الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية أقدار بلا رحمة بقلم ميار خالد

انت في الصفحة 7 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز


أعرف أني بتعامل مع شركه مش قد كلامها كده مش كملت معاكم .. و بالنسبة للتصاميم أنا مش هقدمها و نص المبلغ اللي كان مدفوع هيكون عندكم خلال أيام .. اتفضل من هنا 
أنا عندي أوامر أني أرجع بالتصاميم 
و أقترب منها قليلا ليقف خالد أمامه وقال بنبره حادة 
أعتقد أنت سمعت كلامها .. اتفضل أمشي من غير شوشره 

نظر له هذا الرجل للحظات ثم خرج من المكان و هبطت براء على كرسي مكتبها بتعب صمت خالد للحظات حتي قال 
هتعملي ايه

دلوقتي
مش عارفه .. بس أنا لازم اروح الشركه و أشوف رئيس الفرع 
طيب وقت ما هتكوني رايحه قوليلي أروح معاكي 
نظرت له براء بتساؤل وقالت
شكرا يا خالد .. بس أنا شايفه أنه ملهوش لزوم
لا إزاي يعني .. لازم يعرفوا أنك مش لوحدك و أن وراكي رجالة 
ربنا يخليك .. بس بجد ملهوش لزوم 
براء أنا مش باخد رأيك .. بعد أذنك أبقي قوليلي و انت رايحه 
تنهدت براء بضيق و قالت
حاضر يا خالد .. و شكرا 
نظر لها خالد بعيون تشع بالحب و قال 
العفو علي إيه بس .. دي أقل حاجه أقدر اقدمهالك 
أبتسمت براء بتحفز وخرج هو من المكان وتنهدت هي بضيق مرت ساعات طويلة حتي أنهت عملها و خرجت من المكان و اغلقته جيدا ثم تحركت حتي تذهب الي بيتها كانت شارده نوعا ما و لكنها انتبهت حين شعرت أن شخصا ما يتبعها!
وصل يامن أسفل عمارة كريم و ترجل من سيارته و أتجه الي البيت رن جرس المنزل و ما أن فتح له صديقة الباب حتى ركضت ملك لترتمي بين يامن و كانت بعمر الثلاث سنوات حملها يامن بين يديه بابتسامه عريضة و قال
حبيبة عمو يامن .. وحشتيني اوي 
ابتسمت ملك بفرحه و ظل الاثنان معا يلعبون سويا بوجود كريم حتي اتجهت إليهم نسمه بابتسامة جميلة و قالت ليامن
ده البيت نور والله 
ده بنورك طبعا .. أخبارك إيه 
أنا الحمدلله أنت عاش من شافك 
الدنيا بتلهي بقى 
ماشي يا سيدي
و في تلك اللحظة صدع جرس المنزل لينظر يامن الي كريم بدهشة و أردف
أنت مستني حد ولا ايه
قالت نسمة
متشغليش بالك دي واحدة صاحبتي جايه تزورني .. معلش بقى أصلها مسافره بكره و مكنش ينفع تسافر غير لما تشوفني
براحتك أكيد ده بيتك
ربنا يخليك
أبتسمت نسمة بحماس ثم ذهبت لتفتح الباب لصديقتها و بعد ثواني فتحت لها الباب لتطل منه فتاة عشرينية لا تمتلك شيء من أسمها علي الاطلاق فكان منظرها جرئ نوعا ما مع هذا المكياج الذي يعطيها سن اكبر قليلا من سنها
نسمة صديقتها وقالت
نورتي يا براء 
لا براء إيه .. انت عارفه إني مش بحب الإسم ده قوليلي بيري زي ما متعوده
حدثتها نسمة بصوت خفيض و قالت
من النهاردة لازم تحبيه .. يامن بيحب إسم براء .. و إيه لبسك ده أنا مش قولتلك النهاردة بالذات البسي كويس 
ما هو كويس أهو 
أعمل إيه فيكي مفيش فايده 
خلاص بقى مش وقت الكلام ده 
تنهدت نسمه بضيق ثم دخل الإثنان و اتجهوا الي يامن و كريم الجالسين نظر يامن للفتاه الواقفة أمامه بتساؤل و هي تطالعه بابتسامه ساحره أعاد يامن نظره الي ملك فابتسمت نسمه و قالت
دي صاحبتي .. أسمها براء 
نظر يامن أمامه فجأة وكان وقوع الاسم على أذنه كافي حتى يستعيد كل ذكرياتهم التي حاول أن يدفنها في رأسه اتجهت إليه براء أو بيري كما تحب أن ينادوها الناس ومدت يدها إليه نظر يامن لكريم پحده ليبعد كريم نظره عنه و بدون أي مقدمات نهض يامن من مكانه و قال 
أنا لازم أمشي حالا 
نظرت له نسمة و قالت 
تمشي أزاي بس ده أنت لسه واصل 
معلش مره تانيه .. عن اذنكم 
و نهض من مكانه و خرج من البيت سريعا و قد لحق به كريم و استطاع الوصول إليه قبل أن ينطلق بسيارته ترجل يامن السيارة بعصبية كبيرة ليقول كريم
مشيت ليه
بتسألني مشيت ليه أنت ليه بتتعامل معايا على أني عيل صغير .. أنت فاكر أني مش فاهم كل اللي أنت بتعمله ده! أنا كنت عارف أن النهاردة مش انا لوحدي اللي معزوم .. بس مكنتش متخيل أنها هتوصل بيك لكده .. للدرجادي استهزئت بمشاعري و اللي بحس بيه .. فاكر أني ممكن انجذب للبنت دي بس لمجرد أن اسمها براء .. أنت ازاي كده بجد!!
نظر له كريم بحزن و قال 
والله ما كان قصدي كل ده .. أنا بس كنت عايز اساعدك أنا مش هاين عليا اللي بتعمله في نفسك ده! 
انا حر!! كله بيفكر بطريقة انانيه و محدش بيفكر أنا عايز إيه .. أرجع لمراتك يا كريم و ياريت تحترم رأيي بقى 
قال تلك الجملة ثم استقل سيارته و أنطلق بها الي شقته الذي اشتراها بعيدا عن بيت والدته و كان يلجأ لها حين ټخنقه ذكرياته تنهد كريم بضيق ثم عاد إلي بيته
كانت شارده نوعا ما و لكنها انتبهت حين شعرت أن شخصا ما يتبعها!
نظرت خلفها سريعا فلم تجد أحد استدارت مره اخري و سرعت من خطواتها قليلا حتي شعرت بمن يضع يده علي كتفها لتلتفت پخوف
اهدي ده أنا مټخافيش
نظرت براء للواقف امامها بفزع
بابا جمال .. وقفت قلبي ليه كده 
ضحك جمال بخفه و قال
حقك عليا معلش .. أنا بس لقيت الوقت أتأخر شوية محبتش أنك تروحي لوحدك دلوقتي .. وبصراحه في موضوع كده عايز أكلمك فيه و مش عايز يكون قدام ماما 
نظرت له

براء بابتسامة و سار الاثنان معا و بعد لحظات من الصمت قال جمال
أنا كنت عايز أكلمك بخصوص خالد 
نظرت له براء بتساؤل و قالت
ماله خالد
صمت جمال للحظات ثم تنهد و قال
خالد طلب أيدك مني من فتره يا بنتي .. بس أنا مرضيتش أقولك عشان حسيت إنك مش مستعده دلوقتي .. بس هو عاد طلبه تاني الفتره دي ومصمم عليكي عشان كده لازم أقولك و أعرف رأيك 
نظرت له براء بعيون متسعه و توقفت مكانها ليحركها هو و أردف
متقنعنيش أنك مكنتيش حاسه بأعجابه
لا حاسة بس كنت بحاول اتجاهل الموضوع 
طيب إيه رأيك في كلامي
تنهدت براء بضيق و صمتت للحظات ثم قالت
أنا مش هقدر .. مش هقدر أبني عيله جديده غير لما اعالج الخدوش اللي موجوده في روحي .. أنا لو وافقت على خالد هكون بظلمه معايا و هو انسان كويس و محترم جدا مش عايزة يتأذي نفسيا بسببي .. أنا مش مستعده للخطوة دي خالص
أنت مش مستعده .. ولا خاېفه
توترت براء من كلماته تلك لتقول بانفعال 
مش عارفه .. و حتي لو خاېفه ده حقي .. على الاقل كان من حقي أخاف في الدنيا دي .. أنا كبرت لقيتني مجرده من كل الحقوق .. مكنش ليا الحق أني ازعل ولا اعيط لا أفرح ولا أي حاجه .. لحد ما ربنا وقعني في طريقكم و كل حاجه في حياتي اتغيرت .. بس أنا مش قادرة أنسى اللي حصلي مش قادره أنسى كل القسۏة اللي قابلتها .. أنت فاهمني يا بابا جمال 
فاهمك يا بنتي .. بس حاولي تدي نفسك فرصه تحبيه .. خالد كويس و شاريكي
أبتسمت براء بقهره و قالت
شاريني عشان أنا بنتك .. لكن لو عرف حقيقتي هيغير رأيه .. لو عرف إني تربية ملاجئ
على رأي الناس مش هيفكر يبصلي حتي .. و أنا مش حمل كسره تاني .. أنا مش هستحمل إني اتعاير تاني بسبب الموضوع ده
فهمت قصدك يا بنتي .. وأنا عمري ما هجبرك علي حاجه أنا هكلم خالد بكره و أعرفه قرارك .. اتفقنا 
أبتسمت براء و تنهدت براحه و قبل أن تتكلم سمعت صوت خلفها 
براء مش بنتك!!
ي
الفصل السادس
براء مش بنتك!!
ألتفتت براء وكذلك جمال نحو مصدر الصوت ليجدوا خالد يقف خلفهم و يطالعهم پصدمة نظر له جمال بحدة و قال 
أنت كنت واقف تسمع كلامنا ولا إيه يا خالد!
أنا آسف أنا مكنش قصدي أسمع كلامكم .. أنا شوفتكم ماشيين و قولت أسلم عليك قبل ما امشي 
تنهدت براء بضيق و صمتت للحظات حتي قالت 
كويس أنك سمعت يا خالد .. عشان تكون عارف كل حاجه .. أنا مش بنت بابا جمال الحقيقية .. هو تكفل بيا قبل سبع سنين .. لكن أنا اتربيت وكبرت في ملجأ 
ظل خالد يطالعها پصدمه و كأن كل أحلامه قد وقعت على رأسه في لحظة فقالت براء 
أعتقد كده كل حاجه بقت واضحة قدامك .. عارفه أنك أكيد هتضايق بس ده النصيب .. و انا هخلصك من الإحراج و أقولك إني مش موافقة على ارتباطنا .. أنت تستاهل واحده احسن مني .. و ياريت محدش يعرف الموضوع ده عشان أنا مش ناقصة چرح اكتر من كده .. عن اذنك 
ثم تحركت من أمامه بسرعه و لحق بها جمال ظل خالد واقف مكانه و حاول أن يستوعب كلامها حتي تحرك هو الآخر و ذهب الي بيته دلف إليه ليجد والده و والدته جالسين سويا اتجهت إليه والدته عندما رأته
اتأخرت كده ليه النهاردة .. هروح احضرلك شوية اكل 
لا مش عايز 
ليه في أيه .. وشك أصفر كده ليه
ولا حاجه .. محتاج انام شوية بس 
نظرت له والدته للحظات حتي قالت
في إيه يا خالد متقلقنيش عليك 
تنهد خالد وصمت لثواني ثم قال
ماما .. انت ربتيني أحسن تربيه .. بس أنا عايز أسألك سؤال 
قول يا حبيبي 
إيه اللي يعيب أي بني ادم إذا كان بنت أو شاب 
نظرت له والدته بتساؤل وقالت 
ليه السؤال ده
جاوبيني بس 
اللي يعيب أي بني ادم أخلاقه وطباعه يا خالد .. الأخلاق و التربية بس هي اللي تعيب أي بني ادم .. لا فلوسه ولا عيلته ولا مستواه ولا أي حاجه 
حتي لو مكنش معروف أهله
مش فاهمه يا خالد
يعني لو حد اتربي في ملجأ .. ده يعيبه
نظرت له والدته بتعجب ودهشه وقالت 
وهو من أمتى الملجأ ده كان عار ولا يعيب صاحبه .. ده إحنا المفروض نعاملهم أحسن معامله يا ابني .. دول ربنا يعلم شافوا قسۏة من الدنيا أد إيه .. بس ليه بتسأل
لا ولا حاجه
أبتسم لها خالد ثم صعد الي غرفته و غرق في تفكيره ..
في اليوم التالي ..
استيقظت براء بتعب بعد أن استطاعت أن تنام بضع ساعات عندما تمكنت من إخماد عقلها قليلا ذهبت الي عملها بصمت دون أن تتحدث مع أي شخص و تعجبت فاطمه من حالتها

تلك و لكنها لم تود أن تضغط عليها وصلت براء الي الاتيلية الخاص بها و فتحته و رتبت عملها و بعد لحظات دلف إليها خالد! و
 

انت في الصفحة 7 من 24 صفحات