رواية شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
لا متبصليش كده انا اساسا معرفش ايه اللي جابها معايا دي يمكن شبطت فيا من غير ما اخد بالي
شهقت شيماء وهي تبتعد عن هادي بغيظ
والله
نظر لها هادي وهو يغمز لها بأنه يخدع اخيها لكن رشدي زفر بضيق وهو يشير له بتحذير
متتحركش لغاية ما اشوف اللاب توب
دخل رشدي لغرفته وتبعته ماسة وهي تغمز لهما
ابتسم لها هادي بامتنان بينما تخضبت وجنتي شيماء بشدة بسبب تلميحات هذان الاثنان
لحق زكريا بفاطمة على الدرج وهو يمسك ذراعها بسرعة مرددا بحنق شديد
استني يا آنسة هنا رايحة فين دلوقتي لوحدك
توقفت فاطمة وهي تتنفس بسرعة بسبب ركضها على الدرج ومازالت وجنتها حمراء بسبب ما تعرضت له من احراج في الاعلى لتبتلع ريقها وهي تجيبه
توقفت عن الحديث وهي تجد فجأة زكريا اقترب منها دون مقدمات وهو يطبع قبلات صغيرة على وجنتيها ثم همس دون أن يبتعد عنها بحب شديد ولم يقاوم مظهرها هذا وبهذه الحالة
رحماك جميلتي فهذا القلب والله يعاني
كانت فاطمة في عالم آخر وهي تحاول أن تتحدث بكلمة لكن وكأن أحدهم قد ربط لسانها فلم يسعها سوى أن تتحدث بكلمة واحدة
قلبه
ابتلعت فاطمة ريقها وهي تنظر حولها تخشى أن يراهم أحد في هذا الوضع رغم تأخر الوقت نسبيا كان قلب زكريا يطرق بشدة يشعر وكأنه سيخرج من محله ليسمع همستها وهي تسأله سؤال لم يتوقعه منها في هكذا لحظات
زكريا هو إنت ممكن في يوم ټندم على ارتباطك بيا
رفع زكريا نظره لها بتعجب يحاول معرفة سبب هذا السؤال المفاجئ في هكذا وقت لكنه رأى خوف في عينيها وقد علم من عينيها أنها تعرضت للكثير والكثير مما أفقدها الثقة في الجميع وهي الآن تريد طمئنة قلبها بوجوده دائما جوارها وهو لن يقصر ابدا في طمئنتها لذا ابتعد عنها قليلا وابتسم بسمته التي أضحى يخصها بها مرددا
ابتسمت له فاطمة من بين دموعها ثم همست له
تعرف إني بحب لما تتكلم بالفصحى اوي
ابتسم زكريا وهو يداعب وجنتها بحب شديد
وانا احبك عندما تتحدثين فقط لا يهم بأي لغة أو بأي كلام تتحدثين فقط كل ما يهمني أنك تتحدثين هذا كاف لسړقة ذلك المسكين الذي يخفق بين جنبات صدري
لاحظي اني مغرقك دلع الايام دي وأنت
تنهدت فاطمة بخجل وهي تستمع لحديثه ثم ابتعدت قليلا تود الذهاب قبل أن تلقي بنفسها
بين أحضانه الان وترفض تركها للابد لكن بمجرد تحركها توقفت مجددا وهي تلتفت بتردد شديد لزكريا تتحدث
هو زكريا يعني هو ايه وضعنا دلوقتي يعني هو احنا المفروض يعني كده
حسنا جميلتي إليك الوضع بالتحديد نحن الآن زوجان برتبة خطيبين
ابتسمت له فاطمة ليتوقف زكريا بمجرد وصوله للبناية الخاصة بها ليهمس لها بحب شديد
بلغي والدتك إن بكرة هاجي مع الحاج والحاجة زيارة والمرة دي نبدأها صح
لا ما هو انا مش متخانق من اخوك ومصرفه بالعافية عشان تقفي ليا مقموصة كده
كانت شيماء تربع ذراعيها على صدرها وهي تعطيه ظهرها بحنق شديد تجيب حديثه
والله مش انا لازقة وشبطت فيك بالغلط غور بقى
فتح هادي عينه پصدمة لحديثها ليندفع لها وهو يديرها له پعنف شديد مغتاظا
لا مش عشان بهزر معاك يبقى تسوقي فيها ايه غور دي
خاڤت شيماء من نظراته لتتحدث بتوتر شديد
قصدي اتفضل غور
ابتسم هادي وهو يحاول كبت ضحكاته
الاهما أنت طلعتي بتهزري اهو ودمك سم
لوت شيماء فمها بحنق من حديث هادي ليقترب منها هادي وهو يهمس لها بخبث شديد
طب ايه نبدأ
نظرت له شيماء بعدم فهم ليغمز لها هادي وهناك بسمة وقحة ترتسم على وجهه خرجت شهقة فزعة من فم شيماء وهي تصفع هادي بصڤعة صغيرة قبل أن تتركه وتركض لغرفتها
انت واحد ساڤل وانا هقول لرشدي على قلة ادبك دي
لوى هادي فمه بتشنج وهو يلوح بيده عاليا بحنق
قلة أدب ايه يا عنيا اللي هتقولي عليها لاخوك ما الاستاذ جوا اهو وأكلها والعة إنما أنا حظي قليل انا عارف جاتك البلا في معرفتك الهباب عيلة فقر
يعني أنت عايزة ايه دلوقتي يا ماسة بس عشان مشغول
بقولك انت مش عاجبني يا أباظة مش زي أباظة بتاع زمان ابدا
توقف رشدي عما كان يفعل ثم تحدث بتفكير
مش فاهم يعني زمان كنت ابيض واسود دلوقتي بقيت بالالوان ولا ايه
ابتسمت ماسة بسخرية وهي ټضرب كتفه بخفة
ما انت لذيذ اهو وبتقلش امال ايه الوش الاسمنتي اللي لابسة ده
تنهد رشدي ثم اقترب من ماسة وهو ينظر بعينها نظرة غامضة
طب بس أنت لان احنا لسه متكلمناش في اللي حصل يا خفيفة الډم
وهو ايه اللي حصل يعني يا أباظة
ابتسم رشدي وهو يحمل حقيبة الحاسوب الخاص به
تعرفي ايه احلى حاجة فيك يا ماستي
ابتسمت ماسة وهي تضع يدها حول رقبته غامزة
دلعي وجمالي
تؤ تؤ استهبالك
ابعد رشدي يده ثم تحرك جهة الباب وهو يتحدث بسرعة
عايز خط الفون بتاعك اللي كسرتيه يا ماسة لان المرة دي انا اللي هتصرف بنفسي مش هستنى غيري لغاية
ما يجيب ليا الكلب اللي بيعمل ده كله معاك
رشدي
أوقفها رشدي عن حديثه وهو يلتفت لها ثم تحدث بجدية كبيرة
ماسة لو سمحتي مش عايز أي كلمة ولا تعملي غير اللي اقولك عليه لأن المرة دي الموضوع زاد اوي وانا مش هستنى لما الكلب ده يعمل اكتر من كده
أنهى حديثه وهو يخرج تاركا ماسة تقف في منتصف الغرفة بحنق شديد تعلم جيدا أن رشدي لن يصمت عما حدث لكن الخۏف كل الخۏف أن يعلم ذلك الحقېر بأنها قالت لرشدي أو ينتبه أنه يتتبعه فيؤذيه فما علمته من رسائله أنه ليس بالهين ابدا وأن ما يفعله ليس مرته الاولى بالتأكيد
في صباح يوم جديد بعدما قضى الثلاث شباب الليلة عند زكريا ثم عندما اشرق الصباح اتجه كلا لعمله
في مكتب هادي كان يجلس وأمامه فرانسو الذي كان يظهر على وجهه الحنق الشديد
مش كنت بلغتني إن خلال يومين هيتم الفرح
زفر هادي بضيق شديد يرجع شعره للخلف مغتاظا من نفسه ومن ابنة اعمه وما أوصلته أفعالها له
الموضوع تم في لحظة ڠضب وعصبية وكنت حابب بس اخوف بثينة مش اكتر بس مش انا اللي ارمي بنت عمي بالشكل ده يا فرانسو
ضيق فرانسو عيونه بشك كبير يفكر فيما اوصل هادي للحظة الڠضب تلك كما يقول لكنه صمت قليلا دون أن يفضي بمكنوناته
طب هو انا ممكن أعقد عليها واخدها معايا فرانسا والفرح لما نرجع واوعدك والله ما هقرب منها غير لما تسلمها ليا بنفسك
نظر له هادي بحنق شديد وكاد يفتح فمه معترضا ليوقفه فرانسو وهو ينهض سريعا متجها صوبه
متستعجلش وفكر براحتك واعرف اني هقبل بأي حاجة هتقولها بس قبل ما تاخد قرار فكر فيا وفي ابني يا هادي اللي راميه مع أمه اللي كل يوم سهرات وسكر وبلاوي اكتر من كده
أنهى حديثه مبتلعا تلك المرارة يحاول تمالك نفسه فهو يشتاق وبشده لصغيره الحبيب الذي تركه رفقة والدته والتي يعلم جيدا أنها لا توفر فرصة حتى تفسده
انا ابني كل يوم بيكلمني ويعيط ليا إني اروح واخده وانا متكتف مش عايز اروح ليه غير عشان أخده من أمه ولازم عشان اعمل كده إني أكون متزوج وافق وانا اوعدك بشرفي ما هقرب منها غير لما يتم ليها فرح زيها زي كل البنات لو حابب أمضي ليك إقرار بكده انا مستعد
صمت هادي وهو يرمق حالة فرانسو المتدهورة أمامه ليهز رأسه بشرود وقد بدأ يتزحزح عن موقفه الصارم ويفكر في الأمر من زاوية فرانسو
طيب معلش يا فرانسو سيبني افكر
دخل رشدي مكتبه وهو يلقي ما بيده على الأريكة الخاصة به ثم سريعا جلس على مكتبه وهو يسحب الحاسوب من حقيبته واضعا إياه أمامه يكمل ما كان يعمل عليه طوال الليل بعدما نام كلا من زكريا وهادي
كانت عين رشدي تمر على شاشة حاسوبه بانتباه شديد وهو يشعر بعقله يكاد ينفجر فذلك الرقم الذي أعطته إياه ماسة ليبحث عن صاحبه مأمن كما لو أنه رقم أحد أفراد المخابرات وليس رقم شاب عابث عادي
زفر رشدي بضيق وهو يبعد حاسوبه من أمامه ثم أخذ يفرك رأسه بسبب الصداع الذي تلبسه لقله نومه ثوان وكان صوت رشدي يصدح مناديا العسكري الذي يقف في الخارج
يا عسكري يا عسكري
دخل العسكري سريعا وهو يؤدي تحية لرشدي منتظرا أمره نظر له رشدي قليلا وقبل أن يفتح فمه وجد مصطفى يقتحم مكتبه وهو يحمل بعض الملفات
رشدي هو إنت لسه مخلصتش قضية مصنع الخشب
أشار رشدي للعسكري بالخروج مخبرا إياه
معلش هاتلي كوباية شاي و اي برشامة للصداع
أدى العسكري تحيته وخرج من الغرفة بعدما اغلق الباب خلفه تاركا رشدي يصوب نظراته الحادة جهة مصطفى الذي لا يعلم بالتحديد ما فعله لكن يكفي أنه أبكى رفيقه ليكون على رأس قائمته السوداء
لا خلصتها وسلمت الملف كمان
انكمشت ملامح مصطفى بعدم فهم يرمق الملف بيده
ازاي ده عرفت مين اللي اختلس الفلوس بس ازاي والملف بأيدي مش فيه اي حاجة
نهض
رشدي من مكتبه وهو يتجه لمقدمته يستند عليها ويلوي شفتيه يدعي التفكير
ايوة بس دي نسختك انت يا درش إنما نسختي انا من الملف سلمتها وفيها كل اللي وصلت ليه والمفروض إنك إنت كمان تسلم اللي في ايدك وفيه كل اللي وصلت ليه ده لو كنت وصلت لحاجة
تعجب مصطفى من نبرة رشدي والتي يخيل إليه أنها ساخرة متوعدة لكنه رغم ذلك تحدث بعدم فهم
ايه نسختي ونسختك دي هو مش احنا team برضو
كنا
شعر مصطفى بالريبة من كلمة رشدي
كنا ! هو فيه ايه بالضبط يا رشدي مالك انهاردة كده شكلك مش مظبوط
كاد رشدي يفتح فمه يجيبه ليقاطع ذلك طرق الباب أعقبه دخول العسكري وهو يؤدي التحية واضعا ما بيده على الطاولة متحدثا بآلية
سيادة اللواء طلبك يا مصطفى