رواية شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
تجاه جسدها
مانجة هو انا مش قولت عايز جوافة بلبن ده انا حتى جايب الخلاط معايا
ابتلعت شيماء ريقها بړعب ثم رفعت نظرها له لتجده يرمقها ببسمة ابعد ما تكون عن الڠضب ابتسم هادي محاولا إزاحة غضبه جانبا فما فعلته مجرد رد فعل لما سمعته وللحق هو سعيد لكونها لم تعد تخشى الدفاع عن نفسها
بس هو سؤال صغير
هو أنت كده لابسة
فتحت شيماء عينها بعدم فهم ليوضح هو حديثه والذي لو كانت فتاة أخرى غير تلك الحمقاء لكانت اسمعته وابل من لسانها اللاذع كما فعلت هي منذ قليل
قصدي يعني أنت خارجة تقابليني كده بالعباية السمرة
نظرت شيماء لنفسها قليلا بخجل تتمنى لو لم تستمع لبثينة التي حثتها على ارتداء تلك العباءة السخيفة لكنها رغم ذلك تحدثت محاولة عدم اظهار حرجها أو أي شيء له
انهت حديثها وهي تحمل صينية المشروبات مجددا ثم تقدمت من الغرفة التي يجلس بها الجميع تزفر أنفاسها التي كانت تحبسها بقربه
بينما هادي نظر لاثرها مخرجا صوتا ساخرا من فمه
عايزة تطفشيني بعباية سودة متعرفيش انت العباية السودة دي مقدسة عند الشباب ازاي جاتك النيلة في عبطك ده انا هلزقلك اكتر يا هبلة
معلش يا عمي هنيجي بليل ونعيد الحوار من الاول
تلمس ابراهيم وجه الذي كان ما يزال مشدودا بسبب ذلك الشيء الذي وضعه عليه منذ قليل
بص يالا انا مش فاضي لعبطك إنت وصحابك اتصرف مع الزفت رشدي وابقوا بلغوني باللي هيحصل
تتبع الجميع ابراهيم وهو يخرج ثم عم الصمت قليلا قبل أن يقطعه هادي الذي تحدث ببسمة سخيفة لرشدي
ها يا أبيه رشدي نيجي امتى تاني
تحرك زكريا صوب منزله بعدما أتاه اتصالا من والدته تخبره بحاجتها له وقد انتهى من موضوع هادي مع وعد بالقدوم مساءا للتقدم بشكل رسمي يليق بشيماء وللتحدث في كل التفاصيل وهو يحمد الله على طلب والدته له فهو كان يرغب في الحديث معها على كل حال
اذا سمحت يا أخ متعرفش الاقي فين مستر زكريا
كرمش زكريا حاجبيه بضيق شديد من هذا اللقب الذي تطلقه عليه الفتاة فتح زكريا فمه بنية الإجابة
هو إنت لا بس كده ليه
نظر زكريا لنفسه وكأنه للحظات نسي ما كان يرتديه ليغمض عينه بضيق شديد من مظهره الغير منمق
كنت في حفلة تنكرية
ابتسمت الفتاة بسخرية ثم قالت دون اهتمام
ما علينا شكلك ساكن هنا معلش تقولي مستر زكريا في الدور الكام لاني طلعت ومش عارفة هو في الدور الكام
زفر زكريا وهو ينظر ارضا يود الصعود الان ليغير ثيابه وايضا لتلافي الوقوف بهذا الشكل مع فتاة حتى وإن كانت مراهقة
حضرتك محتاجة حاجة
وإنت مالك انا عايزة مستر زكريا قولي بس هو فين وانا
منار
توقفت منار عن الحديث وهي تنظر خلفها لابنة خالها ببرود ثم تنهدت بضيق تاركة زكريا يقف بقلب يطرق بشدة جوارها لذلك الصوت لكنه لم يتوقف لثانية إضافية حيث صعد سريعا درجات منزله تاركا فاطمة تقف مع تلك الفتاة المزعجة
مش فاهمة يا بني يعني اقول لها ايه
صمت زكريا ولم يجب سؤال والدته هو يعلم جيدا أنها غاضبة منه الآن لكنه قرر وانتهى الأمر تنفس قليلا ليهدأ ثم أجاب
زي ما قولتلك يا امي إن بعد كده أنت اللي هتحفظيها مش انا
التوى فم وداد بعدم فهم لحديث ابنها
انا انا ايه يا بني هو انا بحفظ برضو
ما هو انا هحفظك وأنت تحفظيها يعني كل يوم هقرأ ليك الجزء اللي عليها بالتفسير بكل شيء يخصه وأنت تقوليه ليها
لم يبدو أن وداد قد اقتنعت لحديث ابنها لذا سارعت وقالت
وليه اللفة دي يابني ما تحفظها زي ما انت
زفر زكريا بضيق شديد كيف يفهمها أنه لن يستطيع فعل ذلك بنفسه
يا امي ولا لفة ولا حاجة ده افضل صدقيني وكمان عشان تحفظي أنت كمان معاها مش أنت كنت حابة تحفظي برضو
ايوة بس
ما بسش ارجوك وافقي الدراسة خلاص على الابواب وانا هرجع ادرس تاني فاحتمال أتأخر عليكم وده مش كويس لأنها بنت فأنا لما اخلص كل حاجة اقعد معاك وافهمك كل اللي هتحفظيه ليها وأنت براحتك بقى يبقى اي وقت حفظيها وأنا برة البيت
صمت قليلا يفكر في الأمر
وانا هبقى امتحنها بنفسي في نهاية كل جزء تمام
ورغم عدم اقتناعها بالأمر ابدا إلا أنها هزت رأسها بإيجاب متنهدة بضيق
تمام يابني ربنا يهديك يارب
وكان واضحا لزكريا كثيرا مقدار استياء والدته من الأمر لكنه لن يخاطر بتحمل أي ذنب آخر يكفيه ما عاناه في الأيام السابقة هو لا يود ارتكاب ذنب فيها لا يريد أن يظل ېختلس النظر إليها اثناء التحفيظ ويستغل الأمر لذا هذا افضل حل قد يقوم به حتى يحين الوقت ل
خرج زكريا من أفكاره على صوت رنين هاتفه ليخرجه مجيبا عليه وهو ينهض مبتعدا عن والدته
الو يا استاذ جمال
اه ده إنت اهبل بقى
كان ذلك صوت ماسة الذي خرج حانقا غاضبا من ذلك الوقح الذي يستمر بالاتصال بها كل يوم من فترة طويلة ملقيا على مسامعها حديث مقزز وكلمات خادشة كثيرة و المخيف أنها لا تستطيع أن تضع رقمه في قائمة الاتصالات التي لا تريد استقابلها فكلما فعلت ذلك وجدته يتصل بها وكأنها لم تفعل شيء
ماسة اسمعيني الاول
قاطعته ماسة پغضب شديد وهي تنظر خلفها مخافة أن يسمعها أحد
اولا اسمي ميجيش على لسانك القذر ده ثانيا بقى اقسم بالله لو اتصلت كمان مرة بالرقم ده انا هدي رقمك لجوزي وهو يتصرف معاك
لم تمنحه ماسة بعدها فرصة للرد على حديثها وأغلقت
الاتصال سريعا في وجهه وبعدها أغلقت الهاتف كليا
هي ظنت أنه مجرد شاب مزعج يريد المزاح كما يحدث دائما لذا لم ترد اخبار أحد فهي لن تركض لرشدي تشكيه كلما جاءها اتصال سخيف من أحد الشباب الذين لم يكلف ذويهم أنفسهم وقت لتربيتهم لكنها بدأت تخاف حقا من هذا الشاب الغريب فحديثه وثقته تلك وكأنه يعرفها تخيفها وبشدة
خرجت ماسة من شرودها على صوت شيماء التي جاءت من الخلف وهي تربت على كتفها متحدثة بهدوء
ماسة رشدي اتصل وبيقولك قافلة فونك ليه
نظرت لها ماسة وابتسمت بخفوت
هو فصل شحن هشحنه واكلمه ياقلبي
تمام هو قال هيخلص شغل ويتصل تاني
ابتسمت لها ماسة وهي تتحرك جهة غرفتها بشرود شديد ثم فتحت هاتفها لتتحدث مع رشدي فهي تعلم أنه لن يتوقف حتى يحدثها لكن بمجرد فتحها للهاتف وصلت لها رسالة على الواتساب الخاص بها من رقم غريب لأول مرة تراه لذا دخلت للمحادثة تقلب بها قبل أن تفتح فمها پصدمة كبيرة هامسة بړعب
يا ليلة سودة
فتحت فاطمة باب منزلها تتبعها منار التي تجاهلتها طوال الطريق ولم تتحدث بكلمة ولم تكد الفتاتان تدخلان للمنزل حتى تناهى لمسامعهما صوت جدال بين والدتيهما وصوت منيرة تصرخ پعنف شديد في نحمده
ليه يعني هي بنتي ناقصة ايد ولا رجل عشان يطفش
ضحكت نحمده بسخرية شديد وهي تجلس محلها ترتب ثياب ابنتها الخاصة بالمدرسة
والله إنت اكتر واحدة ادرى ببنتك وباللي فيها
نحمده
كانت كلمة واحدة خرجت غاضبة من فم منيرة التي كادت تنقض عليها تقطع لحمها بين أسنانها لتكمل حديثها پغضب شديد
العريس اللي جه لفاطمة ده انا هرفضه بس مش عشان كلامك الماسخ اللي عماله تردديه ولا كأنه اغنية عجباك لا ده عشان أنت عارفة كويس اوي إنه مينفعش ليها
أطلقت نحمده صوتا ساخرا من حنجرتها وهي تردد بصوت خاڤت
ياختي بس حد يقبل بيها إن شاء الله قتال قتلة هي لاقية
كادت منير تجيب لولا أنها لمحت ابنتها تقف بجوار القائم تراقبهم بملامح باهتة غير مهتمة في الحقيقة فهي اعتادت الأمر من عمتها بل من جميع من في العائلة حسنا لا بأس فاطمة الان تحركي لغرفتك وعندها يمكنك البكاء كيفما شئت
لكن حتى هذه الأمنية الصغيرة لم تنالها حيث اوقفتها عمتها وهي تناديها بحنق شديد
استني قبل ما تدخلي روحي هاتي فينو ومربى وحلاوة وكمان شوفي امك ناقصها ايه في المطبخ وهاتيه
انهت حديثها وهي تتركهم وتتجه صوب غرفة فاطمة تحمل في يدها ثيابها التي كانت ترتبها لأجلها تاركة فاطمة تقف في منتصف المنزل بوجه شاحب قليلا لتتحدث دون أن تنظر لوجه والدتها
هروح اغير الجيبة لأنها اتبهدلت مني
تحركت جهة الغرفة التي دخلتها عمتها منذ قليل بنية تغيير الجيبة التي تمزقت من أسفل جزء صغير وايضا ابتلت بالمياة التي سقطت من المزهرية التي كسرتها هي في منزل رشدي
دخلت الغرفة لتجد عمتها تتحدث مع منار بصوت خاڤت جدا ليتوقفوا عن الحديث بمجرد دخولها لم تعرهم أي اهتمام لتتجه صوب خزانتها وتبدأ في البحث عن ثياب لها لكن
يبدو أن جميع ثيابها متسخة فوالدتها لم تغسل الثياب بعد زفرت بضيق تحاول إيجاد شيء ترتديه حين وصل لمسامعها صوت تأفف عمتها وكأنها هي من ټقتحم غرفتهم وليس العكس لذا وحتى تتجنب أي كلمة قد ټسمم مسامعها سحبت أحد قطع الملابس القديمة الخاصة بها والتي كانت تضعها في خزانتها من أسفل
سحبتها وخرجت للحمام حتى تبدل ما ترتديه لكن بمجرد أن ارتدت الجيبة حتى سقطت من خصرها تفترش الأرض أسفلها نظرت لها فاطمة بحنق شديد وهي تنحني ساحبة إياها مجددا لاعنة في سرها عمتها وتعنتها الشديد لتزفر بضيق وهي تمد يدها وتنزع ذلك الرباط الخاص بحذائها والذي كانت تعلقه على باب الحمام