الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 39 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


 

 

كاد هادي يخرج من المنزل سريعا ليلحق برفيقيه في محل لؤي فاليوم هو موعد تجمعهم في المحل سويا لكن بمجرد أن فتح الباب حتى تفاجئ بوجود بثينة في وجهه وهي تبتسم له بسمة غريبة عليه 
تراجع هادي سريعا مفسحا لها طريق الدخول 
اتفضلي امي جوا 
أنهى حديثه وكاد يخرج سريعا لولا أنها أوقفته وهي تقول بحزن شديد لجفاءه معها 

برضو لسه متضايق يا هادي ما انا اعتذرت ليك كتير 
توقف هادي بتعجب وهو يعود للباب ناظرا لها بعدم فهم هل تظن أن ما فعلته كان سهلا يبدو أنها جنت اكيد 
هو ايه اللي اعتذرتي عنه انك روحتي تشوهي صورتي قدام شيماء ولا انك افتريتي عليا زور 
كادت بثينة تفتح فمها لكن اقتراب هادي بسرعة منها جعلها تشهق بقوة وړعب 
احمدي ربك إن اخرك معايا كان إني امنع الكلام لان صدقيني لو سبت الموضوع لشياطيني هيكون ليا كلام تاني معاك 
أنهى حديثه ثم رحل بسرعة قبل أن يعود ويصفعها مؤدبا إياها 
بينما هي نظرت له بغيظ شديد ثم اخرجت هاتفها متحدثه بهدوء شديد 
الو يا شوشو أنت في البيت طب تمام انا جيالكم ومتخليش فاطمة تمشي لما نشوف حوارها هي كمان 
انهت حديثها وهي تنظر بغيظ حولها ثم خرجت من المنزل بحنق فهي من الأساس جائت لأجل أن ترى هادي و ها هو يرحل تاركا إياها دون حتى أن يسامحها والان لترى أمر السيدة فاطمة والتي علمت بزواجها صدفة من خلال حديث شيماء معها بالأمس والذي اخبرها رشدي بكل ما حدث 
همست بثينة بغيظ شديد وهي تغلق الباب خلفها پعنف 
والله شكل الهبل بس هما اللي بينفعوا مع صنف الرجالة شيماء و كمان فاطمة وانا قاعدة أزمر

يابني ركز الله يكرمك هما شعرتين بس هتشيلهم في أيدك
زفر هادي بحنق وهو ينظر في المرآة لوجه فرج بغيظ شديد 
بقولك ايه يا فرج انا لو عليا هشيل راسك نفسها فاهدى كده لاني على اخري منك 
صمت فرج بړعب وهو يناظر عيون هادي التي تقدح شرار 

همس زكريا وهو يضع الطعام على الطاولة يجهز الفطور للجميع 
قوم يا رشدي إنت شوف فرج لاحسن مش بيسلك مع هادي 
هز رشدي كتفيه بعاد شديد وكأنه طفل صغير 
مليش فيه ده دوره هو انا لسه حالق لواحد 
أصدر زكريا صوتا ساخرا من حنجرته على طفولة رفيقيه ليستفيق على صوت هادي الذي غمزه في المرآة بخبث 
ها بقى يا كازانوفا احكيلنا ايه اللي وصلك للجواز بالشكل ده 
يابني انت لو مركزتش هتوصلني للرفيق الأعلى ابوس ايدك انا لسه حتى ممسكتش ايد ام اشرف 
ضحك هادي بصخب وهو ينحني قليلا لفرج هامسا 
مش عيب لما تبقى خلبوص كبير كده ولسه ممسكتش ايد ام اشرف يا جدع ده انا قولت انك وصلت لمرحلة البوس بس شكلك زي حالاتي لسه مستني الڤرج 
هز فرج رأسه وهو يتنهد بتعب وملل موافقا حديث هادي 
ابتسم زكريا وقد استمع لحديثه هادي فهو الاقرب له من رشدي 
تحدث رشدي وهو ينظر لزكريا بتعجب يتناول بعض الطعام سريعا حتى ينتهي هادي 
مقولتليش يا زكريا هتعمل فرحك امتى 
انتبه هادي والجميع لحديث رشدي ليبتلع زكريا ريقه بتوتر فهو حتى لا يعلم مصير علاقته بفاطمة 
ربنا ييسر لسه معرفش 
تحدث هادي بغيظ شديد 
لا يا خويا اعرف بسرعة لاني ناوي والنية لله نتجوز سوا في نفس اليوم واياك اسمع كلمة اعتراض 
ضحك رشدي بصخب وهو ينهض يضم هادي من الخلف متحدثا بمشاكسة 
أنت صغنونة هتتجوزي 
شعر هادي بيد رشدي تبدأ في زغزغته ليبدأ الضحك دون التحكم في نفسه 
رشدي لا بس بواخة بقولك بس
ضحك رشدي بشدة على ضحكات هادي التي ملئت المكان ليبتسم لهم زكريا بحب شديد شاكرا الله في نفسه على هؤلاء الأصدقاء الذين يعشقهم 
انتبه رشدي وهادي لنظرات زكريا ليتغامزا ثم وفي ثوان كان الاثنان يهجمان على زكريا الذي صړخ بفزع قبل أن تصدح ضحكاته مختلطة بضحكاتهم في منظر مبهج للقلب 
هتف هادي بفرحة شديد 
ايه رأيكم نعمل التلات افراح مع بعض هيكون حلو اوي 
سمع الجميع فجأة صوت يقتحم المحل متحدثا بثقة كبيرة 
فعلا حلو والأحلى بقى لو كانوا اربع افراح وجوزتني بثينة بنت عمك

نظر هادي لرفيقيه قبل أن يعيد نظره لذلك الذي يقف أمامهم ببسمة مشرقة لطيفة وثياب مهندمة لا تتناسب ابدا مع الحارة واجوائها 
ابتسم ذلك الشاب وهو يراقب الصدمة على وجوه الجميع ليتحرك صوبهم متحدثا ببسمة بسيطة 
ها اجيب خالو واجي امتى 
نظر رشدي للشاب وهو يهمس لهادي بصوت منخفض مازح 
الحق ياض يا هادي بنت عمك هتتجوز واحد بريحة وطعم الكرواسون 
لم يتمكن هادي من كبت ضحكاته على حديث رشدي ليسقط ارضا ضاحكا وهو يتخيل ابنة عمه بحديثها وتصرفاتها تلك زوجة لذلك الشاب برائحة الكرواسون كما يقول رشدي 
اقترب الشاب بحنق شديد وهو يساعد هادي لينهض 
ايه يا هادي مطولش ولا ايه 
نظر هادي لوجه وهو يود أن يخبره أن يهرب لكنه ابتلع حديثه فتلك بالنهاية ابنة عمه وعرضه لذا تنحنح وهو يرسم الجدية على وجهه 
لا ابدا يا فرانسو يا حبيبي متطولش ايه بس يابني ده انت بقيت من العيلة من يوم ما كلت سندوتش من ايد رشدي يا جدع
رفع رشدي يده ملوحا بها في الهواء يؤكد على حديث هادي ليبتسم لهم فرانسو بفرحة ثم يقول بحماس شديد 
طب اجيب خالو امتى طيب 
تحدث زكريا بتعجب من لهجة فرانسو 
سيبنا من خالو دي وقولي ما شاء الله بقيت لبلب في اللهجة المصرية ازاي 
ما هو انا اشتغلت على نفسي عشان اللحظة دي بعدين اساسا انا كنت بتكلم مصري كويس بسبب والدتي هو بس بعض الالفاظ اللي كانت محتاجة تتظبط إنما الفصحى هي اللي فيها مشاكل 
نظر له هادي بتحذير وهو يقول 
اسمعك تنطق كلمة فصحى قدام زكريا هعلقك احنا مش ناقصين ما صدقنا بقاله يومين بيتكلم معانا عادي 
خرج صوت مستنكر من حنجرة زكريا وهو يتحدث معترضا على حديث هادي 
بتكلم عادي على أساس إن الفصحى مش عادي انا حقيقي مش فاهم اعتراضكم ايه هنا المفروض اساسا كلنا نتكلم فصحى
تحدث رشدي وهو ينهض من مقعده متجها صوب فرانسو 
وانت عرفت بثينة منين 
ابتسم فرانسو بحرج شديد ثم قال بخفوت 
لما جينا معاكم
الاول ودخلت المحل هنا عشان نكلم عمو لؤي وهي دخلت ورا البنت اللي كانت بتجري ورا الكلب شوفتها 
همس هادي لزكريا وهو يكبت ضحكته 
لؤي لو سمع كلمة عمو لؤي دي مش بعيد يولع المحل بينا 
رمقه زكريا بغيظ شديد و لم يكد يتحدث حتى وقعت عينه
على شيء في الخارج جعله يترك الجميع ويخرج سريعا

معرفش والله يا شيماء الموضوع تم من غير حتى ما اخد بالي فجأة لقتني مراته وعلى سريره و 
صمتت فاطمة وقد أدركت للتو فقط ما قالته لتبتسم ماسة بخبث وهي تقترب منها بشدة تغمز لها بوقاحة 
ايوة ايوة كملي ايه اللي حصل بعد السرير كملي اصلي بحب قلة الأدب 
اخرجت شيماء صوتا ساخرا من حلقها وهي تهمس لنفسها بسخرية 
قال يعني البت محرومة ده هي ورشدي ما شاء الله ٢٤ ساعة قلة ادب قدامنا 
ابتسمت ماسة وهي تستمع لحديث شيماء ثم مالت عليها وهي تهمس 
بكرة تبقي أنت وهادي قلالات الادب كده يا شوشو و 
قاطعتها شيماء وهي تصرخ بخجل شديد مبعدة ماسة عنها هي تعلم جيدا وقاحة ماسة لذا اوقفتها عن الحديث وفي تلك اللحظة فتح باب غرفة شيماء پعنف لتدخل منه بثينة كما لو كانت في هجوم على أحد أوكار الإرهاب 
صړخت ماسة بفزع مصطنع وهي تبعد طرف البلوزة الخاصة بها عنها تنفخ فيها پخوف 
تف تف تف يا ستير يارب يا قاعدين يكفيكم شړ الجايين 
انهت حديثها وهي تضع يدها على قلبها تمثل الفزع بينما بثينة تجاهلتها كليا وهي تتجه صوبهم تجلس على الفراش جوار شيماء لتنهض ماسة وهي تقول بضيق شديد 
هروح اشوف الشاي زمان ماما خلصته تطفحي حاجة يا بثينة 
كادت بثينة تجيبها بحديث لاذع لكن ماسة لم تمنحها الفرصة فقد خرجت سريعا وهي تقول 
طب يا جماعة عن اذنكم بقى اشوف الشاي لأن زي ما انتم عارفين إذا حضرت الشياطين بقى 
انهت حديثها وهي تغلق باب الغرفة خلفها پعنف تاركة فاطمة خلفها ترمقها بعدم فهم لما فعلته لكنها أفاقت على حديث بثينة الھجومي المستنكر 
بجد اللي سمعته يا فاطمة أنت اتجوزتي الشيخ 

خرج زكريا بسرعة من المحل للشارع وهو يلمح بعينه ما جعل عروقه تنفر في جسده حيث كان هناك أحد الشباب يمسك فرج من ثيابه بعدما خرج من المحل بطريقة مهينة يهزه پغضب شديد صارخا في وجهه 
انتبه كلا من رشدي وهادي للامر ليركض الاثنان سريعا جهة الشجار الذي يدور بين رفيقهم وذلك الشاب والذي كان الابن الأوسط لفرج من بين أبناءه الأربعة ففرج يملك اربع أبناء ثلاث رجال وفتاة وجميعهم متزوجون ويعيشون في منازل مستقلة بعيدا عنه عدا ابنه الأكبر الذي يعيش معه في نفس المنزل هو وزوجته وأولاده 
كان زكريا يمسك تلابيب ثياب ذلك الشاب پغضب چحيمي نادر الظهور على وجهه ېصرخ وقد بدأت عروقه تنفر 
بتمد ايدك على ابوك يا ندل 
كان فرج يبكي كطفل صغير وهو ينظر پصدمة لابنه الذي جاء ناويا ضربه فجأة شعر فرج بأحد يسحبه لاحضانه والذي لم يكن سوى هادي الذي ضمھ بحنان شديد مربتا عليه وقد شعر بقلبه ېحترق جراء تلك الدموع وهو الذي لم يرى يوما وجه فرج حزين منذ ولادته كان دائما يمزح ويضحك حتى أضحى كرفيق له وليس رجل كبير في السن وكان هادي يعامله على هذا الأساس أن فرج صديقه ورفيقه الذي يمازحه ويضحك معه والان يبكي في أحضانه كطفل صغير 
وانت مال امك انت بتتدخل بيني وبين ابويا ليه !
هكذا صاح الشاب وهو يدفع زكريا في صدره بغيظ شديد محاولا الوصول لوالده فهو جاء اليوم لأجل شيء ولن يذهب دونه اغتاظ زكريا من حديث الشاب وتبجحه فيه ليهبط بلكمة قوية عاد الشاب على إثرها لخلف پعنف يصيح في فرج الذي يختبئ في أحضانه هادي پخوف وقلة حيلة 
بتتحامى فيهم مفكر هسيبك في حالك يعني ياراجل اعمل حاجة في دنيتك بدل التفاهة والعيشة المقرفة بتاعتك دي ده إنت عايش ولا الاهبل 
وعند تلك
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 84 صفحات