رواية حلم ولا علم للكاتبة منى لطفي
لو ما اطمنش اني هبقى مستقر عائليا في رأيه انه واحد وصل 36 سنة ولغاية دلوقتي لسه ما اتجوزش هيبقى صعب انه يتجوز بعد كدا لأنه خلاص اتعود على حياة العزوبية ابن عمه دا طبعا اصغر منه بحوالي 15 سنة ومن فرع بعيد اوي في العيلة ومش بفه الا كل كم سنة مرة وانا متأكد ان جدي اللي قاصد يوصللي المعلومة دي عن طريق المحامي بتاعه انا مش غبي لان المحامي بيكون أمين على أسرار الموكلين بتوعه ما بالك بقه بمحامي جدي من اكتر من 25 سنة فحسبتها بيني وبين نفسي انا فعلا وصلت لسن المفروض اني أفكر في أن يكون ليا اسرة وعائلة مسؤولة مني وهبة بنت حضرتك انا يمكن ما قعدتش معاها الا من فترة قريبة بس ويمكن فرق السن بيني وبينها كبير اوي لكن اللي عجبني في شخصيتها انها سابقة سنها بتفكيرها غير انها شخصية عملية ولماحة وذكية ودي صفات طبعا اتمنى انها تكون موجودة في اولادي غير طبعا انها من بيت طيب وحضرتك يني انك تكون جد أولادي يعني انا بردوه كون كسبان انا مش هتجوز أي واحدة وخلاص انا أعرف سيدات اعمال كتير ولا واحدة فيهم لفتت نظري وقدرت تخليني أفكر فيها كشريكة لحياتي بإستثناء هبة ودا دليل على ان اختياري صح واني ما استعجلتش ولا حاجة
باش مهندس أنا بحيي فيك صراحتك مع ان الكلام اللي انت قلته دا خلاني حاسيت وآسف ع التشبيه انك جاي تشتري فرسة للاستيلاد وانت بتعدد مزايا بنتي اللي هتورثا لاولادك لكن انا عارف ا ندي شخصيتك ودا اسلوبك وبردو انا طالب منك مهلة لهبة تفكر تاني وأنا كمان لازم أفكر تاني وتالت و صمت قليلا قبل ان يتابع بجدية
قال أمجد
وانا كمان سعيد بصراحة حضرتك معايا ومتفق معاك في كل كلمة وحضرتك الآنسة هبة تفكر براحتها وبالنسبة لجدى انا متأكد انه هيفرح اووى وانا كبير كفاية انى اقدر افكر صح بالنسبة لانسانه اللى انا عاوز ارتبط بيها وبما ان حضرتك فكرت انه لازم جدي وعيلتي يعرفو العيلة اللي انا اتقدمت لبنتهم فأنا ليا طلب عند حضرتك اتمنى ما ترفضووش
اتفضل يا أ أمجد لو في استطاعتى اكيد مش هرفض
نظر أمجد الى باب الغرفة المشقوق وهو يلمح خيال هبة تقف بجوار الباب لتسمع الحوار فابتسم بسمة ماكرة وقال
احنا كل سنة مع ختام السنه المالية للشركة وتوزيع الارباح جدي بيعمل حفلة كبيرة عنده في مزرعته وكل العيلة بتكون حاضرة فأتمنى ان حضرتك تقبل دعوتى لك انت والآنسه هبة بحضور الحفلة هتبقى فرصة كويسة لتتعرفوا على جدي وامى واخواتى والعيلة كلها ايه راي حضرتك
الحلقة الخامسة
وصل أمجد لمكتبه قبل الميعاد المحدد للعمل بنصف ساعه كعادته يوميا لم يرى احدا من طاقم السكرتاترية دخل الى مكتبه وما أن سترة بدلته الية اللون وشمر عن ساعديه السمراوين القويتين حتى سمع طرقا على باب المكتب فعقد حاجبيه استغرابا ونظر الى ساعته ليرى انه ما زال هناك اكتر من ثلث ساعه لبدء الدوام الرسمي هز كتفيه بلامبالاه وامر الطارق بالدخول فتح الباب وسمع صوت خطوات وكان ينظر الى شاشة الكمبيوتر وهو يركز في شئ معين امامه ولم يلتفت الى الداخل حتى شعر بشئ يوضع امامه على المكتب وهمس رقيق يسبقه رائحة ورود نضرة والصوت الخاڤت يقول
رفع نظره الى صاحبة الصوت ونظر اليها متفاجئ قليلا ولكنه حاول ان يواري دهشته مجيبا
صباح النور انت جيتي امتى ما شوفتكيش لما دخلت
هزت اكتافها والت في وقفتها مجيبة بابتسامة
ابدا انا جيت وراك على طوول بس انت ما شاء الله عليك مش بتمشي لا بتجري! اللي عاوز يلحقك يجري وانا طبعا عمرى ما هجري وراك!
نظر اليها بدهشة ورفع حاجبيه بتساؤل فتداركت نفسها قائلة
اقصد علشان الحقك يعني قصدى الاسانسير يعني الحق الاسانسير وزفرت بحنق فهي لا تدري ماذا دهاها فهي فجأة نسيت كيفية تركيب الكلام ليخرج في الأخير في صورة جملة مفيدة! وبدلا من ذلك إذا بها تتعتع في الكلمات وكأنها نسيت مفردات الكلام ذاتها!!
ضحك ضحكة خافته رفرف لها قلبها وعلق
خلاص خلاص المعلومة وصلت انت عمرك ما هتجري ورايا وصمت قليلا ثم اكمل قائلا وابتسامة ماكرة تفترش وجهه الرجولي الوسيم
علشان تلحقيني! احنا مش هنجري ورا بعض يا هبة احنا هنكمل بعض واظن الفرق واضح صح
أومأت برأسا موافقة وهى خجلة وتعض على لسانها هاتفة في سرها انت اللى جايبلي الكافية فعلا شدونى من لساني! لازم لسانك يلبلب بكلمتين مالهومش لازمة والا ماتكونيش هبة !!
ثم نظرت اليه مبتسمه وقالت
عارف احلى حاجه حصلت دلوقتى ايه
هز رأسه بمعنى انه لا يعلم فأكملت قائلة
انك ضحكت !! ايوه ما تستغربش تحب اعد لك على صوابع ايدي الواحده عدد المرات اللي شوفتك فيهم يدووب بتبتسم !! انا كان الموضوع دا قلقني بصراحه بس دلوقتى خلاص اطمنت انك ممكن تضحك لا وتقهقه كمان لو جاتلك الفرصة وباذن الله هتيجي
سكت أمجد قليلا ثم قال لها بابتسامه خاڤتة ونظرة حنان عجيبة تشع من عينيه جعلت قلبها يطرق بشدة حتى خشيت أن يغادر قلبها
ماشي يا فيلسوفة زمانك اتفضلي اكتبي طلب بوعين من اجازتك السنوية وانا هوافقلك عليه بس طبعا يتقدم لمدام ليلى الأول وهى اللى تعرضه عليا انا بعمل كدا علشان لسه ارتباطنا مابئاش بشكل رسمي لكن تأكدى اول ما هيكون بشكل رسمي انه الكل هيعرفه
ابتسمت هبة ابسامة سعيدة هادئة فحديثه معها جعلها تحترمه اكثر ومكانته لديها تعلو اكثر فهو ېخاف على سمعتها ولا يريد أن تلوكها الألسن الى أن يصبح ارتباطهما رسميا وقتها سيعلن للجميع عنه أما الآن وهما في مرحلة التعارف فلا يريد أن يرتبط إسمه إلا بشكل واضح وصريح ورسمي
هزت رأسها واستأذنت لتنصرف وما ان وصلت للباب حتى سمعت صوته ينادى عليها فوقفت والتفتت اليه تنظر اليه بتساؤل نهض من مكانه وسار حتى وقف امامها ثم امال براسه ناحيتها ونظر في عينيها وقال
ممكن أسألك سؤال
هزت راسها ايجابا فهى لا تستطيع ايجاد صوتها من الخجل والدهشة فتابع
انت عارفة اسمي ايه صحيح ولا لأ
عقدت حاجبيها وأجابت