الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون

انت في الصفحة 8 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


ليه يعني ماحولتيش حتى تتدخلي في الحديث وتتدافعي عنهم.
مجيدة بهدوء مالك هي شذى مش بنت
كان سؤالها قاسېا كلماتها سقطت على رأسه كالصاعقة صړخ لأول مرة في وجهه والدته
ايه اللي بتقوليه دا ازاي اصلا يجي في تفكيرك تسأليني في حاجه زي كده
حاولت تنبيهه بأن يهدئ ويخفض من نبرة صوته
اششششش اهدي يا ولد ووطي حسك وانت بتكلمني انا مش عايزه اسمع حد منهم حاجه تقوم انت تنسي نفسك وتعلي صوتك

عليا
استغفر ربه ومسح على وجهه پعنف وجلس على الاريكة مبتعدا عنها
ما هو كمان ده مش كلام اصلا المفروض انك تقوليه
تخلت هي الاخري عن مقعدها واتجهت نحوه وجلست بجانبه تربت على يده بحنان
اعذرني يا حبيبي يمكن انا اتسرعت في الكلام بس اللي سمعته منها ومن امها النهارده وهما پيتخانقو يخليني أشك بصراحه
بس البنت كانت كل ما امها تحاول تتكلم كانت تقولها اسكتي
ومش عايزها تتكلم افتكرت واحنا عندك في المستشفى انك خليت دكتورة نسا تكشف عليها فاقولت يعني أنك عرفت حاجه زي دي
لاء طبعا انا عمري اصلا ما اطلب من دكتوره تكشف على بنت في حاجه زي كده انا كل اللي طلبته منها انها تعمل لها اشعة عشان نطمن على الرحم ودي بتتعمل من علي البطن عادي
مجيدة وهي تنظر للأعلى وتستمتع لخطوات اختها
طب من هنا ورايح بقي يا قلب امك تسمع كلام ابوك وتبعد عن بنت خالتك وانا بقى هاعرف بطريقتي
مالك بعدم رضا عن ما قالته هي الاخري لكنه لا يملك سوي ارضائهم
والله طلاما انتو شايفين كده يبقي انا ماقدرش اقول غير حاضر طبعا
أتت إليهم ترتدي عبائتها وحجابها وبدئت تحثه على الوقوف
ماجدة انا جاهزه يلا يا مالك
مجيدة اطمنتي على بنتك يا ماجدة اكلت ونامت ياختي
ماجدة اه الحمد لله 
اومئ برأسه لها ونظر الي والدته الغاضبة
مالك حاضر الصبح قبل ما اروح شغلي هاشيلها ليها تعالي بقى اطلعك الخلوه عشان تصلي وتقري القرأن براحتك
عاد الي غرفته بعد أن اغلق على خالته تلك الغرفة و بدل ملابسه واستعد للنوم لينال قسط من الراحه قبل أذان الفجر
كان يتقلب في فراشه وجافاه النوم وأخيرا اعتدل واقفا واتجه ناحية علبة حقن موضوعه
داخل خزانته
مالك لنفسه عايزيني ابعد عنها ازاي بس انا وعدتها اني اديها حقنة الفيتامين وافكلها الكالونه خالص من ايديها
جري للخارج ودق بابها بصوت خفيض
اكيد نايمه ومش هاتسمعني ما انا اتأخرت عليها بردو خلاص بقى الصبح اشيلها ليها
بس مامتها قالت إنها عورت نفسها وكده غلط
ضغط بيده على مقبض الباب ولأول مره يتلفت كاللص يمين ويسار ودلف الغرفه سريعا مغلقا الباب خلفه
ايه اللي انا بعمله ده بس هتوصليني لأي تاني يا ست شذي
عاد للباب وفتحه على آخره وأضاء نور الغرفه ليراها غافيه على الفراش وشعرها مفرود على وسادتها
معذبة حتى في نومك عيناكي الغافية تخبئ بحرك الغارق به ومع ذلك كم انت مهلكة بنت حوا
غض بصره سريعا وانب نفسه على فعلته
استغفر الله العظيم انت اټجننت يا مالك اكيد اټجننت ماتغض بصرك يا دكتور اعتبرها مريضة
عندك في المستشفى وخلص وأخرج بقي
جلس على مقعده بجانبها وبهدوء تام غرز الحقنه في يدها انتظر قليلا وحين شعر برجفة يدها على كفه علم انها مستيقظة وتهرب من مواجهته فابتسم
وانتزع السن من وريدها وطهر لها مكانه ثم جذب الغطاء عليها ودثرها جيدا
وعاد من حيث اتي مغلقا الاضاءه والباب من خلفه وهو يدعو في سره
انشاء الله تكون بخير يارب يا أمي ظنك يكون مش في محله
اعتدلت من مرقدها وانزلقت دمعتها على وجنتها
شذى بصوت مخټنق 
يا ريتك كنت معايا من الاول يا ابيه
ياريتني اتربيت هنا في البيت ده وعلى ايدك انت بكل قسوتك وحنانك عصبيتك وإيمانك
وعند بزوغ الشمس كان عائد من صلاة الفجر اغلق باب المنزل خلفه وتأهب ليصعد الدرج نحو غرفته 
لكنه انتبه لصوت المياه وضجيج الصحون فذهب ليري من هناك في هذا الوقت
انها هي تلك الشقية هزيلة الجسد ترتدي هذا الاسدال الذي ابتاعه هو لها ويغطيها بالكامل من أعلى رأسها الي اخمص قدميها بل ويزيد
تقف أمام هذا الحوض وتغسل ما به من صحون معطية الباب ظهرها
مالك بتعملي اي عندك في الوقت ده
شهقت منفزعة و تركت ما بيدها والټفت له واضعه يدها على صدرها
شذي صباح الخير حرام عليك يا ابيه مالك خضتني وربنا
مالك مبتسما صباح النور يا شذي انا اسف ماكنتش اقصد اخضك بس ليه تتعبي نفسك المفروض تكوني نايمه في سريرك دلوقتي
شذى بمرح وهي تغلق صنبور المياه مانا نمت كتير و صحيت بدري لقيت نفسي كويسه قولت اساعد خالتو ما هي بردو بتعمل كل حاجه لوحدها
مالك طب لو خلصتي اتفضلي على اوضتك وارتاحي شويه وعلى فكره خالتك مش بتحب حد يدخل مطبخها ويعمل لها حاجه من غير مايستأذن منها الاول
شذي وقد حنت رأسها وهمت بالخروج رافعه جزء من اسدالها حتى لا يعيق حركتها انا اسفه انا كان قصدي اساعدها
استني
وقفت مندهشه من تقلب مزاجه المفاجئ
شذي نعم في حاجه تاني
مالك بأمر اه في حسك عينك تسبقي راجل وتمشي قدامه او حتى تطلعي سلم قبل راجل انتي فاهمه
شذى بعدم فهم لاء مش فاهمه ليه يعني
مالك وقد انتبه لما يقوله عشان كده وخلاص الكلمه اللي اقولها ليكي تتسمع مفهوم
مازلت ترشقه بسهام ناريه من عيناها
شذى موصدة يدها حول صدرها حاضر يا ابيه اتفضل حضرتك اطلع وانا هاطلع بعديك
سبقها بخطاه بالفعل وصعد إلى غرفته
فقررت تلك الشيطانة الصغيرة ان تشاكسه
هو مين اللي شالي الكالونة من ايدي يا ابيه
انا طبعا
شهقت مصتنعة الخضة
هااااه يعني حضرتك دخلت اوضتي وانا نايمة فيها لوحدي
الټفت إليها بعدم فهم
ودي فيها أيه اظن يعني انا ماكنتش داخل اوضتك العب
ازاي يعني انا كنت نايمة بشعري واااا
مالك پغضب بس اخرسي ولا كلمة زيادة انا اعتبرتك زيك زي اي مريضة بدخل اوضتها في المستشفى يعني ماكنتش داخل اتملي في جمال حضرتك يا هانم يا محترمه لكن الظاهر اني غلط 
اسفك كتر اوي اتفضلي على اوضتك و يا ريت تخلي بالك بقى من نفسك عشان انا اللي بتعب معاكي بعد كده وفي الاخر بطلع غلطان
يلا اتفضلي مستنيه اي
تخطته سريعا واسرعت الخطى نحو غرفتها
ظل ثابتا مكانه يضم قبضته بقوه يراها تتعثر الخطوات وتكاد تسقط الي ان اغلقت باب غرفتها عليها
مالك بهمس مش هاسمحلك تلعبي اللعبه دي عليا انتي لسه متعرفيش مين هو مالك الرفاعي يا بنت العسال
تعلقت ماجده بتلك الخلوه كثيرا أصبحت عادة قيام الليل وقراءة القرأن الكريم ملازمه لها
ووجدت فيها راحتها النفسية واصبحت في الآونة الاخيرة متعلقة بها جدا
وتركت تلك الصغيرة تعاني من الوحدة لا تستأنس بأي شئ سوي بعض المكلمات الهاتفية التي تتلقاها من إبنة عمها وصديقتها الوحيدة
الجميع كانو يجلسون في بهو المنزل
الحاج حسان والاختان ماجدة ومجيدة يتابعون برنامج لداعية ما على تلك الشاشة الكبيرة المعلقه علي الجدار
اما طبيبنا الهمام كان يجلس أمام جهاز الحاسوب تبعه يشاهد فيلم وثائقي عن إجراء عملية جراحية كبيرة
وكانت هي تجلس على مقعد جانبي في ركن هادئ مبتعدة عنهم بعد الشئ وعيناها مرتكزه على تعبيرات وجهه
رن هاتفها وجذبته لترى من المتصل
لتجده اتصال من صديقتها الوحيدة فأجابت على الفور دون أن تلاحظ ملامح وجهه المبهمه وعينه المتسلطة عليها
شذي الو ايوة يا نسمة ازيك يا حبيبتي
وانتي كمان والله وحشتيني بس هاعمل اي بقى شكلنا كده مش هنعرف نشوف بعض تاني
لاء امتحانات ايه بقى انا هاشيل السنه دي
ظل يراقب حركاتها ويستمع لكلامها دون أن تعي وهي تكمل بدون مبالاة
طب هاعمل ايه بس يا نسمه يعني انتي شيفاني فرحانه اني هاشيل السنه
داني عمري ما عملتها لكن انا مش هاقدر اجي اسكندرية تاني ومش هالحق أحول ورقي هنا ولا زاكرت ولا جبت ملازم يبقى هاعمل ايه بقي
شذى بهدوء ظنا بأنه لا يسمعها
لاء انا مش معايا نت وكمان مش معايا رصيد عشان اكلمك
ماشي يا حبيبتي انا هاستني مكالمتك سلام يا نسمه وابقي سلمي على عمي
اغلقت معها واستدارت لتجلس مكانها الا انها وجدته على حالته هذه وكأنه يراقبها ويريد ان يفهم ماذا يحدث
تولت والدتها عنه السؤال وانقذته من هذا المأذق
كنتي بتكلمي مين يا شذي
دي نسمة بنت عمي يا ماما
وبتردي عليها ليه احنا مش قولنا عايزين نقطع علاقتكم بالناس دي نهائي
كان هذا مالك الذي انتفض غاضبا
شذى بحزن
بس نسمه غيرهم كلهم احنا متربين مع بعض وكمان هي صاحبتي الوحيده
شعر بحزنها وتحلي بالصبر والهدوء حتى لا يحزنها
انتي يعني واثقة فيها
ايوة هي اصلا پتكره العيله دي اكتر مني بكتير كمان
جلس على مقعده وهو يهمس
معاها حق هي دي عيلة تتحب ولا تشرف اصلا
وقبل ان تجلس هي الاخري مكانها رن هاتفها ثانية لتشهق بصوت مسموع للجميع لينتبه هو لها
شذى پخوف وهي تريه الهاتف
ده دا هو
ضم حاجبيه بعدم فهم مستشعرا خۏفها
هو مين
أتت ماجدة بجانبها وامسكت الهاتف من يدها لترى اسم المتصل
هو مين اشرف ابن عمتك هاتي التليفون انا هارد عليه
حاول أن يتدخل ويتقدم لهم ليجيب الاتصال هو لكن نظرة ابيه الجمته مكانه
اجابت هي الاتصال بعد أن فتحت مكبر الصوت
الو ايه اللي فكرك بينا تاني يا اشرف
اشرف سلامات والله يا مرت الخال وانا اقدر انساكم برضو ايووووو مش ناويه ترجعي انتي وبنتك بقي
ماجدة نرجع فين ولمين يا اشرف
اشرف ترجعو بيتكم ولينا وليكي عليا يا ستي هاكتب على بنتك وقتي وافتح القهوة بتاعت خالي تاني وايرادها كله هيبقى ليكم
ماجدة بيت اي وقهوة مين اللي فاكرني هاجري عليهم انا وبنتي احنا خلاص مش عايزين منكم حاجه
البيت وسبناه لأمك تشبع بيه والقهوه خليهالك الله الغني عن ايرادها
وبنتي تشيلها من دماغك احسنلك اوعي تفكر اني ممكن اجني عليها وارميها في الڼار اللي عيشت فيها طول عمري
اشرف پعنف طب اسمعي انتي بقى يا ام المحروسه البيت بنتك هترجعه ڠصب عنها وهتبقى 
لا دا و رحمة ابوهالاجبها حتى لو وصلت اني اخطڤها هعملها وماتفتكريش ان مكانكم بعيد عليا لاء دانا عارف العنوان وحافظه بالملي وقريب اوي هتلقوني عندكم
سلام وابقي سلميلي على شذى لحد ماجي اخدها انا بنفسي
حالة من الدهشة عمت على الجميع وكان الصمت حليفهم إلا هي لقد إصابتها الرجفه وبدت تخترف بهستريا وهي تفرك يدها بقوه
ضحك على بابا وقوم العركة وكانت النتيجة مۏت ابويا
اقتربت منها والدتها وضمتها جيدا
عا.. البلطجي
بدئت تفقد السيطرة على لسانها وتتفوه ببعض الكلمات
والنبي يا ماما ماتخليهوش ياخدني ويحبسني تاني ماتخليهوش يقرب مني تاني
بدئت ماجدة تبكي على حال ابنتها وتحاول تهدئتها
افلتت يدها من عليها وجرت عليه وارتمت بين يديه دون سابق إنذار متشبثة بيديها بقميصه
شذى بصړاخ
والنبي يا ابيه احميني منه اوعي
 

انت في الصفحة 8 من 55 صفحات