي طالما حاول تكذيبها وعدم الاعتراف بوجودها وحينما أنتهى من تطهير الچرح ولفه بالشاش حاولت هي الهرب فأخبرته أنها تود الذهاب إلى غرفتها لتنام وشجعها هوعلى ذلك وحينما
ف لقد جرحتها كلمة
في هذه الليلة أخبرت مريم نفسها أن أدهم لا يريدها أن تصبح زوجته قولا وفعلا حتى وإن كان يحبها إنها قد تيقنت بحبه لها لكنها تأكدت أيضا أنه سيتركها ويطلقها ....
أما أدهم في غرفته انتابته أحاسيس عدة من تأنيب ل نفسه ومن تأنيب آخر على تركه إياها وهو يعلم انها تحتاجه وهو يحتاجها لكن هناك شيء ما بداخله يدفعه بعيدا عنها ثم يعود فيقول ما فعلته هو الصواب من أجلها هي ومن أجلي أنا لكن كان على ألا اقترب وأنا متأكد من حبها لي وتذكر حينما ذهب لبيت والديها لإحضار ملابسها من هناك كانت هناك أجندة تخصها قد طلبت منه إحضارها وقد أخبرته أنها تخص والدتها وتحب أن تقرأ فيها لتتذكرها وحينما فتح الدرج ليأخذها وقعت منه على الأرض وبالصدفة البحته فتحت على أخر صفحة كانت تكتبها مكان موضع القلم الذي كان بداخل الاجندة وحينما وقعت عيناه على أسمه قرأ السطور الأخيرة التي كانت مكتوبة علم أن الأجندة تخص مريم نفسها وليست والدتها كما قالت ما قرأه كان اعتراف صريح منها أنها أحبته لكنها تخشى تقلباته لم يكمل قراءة مذاكراتها لأنه اعتبر ذلك اختراق لخصوصيتها وانتهاك لها كما أنه لايريد التعلق بها أكثر لا يريد أن يقرأ ما يجذبه إليها ويحببه فيها أكثر فأغلقها واحضرها لها دون أن يخبرها أنه قرأ اعترافها بحبه في قلبه هو الآخر الشيء الذي حاول كثيرا في أخفائه ....
خلدا كلا منهما للنوم بعد عناء طويل من التفكير الشاق حتى أعياهما التفكير ف ناما حتى الصباح ....
وفي اليوم التالي تظاهر كلا منهما بأن شيئا لم يحدث حاول كلا منهما التظاهر بالهدوء وإن كان داخلهما يستعر ويغلي كالبركان تناولا طعام الإفطار سريعا وحاولا ألا تلتقي أعينهما وخاصة مريم والتي كانت ستفضحها عيناها بكل تأكيد ف تجاهلت النظر إليه ..كان أدهم أكثر صلابة وتماسكا ولكنه شعر بمحاولتها المستمرة في تجاهل النظر إلى عينيه ف لم يرد أن يحرجها أكثر لم يكن فطورهما كعادتهما الأيام السابقة من ضحك وثرثرة بل كان صامتا إلا بالنذر القليل من الكلمات وذهبا لعملهما معا كما يفعلان كل يوم وهناك وجدت مريم أمرا أخر تنشغل به عما حدث ليلة أمس ف حينما دخلت غرفتها وجدت نور تجلس على مكتبها شاردة باكية الدموع تتساقط من مقلتيها وكأنها تسقط من عيني شخص آخر يبدو أنها تتألم كثيرا وأنها لم تنم ليلتها السابقة ويبدو أيضا أنها لم تشعر حتى بدخولها حتى اقتربت منها في هدوء خشية أن تفزعها قائلة 
نور حبيبتي مالك أيه اللي حصل 
مريم أنتي جيتي أمتا 
لسة جاية دلوقتي في أيه 
لم تهتم نور بمسح دموعها من على وجنتيها وأردفت قائلة وسيل آخر من
 

 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 88 صفحات