رواية هالة والأدهم بقلم هدى زايد
وضعت يدها في خصرها و قالت
قصدك إيه يا محمود
رد محمود بنبرة مغتاظة قائلا
ما محموداش يلا خلينا نطلع في السلم اللي مش راضي يخلص دا
أنت بتعمل إيه يامحمود !!
أنت ليكي أكل و لا بحلقة !!
يعني إيه بقى إن شاء الله
يعني اشيلك على كتفي اشيلك على دراعي المهم النتيجة واحدة ادعي بس نوصل بالسلامة
ربتت على ظهره بحنان بالغ و هي تقول
بعد عناء شديد وصلا اخيرا إلى باب الشقة فتح الباب ثم ترك يدها و سجد شكرا لله ابتسمت هالة على هذا المشهد و قالت
للدرجة دي يا محمود بتحبني و ماصدقت نبقى مع بعض
وقف محمود مقابلتها و قال بإبتسامة واسعة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
تابع مناديا إياها بنبرة خاڤتة قائلا
ردت بإبتسامة واسعة
نعم
ابتسم محمود ملء شدقيه و قال بسعادة غامرة وهو يفتح ذراعيه على مصرعيهم و قال
أنا وصلت الشقة أخيرا يا هالة
الفصل الخامس
لكزته هالة في كتفه و قالت بنبرة مغتاطة
تصدق إنك رخم
رد محمود بنبرة لا تقل عن نبرتها و قال
أنا بردو اللي رخم بعد كل
اللي عملته دا !!
حملت هالة ذيل ردائها الأبيض و قالت بجدية
وقف محمود مقابلتها و قال بنبرة حانية و نظراته لا تبرح خاصتها
نورتي بيتك يا هالة بيتك اللي حلمت سنين و صبرت سنين عشان يجمعنا سوا
كادت أن ترد على كلماته لكنه قاطعها قائلا بتوسل
ارجوكي خليني اتكلم أنا مش عايز اسمعك قد ما عاوزك تسمعيني أنا فضلت كاتم حبك جوايا عشر سنين بحالهم يا هالة عشر سنين لا بهدأ و لا بيرتاح لي بال و أنت مع حد تاني أنا جوايا
اخفض بصره و هو يحتوي كفيه بين راحتيه و قال
أنت كنتي حلم بعيد بعيد اوي يا هالة بعيد لدرجة إني كنت متأكد إنك مستحيل تكوني ليا بس ربنا قالي لأ مافيش مستحيل و إن اللي بيصبر بينول .
رفعت هالة كفيها وجهه بين راحتيها و الإبتسامة لا تفارق وجهها
السعادة تنير وجهه ثم قال
و مين يعرفك و ما يحبكيش
عانقها ليطمئن حاله بأنها ماثلة أمامه ربتات خفيفة
ربتتها على ظهره حدثت نفسها بسعادة على عوض الله لها الزيجة الثانية لها اختارتها بعقلها و ليس قلبها و على ما يبدو أن اختيارات العقل أفضل بكثير من القلب .
لم يحدث شيئا جديد يذكر سوى تردد هالة لطبيب النساء و التوليد للمرة الثانية على التوالي رغم عدم رغبة محمود في ذلك إلا إنه وافق لأجلها
جلس جوارها على المقعد بعد أن طلب من مساعدة الطبيب أن تتعجل في دخولهما همس بجانب أذنها و قال
الدكتور دا شاطر اوي أنا امي ولدتني عنده بعد ما قطعت
الأمل مكنتش حابب نكشف دلوقت بس إصرارك و عياطك خلوني اسمع كلامك
ربتت على كفه بهدوء عكس القلق الذي يسود قلبه قبل قلبها لحظات ثم أمرتهم المساعدة بالدخول
ولج محمود و خلفه هالة جلست على المقعد تاركة زوجها يصافح الطبيب بحرارة على ما يبدو أنه على علاقة قوية تربطهما ببعصهم البعض جلس على المقعد المقابل لزوجته بينما ابتسم الطبيب قائلا
مبروك على الجواز
مع إنها جت متأخرة لو كنت أعرف كنت جيت الفرح من غير عزومة أنت متعرفيش محمود دا غالي عليا ازاي
ابتسمت بتوتر له و قالت
الله يبارك في حضرتك يا دكتور
سألها بعملية قائلا
خير بتشتكي من حاجة
تلعثمت من فرط توترها و لم تستطع الإفصاح عن شئ بينما رد محمود بعفوية
احنا عاوزين نعرف بس الدنيا اخبارها بقالنا شهرين و لس....
رد الطبيب و قال
شهرين إيه يا راجل اللي جاي بعدهم و تقول تعرف الأخبار إنتوا لسه عرسان
لا ما هو أنا كنت متجوزة قبل كدا يا دكتور أدهم و قعدت عشر سنين من غير حمل
أردفت هالة عبارتها بعد أن استجمعت شجاعتها بينما استمع لها الطبيب بكل حواسه حرك رأسه و قال بتفهم
طب أنت كنتي بتتعالجي من حاجة عملتي اشاعات وتحاليل قبل كدا
ردت هالة و قالت
ايوة عملت كل حاجة تخطر على بال حضرتك بس كل الدكاترة أكدت إني اخلف و جوزي السابق بردو خلف لكن احنا مع بعض ما ينفعش نخلف
اه فهمتك تمام
ضغط على زر الاستدعاء الممرضة التي أتت على الفور أشار لها و قال بهدوء
مع المدام حضريها
حركت هالة رأسها علامة الإيجاب بينما وقف محمود داهشا مما يحدث لا يعرف مالذي. يقصده الطبيب ستتعرض من جديد لتلك الكشوفات المحرجة دقائق و ولج الطبيب ليبدأ أولى مراحل الكشف لم يمر أكثر من خمس دقائق و غادر الدكتور أدهم الحجرة أشار بيده تجاه السرير الآخر و قال
خلينا نطمن على الرحم و نشوف إيه الأخبار
رفعت هالة بصرها للأعلى لتنعكس صورة الرحم على شاشة التلفاز تسارعت نبضات قلبها و هي تر الطبيب صامتا يباشر عمله في هدوء تام لم تتحمل الصمت الذي يحدث فبادرت هي بالسؤال قائلة
خير يا دكتور !
رد ادهم و قال
لا خير إن شاء الله أنا شايف إن مافيش أي حاجة تمنع
وقف عن مقعده
و قال
احنا كدا اطمنا على الرحم و الحوض و الحمد لله كويسين
جلس على مقعده من جديد و قال حين سألته
هو حضرتك ها تكتب لي على منشطات و لا تحاليل جديدة !
رد ادهم و قال بهدوء
خلينا نصبر شهرين تلاتة كمان إنتوا لسه صغيرين و مافيش حاجة تمنعكم ليه نتجه للعلاج من دلوقت دا غير التوتر و القلق اللي أنت في دا سبب رئيسي في تأخير الحمل و بيأثر على الهرمونات
ترك القلم و قال بجدية و هو ينظر لمحمود
طب يا محمود أشوفك عن قريب إن شاء الله
خرج محمود و هالة و بداخل كلامنهما قلقا تجاه شئ لا يود أحدهم الإفصاح عنه في ذلك الوقت .
بعد مرور أسبوعا كاملا من زيارة الطبيب لم يحدث شيئا جديد يذكر ۏفاة والدة حمزة و ذهاب هالة إلى بيت عمها لقضاء واجب العزاء
وافق محمود على مضض و رافقها حيث منزل عمها ولجت البيت اسفل أنظار حمزة الذي كان يصافح محمود و هو يحاول أن من رأه عند طبيب النساء الدكتور أدهم مع امرأة أخرى ليس هو نفس الذي يأتي مع زوجته السابقة
جلس محمود لدقائق معدودة ثم غادر معتذرا من إبراهيم لتعب والده الذي أتى فجأة .
كانت والدة هالة جالسة جوار ابنتها تطمئن عليها بنبرة هامسة حدثتها بهمس قائلة
حماكي تعبان و جوزك راح له واجب تروحي تزوري
ردت هالة قائلة بذات النبرة
محمود محرج عليا مرحش هناك و قالي اقطعي رجلك من هناك بعد آخر خناقة حصلت هناك ما أنت عارفة
ردت والدتها بإصرار قائلة
دا حاجة و دا حاجة روحي عيب كدا دا مهما كان حماكي و هايزعلوا لو مرحتيش ابقي خلي