الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية وبها متيم أنا بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 15 من 121 صفحات

موقع أيام نيوز


ملامح المرح لأخرى غاضبة
ما تخلي بالك من كلامك يا عمنا هو انتي شايفني قلة.
اخفت شهد ابتسامتها لتتابع ابو ليلة وهو يرد بابتسامته متلاعبة
لا سمح الله يا راجل مين بس جال الكلام ده انا بتكلم ع الناجصين هو انت ناقص
جحظت عيني ابراهيم الذي افحمته كلمات الآخر وقال الحج عابد بلطف
خلاص يا جماعة سيبكم من الكلام ده وخلونا نرجع للمهم كملي يا شهد كلامك انتي قولتي انك عايز تمشي زي باقي الجوزات اللي حوالينا تقصدي إيه بقى وضحي

بكف يدها التي رفعتها أمامهم قالت بحسم
قبل كل حاجة يا عم الحج انا ليا شرط هيتقال قدامك دلوقتي وهيشهد عليه ابو ليلة.
إيه هو الشرط
سألها عابد بتوجس لتجيبه بنظرة متنقلة على فراد اسرته واسرتها
شرطي يا عم الحج إن مهما طالت مدة الخطوبة أو قصرت معلش يعني ابراهيم ملوش دخلة عندنا إلا في حضورك وبميعاد سابق مني....
توقفت على شهقات المرأتين ونظرة ڼارية من أمنية قبل أن تلتف على صيحة ابراهيم 
نننعم! ليه بقى ان شاءالله دي هتبقى خطيبتي في حد ميشوفش ولا يتقابل مع خطيبته في شرع مين دا بقى
بنظرة حازمة اشار له مسعود ليهدأ وردت شهد بصرامة
دا ملهوش دعوة بشرع البيت كله نسوان وانت مهما كانت قاربتك انا مش هبديك عن الأصول ونفس اللي حصل مع جوز اختها الكبيرة هيحصل معاك.
هتف ابراهيم يجادل
دا راجل كان مسافر وجه خطبها ع السريع في ظرف اسبوعين ومشي بيها بعد الفرح لكن انا ابن خالتها ولسة عايز فترة خطوبة. 
مطت بشفتيها تقول ببساطة
والله انت حر تقصر الخطوبة او تمدها براحتك الأصول متزعلش حد ولا انت زعلان يا عم الحج.
وجهت الأخيرة لوالد ابراهيم والذي رد يفاجأ زو جته وأمنية الساخطة هي ووالدتها
لا طبعا متزعلش حد وانا معاكي في كل اللي تقوليه عندك طلبات تانية يا ست البنات
زفر ابراهيم ينفث دخان من انفه بهذا الاستسلام السريع من والده وتبادل مع والدته وأمنية النظرات المحتقنة وقال ليسبق رد شهد
طب مدام كدة بقى يبقى احنا هنعجل بكل حاجة واولها الخطوبة يعني بكرة ننزل نجيب الشبكة
الصبح وبالليل نعمل الليلة .
بكرة فين هو سلق بيض
هتفت بها شهد ليرد الآخر على الفور
ليه بقى يا ست شهد احنا جاين وجاهزين بتمن الشبكة ولا انتي معندكيش مقدرة لليلة الخطوبة احنا ممكن نشيل على فكرة دي بنت خالتي واتقالها بالدهب.
قالها وافتر ثغر أمنية ببلاهة ضاحكة كظمت شهد غيظها ورد مسعود بحمائية عنها
عيب الكلام ده يا عم ابراهيم إنت بتتكلم مع المقاول شهد على سن ورمح.
رد الحج عابد بلهجة لينة ماكرة
هو قاصده انهم حبايب وأهل يعني مفيش فرق واحنا نقدر.....
انا موافقة.
هتفت بها شهد مقاطعة تتابع
انا موافقة على الخطوبة بكرة وهعمل ليلة ع الواسع كمان في حاجة تاني يا عم إبراهيم
في اليوم التالي
بعد ان تجهزت على الميعاد خرجت صبا من منزلها صباحا كي تلتحق بهذه الوظيفة الجديدة بالفندق الذي ذكرت اسمه لها رحمة بالأمس والتي تصادفت برؤيتها فور أن خرجت من باب منزلهم
إيه ده هو انت لسة يا بت مروحتيش على شغلك
هتفت بها المذكورة ممازحة وقد كانت خارجة من المصعد في طريقها نحو شقة والدتها وشقيقها.
ردت صبا بقلق وهي تنظر بالساعة الصغيرة التي تزين رسغها
ليه بجى دي الساعة لسة مجتش تمانية ولا عايزة تفهميني انهم بيفتحوا على سبعة 
قهقهت رحمة بضحكتها الرنانة قبل أن ترد وهي تتوقف أمامها وتوقفها
يا مچنونة بهزر معاكي هو إنتي أي كلام كدة تصدقيه
استجابت لها صبا بابتسامة ولكنها هتفت بالانفعال
مش حكاية اي كلام اصدجه انا بس متوترة وبصراحة اخوكي مجالش على ميعاد محدد اروح فيه.
قطبت رحمة لتسألها بدهشة
هو مقالش يبقى انتي تسألي يا ماما.
رفعت صبا طرف شفتها لترد بعفوية
أسأل مين هو انتي اخوكي دا بيديني فرصة اتكلم حتى دا معجزة وحصلت امبارح انه كلمني اساسا.
سمعت رحمة لتناكفها
طب خليكي قد كلامك بقى عشان هو ممكن يخرج دلوقتي ويقفشك وساعتها تروح عليكي الوظيفة.
همست صبا تشير بسبابتها نحو باب المنزل
هو لسة ما رحش الشغل. 
لأ لسة ما رحش.
همست بها رحمة هي الأخرى كإجابة لتبرق عيني صبا بإجفال وزمت شفتيها بابتسامة تلملمها قائلة وهي تحرك أقدامها للهرب سريعا
طب اطير انا بجى قبل ما اخربها .
تابعتها رحمة ضاحكة حتى اختفت بداخل المصعد الذي هبط بها تتمتم
يا مچنونة يا ام مخ طاقق.
هي مين المچنونة ومخها طاقق
رددها شادي وهو يغلق باب الشقة التي خرج منه ف ردت رحمة
دي صبا يا سيدي اصلها كانت خاېفة لتكون اتأخرت. 
ابتلع ريقه الذي جف لمجرد سماع اسمها بتوتر يكتنفه بشدة ولا يدري إن كان ما فعله لعملها معه في مكان واحد خطأ هو أم صواب
خرجت مودة من المبنى الذي تقطن به بخطوات مسرعة حتى وصلت لاهثة إلى صبا التي كانت تنتظرها بجوار مدخل المبنى مكتفة ذراعيها بغيظ
أديني وصلت اهو إيه رأيك بقى
قالتها مودة لتهتف بها بصبا بحنق
اخلصي اتحركى وخلينا نمشي هو احنا لسة هناخد رأي بعض في اللبس كمان
قالتها وأسرعت بخطواتها والأخرى تلحق بها مرددة
طب قولي رأيك وبعد كدة اجري براحتك هو الشغل هيطير يعني على الدقيقة دي
الټفت برأسها إليها تقول بحدة
بجالك ساعة بتلبسي جدام المراية ولسة كمان عايزة تاخدي رأيي وتشوفي وتقارني مدي رجلك يا مودة الله يخليكي انا على اخري.
التوى ثغر المذكورة بإحباط ازداد وهي ترى نظرات المارة والشباب في المنطقة والمصوبة جميعها نحو صبا التي تتقدمها بخطوات عسكرية متجاهلة بثقة ومستمرة في طريقها تصل إلى اسماعها
الهمهمات المتغزلة بها
يا بطل إيه الحلاوة اللي هلت علينا ونورت الشارع دي
غغمغت مودة بداخلها
طبعا عندك حق تبقى عصبية وميهمكيش مدام بتسرقي النظرة ليكي من غير مجهود ولا تعب حتى لو كنتي لابسة شوال.
في موقع العمل الذي وصل إليه باكرا هذا اليوم ولا يعلم السبب الذي دفعه لذلك رغم عمله بموقع اخر أشد اهمية ويحتاج تركيز أكبر ولكن قدميه هي من قادته لمح بعينيه طيفها فور أن ترجل من سيارته وسط العمال تلقي خطتها حول أمر ما قبل أن ينصرفوا وظل عبد الرحيم مساعدها فقط والذي انتبه عليه ليردف مهللا فور أن رأه
بشمهندس حسن صباح الفل يا باشا.
ردد حسن له التحية قبل أن يوجه خطابه نحو شهد
عاملة إيه النهاردة يا سيادة المقاول يارب تكوني كويسة.
حمد لله احسن بكتير.
قالتها وهي توميء له برأسها قبل أن تصرف مساعدها
طب روح انت دلوقتي يا عبد الرحيم بالمكنة بتاعتك وهات الفطار للعمال.
هوا
قالها الاخير وتحرك سريعا نحو دراجته البخارية ثم الټفت هي نحو حسن تخاطبه بحرج شديد وعينيها تهرب من مواجهته
انا كنت عايزة اشكرك على موقفك معايا...
موقف إيه
سألها مقاطعا ليزيد من حرجها في الرد
يا بشمهندس انا قصدي ع التوصيلة دا غير اني نمت معاك في العربية وو....
تبسم بتسلية وهو يشاهد هذا الجانب الانثوي منها في الخجل والډماء التي ضخت فجأة بوجنتيها وقد زاد عليها ضياء الشمس بشكل ڤضح توترها فقال مستمتعا بمناكفتها
قصدك يعني لما نمتي بمجرد ما حطيتي رأسك ع الكرسي ومن قبل حتى ما نوصل لعنوان صاحبتك ولا تكملي ربع الساعة في المشوار
توقفت الكلمات بحلقها وتحول الخجل للغيظ الشديد
اه زي ما انتي بتقول كدة بس انا في يوميها كنت تعبانة جدا على فكرة ولا انت مخدتش بالك ساعة ما اتكرمت عشان تسوق بدالي
رد بمكر
لا طبعا خدت بالي ولا انتي فاكراني بتريق مثلا انا بس كنت بطمن.
ردت بابتسامة صفراء
لا اطمن. 
يعني دا السبب اللي خلاكي غيبتي امبارح
اومأت برأسها دون صوت فتابع يسألها
طب واختك بقى اللي حاولت تنتنحر دي...
قاطعته مصححة
مكنش اڼتحار دا مجرد چرح عادي وحمد لله عدت. 
عدت. 
اه عدت.
أممم اصل عبد الرحيم كان بيقول......
عبد الرحيم دا مخه ضارب وكان فاهم غلط على فكرة. 
قالتها مقاطعة للمرة الثانية وزادت في محاولة تصديقها
دي حتى النهاردة خطوبتها.
خطوبتها!!
والله زي ما بقولك كدة دا لولا اني خفت ع التأخير مكنت جيت بنفسي النهاردة وانا ورايا هم ما يتلم في التجهيزات لليلة الشبكة.
قال اخيرا يريحها
الف مبروك ربنا يتمم بخير. 
الله يبارك فيك .
قالتها ثم تابعت تساله
طب انت دلوقتي عندك تفسير ولا أي ملحوظة تقولي عنها قبل ما امشي واسيب الموقع
القى بنظرة سريعة نحو المبني الذي اتم العمال نصفه قبل أن يعود إليها مجيبا بابتسامة رائعة
لا يا ستي مش محتاج حاجة بس انتي مش ملاحظة حاجة
ناظرته باستفهام يجيبها
قصدي انك جيبتي سيرة الفرح ومعزمتنيش يا سيادة المقاول. 
ردت بابتسامة صادقة يشملها الحرج قبل أن تتحرك من جواره لتذهب 
أكيد حضرتك مش محتاج عزومة يعني لو حبيت تيجي عبد الرحيم يجيبك بكل سهولة. 
ظل محله يراقبها وهي تنصرف مغادرة في الذهاب نحو سيارتها التي اصطفتها بجوار عدة سيارات أخرى في المكان المخصص لها رغم ارتدائها الملابس الرجالية الواسعة والهيئة العصبية لها دائما في التعامل مع البشر إنما هي أنثى ڠصب عن أنفها
بخطواتها وطريقة سيرها احمرار وجنتيها التي ڤضحت خجلها منذ قليل رقتها المدفونة تحت خشونة الطبع الذي تدعيه زورا.
انتفض فجأة على دوي صوت الهاتف بجيب بنطاله بنغمة مخصصة لوالدته الحبيبة والتي اجابها على الفور بقلق
ايوة يا أمي في حاجة
جاءه صوتها الهاديء
لا اسم الله عليك يا حبيبي مفيش حاجة دا انا بتصل بس عشان اطمن عليك 
رد يجيبها باستغراب وهو يتحرك نحو الجزء الذي أتم بناءه العمال حديثا ليرى مطابقته للمواصفات والتصميم بالفعل أم لا
تطمني عليا وانا خارج من عندك في اقل من ساعة! في إيه يا ست الكل دي مش عوايدك!
دوى صوت ضحكتها على أسماعه قبل ان تقول بكذب مكشوف
خلاص يا سيدي انا بس لقيت نفسي فاضية وقولت اتصل الاغيك شوية فيها حاجة دي
لا يا ست الكل مفيهاش حاجة ارغي براحتك .
اتاها ترحيبه كإشارة مشجعة لتنطق
كدة طب قولي هو انت قاعد فين دلوقتي عند المقاول ابو كرش التخين ولا المقاول الست شهد اللي عاملة نفسها راجل
يا نهار اسود .
تمتم منتفضا وهو يلتفت نحو العمال القريبين منه بقلق يخشى ان يصل إليهم الصوت 
فقال هامسا بعد ان ابتعد عنهم بمسافة كافية
إيه اللي بتقوليه دا يا ماما انتي عايزة تشبكيني مع عمالها ورجالتها
يعني انت موجود هناك!
قالتها وجلجلت بضحكة رنانة في أذنه زادت من توتره قبل ان تقول بتسلية
طب أوصفلي شكلها بقى وهي لابسة إيه نفس اللبس الواسع برضو ولا غيرته
عض على قبضة يده بعد ان أعطى ظهره للعمال ليقول من تحت أسنانه.
يا ماما الكلام ده مينفعش انا محبش اركز مع حد من الأساس خصوصا لو ست وعلى فكرة بقى وعشان تريحي مخك هي اساسا مش موجودة عشان النهاردة عندها خطوبة وشبكة اختها. 
شبكة اختها !
تمتمت بها قبل أن تهتف باستدراك
مدام قالتلك يبقى اكيد عزمتك
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 121 صفحات