رواية تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء فؤاد
هيكون ايه.
زينة بعدم فهم إزاى يعنى يا باشا!
على يعنى عايزين نشوف غيابك مش هيأثر عليه و هيعدى الموضوع عادى و لا هيقلق و يسأل عليكى كدا بقى هيبان اذا كنتى انتى عادية بالنسباله و لا بيحبك و مدارى.
زينة بتفكير تفتكر يا باشا!... لا لا مظنش دا راسى بشكل!! مش زى ما كنت فاكرة.
ارتبك على من الخلفية الصحيحة التى كونتها زينة عن يوسف و حاول ان يثنيها عن هذه الفكرة قائلا شوفتى.. اهو عرف يلعبها عليكى و قدر يخليكى تصدقى انه مالوش ف النسوان اصبرى انتى بس و شوفى لما يحبك هيعمل معاكى ايه!.. ساعتها هيبان على حقيقته و انتى حلوة و متتقاوميش.
على انتى ميتخافش عليكى يا زوزة و انا واثق انه مش هيتحمل غيابك و هيسأل عليكى و يا سلام بقى لو جالك الكباريه.. تبقى كملت.
زينة هههه... لا كدا وسعت منك اوى يا على باشا.
على ههههه.. مسيره هيعملها و بكرة تقولى على قال.
تنهدت زينة بحيرة و قالت
يمكن.. محدش عارف.
على أسيبك انا دلوقتى و متنسيش اللى اتفقنا عليه... اوعى تروحى بكرة يا زينة!!
أغلقت الهاتف و ارتمت على الأريكة بضيق فكيف سيمر يومها دون ان تمتع نظرها برؤيته و لكنها اقتنعت بكلام على فهى أيضا تريد أن تتأكد من حبه لها فلتنفذ فكرة على و تتحمل قليلا حتى يطمئن قلبها.
فى منزل لينا....
انتظرت الى ان خلد جميع من بالمنزل الى النوم فهم من عادتهم ينامون مبكرا و يسيقظون مبكرا و فى تمام الثانية عشر ثبتت الهاتف أمامها على المنضدة و جلست على الكرسى و شرعت فى فعل ما حرم الله
بينما الأخرى تقف مكانها غير مصدقة ان والدها قد كشف أمرها فبأى عين ستنظر له بعد ذلك و ترى ماذا سيفعل بها و كيف سيكون عقابه لها.
ألقى الوالد بجسده على أقرب أريكة له بالمنزل و أمسك رأسه بكفيه يفكر كيف سيتصرف فى هذه الفاجعة استمر على هذا الحال عدة دقائق حتى استعاد رباطة جأشه ثم نهض و ذهب لغرفة ابنته مرة اخرى و قال لها بجمود و غلظة أنا مش هضربك و لا هطردك مش عشانك لا... عشان خاطر أخواتك البنات عشان عايز احافظ عليهم و على سمعتهم مش عايز أسمع حد من اهل المنطقة يقول عليهم هيطلعو لمين يعنى اكيد هيطلعو لأختهم الكبيرة.
بينما الاخرى اڼهارت و خارت قواها و جلست على ارضية الغرفة تضع كلتا يديها على فمها تكتم شهقاتها و تنهمر الدموع من مقلتيها كالشلال تنظر الاما آلت إليه أمورها فبالطبع هذا حصاد ما زرعت فماذا كانت تتوقع ان تحصد من وراء الضلال.
كان يجلس على الطاولة التى اعتادها ينتظر طلتها ينظر فى ساعة يده بين الحين و الآخر و عينيه مثبتتان على باب المقهى اعتاد منها أن يجدها فى انتظاره دائما و لكن تلك المرة خلفت عادتها فانتابه القلق الشديد كما تعجب من نفسه و قلقه الزائد عليها فيبدو أنه بدأ يميل لها للغاية.
مرت عليه أكثر من نصف ساعة و هو بهذا الحال الى أن دخلت من باب المقهى فتراقصت نبضات قلبه لمرآها و شقت الابتسامة وجهه فلوح لها بيده فانتبهت له و سارت باتجاهه..
يحيى بابتسامة يا مساء الورد.. انا تمام انتى عاملة ايه!
ديما أنا كويسة.
ابتسم على تقليدها للكنته و قال لها اقعدى مش هنفضل واقفين كدا.
ديما اوكى
يحيى كل مرة كنت باجى فيها كنت بلاقيكى هنا.. بس المرادى اتأخرتى اوى.
ديما ايه... كان عندى دروس كتير متراكمة على و كنت بخلصها.
يحيى ربنا معاكى و يوفقك.
ديما بتشكرك كتير.
باغتها يحيى بقوله وحشتينى على فكرة.
ردت بدهشة شو!
يحيى أيوة... سمعتى صح.
احمر وجهها من الخجل و توترت اوداجها و تعثر لسانها فلاحظها جيدا و لكنه استرسل حديثه قائلا لما غبتى عليا نص ساعة بقيت قاعد مش على بعضى كنت حاسس انى تايهه و مخڼوق و بمجرد ما شوفتك.. حسيت ان روحى رجعتلى... ديما انا مش عايزك تقولى حاجة دلوقتى... كل اللى بتمناه أن احساسى ميكونش من طرفى أنا بس.
نكست
رأسها بخجل و لكنها أجلت صوتها و حاولت أن تنحى خجلها جانبا و قالت اطمن يحيى.. و انا كمان زيك.
رفرف قلبه من السعادة و قال لها يؤبرنى اللى بيتكلم مصرى.
نظرت له بضيق و خجل فى ان واحد يحيى بكفى هيك.. ثم نهضت و هى تقول أنا ماشية.
نهض هو الاخر و استوقفها قائلا استنى بس... عايز أقابل صفوت بيه.
جحظت عينيها من هذا العرض السريع و لكنها كانت فى أقصى درجات توترها وردت ااااه... امممم
يحيى خلاص يا ديما هونى على نفسك شوية... انا كلمه بنفسى و آخد رأيه ف موضوع ارتباطنا.
أماءت له بالإيجاب و قالت أنا لازم روح... ثم انصرفت سريعا
ضحك يحيى على ارتباكها الواضح و نوى فى قرارة نفسه أن يتقدم لخطبتها.
فى اليوم التالى اخبر عمار بذلك الأمر ففرح لهما و شجعه على ذلك و بالفعل حجز يحيى تذكرة سفر الى مصر بعد يومين من تاريخه لكى يخبر شقيقه و عمه بالموضوع حتى يصطحبهما معه فى العودة لاتمام الخطبة بلندن.
الفصل الواحد و العشرون
فى شركة آل سليمان ......
بالفعل لم تحضر زينة الى الشركة فى اليوم التالى فعندما طلب يوسف من رامز أن يرسل له القهوة مع زينة أخبره أنها لم تأتى فانتباته حالة غريبة من الضيق.
و غابت أيضا فى اليوم الذى يليه فعندما علم يوسف بذلك قال لرامز بعصبية يعنى ايه مجتش النهاردة كمان! .. هى الانسة مش ماضية عقد و المفروض تكون عارفة ان مفيش غياب من غير ما تبلغ او تقدم طلب أجازة!
... ثم هدأ قليلا و قال اسمع يا رامز.. طلع رقم تليفونها من السى فى بتاعها و كلمها قولها اللى قولتهولك دا و قولها تلتزم بشروط العقد يا إما تخليها قاعدة ف بيتهم أحسن.
كان رامز يستمع له باندهاش فمديره لم يعط أهمية لغياب أحدهم من قبل و كان يلتمس لهم الأعذار و لم يسبق له أن هدد موظف بعقد عمله.
و لكن بالطبع كانت تلك حجة واهية من يوسف لمعرفة سبب غيابها فقد كاد أن يفقد صوابه و هدوء أعصابه عندما تغيبت عنه لليوم الثانى على التوالى مما دفعه ذلك للتصرف بهذه العصبية فكما أخبرتكم من قبل أنه أدمنها و أصبح لا يتخيل يومه بدون رؤية وجهها الوضاء.
بينما زينة كانت تحترق شوقا اليه فقد كانت جالسة على تختها ممسكة بالفستانين تنظر لهما و تبتسم تستعيد مواقفها معه و تفكر كيف أن القدر جمعهما بهذه الطريقة بالطبع كانت تتمنى أن تلتقى به بطريقة أفضل ليس بها كڈب و لا خداع ليس بها طرف شرير كعلى الرفاعى و فى خضم شرودها فيه رن هاتفها برقم غريب فتمنت فى قرارة نفسها أن يكون هو فتحت الخط و أجابت ألو مين!
رامز زينة معايا!
زينة أيوة... مين حضرتك!
رامز انا رامز سكرتير مستر يوسف.
شعرت بخيبة أمل و قالت لنفسها اومال فاكرة هيكلمك بنفسه!... ليه يعنى بنت مين سيادتك... دا انتى حيالله فراشة...
رامز الو.. زينة
زينة معاك يا أستاذ رامز.. خير!
رامز مستر يوسف بيبلغك انك تلتزمى ببنود العقد و قبل ما تغيبى من الشغل تبلغينا او تقدمى طلب أجازة.
زينة بغيظ يعنى هو كل اللى هامه العقد!
رامز ايوة طبعا يا إما تقعدى ف بيتكو أحسن.
زينة بغيظ أشد هو قالك تقولى كدا!
رامز أكيد.. اومال هقول الكلام دا من عندى.
زينة و قد تملكها الڠضب و العند طيب قوله بقى انى تعبانة و مش جاية بكرة كمان..
رامز اوكى براحتك... هبلغه.
زينة شكرا يا استاذ رامز.
رامز العفو مع السلامة
أغلقت الخط و ارتمت على الأريكة و غيظ الدنيا يملأها و قالت لنفسها بقى هو مخلى السكرتير يكلمنى عشان العقد! ... دا حتى مسألنيش غايبة ليه ... اه يانا من تقلك يا يوسف... مش هشوفو بكرة كمان! ... انا كدا بعاقب نفسى مش بعاقبه... اووف يا رب صبرنى عليه و على بعدى عنه.
فى منزل لينا....
كان الأب قد أخبر زوجته بشأن العريس الجديد اعترضت فى بادئ الأمر لأنه تزوج مسبقا و لديه أطفال و لكنها رضخت فى
النهاية لرغبة زوجها كما انها كانت شديدة الدهشة من استسلام إبنتها التام لرغبة أبيها و لكنها ظنت أن أمر عقابها بالحبس فى غرفتها قد واتى بثماره و ان هذا ما جعلها تمتثل لأوامر أبيها.
كانت لينا تجلس مع المدعو رأفت لكى يتعرفوا على بعضهما البعض فأدار رأفت دفة الحديث
قائلا أنا اسمى رأفت شغال سكيوريتى فى الشركة اللى والدك شغال فيها مطلق من سنتين و معايا بنت و ولد فى سن الحضانة و عايشين معايا و هما دلوقتى قاعدين مع والدتى بتاخد بالها منهم عندى شقة كويسة هجدد فرشها عشان خاطرك.. احم.. مش هتعرفينى عليكى!
كانت تجلس ذليلة منكسرة تستمع له بوجه خالى من التعبير و قلب خالى من المشاعر فردت عليه بجمود اسمى لينا معايا كلية ألسن متخرجة من سنتين و قاعدة ف البيت مبشتغلش.
رد عليها اسمعى يا بنت الناس لو انتى شيفانى مش من مستواكى التعليمى او شايفة انك مش هتقدرى تتعاملى
مع ولادى قولى من دلوقتى... اه احنا لسة ع البر اهو... اظن انا كدا عدانى العيب.
ردت بابتسامة ساخرة لا
مش هتفرق... انا موافقة عليك و على ولادك متقلقش.
ابتسم بارتياح قائلا ان شاء الله هتحبيهم و هتحسى انهم ولادك... وعد منى ما فرقش ف المعاملة بينكم لو انتى اتقيتى ربنا فيا و فيهم.
أماءت له موافقة و قالت بخفوت و اختصار ان شاء الله.
ارتاح لها رأفت و ظن أنها خجولة لذلك تختصر معه فى الكلام فاتسعت ابتسامته أكثر و قال لها على بركة الله... يلا نبلغ عم