رواية هالة والأدهم بقلم هدى زايد
على ذاك الرجل الذي ما زال يقف يتابع حديثهما لكنه لا يعرف بالطبع عن أي شئ يتحدثون .
نظر أدهم نحو حمزة و قال
هو لسه واقف و بيبص علينا
ردت هالة دون أن تستدار
ربنا يسترها لأن قلبي مش مطمن
اهو دخل خلاص
بجد طب الحمد لله
حركت رأسها و قالت
أنا آسفة اني ناديت عليك و آسفة اني عطلتك الوقت دا كله مكنش قدامي حل غيره عشان ابعد عنه
و لا يهمك و لو احتاجتي أي حاجة في أي وقت أنا موجود
شكرا ربنا يخليك
بعد مرور ساعة كامل
كانت الأمور تسير بهدوء تام حتى أتى محمود و الذي كانت تنتظره هالة كان مجيئه شيئا متوقع كانت بداخلها ترتعد منه لكن ظاهريا تقف أمامه تستمع لإهانته و تبتلع لعابها بمرارة
أما هو كان يوجه حديثه لأدهم قائلا
أنت بقى الزبون الجديد صح ! اشرب يا عم الأدهم الهانم أصلا شمال كانت ماشية معايا و هي متجوزة و لما جوزها عرف طلقها
بلاش يا أدهم ارجوك بلاش تلوث ايدك مع واحد زي دا
ابتسم محمود بتهكم و هو يغمز بطرف عينه قائلا
بوحاقة
دلوقت مبقتش اعجب !! الله يرحم زمان ما كنتي بتقولي إن ارجل واحد في حياتك فاكرة هالة سرير حمزة اللي عشنا عليه أحل...
الفصل الثاني عشر
و الأخير
كاد أدهم أن يصفعه لكن يد هالة منعته و هي تقول برجاء
ابتسم محمود بتهكم و هو يغمز بطرف عينه قائلا بوحاقة
دلوقت مبقتش اعجب !! الله يرحم زمان ما كنتي بتقولي إن ارجل واحد في حياتك فاكرة هالة سرير حمزة اللي عشنا عليه أحل....
بترت باقي حديثه بصڤعة مدوية و هي تهدر بصوتها قائلة
اخرس با حيو ان يا قليل الأدب أنا اشرف منك و من ناسك كلهم الظاهر إن الذوق و الأدب ما ينفعش مع واحد زيك !
تحدث أدهم بكل ما اوتي هدوء أعصاب
المرة اللي فات أنا طردتك من المستشفى المرة دي أنا هخرجك على ضهرك
توقفت هالة أمام أدهم و قالت من بين دموعها
لا بالله عليك متلوثش ايدك بد..مه سيبه يمشي يا أدهم
قام أدهم بثني ذراع محمود ثم ضغط عليه بقوة اقترب من أذنه و قال هامسا
قام بك..سر ذراعه ثم طرحه أرضا ظل يتأواه
و صرخاته تملئ المكان أشار أدهم للحارس و قال
دا حرامي يتعمل له محضر سړقة
سرق إيه يا فندم !
ا تهجم على مدام هالة و كان عاوز ياخد منها الدهب
كادت أن ترد لكن أدهم حدجها بنظرات ڼارية التزمت الصمت حتى يمر الوضع العصبية هذا
ليه عملت كدا
هو أنت مش شايفة عمل إيه و لا كان ناوي يعمل إيه ! و لا أنت عجبك اللي عمله !
ردت هالة بعصبية مفرطة
و هو كل واحد قليل الأدب هنمد ايدنا عليه هتبقى غابة في حاجة اسمها قانون يا دكتور يا متعلم
رد أدهم و قال بنبرة لا تقل عن نبرتها
و عمل لك إيه القانون لما البيه حاول يرمي عليكي مية نا ر !
سألته بنبرة ساخرة و قالت
و المفر ض إنك كدا دكتور متعلم بتفكر تفرق إيه أنت بقى عن البلطجية اللي ماشين يضر..بوا الناس في الشوارع !
رد على سؤالها بعدم إكتراث
ايوة أنا بلطجي عاوزة حاجة !
سارت بخطواتها الواسعة و السريعة و قالت بنبرة مغتاظة
و ها عوز منك إيه شكرا
مادت ينادي بإسمها لكنه حرك رأسه بيأس و تركها تفعل ما يحلو لها فهو كلما فعل شئ لا يعجبها
عاد إلى قاعة التي يقام فيها حفل الزفاف جلس على أحد المقاعد وهو يطالعها بنظرات تملؤها الغيظ و الڠضب تماما كما تفعل هي جذبتها أخته لتتراقص معه وسط القاعة كانت تتبختر في مشيتها و قبل أن تهز بجسدها سقطت ابتسم أدهم بداخله و تمتم بخفوت
احسن تستاهلي و الله
تحول المشهد لمشهد كوميدي من الدرجة الأولى
و مر اليوم على خير وصلا أخيرا إبراهيم إلى باب شقته و قال بإبتسامة واسعة
حمد الله على سلامتك يا عروسة
نظرت ليالي له ثم عادت تنظر أرضا و هي تقول بإبتسامة خجولة
الله يبارك فيك يا هيما
تابعت بجدية و كأنها شخصا آخر و قالت
بقى أنا اللي افضل اتحايل عليك عشان تروح تكلم أدهم اخويا و اقولك طول بالك عليه !
سألها بنبرة داهشا
هو أنت ملة و لا مچنونة!
أجابته بإبتسامة سمجة وقالت
لا يا روحي أنا الأتنين مع بعض
ابتسم لها وقال
سبحان الله نفس ابتسامة أخوكي هو أنت تقربي له !
حملها بين ذراعيه و قال مضيقا حدقتاه
الظاهر كدا و الله أعلم إني اتدبست
لكزته في كتفه و قالت
إبراهيييم !!
رد بإبتسامة متراجعا عن كلامه و قال
مش فيكي ياروحي اقصد اخوكي إنما أنت مرهم يتحط على الجر ح يقيد نا ر
في الشقة المجاور
كانت هالة تسرد لوالدتها ما حدث منذ صباح اليوم و حتى هذه اللحظة التي تحتسي فيها القهوة الساخنة خاصتها تنهدت الأم ثم نظرت لها و تسألت بنبرة حائرة قائلة
طب و بعدين بقى في اللي اسمه محمود دا دا مش راضي يهمد ابدا
يهمد بقى و لا لا أنا خلاص زهقت منه و من الدنيا كلها أنا بفكر اسيب البلد و اسافر
ردت والدتها قائلة بحدة قائلة
تسافري على في العزم بقى إن شاء الله إلا اخوكي الراجل عملها تعمليها أنت!
يا ماما جاي لي عرض حلو اوي في الكويت و خسارة ارفضه
لا ارفضي يا حبيبتي مافيش خسارة إن شاء الله و اعملي حسابك طول ما أنت هنا بيت
أبوكي مفيش سفر لما تبقي تتجوزي إن شاء الله يعني ابقي سافري إن شاء الله المريخ اسمها مع جوزك
ردت هالة بضيق و قالت
إيه يا ماما التحكمات دي !
ردت والدتها بكل ما اوتيت من هدوء و برودة أعصاب
أنا ولية مفترية و مابيهمهاش حد و قاسېة عندك حاجة تاني تحبي تقولي !
ردت هالة بتذمر قائلة
لا
احتست والدتها القهوة و هي تلوح بيدها بلامبالاة
و قالت
خلاص رفعت الجلسة على كدا
بعد مرور تسعة أشهر
كان يقف إبراهيم أمام غرفة العمليات يجوب الردهة ذهابا إيابا و القلق يدب في قلبه جلس جوار والدته و قال بنبرة متوجسة
ليالي اتأخرت قوي يا ماما
ختمت والدته آخر آيات القران الكريم ربتت على كتفه و هي تقول
اهدأ يا حبيبي متقلقش دا طبيعي هي كدا البكرية بتاخد وقت أنا يوم ما ولدتك قعد اولد فيك يوم بليل و اهو بقيت راجل زي الفل قول يارب
وثب إبراهيم عن مقعده و قال بتوسل
يارب خليك معاها يارب
هرولت هالة و هي تحمل حقيبة المولود في يدها
وقفت أمام أخيها و قالت من بين أنفاسها المسموعة قائلة
خير يا حبيبي ليالي ولدت
اختنق صوت