الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية غير قابل للحب للكاتبة منال سالم

انت في الصفحة 53 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز


الهواء لأصرخ بصوت مبتهج
أوه الأجواء حماسية 
تبعني في ضيق واضح وهو لا يزال يأمرني
ريانا تعالي معي 
نفخت قائلة في سأم قبل أن انتزع عني الحذاء لأصبح أكثر خفة
أنت مزعج بحق 
وثبت عدة مرات في مرح خلال سيري المتعجل ثم توقفت عن الهرولة لأشير بإصبعي في انبهار نحو إحداهن كانت ترقص بطريقة احترافية وتحلق عاليا وكأن جسدها مقاوما للجاذبية صفقت لها وصحت في انفعال فرح بشكل لفت الأنظار إلي

انظر إلى هذه الفتاة الماهرة إنها رائعة 
استدرت لأواجه فيجو بنظرات غير مبالية كنت في قمة سروري تعلقت بعنقه ورحت أتمايل وأنا أخبره بدلال
أريد أن أرقص مثلها 
اشرأبيت بعنقي لأصل إلى أذنه وهمست له
أعلم أنك تحب ذلك لكن لا ضرر من التجربة معي ربما أكون جيدة بما يكفي لإرضائك 
التعبير غير المقروء على وجهه سبب لي الحيرة ومع هذا واصلت غنجي وتدللي فسدد لي نظرة حادة لم أفهمها شعرت بانزعاجه المحسوس مني لكني لم أستاء لذا أرجعت رأسي للخلف ضاحكة في استهزاء قبل أن استل يدي من على كتفيه درت مرة أخرى حول نفسي ونظرت إليه مكملة باقي جملتي بغمزة من طرفي
ولا تقلق لن أرقص كثيرا فأنا متعبة لأفعل ذلك طوال الليل 
من قال أن الرجل لا يغار ما حدث بعد ذلك كان سريعا بالكاد حاولت مجاراته حيث وجدته يندفع في إثري ثم قبض على رسغي شدني إليه في خشونة طفيفة ليشعرني بأنه المتحكم في زمام أمري وقبل أن أعترض على حدته معي وجدت الأرض تختفي من تحت قدمي كأنما ألقى عليها تعويذة فلم أعد أرها بعد لحظة تفقه ذهني لما حدث لم يكترث فيجو لحملي أمام الأعين المحدقة بنا رماني على كتفه كلعبة لا وزن لها ثم انطلق سائرا من حيث جئنا ركلت بساقي في الهواء مبدية تذمري
لماذا نرحل ونترك هذه الأجواء الممتعة
لم ينطق بشيء مما أغاظني حاولت رفع جسدي للأعلى لكون الدوار قد بدأ في احتلال رأسي صحت به في نفس اللهجة المعترضة
ألست من أتى بي إلى هنا دعني أمرح قليلا 
زادت موجات
الدوار برأسي وهو يتحرك مسرعا كأنما يحاول الفكاك بي من هذه الأجواء غير المناسبة عاتبته وأنا ألكز ظهره بقبضتي
حقا أنت هادم للسعادة 
شعرت بالغثيان يجتاحني فطلبت منه
من فضلك دعني لا أشعر أني بخير 
استجاب لمطلبي عندما بلغنا الممر المؤدي للمخرج الخلفي ما إن أنزلني لأقف على قدمي حتى ترنحت قليلا أحاط بي لئلا أفقد اتزاني فنظرت إليه عن قرب سائلة إياه مباشرة وبلا مراوغة
فيجو هل تحبني
شعرت به يتظاهر بأنه لم يسمع سؤالي ويتحايل عليه خاصة وهو يردف
أنت غير واعية هيا قبل أن تتصرفي بحماقة 
كنت يائسة للدرجة التي دفعتني للاعتراف بنزق
وسط كل ما مررت به معك يبدو أني أحببتك ووقعت في غرامك فهل أنت تبادلني أي مشاعر
بدا متفاجئا باعترافي الصاډم فالتزم الصمت حز ذلك في قلبي فسألته بإحباط وبحزن ارتسمت أماراته على ملامحي
ألا تراني مناسبة لك
طالعني عن قرب خطېر دون أن يمنحني الرد فسألته بإلحاح معاتب
ألست كافية لك
ظل على صمته المؤلم فزاد ذلك من شعوري بالهزيمة والهوان انتفض بي الڠضب لنكرانه مشاعري الإنسانية فدفعته من صدره لابتعد عنه وأنا أهتف في حنق
أم 
لوهلة كنت أحدق فيه بذهول متعاظم لا أعي ما يحدث معي ففي لحظة جعلني أعانق السماء وأسبح في فضاءاتها الفستثور وتفرغ ما فيها حقا كنت في حالة مزرية وكريهة أبقيت رأسي منخفضا وظهري منحنيا للحظات حتى تهدأ اضطرابات معدتي ثم رددت في يأس
لقد اكتملت الليلة بذلك القرف 
لم أجرؤ على رفع رأسي ناحيته لكني سمعته يسألني
هل أنت بخير الآن
حاولت الاعتدال وتجنبت النظر ناحيته ثم أخبرته وأنا أتحرك تجاه السيارة
نعم لنذهب 
لم تكن المسافة المتبقية لبلوغ القصر طويلة عدة دقائق وكنا نجتاز البوابة الحديدية تباعا أوقف السائق سيارتنا عند مدخل القصر فلم أنتظر السائق للترجل وفتح خاصتي لي أردت استنشاق الهواء الليلي البارد تسمرت في مكاني لعدة لحظات وفيجو إلى
جواري يأمرني
هيا نصعد للأعلى 
تجاهلت أمره الصريح وقلت وأنا أخطو للأمام متجهة نحو الحديقة
الأجواء رائعة للغاية!
خفضت بصري ونظرت إلى ثوبي الملوث بآثار القيء ثم علقت عليه بإيماءة من رأسي
معك حق 
تحولت بناظري تجاهه وأتممت جملتي
لا يصح التجول هكذا 
امتدت كلتا يديه لتقبض على ذراعي هزني في عڼف وهو ينهرني بلهجته الصارمة
ريانا!!
سألته في استهجان عابس
لما أنت منزعج
رأيت كيف قست ملامحه وكيف بدت نظراته أكثر حدية وڠضبا
أتى رده مزعوجا ومصحوبا بهزة قوية
أنت لست في حالتك الطبيعية!
درت برأسي للجانبين قبل أن أهمس له بتحذير
ششش اخفض صوتك سيسمعنا أحدهم وقد يكون عمي مكسيم مستيقظا بعد 
ثم ضحكت في ميوعة وتابعت
ولن يعجبه تقاربنا كزوجين
رمقني بهذه النظرة القاتمة فأوضحت أكثر
فالحب محرم هنا 
أوه يا للهواء المنعش!
فجأة وجدت قدمي لا تلامس الأرضية حيث رفعني كالجوال على كتفه ليحملني اغتظت من تصرفه ودمدمت وأنا أضرب ظهره 
اللعڼة توقف عن ذلك 
رد في صوت أجوف
من الأفضل أن أعود بك للداخل 
ولج بي لداخل بهو القصر فحاولت رفع جسدي والاستقامة لكن لم أستطع كانت قواي شبه معډومة توقفت عن المقاومة وأخبرته بأنين
أنت تضغط على معدتي إنها تؤلمني 
بشيء من الحزم أخبرني وهو يصعد الدرجات للأعلى وحيث تقبع غرفة نومنا
كفى ثرثرة 
الأغطية الناعمة أسفل مني فتمرغت فيها بدلال بينما راحت نظراتي الفضولية تفتش عنه رأيته يغلق الباب بالمفتاح فزويت ما بين حاجبي متسائلة بتعجب
ماذا تفعل
أجاب وهو يستدير ليواجهني نازعا عنه سترته
من الأفضل أن أبقي الباب موصدا 
كما تريد 
أبقيت نظراتي مسلطة على وجهه فوجدته لا يرمش يراقب ما أفعل بهدوء مريب رغبت في استفزازه وقلت وأنا أبدل ثيابي
ما أجمل ذلك الشعور بالراحة والاسترخاء 
يبدو أن محاولة مقاومة الانجذاب بيننا كزوجين باتت عسيرة فدنا من الفراش ورفعت رايات استسلامي البيضاء وسألته وأنا أهمس بالقرب من أذنه
لما لم تحبني
لم يستسغ ما أطلعته عليه ومع ذلك لم أتوقف عن استخراج ما أريد سماعه منه فحاصرته بسؤالي التالي
ما الذي ينقصني لتشعر بوجودي
همس لي مناديا بنفس ثقيل
ريانا 
جاء صوتي مهتزا خفيضا مغلفا بالمرارة والألم وأنا أنتقل للسؤال التالي
ألست كافية لإسعادك كزوجة محبة لك
سألته والدمع يترقرق في عيني تأثرا
إذا لماذا لا آ 
لا داعي للحديث الآن 
في لحظة فريدة متفردة ونادرة الحدوث تحول إلى آخر أكثر ترفقا وتلطفا كان كما أريد مفعما بما تعشقه الأنثى مما جعلني أمنحه السعادة الكلية حتى كانت مع انقضاء ظلامها الحالك ليلة مختلفة للغاية قد لا تعوض حين يعود الإدراك إلى كلينا !!!
يتبع التالي
الفصل الثاني والثلاثون
حين بدأت استفيق من سباتي العجيب بدا وكأن برأسي عشرات المطارق تدق بقوة في جنباته رحت أدعك جبيني وأفركه برفق محاولة إسكات الصخب المزعج المتفشي فيه بعد لحظات كنت شبه واعية مدركة تقريبا لما يدور من حولي بادرت بفتح عيني ونظرت إلى ما يوجد أمامي من زاويتي خلال لحظة أخرى أدركت أني بغرفة نومي تثاءبت في تعب سحبت الغطاء نحو كتفي وتثاءبت من جديد استغرقني الأمر عدة لحظات لأستعيد نشاطي حينئذ اعتدلت في نومتي وأرجعت ظهري للخلف لأستند على عارضة الفراش 
وضعت يدي على مقدمة رأسي وتساءلت بإرهاق وبصوت شبه مسموع
ما هذا الصداع 
مددت ذراعي نحو درج الكومود لأفتش فيه عما يخرس هذه الطرقات العڼيفة ولساني لا يزال يتكلم
أشعر برأسي على وشك الانفجار 
وجدت شريطا مسكنا أفرغت منه قرصا وتناوله بقليل من الماء الموجود أعلى سطح الكومود دعكت عيني لأزيل آثار النعاس ثم تطلعت حولي فرأيت ما كان على الغرفة من عدم ترتيب افترت شفتاي عن صدمة عجيبة قبل أن أتساءل عاليا وأصابعي تتخلل خصلات شعري
ما الذي حدث هنا وما هذه الفوضى
اتجهت بناظري نحو الباب عندما ولج منه فيجو وهو يقول ببسمة صغيرة استرعت حيرتي
أخيرا استيقظت 
سألته وأنا أحاول التطلع إلى الساعة الموجودة على الكومود الآخر الملاصق لناحية زوجي من الفراش
ما الوقت
برقت عيناي في ذهول وهتفت من فوري عندما رأيت كيف تخطت عقارب الساعة الرابعة عصرا بقليل
يا إلهي هل نمت كل ذلك لا أصدق 
كانت من عادتي الصحية الاستيقاظ مبكرا لا أتجاوز حاجز التاسعة صباحا إلا في العطلات يمكن أن استيقظ قبل الظهيرة لكني لم أصل مطلقا لهذا التوقيت نظرت إلى فيجو مرة ثانية وهو يكلمني بشيء من التلميح غير المريح بعد أن خلع سترته مظهرا حامل أسلحته
بعد ما حدث بالأمس 
تجمدت نظراتي عليه متوقعة حدوث الأسوأ فاتسعت بسمته وهو يتم جملته
أظنك كنت بحاجة للراحة 
بلعت ريقي واستطردت قائلة في توتر خفيف
ملامح وجهك توحي بالكثير 
ظل يرمقني بهذه النظرات النافذة التي تجعلني أبدو في عينيه ككتاب مفتوح يسهل قراءته تنحنحت بصوت خاڤت وسألته
هل هناك ما لا أعلمه
تقدم ناحيتي ولم يبعد نظراته إلى أن وقف قبالة الفراش أحسست بازدياد سرعة دقات قلبي وبتغير شبه ملحوظ في أنفاسي خاصة عندما أوضح بعبثية جعلتني أرتبك بشدة
بل الأصح أن تقولي هل هناك ما لم تفعليه
شهقت أولا قبل أن أهتف مذهولة
اللعڼة يبدو أني أساءت التصرف 
لا أعلم إن كنت أتخيل سماعي لضحكة عابرة منه أم أن ذلك حقيقة لعقت شفتي وسألته
هل تجاوزت معك في الكلام أخبرني
جلس على طرف السرير قاومت بصعوبة تأثير ما يجتاح مشاعري من تلبك وارتباك من وديته ولطافته ورفعت نظري إلى فيجو وجدته ينظر مباشرة في عيني وقال في صراحة
حسنا
أنت كنت مختلفة كثيرا عن المعتاد 
وضعت يدي على
فمي أكتم شهقة
غادرة لأبعدها قليلا بعد لحظة وأنا أردد بذهول مصعوق
يا للهول!
تمسكت بيد مرتعشة نسبيا بطرف الغطاء وأصغيت إليه
وهو يتابع مؤكدا 
لن أنكر أني أحببت ذلك فيك 
صدمني اعترافه ورددت غير مصدقة ما أسمع
ماذا
الخيال الخصب يكفي أن تحفزه ببعض الأفكار العشوائية الثرية ليتحول من فراغ أبيض باهت إلى لوحة زاخرة بكل المثيرات والتناقضات تخشبت في موضع جلوسي وأخذت أنظر إلى فيجو في تحير متزايد ما الذي فعلته يا ترى ليبدو مستمتعا بهذا الشكل فقلت في تعجل لأنهي الحوار
حسنا هذا يكفي 
اقتحم عقلي ومضات مشوشة لبعض الأحداث المبهمة وقلت
لندع النقاش في هذا الأمر جانبا وأخبرني عن سيلفيا 
سألني في اهتمام
ماذا عنها
جاهدت ليخرج صوتي ثابتا وأنا أخبره
آخر ما أذكره أنها تمكنت من الإيقاع بي وحقني بالإبرة 
جاء رده هادئا
لقد تدبرت أمرها لا تقلقي 
سألته في لعثمة خفيفة وأنا أرمش بعيني
هل لا تزال حية
أومأ برأسه مجيبا إياي
نعم هي كذلك 
تنفست الصعداء لأني لم أحبذ كوني متورطة في التخلص من أحدهم فكيف يمكنني التعايش مع شعور الندم وعذاب الضمير انتبهت إليه وهو يكلمني بوعيد
المۏت راحة لا تستحقها ولن أمنحها لها بسهولة 
سألته في توجس حين طرأت تلك الفكرة المفزعة في رأسي
هل تحتجزها بالقبو هنا
راوغ في الرد قائلا بشبح ابتسامة
لا يهم أين هي في الأخير ستنال جزائها 
طلبت منه بوجه شبه عابس
من فضلك لا أريد رؤية أحدهم ېقتل هنا أنا أعاني كوابيسا مفزعة سيصبح
 

52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 59 صفحات