رواية غير قابل للحب للكاتبة منال سالم
أحد أفراد ى النقيض كليا ظهرت مظاهر البذخ والثراء بوضوح مبهر كأنك في منتجع ترفيهي فائق الخدمة
خطفت الأضواء البراقة نظراتي ولم أعرف إلى أين أسلط ناظري تحديدا تركت ل فيجو توجيهي فعبرنا ممرا داكنا امتد لبضعة أمتار قبل أن نهبط على عدة درجات للسلم نقلتنا إلى حيث الصخب لكننا لم ننخرط وسطه بل دفعني برفق لانحرف نحو الجانب ثم سار بي ناحية منطقة معزولة عن البقية مقسمة إلى ما يشبه الحجرات الخاصة يفصل بينها حواجز خشبية وزجاجية لكنها تمكنك من رؤية كل ما يدور حولك
أهلا بالزعيم
تقدم ناحيتنا فبدا طوله مقاربا لزوجي لكنه لا يفوقه كما كان جسده مثله ممتلئ العضلات ووجهه به لمحة من الشړ وجدت نظراته قد ارتكزت علي فأشحت ببصري مدعية تطلعي لما يحيط بي سمعت فيجو يخاطبه في برود يشوبه التعجرف
فهمت من الاسم الذي ناداه به أنه الشخص المعني باللقاء وحاولت ألا أنظر ناحيته وهو يتكلم مع زوجي في غرور مصطنع
تعرف أن ذوقي مميز في انتقاء الأفضل
تلقائيا اضطررت للنظر تجاهه عندما سأل بشكل مباشر
أهذه زوجتك
شعرت بالمزيد من التوتر المختلط بالحرج ينتابني في حين لم ينطق
إنها حقا كما قالوا أميرة جميلة بل رائعة الجمال
انفرجت شفتاي في دهشة وقد رأيته يتجه ناحيتي تجمدت في مكاني في تخوف لكن فيجو اعترض طريقه واضعا يده على صدره لإيقافه وهو يخبره بصرامة شديدة
غير مسموح لك بالاقتراب منها
طريقته الحامية التي فرضها في التو أشعرتني بالأمان خاصة مع انتشار الخۏف بأوصالي رأيت كيف حول ألكسي نظراته المزعوجة نحوه وفيجو لا يزال ينذره بوجه قاسې الملامح
رفع ألكسي كفيه في الهواء موضحا
أعتذر عن تجاوز أحد رجالي
حملقت في وجه فيجو فوجدته قد ازداد قساوة لوهلة شعرت بالامتنان لكوني إلى جواره أقع تحت حمايته ظللت أنظر إليه وهو يستطرد معقبا عليه بغير تساهل
لا يكفيني ذلك
اتجهت مرة ثانية بنظري نحو ألكسي وهو يطلب منه
ثم خاطبني في ود لم استسغه
تفضلي هنا سيدتي
كدت أتحرك إلى حيث أشار لي بالجلوس لكن ضمة فيجو أوقفتني نظرت إليه بتحير فلم ينظر ناحيتي لكنه قام بنقلي بين ذراعيه نحو الجانب الآخر لأكون في منأى من اقتراب ألكسي أو أعوانه تصرفاته معي وإن كانت متسلطة أفادتني إلى حد كبير فموضع جلوسي كان محميا من أي مضايقات والتصاق فيجو بي بث بداخلي إحساس الاطمئنان حتى كدت أتناسى أني جئت إلى هنا من أجل القټل
إنها هنا!
نظرت أمامي فرأيتها قد أصبحت في مواجهتي وهي محدقة بي بتركيز متعمد ازددت تلبكا واضطرابا خاصة عندما انتقلت للوقوف قبالتي كانت ممسكة بكأس مشروبها تؤرجحه بين أصابعها بخفة حدجتني بنظرة دونية وهي تقول بازدراء مباشر
لقد جئت إلى هنا يا لك من جريء!
أحسست بالإهانة الشديدة من وصفها المسيء وراح شعور الخۏف يتناقص ليحل بدلا منه الضيق والانزعاج استمرت سيلفيا على طريقتها البغيضة في الكلام فأضافت
أليس من المفترض أن يكون مكانها البيت أم أنك سئمت منها وقررت التخلص منها
شهقة مذهولة انفلتت مني وأوشكت على الخروج عن صمتي لأرد عليها بعد أن تجاوزت كثيرا عن المسموح لها إلا أن فيجو سبقني وقال محذرا بلهجة حازمة
إياك وقول المزيد سأقطع لسانك
اشتاط وجهها تحت الإضاءات البراقة رأيت كيف تلونت عيناها بحمرة مغتاظة عندما تابع
هي ليست كابنتك
صړخت به سيلفيا في حدة وقد ألقت بالكأس من يدها ليتهشم في التو
أنت من جعلتها تدمن أنت من ډمرت حياتها
ثم همت بالانقضاض عليه محاولة الفتك به وهي تواصل صړاخها المهتاج
وستكون نهايتك قريبة
قبل أن تصل إليه أبعدها أحد أفراد التأمين أمسك بها من رسغيها ودفعها للخلف بقليل من الخشونة فظلت تصرخ فيه
دعني سأنتقم منك فيجو سترى
رد عليها فيجو بنبرة هازئة
في المرة القادمة استخدمي شيئا فعالا غير السم
جن چنونها وهدرت في حنق أشد
سأقتلك وسأقتل زوجتك هذه
سلطت نظراتها علي فاشتعلت بشرتي بغيظ وجاش الڠضب
بصدري نجح فرد التأمين في إبعادها كليا عن محيطنا لكن إھانتها ظلت تحرقني لقد نجحت هذه المرأة في تأجيج مشاعري المحتقنة وأوصلتها إلى ذروتها تبدد ما كان بي من خوف وهتفت في تعصب
لن أسكت عن تلك الإساءة
علق فيجو بهدوء
جيد استخدميها في تنفيذ مهمتك
هاجت بي الانفعالات فرحت أسأله بغيظ
هل تتعمد استفزازي
جاوبني بنفس أسلوبه الهادئ المستثير للأعصاب
بل أخبرك بحقيقة ما تراه فيك لئلا تأخذك بها شفقة
قبل أن أعقب عليه جاء ألكسي وقاطع ما بيننا من نقاش فتراجعت في مقعدي وأنا أسحب كأس المشروب لأتجرع ما به دفعة واحدة ظللت أحدق بوجه غائم فيمن حولي تتراقص في عيني شرارات الڠضب رأيت ألكسي يميل نحو فيجو ليحدثه بشيء لم أستطع سماعه بوضوح بسبب الصخب السائد عادت الحيرة الممزوجة بالڠضب تتصارع في رأسي فهناك حلقة مفقودة بمسألة زواجه السابق كم وددت لو كان صريحا معي أو على الأقل أطلعني على ذلك الأمر بدلا من التفاجؤ به لكن في عالمنا الأوامر تصدر والطاعة إلزامية!
كان من المفترض أن أشعر في هذه اللحظات الحرجة بالتردد والخۏف ومع ذلك وللغرابة استبدت بي
مشاعر الغيرة والحقد بت أدرك أني تغيرت عن السابق أصبحت نسخة جديدة من شخصيتي القديمة المتسامحة ذات الطيبة والأخلاق طالتني تأثيرات فيجو السوداوية غير الرحيمة وراحت تصبغني بما يتفق مع طبيعته ويرضيه استفقت من سرحاني المشحون بلمسة رقيقة من يده علي استدرت ناحيته فخاطبني هامسا في أذني بصوت محفز وعيناه تشيران إلى بقعة محددة
إنها في انتظارك!!!!
يتبع التالي
إن كنت تبحث عن ملاذ أو ملجأ في مكان يعج بشرور الناس فأنت مخطئ فهم قادرون كليا على سحقك إن خالفت ما يأمروك به هذا بإيجاز كان وضعي الحالي حملقت في وجه فيجو بنظرات مصډومة يتخللها علامات الړعب فأي زوج ذاك الذي يحض زوجته على إكمال مهامه بل ويمهد لها السبل لتنفيذها دون أن يكترث إن كانت ستتعرض للخطړ أم لا!!
رمقته بهذه النظرات المستهجنة وهو لا يزال يتحدث في هدوء سلس ليذكرني باختصار عن خطوات تنفيذ خطته بدا وكأنه يطلب مني إحضار كوبا من الماء له برقت عيناي في خوف لم أواريه كما راح جسدي يرتعش برعشات متواترة جراء ما أصابني من رهبة وهلع بلعت ريقي وواصلت النظر إليه وأنا لا أزال في حالتي المصډومة اشتدت قبضتي على حقيبتي المسنودة في حجري ورفرفت بأهدابي قبل أن أسأله بصوت شبه متحشرج متلعثم
هل تريد مني القيام بذلك هناك ألن يكتشف أحد هذا
أخبرني في هدوء
لا تقلقي إنه المكان المناسب لن يرتاب أحد في أمرك
ثم ربت على ذراعي يستحثني على النهوض وهو يخاطبني بلهجته الآمرة
هيا قبل فوات الأوان
قلت بين جنبات نفسي في مزيد من الارتياع
ليته يفوت ولا أفعل ذلك
من قال أني أستطيع فعل ما أفصحت به سابقا حسنا لاعترف بخطئي كنت أكذب لشعوري وقتئذ بالخذلان والانكسار ففي لحظات الضعف والاستسلام قد نرضخ لما هو يفوق طاقة احتمالنا لكن بعد ذلك حين نستعيد رجاحة التفكير وندرك أننا في صدد فعل ما يخالف مبادئنا نتراجع! لاحظ فيجو جمودي المصحوب بالتردد فهمس لي بلهجة محذرة
أنت تضيعين الوقت هباء هيا لقد رتبت كل شيء لأجلك
كززت على أسناني متمتمة بعصبية رغم خفوت صوتي مقارنة بالصخب السائد
إنها محاولة آ ولست معتادة على ذلك
صحح لي كلامي بما جعلني أغتاظ من بروده
ليست محاولة بل عليك تنفيذها
حقا لم أستطع الصمود فتوسلته بنظراتي
ألا يمكنني فعلها في وقت لاحق أنا لست مستعدة صدقني سأفشل
وجدته يخفض يده ليمسك بي من كفي ثم نهض واقفا وجذبني إليه فاستندت بمرفقي على صدره وطوقت بالآخر القابض على الحقيبة عنقه من يتطلع إلينا من مسافة يظن أننا نتمايل على إيقاعات الموسيقى الصاخبة لكنه كان يبعدني بروية عن مكان جلوسنا المزدحم تجاوبت معه وتركته يقودني إلى حيث يريد أن نتواجد وكامل نظراتي المتوترة مرتكزة على وجهه الساكن توقف عن المشي بعد عدة خطوات واقترب مني برأسه ليهمس بالقرب من أذني
اذهبي سترشدك هذه الفتاة إلى مكان الحمام
ارتجفت كليا وأكاد أجزم أنه شعر برجفاتي المنتشرة في جميع خلايا جسدي لكنه تعامل معي بجمود واضح وجهت نظري إلى حيث أشار فوجدت بالفعل إحداهن في انتظاري شحبت بشرتي أكثر ودمدمت بزفير مسموع
اللعڼة
تابع مشددا قبل أن يتركني أستل من حضنه
ولا تنسي الإبرة
على مضض
لوحت بحقيبة يدي الصغيرة فابتسم مقتضبا استدرت بعدها متجهة إلى الفتاة الواقفة عند الزاوية لم أنبس بكلمة وتركتها تصطحبني إلى حيث المنطقة الخاصة بالحمامات وقلبي يقصف بدوي شديد بين ضلوعي
عبر ممر طويل ممتد مكسو بدرجات اللون الأسود في أرضيته وجدرانه تحركت خلف الفتاة التي راحت تتميل بغنج لويت ثغري في تأفف وأنا أشعر بموجة من الغيرة تجتاحني
سرعان ما غالبني إحساس الخۏف وهزمني بقوة عندما التفتت لتحادثني
هذا هو
انتقلت ببصري إلى باب معدني معلق عليه لافتة فضية عليها الرمز الخاص بالسيدات كادت دقات قلبي المتصاعدة تصيبني بالصمم لكن لا سبيل للابتعاد الآن حاولت توجيه مشاعر الغيرة السابقة وتحويلها لمشاعر ڠضب محتدمة والرغبة في الاڼتقام أطبقت على حقيبتي بيد واستخدمت اليد الأخرى لأدفع الباب ولجت إلى الداخل وألقيت نظرة سريعة على من فيه للغرابة كان خاليا!
تجاوزت عن حيرتي وبدأت أتجول بنظراتي على الأبواب المواربة الموجودة به واحد فقط كان مغلقا لهذا توقعت أن تكون سيلفيا متواجدة بالداخل سرعان ما اتجهت نحو السطح الرخامي للأحواض وقمت بفتح حقيبتي لأتأكد من ضبط الإبرة وإعدادها للاستخدام أرجعتها لداخل الحقيبة ونظرت إلى وجهي الذي تحول للبياض من خۏفي وارتعابي انتفضت ببدني فزعة وهذا الصوت يسخر من بعيد
لا أصدق الدمية السخيفة هنا
خرجت مني شهقة غادرة لرؤية انعكاس سيلفيا على المرآة الممتدة بطول الحائط يتقدم ناحيتي تجمدت نظراتي عليها ويدي اشتدت على الحقيبة التي حاولت فتحها بارتعاش سألتني في