رواية ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون
على سماعة الهاتف.
لو سمحت سيبني اكلمها لوحدي.
فتح مالك يده
مشيرا لها بأن تتحرك بحريتها و هو يجز على أسنانه ڠضبا.
لتجري سريعا الي غرفة النوم و تغلق بابها عليها بيد مرتعشة اغلقت مكبر الصوت وعادت الي الحديث معها مره اخرى.
الو يا دكتورة والله انا اسفه.
بلا دكتورة بلا ن.... بقى ممكن افهم انتي بتعملي كده ليه يا شذى.
نعم انتي تقصدي ايه بالظبط هو انتي اصلا بتكلميني كده ليه
رانيا بهجوم
شذي بكاء
لاء انا مش بكدب.
رانيا مثبته كذبتها .
لم تستمع الي كلمات بل استمعت الي بكاء حار وشهقات متقطعة.
رانيا و قد حاولت تهدئتها
بټعيطي عشان عارفة انك غلطانه صح طب ليه عايزة تقلقيه عليكي مش قولتي انك بتحبيه بتبعديه دلوقتي عنك ليه بس يا شذى.
عشان هو مش بيحبني يا رانيا هو انا عايزاه يحبني زي ما انا بحبه.
رانيا متفهمه مقصدها
يا حبيبتي والله بيحبك كل تصرفاته وانتي بعيد عنه بتقول انه بيحبك و بېخاف عليكي جدا ولو انتي عايزة تحسي بحبه
جففت دمعتها بكلوة يدها محاولة إنهاء الحديث
حاضر يا رانيا بس عشان خاطري ما تقوليش ليه حاجة انا بصراحه لسة محتاجه اني اخد عليه اكتر
ههههههههه حاضر يا ستي مش هقوله حاجة بس يا ريت انتي تتخلصي من كسوفك ده بسرعه انا يا اختي عايزه
افرح انا و جوزي بولاد اخونا.
وبعد أن اغلقت الهاتف معها ولجت اليه في غرفة أطفالهم و هي ترسم تلك البسمه على وجهها البشوش لتراه يفترش الأرض مع صغاره يبني لهم بيتا من المكعبات و يتقن فيه العمل جيدا.
أخيرا خلصتي التليفون يا مامي تعالي قوليلي ايه رأيك في البيت ده.
رانيا بحب
جميل جدا طبعا هو بابي بيعمل حاجه Noty ابدا.
حسام وهو يحمل طفلتهم على قدمه و يقبلها
عارفه يا رانيا ايه الحاجه الوحيدة الفي حياتنا.
رانيا جالسه بجواره
ايه هي يا قلب رانيا
حسام
هايكون مين غيرو يعني مالك الرفاعي اللي باعدنا عن بعض دايما منه لله.
مالك الصغير
بابي ماتقولش على عمو مالك كده هو حلو وصاحبي.
رد الصغير متعمد اغاظته
انت بس هو صاحبي وحبيبي يا ريته كان ابويا كمان.
جري بأقصى ما لديه من سرعه حين رأي ابيه يلقى اخته على قدم امها و يجري خلفه منفعلا.
توقف الصغير عن الجري واذا به يرجع لأبيه فارحا.
مالك الصغير
بجد يا بابي هتوديني عنده.
حسام متعجبا من تعلق طفله بصديقه
اه بجد هوديك ليه دلوقتي
يلا روح البس
بس بشرط.
اومئ الصغير رأسه له و جرى باتجاه خزانة ملابسه
موافق يا بابي من غير ما تقول اي شرط هتقوله صدقني مش هاقولك لاء تعالي يا مامي بسرعه لبسيني.
نظر حسام لزوجته شذرا و همس
شوفتي الوغد بيقول ايه مالك الرفاعي خلي ابني يحبه اكتر مني.
ليضطر مجبرا ان ينحني الي تلك التي تجذبه من بنطاله.
عايزة ايه انتي كمان هتفت الصغيرة مكه بفرح
انا كمان عاسة الوح معاه عند عمو مالك.
ضحكت رانيا على أطفالها وضعت راحة يدها على كتفه
كده بقو الاتنين يا دكتور هتعمل ايه دلوقتي
حسام مبتسما لها بشړ
هوديهم هما الاتنين ليه اهو منها هو يتدرب على الابوه من دلوقتي.
ثم لمعت عينه بمكر و هتف.
لبسي العيال علبال ما اعمل تليفون يا رانيا. رانيا هامسة لنفسها
مازلت على جلستها لم تتحرك بعد أن اغلقت الهاتف مع صديقته...
كل ما يشغل بالها الان انه فاجئها بنفوره منها و قرار الإبتعاد عنها.
لامت نفسها على فعلتها على كل حال هي من اوصلته الي هذه الحالة عليها الان ان تنفذ خطتها
لذا يجب عليها المصابرة و التروي حتى تستميل قلبه بالكامل ثم يأتي بعد ذلك الاعتراف بالفعل و ليس الكلام.
افاقت من شرودها على رنين هاتفه بين يديها فانتفضت من علي الفراش متجهه سريعا اليه.
وجدته واقفا في الشرفة معطيها ظهره فدلفت مادة يدها بالهاتف منحنية الرأس هامسه من خلفه.
مالك تليفونك بيرن.
الټفت لها بوجه غاضب و اخذ من يدها الهاتف ثم زجها للداخل بيده صارخا فيها.
ادخلي جوه بشعرك ده اوعي تخرجي الڨرانده من غير حجابك تاني.
امالت رأسها جانبا متعجبه من حديثه!
احنا في الدور ال والعماره قصادها النيل مين هايشوفني من الارتفاع ده.
بعين جامده رافعا سبابته أمام وجهها محزرا لها.
انشالله نكون في الدور المايه اياكي تعمليها تاني لا تقفي في شباك و لا تفتحي باب من غير ما يكون حجابك على راسك.
تشابكت اصابعها في بعضهم وفضلت ان تنظر إلى قدميها.
حاضر يا مالك ممكن ترد بقي على تليفونك.
أجاب الاتصال متخطيها و كأنها هواء ليجلس على المقعد متحدثا مع صديقه.
مالك بهدوء
في ايه يا حسام عمال ترن ليه اوعي تقولي المړيض ماټ
حسام مجيبه
كانو بلغوك قبلي يا مدير.
طب بتكلمني دلوقتي ليه.. مش المفروض انك روحت بيتك انت و مراتك وعندكم بكره اجازه.
مانت مركز اهو يا دوك بس اعمل ايه بقى يا حبيبي في قرينك الصغير عمال يتخانق معايا يا سيدي و عايز يجيلك هو و اخته.
مالك بضحك
ههههه هو بردو اللي پيتخانق ولا انت اللي عايز توزعهم كالعادة.
حسام سريعا
والله ابدا دا هو اللي عمال يقولي وديني ليه.
مالك بغيظ
انسى يا حسام انا مش في الحسين عشان اسيبهم لتيتا مجيدة انا في شقتي مع مراتي يا بني آدم.
حسام بترجي
طب مادا حلو برضو عشان تجرب احساس الابوة عشان خاطري يا
مالك بقالي كتير ماخرجتش رانيا..
مالك بملل منهي المكالمه
خلاص يا بني انت هتشحت هاتهم يا سيدي و أما توصل اتصل عليا هانزل اخدهم منك سلام.
هما حسام و رانيا مالهمش اهل هنا
كان هذا سؤال شذي التي مازالت تقف مكانها مستمعه لحديثه بالكامل.
رفع رأسه لها مجيبا عليها و بنفس الوقت ملقي لها مفاجئه ربما ستزعجها.
لاء هما أهلهم في اسكندرية في حي اسمه
العاصفرة تسمعي عنه.
شذي مردفة أهدابها سريعا
اااه طبعا اعرفه.
تحرك باتجاهها واضعا يديه في جيوب بنطاله.
كويس انك عرفاه عشان لما هنروح اسكندرية انا وانت هاننزل في شقة حسام اللي هناك.
صړخت رغما عنها في وجهه غير مستوعبه ما تتفوه به.
غفو جميعا على الاريكة الا هو ظل جالسا بجوارهم يدثرهم جيدا و يحاول ان يضمهم اليه حتى يشعرو بالدفئ.
بدون أن تشعر احتضنت الصغيره جيدا وأمالت رأسها على صدره و ذهبت في نوم عميق.
وصل صديقه أسفل البناية ليأخذ أولاده فقرر ايقاظ مالك الصغير وحمل مكه ليذهبو الي والدهم.
مالك مالك يلا يا حبيبي عشان بابي وصل.
أشار له الصغير بالذهاب دونهم وحاول النوم ثانية.
قوله نايمين خليه يمشي ويجي بكره.
ضحك مالك على شقاوة هذا الصغير و قرر حمل الاثنان بهدوء.
معلش يا حبيبي هو جيه خلاص و طالع في الاسانسير ماقدرش اقوله امشي تاني.
استيقظ الصغير وانزلق قبل أن يحمله متفهما.
حاضر يا عمو انا صحيت اهو ممكن ابوس شذي قبل ما امشي.
اومئ له رأسه بهمس مراقبا قبلته الصغيرة على وجنتها
ممكن بس براحه عشان هي كمان نايمة.
قبل الصغير وجنتها وابتعد عنها غامزا بعينه له
ابقى قولها اني بحبها هي كمان و ان الكيك بتاعها حلو اوي.
مالك متجها بهم نحو الباب
حاضر يا سيدي هبقي اقولها.
ليفتح الباب مرحبا بصديقه ملقيا له ابنته على ذراعه.
حمدلله على السلامه يا باشا ما تتفضل تدخل و الله.
حاول حسام الدخول مجيبا ترحيبه الساخر
طيب
مالك موقفا اياه بصدة يده
طيب ايه رايح فين يا ز.. انت الساعه واحده بعد نص الليل
حسام حاملا ابنته
و فيها ايه دي سيبني ادخل اريح شوية
مالك مذكرا اياه
تريح فين هو انا في الشقه لوحدي امشي يالاا
حسام متذكرا
اخ نسيت ان مراتك جوه طيب اقولك سلام انا بقي يلا يا مالك.
هتف الصغير ملوحا له بيداه
يلا يا بابي سلام يا عمو مالك ابقى بوسلي شذي لما تصحى.
مالك مبتسما له
حاضر يا حبيبي سلام.
و بعد أن اغلق الباب اتجه إليها و حملها لتنعم بنوم مريح في فراشهم. لتسقط أكمام جلبابها من علي اكتافها.
و هي محموله على ذراعه مظهره بياض جلدها الرقيق.
ابتلع لعابه بصعوبه كل شئ بها يجذبه لها أهدابها الكثيفه وجنتيها الحمرواتان بتلك الغمازتين المغمورتين فيهما
جسدها الأبيض البض هل يعقل ان يتجنب كل هذا يغض بصره عن من انها زوجته مليكة فؤاده.
ارقدها على الفراش بكل هدوء لكنه ظل مسحور بها مشدود إليها
ظنا بذلك انها لا تشعر به لكنها خيبت ظنه
فتحت عيناها بتثاقل
حبيبها برغم قسوته وعناده لا يطيق الإبتعاد عنها.
تململت بجسدها بساعديها تريد اقترابه هامسه بجانب اذنه..
مالك
شعر بتململها بهمستها له فأحلهم مبتعدا عنها هاتفا.
نامي يا شذى مافيش حاجه.
اغمضت عيناها پألم وضمت نفسها هامسه له
انا سقعانة
اجتذب الغطاء مدثرها جيدا و ابتعد ثانية.
اعتدلت متحيرة من بعده لها وهتفت قبل أن يترجل خارج الغرفه.
رايح فين مش هتنام
الټفت لها مندهشا احقا تريد اقترابه ام هي خائڤة من البعد
لاء كملي نومك انتي انا هدخل اخد حمام واتوضي و هاقيم الليل شوية.
احنت رأسها بخجل.
طب ماتدخل الحمام اللي هنا لوسمحت خليك جانبي وصلي هنا ماتسبنيش لوحدي.
أومئ برأسه لها كالمسحور دون أن يتكلم واذا به يدلف الي المرحاض ويغلق الباب من خلفه.
زينت وجهها بأبتسامة هادئة واراحت رأسها على وسادتها عائدة لغفوتها مره اخرى.
داخل غرفة الملابس وهو يوبخ نفسه ببعض الكلمات.
كنت بتلومها وبتزعق ليها لما شوفتها بالبشكير ابقى افرح بنفسك بقى لما تصحى وتشوفك بالفوطة و تفضل تصرخ ليك بصوتها ده.
إحساس كبير بالراحة مسيطرا عليها صوت القراءن يشعرها أنها محلقة بالسماء وسط الملائكة.
أعتدلت جالسة تفرك عيناها بيديها للحظة ظنت انها غافيه في فراشها في بيت خالتها ومكبرات صوت المساجد تصدح قرأن الفجر من حولها.
لكنها تفاجئت انه صوته هو يرتل كلمات ربه بصوت جميل لم يتركها وحدها كما طلبت منه فضل ان يبسط سجادة صلاته ويصلي بالغرفه
كم الساعة الان لقد مر وقت طويل على غفوتها انه مازال يقيم الليل.
وضعت يدها أسفل وجنتها وتركت العنان لدموعها حين استمعت لبكائه.
نعم يسجد لربه بخشوع تام وتخرج منه الكلمات مصتحبه دموع عينه.
إن زوجها ذلك الصخر الصلب يمتلك قلب حنون رقيق هاشا جدا.
ها هو ينهي صلاته بالدعاء لها والتف جلسا على الأرض ينظر الي دموعها لم يخزي من أن ترى هي الاخري دموعه لربما تشعر باحتراق قلبه.
أنتفضت من فراشها وجرت عليه ألقت بنفسها بين ذراعيه
و بدوره كان يضمها جيدا رفعها على قدمه وأغلق على ظهرها بيديه.
ظلو على هذا الوضع وقت ليس بقصير الي ان هدئو