الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية في ظلمة بيجاد بقلم ميادة مأمون

انت في الصفحة 26 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز


انتهى وترجل اليه
خير يا دكتور ارجوك طمني
عادي يعني يا متر مالك خاېف كده وكأنك اول مره تخلف
اخلف! هي ساره حامل يا دكتور
كل الأعراض بتقول كده بس تحليل الډم هو اللي هيأكد ولازم تعمله في أسرع وقت لأن لو إيجابي نقدر نقولك مبروك المدام حامل في شهرين
تمام النهارده نعمله ونتأكد وإنشاء الله هتبقى تتابع معاك.
تمام في انتظارك يا متر سلام مؤقتا

مع الف سلامه
اوصل الطبيب الي الباب وصعد إليها وهو سعيد جدا
فتح الباب مبتسم إليها واقترب منها وجلس بجانبها
معزتك كل مره بتزيد في قلبي شكلك ناويه تاخديه من بين ضلوعي يا ساره
انت فرحان بجد اوي كده
طبعا فرحان مش في حته مني بتكبر جواكي دلوقتي
لسه مش متأكدين
بس انا خلاص اتأكدت انتي هاتجيبي اخ ليامن يا ساره
بحبك يا بيجاد بحبك اوي
وانا كمان بحبك يا قلبي وخۏفي عليكي كده هيزيد عشان خاطري اسمعي كلامي وبلاش تعانديني يا ساره
حاضر يا حبيبي هاسمع كلامك
بالأسفل وهو يناديه بصوته الجهور
يا سي بيجاد الحجنا يا ولدي
نغزة قويه طعنته في قلبه وكأنه يعلم أن فرحته لم تدوم
تركها كما هي وجرى سريعا ليستمع الي الخبر المحزن الذي سيلقيه عليه خادمه
في ايه يا حماد انت مش كنت رايح تجيب يامن من الحضانه ايه اللي حصل وفين الواد
سي يامن اتخطف من الحضانه يا ولدي
الفصل العشرون
جميع الرجال جالسون من حوله كانت نظراته تحرقهم جميعا يعلم أن بينهم خائڼ يراسل هذا الغادر ويعلمه بحركاته هو وأسرته لينظر للجميع ونيران الڠضب تكاد تحرقهم جميعا عينه ثابته عليهم يتربص لنظراتهم جميعا سائلا
مين فيكم اللي كان بيبلغ حسن كل حاجه عني 
تحدث أحدهم بريبة وعينه زائغة پخوف 
الله ماكانش العشم يا كبير انت هتيجي في الاخر وتشك فينا احنا كمان وبعدين اللي يسمعك بتقول الكلام ده يقول انك متأكد ان حسن هو اللي عملها! 
تفاجئ كل رجل من رجال الملجأ بأخر يقف خلفه تماما من طقم الحراسه الجديد بل ويكبلوهم أيضا. 
بينما انتصب هو في وقفته وامسك بيده اليا وأشار به على رؤسوهم وبكل هدوء اجابهم
بالظبط زي ما بتقول كده انا فعلا متأكد انه هو اللي عملها اصلي روحت حضانة الواد ولما سألت قالولي ايه بقي!! 
قالولي انه لو ماكنش يامن اتعرف عليه وقالهم انه عمه عمرهم ما كانو هايسلموه ليه ويخرجوه معاهم تفتكر بقى يا روح.....
ان زياد اخويا طلع من تربته واخده معاه! 
بلحظه كانو جميعا يركعون أمامه اثر دفع الرجال لهم وهو يرفع اصابعه ويجهر بصوته في وجوههم
انا هاعد لحد تلاته لو مافيش حد فيكم اتكلم الله الوكيل لروى ارض المزرعه دي كلها بدمكم وادفنكم فيها زي الكلاب. 
تحدث أحدهم بحذر وهو ينظر في عين الاخر بلوم شديد وكأنه يقول انت من اوصلتنا لهذه النهايه التعيسة
بس انت كده بتاخد العاطل في الباطل وبتسوينا كلنا في كفه واحده يا بيجاد. 
حلو اوي كويس انكم عارفين الكلام ده انا بقى دلوقتي عامل زي اللي مغمين عينيه 
وانتو طول عمركم اصحابي ورجالتي وفي ظهري وكفاءة وانا عمري ما قصرت مع حد فيكم 
تنوروني
بقى وترسوني على الدور من اوله ولا تخونو العيش والملح وتسيبوني معمي. 
هتف أحدهم وعينه مازالت ثابتة على نفس الرجل. 
معاش ولا كان اللي يغمى عينك يا كبيرنا الواد ده هو اللي كان بينقل كل اخبارك لحسن ولما سألناه قال انه بيحاول يصالحكم ولما انت جيت وسألت على حسن
قولناله ليه ماتكلمتش وعطيته رقمه قال ان حسن بيحضر ليك مفاجئه عشان يصالحك بيها ويفض الزعل ما بينكم. 
بلحظه كان الرجل يقف عنوه أمامه وهو يمطره باللكمات ويبرحه ضړبا
بيحضرلي مفاجئه يا بن ال...... ايه كان هيجبلي هدية الفلانتين. 
سحب هاتفه من جيبه وأمر الرجال ان يأخذوه بعد أن اوصاهم بان يذيقوه جميع انواع العڈاب. 
بدء يتصحفه برويه حتى رأي معظم اتصالاته بينه وبين حسن ليس الا
ابتسم ساخرا للرجال وهتف
اهو قصاد عينكم تليفونه كله مكالمات مع حسن ها يا رجاله مين فيكم تاني بېغدر بيا وانا مش دريان 
نظر الرجال الي بعضهم البعض وقال احدهم
احنا كلنا في خدمتك خد تليفونتنا واتأكد بنفسك. 
ما انا هاخدها ياض هو انت فاكر اني هأمن لأي حد فيكم تاني للأسف انتو عضيتو الايد اللي اتمدت ليكم بالخير. 
طب واللي يدلك على مكان حسن يا كبير 
انحني على احدي ركبتيه أمامه وتشبث بقميصه جيدا. 
يبقى صاحبي ورجوله وانت عارف اني بكافئ اللي يصون العشره. 
واذا بأحدهم يتحدث قائلا
حسن مستخبي في الجماليه عند الواد مينا وشيلته يا كبير. 
هدئت ملامحه وابتسم يبدو أنه علم من سيأتي له بأبنه بكل بساطه. 
تمام اوي قاعد في الجماليه 
يبقى مافيش حد هيرجع ليا الواد بهدوء غير
عبد الرحمن العاصي هو وابوه وعيلته 
خدوهم على جوه يا رجالة.
جلس مره ثانيه واتكأ بأصبعه على زر الاتصال بهذا الهاتف الذي بيده ليجيبه ذلك الغادر بنبره هادئه
بتتصل ليه دلوقتي ياض جد جديد عندك ولا ايه
الجديد عندي انا
يا صاحبي يالي خونت العيش والملح وغدرت بيا وفوق داه كله جاي في الاخر ټخطف ابني يا واطي.
الله مين بيجاد الألفي ادفع نص عمري واشوف كسرتك دلوقتي يا صاحبي.
لا عشت ولا كنت ولا اتخلق اصلا اللي يكسرني وابني لو مسيت شعره منه هانسفك من علي وش الدنيا.
ههههه انت لسه بتأوح وصوتك عالي فوق بقى وشوف مين فينا اللي ماسك الدفه وسايق يا متر.
اخلص وانجز قول عايز كام وترجع الواد.
كام ايه فلوس يعني! لالالا خلي ليك فلوسك دي يا حبيبي انا عايز حاجه تانيه خالص.
عايز ايه اتكلم واخلص
ساره!! 
تطلق ساره وتسيبهالي واتأكد انك طلقتها ارجعلك ابنك في يومها.
بتساومني على مراتي بابني يا بن ال.........
ودلوقتي هي اللي ليها القرار وانت مافيش قدامك غير الحلين دول تختار حد من الاتنين يا مراتك يا ابنك
وانا برجح انك مش عايز تخسر اخر واحد في عيلتك اسيبك بقى تفكر براحتك سلام يا صاحبي. 
اغلق في وجهه الهاتف ليلقي الاخر ذلك الهاتف وېصرخ بأه ألم قويه...
اه يا بن ال...... يا غدار ھقتلك يا حسن وديني لأقتلك بأيديا الاتنين دول. 
عاد أخيرا الي ڨيلته لم يتحدث مع احد وذهب الي مخبئه جلس في الظلام في غرفة مكتبه واضعا وجهه بين راحة يديه ولأول مره يسمح لدموعه بأن تسيل على وجهه 
وهل ستتركه وحيدا يعاني مأسته وحده! 
انارت المصباح الصغير الموضوع على مكتبه وشعر بها تجلس على قدمه دون أن تتحدث. 
ويستمع الي شهقاتها وهي تبكي ايضا بشده حتى بدئت تهدئ وتحدثه
اول مره اشوف دموعك. 
وانا برغم كل اللي مريت بيه اول مره احس اني مكسور وخاېف. 
لاء انت أقوى من كده ويامن هتعرف ترجعه لينا تاني. 
سخر من جملتها الاخيره وحاول ان يتمالك نفسه
معزوره اصلك مش تعرفي حاجه تعرفي انا مطلوب مني ايه عشان ارجع يامن 
ضمت حاجبيها بعدم فهم ووضعت كفها علي وجنته لتجبره للنظر مره ثانيه في عيناها
مطلوب ايه يا بيجاد فلوس اديهم اللي هما عايزينه ورجع ليا اخو ابني اللي جاي.
وضع يده على بطنها وهتف
واذا كان حسن عايزك انتي يا ام ابني اللي جاي! عشان يرجعلي ابني الكبير قوليلي بقى احلها ازاي 
انتفضت من علي قدمه بړعب جم وهي تضع يديها الاثنان على بطنها وكأنها تخبئها. 
مش ممكن مش معقول ده اكيد مش بني آدم طبيعي 
ثم صړخت فيه غير مستوعبه ما تقوله
شوفت آخرة اللي كنت بتعمله فيا وصلنا لأيه دلوقتي! يلا بقي اتفضل اختار بيني انا واللي في بطني وبين يامن الطفل البرئ اللي كل ذنبه في الدنيا انك ابوه! 
كفايه يا سااااااااره حرام عليكي اتفضلي اطلعي ارتاحي في اوضتك سيبيني في حالي بقى. 
ارتاح وتفتكر هيبقى في راحه تاني يا متر انت مستني ايه ليه مش بلغت البوليس 
اطلعي فوق يا ساره قولتلك يلاااااااااا. 
يعني انت كده اخترت صح هاتسيبني ليه يا بيجاد 
ضمھا الي صدره بقوه وجلس بها على الاريكه 
وهو يحاول ان يهدئ من روعتها ويهدئ هو الاخر. 
لأ يا حبيبتي عمري ما هسيبك وابني هارجعه لحضني تاني بس عشان خاطري بطلي عياط عشان مش تتعبي انتي كمان. 
حاضر يا حبيبي بس خليني جانبك انا خاېفه اوي يا بيجاد. 
ظل محتضنها جيدا الي ان غفيت رفع رأسها من علي قدمه ووضعها برفق على الوساده الصغيره الموضوع على الاريكة
وأمسك هاتفه بيديه يبحث عن هذا الاسم الذي لم يطلبه منذ زمن بعيد ليجيبه المتصل بنبرة ناعسه
الو مين معايا 
الو المتر عبدالرحمن العاصي معايا 
اعتدل الاخر
من مرقده يفرك فروة رأسه بأصبعه برفق
ايوا انا عبدالرحمن مين حضرتك 
انا بيجاد الألفي يا عبد الرحمن زميلك من ايام الكليه فاكرني. 
انتفض الاخر من علي فراشه بمرحه المعهود للجميع. 
يا ابن الايه بيجو الألفي اي ريح طيبه رمت بك إلينا يا متر! 
بنبرة صوت حزينة وهادئة اجابه
واقع في ضيقه يا عبد الرحمن وعارف انك انت اللي هتحلهالي. 
انتبه صديقه الي ما يقول ورد جوابه بتلقائية
انا عيني ليك يا حبيبي بس احلهالك ازاي وانت مشاء الله عليك بقيت محامي كبير وصيتك مسمع في البلد كلها 
ابني مخطۏف عندكم في الجماليه وانت عارف الحكومه حبالها طويله وانا عايز ارجع الواد قبل ما يعملو فيه حاجه. 
ابنك ايه انت اتجوزت وخلفت وكمان ابنك اتخطف. 
معلش ياصاحبي احنا صحيح بعد التخرج بعدنا عن بعض بس انا محتاجلك دلوقتي قولي هتقدر تساعدني ولا ايه. 
طبعا برقبتي ياض انا هاحكي لابويا واخويا كل حاجه وماتخافش انا وعيلتي هانقف معاك 
وطالما ابنك هنا في الجماليه يبقى تيجي بكره وتحكيلنا كل حاجه وإنشاء الله هنحلها وكويس حظك حلو بكره اجازه والعيله كلها متجمعه. 
تمام بس معلش انا مش هاجي لوحدي! هاجيب مراتي معايا. 
اه طبعا تنورو انشاء الله هانكون في انتظاركم. 
متشكر اوي يا عبد الرحمن. 
بس ياض احنا في بينا الكلام ده بردو ربنا بس يطمنا على الواد ويعترنا فيه بسرعه وماتشوفش فيه حاجه وحشه يا رب. 
يا رب يا صاحبي ادعيلي ربنا مايضرنيش فيه وخلي والدك يدعيلي في صلاته هو ووالدتك. 
حاضر يا بيجاد مع السلامه دلوقتي وفي انتظارك بكره واطمن انشاء الله خير. 
بأذن الله يا عبد الرحمن مع الف سلامه. 
انهي حديثه معه وأغلق الهاتف ليلتفت الي تلك الغاية وينحني بجزعه عليها ليحملها بين يديه صاعدا بها إلى الأعلى 
ارقدها في فراشها ثم امسك هاتفه مرة أخرى واتجه الي الشرفه ليجري بعض الاتصالات برجاله ويحثهم على الأستعداد للغد. 
في تمام الثامنة صباحا انتفض من نومه وهو يفرك عينه بقوه أثر سماعه لرنين هاتفه الذي لا يهدئ نفض ذلك الغطاء من عليه وهو يتأفف هاتفا
ايه قلة الراحه دي يا ربي هو انا بقيت مهم اوي كده مصر كلها حالفه تقل نومي النهارده ليه بس 
امسك الهاتف واذا به ينظر إلى اسم المتصل ببلاهه ويجيب على المتصل فورا. 
البوب حبيب قلبي مبدر ومتصل بيا
 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 33 صفحات