رواية تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء فؤاد
له العاملة بالايجاب ثم انصرفت لتحضر الفستان.
بعد قليل أتت العاملة و معها فستان غاية فى الرقة لونه رمادى فاتح به حزام أسود قطيفة من المنتصف عند الخصر و مزين بورود سوداء قطيفة عند نهاية الاكمام و فى الذيل و معه حجاب أسود قطيفة سادة و سكارف من نفس لون الفستان.
أعجب به يوسف كثيرا و اشتراه و هم أن يخرج من المحل و لكنه عاد مرة أخرى و قال للعاملة
ضحكت العاملة على اطرائته و قالت طبعا طبعا يافندم دى شهادة أعتز بيها... ادينى خمس دقايق هجيب لحضرتك دريس تانى أحلى من دا كمان.
يوسف اوكى.
بالفعل أتت العاملة بفستان لونه اوف وايت مطرز بالون الفضى من الوسط و الصدر تطريز غاية فى الرقة و معه حجاب من اللون الفضى.
مساء فى لندن .....
كان يحيى يجوب غرفته ذهابا و إيابا متحيرا غير قادر على أخذ خطوة جادة فى علاقته بديما فتارة يفكر بأن يفاتحها فى موضوع الخطبة و الزواج و تارة أخرى يتراجع و يقنع نفسه ان شعوره معها مجرد اعجاب فتوقف فجأه و كأنه تذكر شيئا و قال لنفسه هو مفيش غيره يوسف اللى هينصحنى و يقوللى اعمل ايه بالظبط.
يحيى بمرح يا مساء الأنوار
يوسف ههههه.. مساء ايه يبنى احنا لسة الصبح.
يحيى اه صح... انا ناسى فرق التوقيت
يوسف بمزاح بقولك احنا عندنا النهاردة السبت و أدينا اهو لسة بنقول يا هادى ... انت إيه!
يحيى لا يا عم سبت ايه!... انا دلوقتى بودع السبت و بستقبل الحد.
يوسف ههههه.. ايوة يا عم اوروبا دايما سبقانا حتى ف الوقت كمان المهم.. ايه يبنى الغيبة دى كلها!
سكت يوسف قليلا حتى استوعب معنى جملة شقيقه ثم اڼفجر ضاحكا و قال له هههههه... ېخرب عقلك يا يحيى فصلتنى.
يحيى مكملا وصلة المزاح هو انت عندك حد غيرى يفصلك عن الواقع المرير بتاعك!
رد عليه بنبرة حالمة ناظرا للحقيبة الورقية الموضوع بها ملابس زينة الجديدة قائلا هو من ناحية فى.. فى.
كاد ان يرد و لكن قاطعه يحيى قائلا استنى استنى... معقول!... أخيرا يا يوسف انتبهت لسهيلة.
تجهم وجهه و رد عليه بحدة طفيفة هو انت يبنى مفيش على لسانك غير سهيلة!... ساعات بتحسسنى ان مفيش بنات فى الكون غيرها !
رد عليه يحيى ببراءة ما هو مفيش بنات فى حياتنا غيرها يا يوسف و بعدين انت هتعرف بنات فين يعنى... دا تلت تربع موظفين الشركة رجالة و الربع اللى باقى ستات متجوزين.
يحيى ماشى يا يوسف براحتك مع انى مش عارف ازعل و لا أفرح!
يوسف طبعا هتقولى زعلان عشان سهيلة.. مش كدا
... بس متقلقش ف كلتا الحالتين هتزعل
يحيى باستنكار قصدك ايه!... مش فاهم.
يوسف بغموض هفهمك بعدين... المهم انت أخبارك ايه!
يحيى ايه الغموض دا يا يوسف.. متفهمنى يا أخى فى ايه!
يوسف مش لما أفهم أنا الأول
يحيى بنفاذ صبر يوسف.... مال كلامك كله بقى بالألغاز كدا ليه!
يوسف بصدق صدقنى يا يحيى هحكيلك كل حاجة ف الوقت المناسب... هو انا ليا غيرك ياض أحكيله أسرارى!
يحيى ماشى يا
عم يوسف خودنى ف دوكا و توه براحتك.... بس أنا مستني اسمعك على أحر من الجمر... اوكى!
يوسف بحب طبعا يا حبيبى ربنا يخليك ليا.
يحيى يا عم اخدت المكالمة كلها لحسابك و نسيتنى انا كنت عايزك ليه أصلا!
يوسف و انت يا جذمة مبتكلمنيش الا لما تكون عايزنى ف حاجة!
كاد يحيى أن يرد و لكن قال له يوسف لحظة كدا يا يحيى.. ثم نظر للماثل أمامه و قال له فى حاجة يا رامز!
رامز كنت عايز أفكر حضرتك باجتماع قسم الحسابات بعد ربع ساعة بالظبط... أكد عليه و لا اكنسله!
يوسف لا الاجتماع زى ماهو و بلغ موظفين القسم يبتدو يتجمعوا حالا فى قاعة الاجتماعات .
رامز تمام مستر... عن إذنك.
قال يحيى على الهاتف لو مشغول يا حبيبي أكلمك ف وقت تانى!
رد عليه للأسف يا يحيى عندى اجتماع دلوقتى.... ادينى بس ساعة بالكتير و كلمنى.
يحيى خلاص هكلمك بكرة بقى... انا يا دوب الحق السرير... قالها و هو يتثائب.
ضحك يوسف و قال ههههه... يا بختك يا عم خلصت يومك و احنا لسة بنقول يا هادى.
يحيى ههه.. يلا شوف اجتماعاتك و أرروح اشوف انا السرير.
يوسف اوكى يا حبيبي... سلملى عليه و قوله آنه واحشني.
يحيى ههه... تصبح على خير.
أغلق يحيى هاتفه ثم زفر پعنف قائلا اوووف.. ايه الحظ دا!... هفضل محتار كدا لحد امتى... بس يا ترى مخبى عليا ايه يا يوسف !
ثم اتجه الى التخت و تدثر بالغطاء و أخذ يفكر تارة بديما و تارة بيوسف الى أن غط فى النوم دون أن يشعر.
بينما يوسف قام باخفاء حقيبة ملابس زينة فى خزانة خشبية صغيرة مخصصة لوضع حلته فيها و أغلق الخزانة و من ثم اتجه الى قاعة الاجتماعات.
و أثناء انشغال يوسف فى الاجتماع حضرت سهيلة الى مكتبه فرحب بها رامز و أخبرها أن يوسف مشغول فأخبرته أنها سوف تنتظره فى مكتبه و أثناء حديث سهيلة مع رامز رأتها زينة حيث كانت متوجهة للمكتب لتقوم بترتيبه أثناء الاجتماع و لكنها اختبأت حتى تعرف من هى تلك الزائرة التى سوف تنتظره فى مكتبه وبعدما دخلت سهيلة الى المكتب عادت زينة مرة أخرى الى المطبخ و الفضول يأكلها.
و بعد إنتهاء الاجتماع دخل يوسف الى مكتبه مباشرة فتفاجأ بوجود سهيلة...
يوسف بدهشة سهيلة انتى هنا من امتى!
سهيلة من نص ساعة بس.
يوسف ماتصلتيش ليه قبل ماتيجى.
سهيلة اتصلت و تليفونك كان مقفول.
يوسف ايوة صح انا بقفلة وانا فى الاجتماع... خير فى حاجة.
سهيلة فى ايه يا يوسف.. يعنى مينفعش اجى غير لما يكون فى حاجة.
يوسف لا طبعا انتى تيجى ف اى وقت... بس انا استغربت لانك من زمان مجيتيش.
سهيلة عادى زهقت من قعدة البيت و لينا صحبتى الوحيدة اللى كنت بخرج معاها باباها مانعها من الخروج فقولت أجى أغير جو بس مش أكتر.
يوسف اوكى... تشربى ايه!
سهيلة كابتشينو.
رفع يوسف سماعة الهاتف و قال رامز خلى عم ابراهيم يجيبلنا اتنين كابتشينو... ثم أكمل بتأكيد عم ابراهيييم... مفهوم!
ثم وضع السماعة و حمد ربه فى نفسه أنه قد أخفى حقيبة الملابس قبل مجيئ سهيلة و إلا سوف تدخله فى تحقيق و لربما ظنت أنه أحضر لها هذه الملابس كهدية فيتجدد املها فيه مرة أخرى.
بعد قليل من الحديث بينهما وجد زينة تدخل اليهما حاملة صينية عليها المشروب المطلوب فجحظت عينيه من الڠضب و اعتصر قبضته من الغيظ فهذه المرة الثانية التى تخالف فيها اوامره رغم سابق تنبيهه لها.
تقدمت نحوهما و هى متمعنة النظر لسهيلة فوجدتها جميلة و محجبة فاشتعلت بداخلها نيران الغيره غير مبالية بذلك الذى يغلى من الڠضب.
بينما سهيلة كانت تنظر لها باستغراب تسأل نفسها منذ متى و يعمل لدى يوسف إناث! وأيضا ليست محجبة و هو الذى ينهرها كلما رآها بدونه!
بينما يوسف كان على يقين بكل ما يدور بخلد سهيلة فقال لنفسه لقد وقعت فى الفخ يا يوسف
لذلك أكد على رامز أن يأتى العم ابراهيم بالمشروبات و لكن ماذا يفعل لتلك الشقية العنيدة و التى سوف تفقده عقله يوما ما.
الفصل التاسع عشر
استمرت حرب النظرات بين ثلاثتهم فأراد يوسف أن ينهى هذه الحړب فتوجه بالحديث لزينة قائلا شكرا ع الكابتشينو... اتفضلى انتى بقى.
أخيرا انبهت له زينة فوجدت ملامحه لا تنذر بخير فأماءت بالايجاب ووضعت الصينية و غادرت سريعا و هى ټلعن فضولها و ټلعن تلك الفتاة الجميلة و ټلعن معهم يوسف لأنه سمح لنفسه ان ينفرد بالجلوس معها.
انتظر خروجها و عاد بنظره الى الجالسة أمامه يأكلها الفضول هى الأخرى فأخذ نفسا عميقا ثم زفره ببطئ حتى يستعد لوصلة الأسئلة التى سوف تلقيها عليه. و بالفعل لم ينتهى من التقاط نفس عميق إلا و قالت له سهيلة مين دى يا يوسف !
رد
عليها ببرود زى ما انتى شايفة... بنت بتشتغل عندى.
ردت باستنكار يا سلام... و انت من امتى بتشغل بنات عندك.. و ف مكتبك كمان... لا وايه كمان بشعرها.
رد بحدة سهيلة... دى حاجة متخصكيس... و مالكيش تدخلى ف شغلى انتى مش هتحاسبينى أشغل مين و مشغلش مين.
اغتاظت أكثر من جوابه فقالت له بنبرة مرتفعة بقى هى دى يا يوسف اللى انت مطنشنى عشانها... بقى الجربوعة دى تاخدك منى.
انتفص من مكانه من الڠضب و قال لها بحدة أكبر الزمى حدودك و بطلى تخاربف... و بعدين ايه جربوعة دى.. والله مش ذنبها انها اتولدت لقت نفسها فقيرة زى ما انتى اتولدتى لقيتى نفسك غنية محدش بيختار عيلته يا بنت عمى.
قامت من مجلسها هى الاخرى و قالت الكلام دا كله ميهمينيش... و لو انا كلامى غلط... خلاص مشيها.
رد عليها بعصبية انتى يا بنتي جرى ف مخك حاجة... انتى مالك أصلا... ثم حاول أن يهدأ قليلا و قال لها سهيلة روحى دلوقتى زمان الناس كلها سمعتنا.
سهيلة بڠصب انت بتطردنى عشان الزفتة دى!
يوسف و قد بلغ من الڠضب أقصاه يووووه.... مش هنخلص بقى من الاسطوانة دى! ... قومى يا سهيلة روحى يلا انا مش ناقص زن و صداع.
سهيلة پبكاء انا زنانة يا يوسف... ماشى عن إذنك...
ثم خرجت مسرعة كالاعصار.
زفر يزسف پعنف على غباء ابنة عمه فاستند بكوعيه على المكتب و دفس وجهه بين كفيه عله يستعيد بعضا من هدؤه و ثباته.
فى منزل لينا
فذهبت ألاء لوالدها الذى كان يتناول افطاره استعدادا لذهابه للعمل و قالت له.
ألاء بابا انا كنت عايزة أقولك حاجة.
الاب بحنان تعالى يا ألاء يا
حبيبتى قولى اللى انتى عايزاه.
ألاء لينا يا بابا من يوم ما اتحبست و هى بتفضل سهرانة طول
الليل ماسكة الموبايل و بتتكلم مع ناس غريبة و كلهم رجالة يا بابا... كل ما اصحى باليل عشان
أشرب ألاقيها لسة صاحية و بتتكلم و هى بتكون فكرانى منعوسة و مش واخدة بالى.
صعق الاب من هذا الكلام و ألجمته الصدمة فهل يعقل أن ابنته الكبرى التى سعى لأن يعلمها على أفضل ما يكون و عانا الأمرين لأجلها قد وصلت لهذه الدرجة من الانحطاط!
فقال لابنته بصوت