رواية امسك بيدي فلتنقذني من الهلاك بقلم فرح طارق
مينفعش تقعد اكتر من كدة.
طال صمتها بالنسبة له ليكمل سيف حديثه بلهفة
هو الرسايل اللي شوفتها منه على تليفونك والتهديدات كان بعتلك ټهديد زيها صح
قال كلماته بخشية وتوجس يود أن يسمع تلك الكلمات منها يعلم أنها أيضا ستكن مخطئة أنها صدقت ذاك المعتوه ولكنه يعلم أيضا أنها كانت وحدها لم يكن هناك أحدا معها حتى هو ليقف جوارها !
ليان ارجوك اتكلمي !
أخذت نفسا بداخلها ليخرج صوتها أخيرا
آه يا سيف اللي قولته صح وده اللي حصل لو كنت فكرت بس شوية كنت هتعرف إن وقت مقابلتي ليه ف نفس الوقت اللي كنت فوقت وشوفت رسايل الټهديد بتاعته ليا.
نظرت له واكملت بهدوء معاكس لتلك الآلام التي باتت تشعر بها
يعني عاوزة ايه
أنا هسافر القاهرة مع ماما وحور هاخد وقتي وبعدين هقرر إذا كنا هنكمل ولا لأ.
استنكر سيف حديثها ل يقول بجدية
أنا موافقك على كل حاجة إلا آخر حاجة دي هتسافري وتاخدي وقتك شوية وإني اوريك حبي ليك دي حاجة ترجع ليا وده أنا اللي هعمله لكن حوار أشوف هنكمل ولا لأ ف فكل الحالات انت مراتي وام ابني أو بنتي وهتفضلي كدة.
أنا هخلص إجراءات المستشفى ومامتك هشوف فاقت ولا لسة.
هي ماما مالها
قالتها بقلق وهي تحاول النهوض من مكانها ليوقفها سيف
مفهاش حاجة قلقت عليك والدكتور اداها حقنة مهدئة لحد ما نطمن عليك.
بجد يعني هي كويسة دلوقت
غادر سيف الغرفة وترك ليان جالسة وحده وما إن خرج حتى وجد حور أمامه..
تقدمت حور نحوه ما إن رأته واردفت
سيف..عاوزة أقولك حاجة هخلص بيها ضميري وخلاص وليان كمان طلعت عرفاها.
عقد سيف حاجبيه واردف بقلق
حاجة ايه
أنا هقولك ده بس لأني ميرضنيش تأنيب الضمير اللي جواك طول الوقت واللي انا مش هقدر اتغاضى عنه بس بردوا عند نفس قراري..ليان هتسافر معايا لأن ضړبك ليها مش شيء هوين يسمح بأني اعديه !
حور لو سمحت ادخلي ف الموضوع.
أنهت حديثها ورحلت من أمامه متجهة لغرفة والدتها بينما ظل سيف مكانه فهم ما قالته ولكن ماذا أن لم يكن مد يده عليها هل كان من الممكن إنقاذ الطفل الآخر ما قالته حور لم يجعله يهدأ ! بل زاد من تشتت عقله وتفكيره بالأمر قط.
في مكان آخر..
توقف ياسين بالسيارة واندفع منها وهو يحمل بعدما أخبره فهد ب عثوره على مكان مهاب ومازن وأنهم بجانب الميناء يستعدون للرحيل والهرب ب سفينة غير شرعية.
مسح وجهه وذلك العرق الذي بات يتصبب على جبينه واستمع لصوت ما ب زاوية ليتقرب رويدا وعرقه يزداد ! سيقبض على صديقه للتو صاحب عمره الذي بكى داخل ليال من قبل !
استدار على صړاخ فهد خلفه ليجد مهاب يقف خلفه وهو يوجه نحوه..
ابتسم مهاب بتهكم وهو موجه نحو ياسين واردف
آسف يا صاحبي بس دي النهاية بينا !
أنا حبيتك يا ياسين ولأجل حبي ليك مش هخليك تعيش وسط الچرح اللي واثق إني سببته ليك.
ياسين..اتحرك أعمل أي حاجة !
كان ذلك صوت چيدا الصارخ به لقد رأت فهد وهو يغادر المشفى لتعرف الأمر وتلحق بهم تعرف كم أن ياسين سيكن هشا بتلك اللحظة لتقرر الوقوف بجانبه.
رفع ياسين هو الآخر وأصبح الاثنان كلا منهما يواجهان بعضهما البعض عند الرأس خاصة
ليثبت ياسين نحو رأس مهاب واردف پألم
متخيلتش تيجي منك يا مهاب لحد ما جيت كنت بتمنى تبقى القصة زي فيلم هندي وتضحك وتطلع متفق انت وفهد ! متخيل السذاجة اللي ف تفكير ظابط قوات خاصة زيي
صمت كلاهما بينما كانت چيدا تضع يدها على قلبها تخشى ما سيحدث ! تخشى أن يصيبه شيء ف يصاب قلبها بالمقابل هي تحبه بل ذلك الياسين الذي حلمت به منذ أن رأته أول مرة يأتي مع خالها ذلك الذي حببها بالشرطة وعملها لتقرر أن تكن معه وجواره لقد علمت كم علاقاته النسائية ولكنها أيضا تعلم أنها ليست داخل حياته حتى تعاقب أو تعاتب على ذلك الشيء ! تراه دائما ذو رجولة خاصة بالنسبة لها رجل بمعنى الكلمة لقد عرفت ذلك من حديث اللواء كامل عنه حتى رأت ذلك بوقوفه جانب سيف وفهد..كانت كل مرة أكثر من قبلها كلما عرفت عنه شيئا كلما أكثر وأكثر..
أفاقت على صوت إطلاق الڼار لينهلع قلبها فزعا وهي تخشى أن تفتح عينيها لتعرف من المصيب ومن المصاپ !
الفصل_الثالث_والعشرون.
.
أفاقت من أفكارها على صوت إطلاق الڼار لينهلع قلبها خوفا وهي تخشى فتح عينيها لترى من المصيب ومن المصاپ .
لم تمر ثانية أخرى حتى سقط ياسين مغشيا عليه أثر تبادل إطلاق الڼار بين بعضهم البعض ! ليطلق مهاب الڼار على ياسين ويبادله ياسين إطلاق الڼار فسقط كلا منهما..
تجمد أمام المفترش ارضا تشعر وكأن كل شيء حولها توقف ! لا تسمع لأي شيء ولا تنتبه لأي شيء فقط تخشى! تخشى أن تفقده قبل أن تملكه من الأساس..!
ظلت واقفة مكانها وهي ترى مجيء الشرطة التي حاصرت المكان بأكمله وأخذت الإسعافات مهاب وجاءت سيارة أخرى لأخذ ياسين..لتفوق حينها وهي تجدهم يحملونه ليدخلوه داخل السيارة..
ظل فهد ممسكا بها حتى تحركت السيارات وأخذت الشرطة مازم الذي كان مخبئا بإحدى السفن و وجدوه ليرحل الجميع ويترك فهد حينها شقيقته التي دفعته وصعدت بسيارتها لتندفع بها حلف سيارة ياسين..
رآها فهد ليصعد بجانبها قائلا
چيدا..ابعدي هسوق أنا وراهم مينفعش تسوقي بالحالة دي !
لم تعيره انتباه فقط جلست في السيارة وهي
تدير المحرك ودموعها تغطي وجهها بأكمله عقلها يرفض استيعاب ما حدث للتو ! صوتها غير قادر على الخروج من تشعر وكأن أحدهم يضع يده على يكتم صوتها ويعيق خروجه ! تتشعر وكأن قلبها قد بتر من داخلها للتو تتحرك بلا قلب وبلا عقل ! فقد أخذ قلبها معه ورحل عنها والآن ! قد فقدت عقلها حقا .
تذكر حديثه مع ياسين ذات مرة حينما أخبره بأن يتقدم ل خطبة چيدا بدلا من تلك الاعجابات المتبادلة بينهم ! ف ليكن هناك شيئا رسميا..ليصطدم ب إجابة ياسين عليه تلك المرة..
عودة للماضي قبل ثلاثة أعوام..
دلف ياسين ل مكتب فهد الذي أخبره بضرورة مقابلته ليجلس أمامه على المكتب بعدما ألقى التحية عليه قائلا بتساؤل
ايه الحاجة المهمة اللي عايزني فيها
اعتدل فهد في جلسته ليجيبه ب جدية
جيدا يا ياسين والنظرات اللي بينكم طول الوقت ! انت عارف إني بعتبر جيدا زي أختي بالظبط وشايف إعجاب متبادل بينكم ف ليه متتقدمش ليها وتاخد خطوة رسمية
مينفعش يا فهد أنا مطلق ! ومعايا بنت دلوقت عندها ٤ سنين چيدا من حقها ف راجل تكون هي أول بنت ف حياته أو على الأقل تبقى اول جوازة ليه مش التانية بعد جوازة فشلت على يدك ايه حصل فيها
رجع فهد ب مقعده للخلف وهو يضع قدم فوق الأخرى واردف بنبرة ماكرة
خۏفك على جيدا وحقها ولا خۏفك من إنك تمر بنفس التجربة الفاشلة
لأ يا فهد مش كل الستات زي بعضها وأنا عارف كدة كويس ولو كلهم زي بعض ف عارف ومتأكد إن چيدا غير أي حد تاني وعشان كدة أنا مستاهلش إنها تكون معايا وف حياتي ولو على نظرات الإعجاب اللي انت شايفها ف أظن أنك شايف إنه حب من طرف واحد..من عندها هي.
وعندك انت كمان شايفها متبادلة وقوللتك كدة وبعدين بتقرر موقفها على أي أساس كلمتها قالتلك الكلمتين دول بنفسها قالتلك يا ياسين أنا
عاوزة راجل أكون أول جوازة ف حياته
وبنتي نسيتها يا فهد !
أعرض كل ده قصاد جيدا وخليها تقرر !
نهض ياسين من مكانه واردف بنبرة مخټنقة
فهد أنا مش هتحمل أقولها كل ده وتقولي هي بنفسها مش هينفع تكون معايا الكلام اللي قولته ليك مش هستحمل يطلع منها.
ومين قالك إنه هيطلع ياسين..
قاطعه ياسين بجدية
مع احترامي ليك يا فهد بس الموضوع مش منتهي بالنسبالي هو مش موجود اصلا ف حياتي يا فهد..عن أذنك.
أعاد فهد من أفكاره فور توقف السيارة وهو يجد چيدا تخلع حزام الأمان وهي تفتح باب السيارة وتردد پبكاء
مماتش هو عايش..هو عايش يا رب هو عايش مسابنيش لأ.
ترجلت من السيارة ودلفت للمشفى وفهد ذهب خلفها بخطوات سريعة يلاحق بها ركضها للداخل وتوقف بجانبها وهي تقف أمام الاستقبال بالمشفى قائلة بلهفة
لو سمحت فيه مصاپ تبع الشرطة دخل دلوقت هو فين
أشار لها الممرض قائلا
دخل العمليات يا فندم حضرتك هتطلعي تاني دور..ع اليمين ف آخر الطرقة غرفة العمليات.
تركته جيدا لتصعد سريعا للأعلى لم تقدر على إنتظار المصعد أن يأتي لها لتصعد الدرج بخطوات سريعة تتسابق بها مع الزمن لتصل إليه..
توقفت أمام غرفة العمليات وهي تدعو ربها أن يسلم لها تدع بعدم إنتهاء تلك العلاقة التي لم تبدأ بعد ! إن لا ينهدم ما تخيلت بناؤه قبل أن تشرع بتنفيذ ذلك البناء ! كيف افتقدك يا عزيزي وأنا لم أستطع أن امتلكك يوما
دلفت حور ل حياته حياته التي انقلبت رأسا على عقب فور رؤيتها ولكن هناك شيئا تولد داخله حينها..ربما حب أم أمان..لربما شعورا بالسعادة لقربها..رغبة داخلية منه بأن تدلف أنثى مثلها داخل حياته.. أم لأنه كان يحتاج إليه قبل أن يراها حتى ! أو لربما جميعهم
يقولون إن فاقد الشيء لا يعطي بل فاقد الشيء يعطيه يعطيه بكل سخاء ! يعطيه ب مقدار فقده للشيء..ف كلما زاد عطائه كلما أيقنت أنه فاقد للشيء وبشدة.
ظلت داخل شقيقها تبكي بكل ما أوتي من قوة داخلها هل سيفارقها سؤالا يتردد داخلها.. ساعة..دقيقة..ثانية.. أو ربما