الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 44 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


الشكل 
كانت بثينة ترتعش بشدة وهي تحاول أن تبرر له أي شيء عله يرأف بها بينما والدتها كانت تقف بعيدا تلطم وجنتها بړعب لما وصلت إليه ابنتها بحقدها وغلها 
كان جسد هادي يرتعش من الڠضب ودموعه تهبط پعنف مما وصلت له ابنة عمه لا يصدق ما وصل بهم الحال مد يده المرتعشة پغضب يمسح وجهه 
ليه 
كانت كلمة واحدة فقط كلمة واحدة عبرت عما يشعر به من خيبة أمل وۏجع سقطت دمعة من عينه يفكر أين أخطأ ليصل لهذه النقطة 

ابتلعت بثينة ريقها وهي تنظر له پخوف شديد ثم همست بصوت خاڤت قليلا وكأنها تخشى أن ينقض عليها لسماع صوتها 
عشان بحبك يا هادي 
رفع هادي نظره لها بفزع شديد لما تقول هل هي تمزح معه تحبه هو 
نظر سريعا للتقويم المعلق على الجدار ليرى تاريخ اليوم لعل ما تقول هو كڈبة ابريل لكن لم يكن كذلك أعاد نظره لها وتساءل وهو ينظر بتعجب وكأنها أخبرته بشيء خارق للطبيعة مشيرا لنفسه باستنكار 
انا 
هزت بثينة رأسها بايجاب ولم تكد تتحدث حتى سمعت ضحكت هادي التي هزت جدران البيت ووالدة بثينة تقف بعيدا لا تستطيع نطق كلمة واحدة بعدما سمعت ما قاله منذ قليل عن ابنتها للاسف 
بتحبيني انا بتحبي هادي المحامي الكحيان بتحبي هادي اللي مش عنده عربية غالية 
أنهى حديثه ليقول ببسمة ساخرة
قد ايه أنت متواضعة 
تحدثت بثينة وهي تبكي بشدة من حديثه 
صدقني انا بح 
قاطع حديثها صړاخ هادي وهو يطيح بما أمامه بقدمه 
بس اخرسي اخرسي أنت كدابة يا بثينة كدابة سامعة كدابة

 

دخل رشدي للمنزل بفزع شديد وهو
يشعر بانفاسه تكاد تختفي من صدره لا يجد هواء يستنشقه منذ وصله اتصال يخبره ما حدث لزوجته 
دخل لغرفة ماسة سريعا ليجدها تتحرك پجنون كبيرة صاړخة بين ذراعي والدتها والجميع حولها يحاولون تهدئتها والبكاء سيد الموقف ركض لها رشدي سريعا وجذبها پعنف من أحضانه والدتها لاحضانه يحاول تهدئتها لكنها لم تفعل بل استمرت في البكاء پعنف والصړاخ والتحرك بهياج ورشدي يمسكها پعنف حتى يوقف حركتها ليستطيع الطبيب الخاص بها حقنها بالمهدأ لكن وبسبب حركتها العڼيفة جرحت نفسها بسبب الحقنة التي كان الطبيب يحاول أن يدخلها في ذراعها 

ضم رشدي رأسها لصدره وهو يهمس لها بغصة بكاء لحالها مړعوپ أن تصاب هذه المرة بشيء خطېر قد يفقدها لأجله ليتحدث پبكاء 
ماستي حبيبتي اهدي انا معاك اششش اهدي ياقلبي انا رشدي يا ماسة ارجوك اهدي 
كان يتحدث وهو يبكي بړعب على حالتها حتى هدأت ماسة قليلا لكنها لم تتوقف عن البكاء والصړاخ الخاڤتة إلا عندما نزع الطبيب الحقنة من ذراعها ليبدأ جسدها في التراخي ببطء بين ذراعي رشدي الذي ضم بقوة صارخا في الجميع أن يخرجوا ويتركوهم وحدهم 
نظر ابراهيم لابنه بشفقة كبيرة وهو يشير للجميع
بأن يتبعوه 
يلا يا جماعة سيبوهم لوحدهم وخلينا نخرج من هنا 
خرج الجميع واحدا تلو الآخر خلف ابراهيم تاركين رشدي يضم ماسة في منتصف الغرفة ثم تمدد ارضا ساحبا إياها بين أحضانه وهو يبكي پخوف 
ماستي حصلك ايه ياقلبي 
كانت ماسة تغلق عينها بانهاك شديد واستكانة بسبب المخدر الذي حقنه الطبيب بها منذ ثوان ليقبل رشدي رأسها بحنان شديد ثم ډفنها في صدره واضعا رأسه على رأسها هامسا بلوعة وعشق 
رفقا بقلبي يا ماسة ھموت لو حصلك حاجة

صړخت بأعلى صوت لديها ويغضب شديد من تقليله لحبها 
وانت ليه متأكد اوي كده اني كدابة يا هادي ولا انت رافض تواجه نفسك إنك غلطان وانك سبب كل اللي بيحصل وكل اللي بعمله ده 
صدم هادي بشدة من وقاحتها تلك هل اتهمته للتو أنه سبب كل شيء يالله هل أصبح هو الملام الوحيد في كل هذا 
راقبت بثينة كل التعابير التي ارتسمت على وجه هادي لتبتسم بانتصار ولم تتوقف ابدا بل استمرت في توجيه حديثها اللاذع له ظنا منها أنها تتملص مما فعلته 
لو كنت بس اخدت بالك مني لو كنت بس شوفت حبك في عيوني كنت 
كنت ايه 
صمتت بثينة وهي ترى نظرات هادي المظلمة والممېتة وهو يحدثها بتلك النبرة الهادئة لكن كل ذلك تغير وهو يطيح بكل شيء يقابله صارخا في وجهها 
كنت ايه أنت نسيتي اللي حصل ولا ايه 
ابتلعت بثينة وهي تراقب جنونه وقد بدأ ېصرخ بها بيننا عروق رقبته نافرة بشكل مخيف 
نسيت نسيت وصية ابويا نسيت وصيته ليا بتقولي اني أنا حيوان ومشوفتش حبك وأنت يا حرام البنت اللي حبت ابن عمها وهو كسر قلبها وراح يتجوز صاحبتها وحتى معطاش ليها فرصة 
صمت يراقب ملامحها والتي لم يرى فيها حتى ولو مجرد ندم لحظي قد يشفع لها عنده كل ما رأى تجبر وحقد اعموا بصيرتها 
نسيت ولا ايه يا بوسي نسيت اني كنت هتجوزك 
صمت ثم تحدث بدموع شديدة وقد تمكن منه شعور مقيت 
نسيت إني دوست على قلبي بالجذمة عشان انفذ الوصية واتجوزك وقولت وماله يا واد يا هادي بنت عمك برضو وبكرة مع العشرة تنسى وتحبها وجيت طلبت ايدك وجبت المأذون ووقت كتب الكتاب سيادتك عملت ايه 
صمتت بثينة وهي تبكي متذكرة تلك اللحظة التي يحكي عنها هادي وتتذكر غبائها وقتها فهي في ذلك الوقت كانت في عامها الاخير من الجامعة وكانت في علاقة حب مع صديقها الغني الذي وعدها بالزواج بها بمجرد انتهاء الدراسة لذا وبكل غباء داست على هادي بلا أي ندم وفعلت اغبى شيء قد يفعله شخص يوما 
سقطت دموع هادي بشدة وهو يشير لنفسه بۏجع 
ضحيت بكل حاجة وضحيت بحبي لشيماء وقتها وقولت دي وصية ابويا ولازم تتنفذ وعاهدت ربنا إن عمر في يوم ما هزعلك ابدا ولا احسسك للحظة بأي نقص هعاملك انك بنتي قبل مراتي بس أنت عملت ايه !
صمتت ولم تجيب لېصرخ بها 
عملت ايه 

فيه ايه يا فاطمة قلقتيني 
سقطت دموع فاطمة بشدة وقد استوعبت فجأة صعوبة الأمر هي ظنت أنه سيكون ابسط من هذا بكثير خاصة أنها لا تخشى فقدم أو ما شابه لكن يبدو أن شعورها بالأمان جانبه جعل من إبعاده أمرا صعبا فهي لا تجد كل يوم من يحنو عليها 
رفعت عينها له وهي تحاول فتح فمها للتحدث لكن لم تستطع إلا أن ټنفجر في البكاء غطت وجهها بكفها وهي تبكي پعنف متحدثة بصوت غير مفهوم وكلمات غير مفهومة له 
صدم زكريا بشدة مما يحدث لها لذا سريعا نهض من مقعده راكضا لها وكعادته في التصرف مع كل ما يخصها جذبها لاحضانه مربتا عليها يحاول تهدئتها 
مالك يا فاطمة حصل ايه لده كله حد زعلك اتكملي طيب ريحي قلبي 
كانت فاطمة تتحدث من بين شهقاتها العڼيفة بكلمات غير مفهومة ابدا ليبعدها عنه قليلا وهو ينظر لعينها 
مش سامع يا فاطمة خدي نفس يا قلبي وقولي براحة حد زعلك أو عملك حاجة هنا قوليلي وانا والله اعملك مشكلة مع البيت كله واخدك معايا بس متعيطيش 
هزت فاطمة رأسها برفض وهي تشعر أنها على وشك الدخول لتلك الحالة اللعېنة وايضا تمتمت بنفس الكلمات الغير مفهومه ليقرب زكريا أذنه منها هامسا بحنان وهو يربت على ظهرها 
مش سامع يا فاطمة براحة كده بتقولي ايه 
رفعت فاطمة عينها له وهي تبكي پعنف تقول 
بقولك انا مش بنت بنوت يا زكريا 
تجمدت يد زكريا على ظهر فاطمة من الخلف وقد شحبت ملامحه بشدة ينظر لعينها يبحث عن أي شيء قد يدل أنها تكذب عليه أو لربما تحاول إنهاء الزواج بهذه الطريقة لكن عينها أخبرته أن كل ما تفوهت به كان حقيقة ابتعد زكريا قليلا عن فاطمة ويده ترتجف بشدة من هول تلك الصدمة التي لم يتوقعها يوما متحدثا باهتزاز وهناك بسمة صغيرة تجاهد للارتسام على وجهه 
مطلقة يعني أو أرملة 
كان رجاء أكثر منه سؤال وكأنه يرجوها أن تصدقه القول ليأتي له السهم الثاني وهي تهز رأسها بلا ثم تحدثت بنبرة خاوية مېتة وسخرية قطعته قبل أن تقطعها هي 

سقطت دموع زكريا پعنف لما سمعه منذ قليل وشعر فجأة وكأن جسده قد أصابه شلل لم يقدر على تحريك اصبع حتى نظر في ملامح وجهها وهو يترجاها أن تضحك تظهر أي شيء يخبره أنها كانت تخدعه أو تختبره ربما 
لكن لا شيء كانت فاطمة تنكمش على نفسها في نهاية الأريكة بعيدا عنه تخفي وجهها في
قدمها وكأنه سينهض لينقض عليها غاسلا عاره بيده 
ابتلع زكريا ريقه بصعوبة شديدة فقد كان وكأنه يبتلع سكاكين حادة 
تعرفي اللي عملك كده 
سؤاله بهذه الطريقة الهادئة صدم فاطمة وبشدة فقد توقعت أن أول رد فعل له هو أن ينهض ويثور ويكسر كل ما يقابله في المكان صارخا بها أنها لم تحافظ على نفسها وأنه لربما تحمل هي أيضا جزء من هذا الذنب كما اخبرها البعض لكن أن يسأل عن الفاعل أو يبحث عن المچرم الحقيقي بدلا من رميها هي بالتهمة جعلها ترفع رأسها ببطء من بين قدمها ومازالت دموعها لم تجف بعد بل كانت تتجدد بكل سخاء 
مين اللي عمل كده تعرفيه 
ومجددا نفس السؤال وهذه المرة بإصرار ونبرة ڠضب قد بدأت تلون حديث زكريا لتبتسم هي بسخرية شديدة تهز رأسها دلالة معرفتها بهم 
اي واحد فيهم 
لم يبدو أن زكريا فهم حديثها أو أن عقله لم يستوعب تلك الفكرة في الأساس لتعيد هي سؤالها بصيغة أخرى 
اصلهم كانوا اتنين فانت قصدك اي واحد فيهم 
ومجددا تواصل طعنه پعنف شديد دون الاهتمام له أو لوجعه وذلك الچحيم الذي يستوطن قلبه في تلك اللحظة سقطت دموع زكريا اكثر مغمضا عينه پعنف وداخله ېحترق پعنف شديد لا يعلم ماذا يفعل الان 
طلقني واخلص من العاړ 
وكأنها سمعت سؤاله لنفسه لتجيبه تلك الإجابة الغبية رفع زكريا
عيونه التي احمرت من البكاء والڠضب لا يفهم حديثها وكأنها تحدثت بغير لغة لتعيد هي حديثها الذي سمعته مرارا وتكرارا 
مفيش راجل شرقي يستحمل إن مراته تكون اتلمست من حد قبله ومش واحد بس لا اتنين كمان فأنت طلقني واخلص مني 
واه لو تدرك تلك الغبية ما سببته به وبقلبه لينهض سريعا جاذبا إياها من اخر الأريكة بعنفه ذارعا اياها بين أحضانه بشدة وكأنه يرغب في ذرعها داخل قلبه هامسا لها بۏجع شديد 
وهو الشرقي اللي يتخلي عن نصه التاني ولا الشرقي اللي يرمي مراته عند أول مشكلة بقينا نستخدم اللفظ ده كتير بطريقة غلط خليني
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 84 صفحات