الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون

انت في الصفحة 12 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


حتى يطمئن بأن الجميع نيام...
و لما تأكد من نومهم سحب منشفته و ولاا ذاهبا الي المرحاض حتى يغتسل فمنذ ان حمل الاجولة و هو يريد الإستحمام لكنه يأبى ان يشغل المرحاض في وجود النساء بالبيت.
كانت هي جالسه بمفردها في غرفتها.
أصبحت والدتها تحتل خلوته كل ليلة حتى بزوغ الشمس.
ظلت متمسكه بهاتفها القديم بيد وباليد الاخرى كانت تمسك تلك الحقيبة التي تحتوي بداخلها على هذا الهاتف باهظ الثمن.

الي ان سمعت صوت قدماه و هو يصق بابه مترجلا نحو الاسفل.
علمت انه ذهب ليتوضأ ربما سيذهب للمسجد من الأن او الي عمله.
بدئت الحديث مع نفسها بصوت مسموع..
اهو نزل من اوضته كده يأما هايروح الجامع يأما رايح المستشفى.
هايحصل ايه يعني انا هادخل الاوضه براحه احطله تليفوني وكمان هاسيبله التليفون اللي هو جايبه ده
بس افرضي رجع وانتي جوه اوضته ده مش هايرحمك هايفضل يزعق فيكي يا شذى....
استهدي بالله وماتبقيش غبيه ابقي اديهم لمامتك و هي تديهمله
لاء انا هاروح احطهم ليه مش هيحصل حاجه هو انا يعني كنت داخله قصر الأمير.
و بعد مده طويله من التردد....
قررت ان تبدء ما نوت عليه و ما هداها له تفكيرها.
فتحت باب غرفتها بهدوء شبت على أطراف قدميها ملتفته برأسها يمين و يسار...
واذا بها تسرع خطوات قدميها الحافيتين بمنامتها القطنيه التي تصل إلى حافة ساقيها لكنها تظهر مقدمة اصابعها
و اظافرها ذات الطلاء الأحمر كعبها المرمري الذي لا ېلمس الأرض واضعه حجابها على كتفيها تحسبا لهجومه عليها.
فتحت باب غرفته في اقل من الثانية كانت بداخلها.
كان هو قد أتم استحمامه وارتدي ملابسه مستعيد نشاط جسده قبل ان يصعد اخر درجة من السلم رأي تلك الشيطانة الصغيرة و هي تسبقه الي داخل غرفته..
مالك لنفسه
يا نهار اسود داخلة عندي تعمل ايه المجنونه دي.
دي لو امي مجيدة لمحتها جوه الأوضه هاتقلبها ڤضيحه و ربنا بصوتها العالي ده جرى إليها بوجه متهجم.
وقفت معطية الباب المفتوح ظهرها منبهرة بكم الكتب الموضوعه على مكتبه بفراشه الغير مرتب و خزانة ملابسه المكتزه بالملابس المنظمة.
وضعت ما بيدها علي الفراش جرت الي مرأته أمسكت عطره الرجولي ذو الرائحة النفاذة والماركة المشهورة sigare
سمحت لنفسها ان تنثر بعضا منه على معصمها لتستنشقه بهيام و هيا مغمضة العينين دون أن تلاحظ وجوده خلفها.
بتعملي ايه
قالها مالك مندهشا مما يراه..
لتشهق بفزع و تترك زجاجة العطر من يدها لتسقط منفجرة تنثر عطرها وشظايا زجاجها ارضا محدثة صوت قوي.
شذي بړعب اااااانا
مالك بړعب اكثر... و هو يحاول ان يغلق باب الغرفة متمنيا بأن لا يكون صوت كسر الزجاجه وصل إلى غرفة والده.
الله يخربيتك ايه اللي عملتيه دا انتي طلعتليلي من انهي مصېبة بس.
شذى پبكاء
الله يسامحك اانا كنت جاية اسيبلك تليفوني زي ما انت
طلبت و كمان ارجعلك التليفون بتاعك اتفضل عندك اهو..
انا مش عايزة منك حاجه...
تملك منه الڠضب وھجم عليها ممتسكا بذراعيها ضاغطا بأصابعه في لحمهم
انتي تخرسي خالص دلوقتي مش عايز اسمع صوتك هاتتسببي ليا انا وانتي في ڤضيحة يا بلوة..
الله الله!!
قالتها مجيدة و هي مواربه ذلك الباب واضعه يدها في وسط خصرها وعلى وجهها ابتسامه صفراء...
بتنيل ايه عندك يا شيخ مالك مدخل يا اخويا بنت خالتك اوضتك في نص الليل و زانقها في ركن الاوضه وبتهبب ايه يا دكتور
كاد ان يتركها من يده و يلتفت الي والدته الا انها ابت وسقطت مغشية عليها بين يديه 
او على ما يبدو أنها هربت من الموقف برمته بهذه الحيلة الصغيره.
مجيدة بصوت مرتفع
يا لهوي انت كمان مخدر البت يا مصيبتك السوده في ابنك يا مجيدة...
تعالى يا شيخ حسان تعالى يا اخويا شوف ابنك الدكتور الشيخ ساكن الضريح المصلى حافظ كتاب ربنا!
تعالى شوفه بيهبب ايه..
ما كان منه إلا أن ارقدها على فراشه وتركهم وذهب للأسفل سريعا متجنبا حديث والدته العڼيف والمخجل له برمته.
فتحت شذي عيناها نصف فتحه لترى خالتها تبتسم وتغمز لها بعينها اليمني و تشير لها بأن تستمر في اغمائتها.
حضر الشيخ حسان مهرولا متفاجئا بصوت زوجته وحديثها
في ايه يا مجيدة مالك جراله حاجه
مجيدة پعنف
مال حاله يا اخويا تعالي شوف مخدر بنت خالته ومنيمها في سريره وريحة الأوضة كلها برفان يا شيخ حسان برفان يا اخويا.
مطلع امها في خلوته فوق السطح عشان يعرف هو يستفرض بالبت الغلبانه طول الليل واحنا ولا دارينين بحاجه.
نهر الشيخ حسان ما تقوله بهزة نافية من رأسه.
بتقولي ايه! ابني طاهر نقي على خلق لا يمكن يعمل كده هو فين مالك.
البيه هرب على تحت انا بقولك اهو مش هظلم بنت اختي يكتب عليها حالا اه كفاية عليها الظلم اللي شافته.
لتثبت قدمي العجوز في مكانهم ويلتفت إليها بوجه تكسوه معالم الصدمه.
لاء لا يمكن دا يحصل و وطي صوتك كفياكي فضايح.
فضايح وهو في اكتر من كده فضايح انا بقولك اهو ان ماكتبش على بنت اختي بكره الصبح لهو ابني ولا اعرفه دانا داخله عليه وهو حاضنها هاستني ايه اما يجيبو عيال.
جري الشيخ حسان الي الاسفل بينما دلفت هي موصده الباب خلفها إليها..
اعتدلت شذى من رقدتها منحنية الرأس هامسة...
مافيش حاجه من اللي في دماغك دي حصلت يا خالتو انتي كده بتظلميه و بتظلميني.
مجيدة بضحك
عارفه يا بت بس ابني مش هيتجوز غير بالڠصب وانا مش هلاقي ليه عروسه احلى منك اغصبه عليها
و لا انتي فاكراني مابشوفش الفرحه اللي بتبقى فيها و عنيكي اللي بتلمع لما بتشوفيه.
بكت شذى بغزارة ثم اجباتها بكلمات متقطعه
بس هو يستاهل احسن واحده في الدنيا مش بنت كانت عرضه ل.....
مجيدة پعنف
بس اخرسي مش عايزة اسمعك بتقولي
على نفسك كده تاني و لازم تفهمي انك لحمه وعرضه و هو اللي لازم يصونك و يعملك تاج فوق رأسه
و دلوقتي بقى كملي نومك هنا في سريره للصبح و انا هانزل اكمل اللي بدئته و عايزاكي بكره وشك الجميل ده يكون مورد كده ومرتاح عشان كتب كتابك يا عروسة ابني.
ثم قبلت رأسها وملست على ظهرها بهدوء وتركتها وذهبت
قسما بدين الله ما في حاجه من اللي هي بتقولها دي حصلت.
قالها مالك لأبيه الذي جلس امامه مستفهما
الشيخ حسان بهدوء
طب ايه اللي جابها اوضتك و نيمها في سريرك.
انا اللي نيمتها في سريري لما اغمى عليها بس اقسم بالله ما اعرف كانت داخله عندي تهبب ايه.
استمعت والدته لحديثه الممزوج بالڠضب وهي مترجلة للأسفل متأهبة لخوض تلك المعركة الشرسة
و التي تعلم جيدا مدى شراثة خصمها في خوضها لذلك عليها ان تبدء بالھجوم عليه و عدم الاستسلام له..
كداب يا سيدنا الشيخ كداب..
يا واد دانا شايفك وانت حاضنها ومكلبش فيها بأديك الاتنين!
هب واقفا منزعجا من طريقتها هذه واذا به يرفع صوته عليها بعصبية..
بطلي طريقتك دي يا أمي بقى انتي عارفه كويس اني لا يمكن اعمل حاجه زي دي.
مجيدة بمكر
اعرف منين يا نن عيني! انت راجل و بقالك عشر سنين عايش وسط الاجانب.
ثم اكملت بسخرية..
وحتى لما نزلت مصر مانت بتبات بره البيت بالأسبوع على اسم انك بايت في المستشفى وسط الدكاتره والممرضات
حد عارف انت بتعمل ايه بره ولا بتكون فين ومع مين.
أعوذ بالله خلاص حكمتي عليا اني فاسق لمجرد انك شوفتيها في اوضتي طب ليه ماتقوليش انها هي ال.....
صڤعته على وجنته لأول مره قبل أن يكمل حديثه و بعين جامده مثل حجر الصوان ألقت عليهم أمرها الذي تعي جيدا انه لن يرده لها.
سيأخذ وقتا طويلا على ما ينفذ طلبها لكنه بالاخير سينفذه حتما.
مجيدة بهدوء غاضب
أخرس قطع لسانك يمين بالله لو كملتها ما تكون ابني ولا اعرفك هي كلمه واحده هقولهلاك
يا تنفذها يا تنسى أن ليك ام اسمها مجيدة من أصله.
بعين جاحظة تفاجئ بردة فعلها القوية التي الجمته مكانه كاصنم مثبت في الأرض.
تدخل الشيخ حسان بالحديث قائلا
لاء يا مجيدة ابني مش هايشيل شيلة غيره انتي فاهمه.
ضړبت كف فوق الاخر ساخرة من كلامه و هي توليهم ظهرها صاعده للأعلي
لاء اطمن يا شيخ حسان ابنك عارف كويس اوي ان البت صاغ سليم.
و اللي عندي قولته هي كلمه يا تكتب على بنت خالتك يا تبعت تجيب المأذون لابوك عشان يطلقني منه و تنسو خالص انكم تعرفو في حياتكم واحده اسمها مجيدة..
جلس الشيخ حسان مصډوما بكلامها يتمتم.
لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
ربنا لا تأخذنا بما فعل السفهاء منا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به
و بعد مرور ما
يقرب من ساعة كان صوت أول اذان منبه لصلاة الفجر قد أصدح في مأذن المساجد
صعد الي غرفته عازما على حزم امتعته والرحيل من البيت بأكمله.
فتح باب الغرفة ليجدهم مازالو محتلين فراشه هي تتوسطه تبكي بشدة تلقي برأسها على صدر خالتها
التي تجلس بجانبها تشد من ازرها وكأنها مجني عليها بالفعل.
غلت الډماء في عروقه و واجهها بصړاخ
بټعيطي ليه هو كان حصل حاجه بيني و بينك عشان ټعيطي
و لا عجباكي اللعبه اللي لعبتيها على خالتك و عايزة تكمليها للأخر.
شذى پبكاء و الله قولتلها ان مافيش حاجه من دي حصلت.
مجيدة بهدوء حازم
ولااا مالكش دعوه بيها و من الآخر كده يا تنفذ كلامي يا تنسى أن ليك ام اصلا.
مالك بعناد
و انا مش هانفذ حاجه مش مالك الرفاعي اللي تيجي حتة بت على اخر الزمن و يتلوي دراعه عشانها اشبعي بيها يا ام مالك انا سايبلك البيت بحاله..
مجيدة ببرود أعصاب تحسد عليه حقا.
في ستين د.... يا عين امك المركب اللي تودي بس ابقى نبه على ابوك بالمره انه يطلقني و انا من ناحيتي هاخد اختي وبنتها ونسيبلكم البيت بلي فيه.
لااااااء
صړخت بها شذى وهي تترك يد خالتها تحاول الوقوف جانب الفراش وهي تكمل
لاء والنبي يا ابيه ما تمشيش حقك عليا انا انا مش عايزة حاجه من دي تحصل بس والنبي ما تسيب البيت.
ابعدي عني...
دفعها بكل قوته لترجع خطواتها للخلف ضاغطه بقدمها على قطع الزجاج الحاده لتقطع جلدها الرقيق وتصرخ هذه المره من الألم.
اه ه ه رجلي..
سقطت ارضا تبكي بشدة من الألم لا تقوى على سحب قطعة الزجاج السمكية التي شقت اللحم و وف
يا لهوي عملت ايه يخربيتك البت رجلها اتفتحت.
هذه المره لم يعيرها اي اهتمام قرر ان يكمل ما اتي من أجله و يتركهم و يرحل.
مدت مجيدة يدها محاولة سحب قطعة الزجاج من قدمها الا انها صړخت.
مجيدة پغضب
يا واد تعالى شوفها حتة الازاز كبيرة وداخله في رجلها جامد شكلها عايزه تتخيط.
اوعي سيبيها
رفعت رأسها لتجده يقف اعلاهم بشموخ فاتزحزحت من جانبها متكئه على الاريكة لتجلس عليها.
مد لها يده ليعاونها على الوقوف ثم جلست بجوار خالتها التي حاولت مسح دموعها مطمئنة بحنان.
انحني
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 55 صفحات