رواية القبطان بقلم أسما السيد
لا دي بتاعتي اللي هيقربلها هغزه..
مازن...لا بتاعتي انا..بتضحكلي انا..
جحظت عينيه وهو يلمحهم يتشابكون بالايدي..علي ماذا لا يعلم..
فجأه خرجت تتهادي بخطوات متعثره باتجاه مازن وتمد يدها له..
يالهي انها هي ملكته الصغيره من نادته بابا بتلك الليله لقد كبرت واصبحت تمشي علي قدميها..
شبيهه والدتها امعقول هي هنا أسيراها..الان..
لمحها تكاد تمشي علي قدميها بصعوبه تمشي علي استحياء...
سخر في نفسه..أه لو تعرفي ياصغيره كيف كنت أعشق قله حياء والدتك..
لمح راكان يندفع باتجاهها في محاوله منه للاستحواذ عليها قبل ان تصل لمازن...
لمحه مازن واتجه مدافعا عن حقه فيها..
أزاح راكان بيده پحده وأخذها بين ذراعيها فابتسمت له..
بعدما رأي الشړ بعين راكان..
ماجد...ايه بتتخانقوا ليه من الصبح احنا لسه في اول النهار..اوعو كدا..
مازن پحده...بص ياعمو عاوز ياخد مليكه مني..
مليكه بتاعتي انا....
راكان..بغيظ..لا وحيات امك دي بتاعتي انا..
ماجد وهو يأخذ مليكه المتشبثه بأحضان مازن بهدوء..
بس لا انت ولا هو الاميره دي بتاعتي انا..
قائله..بابا..
ماجد بسعاده وحنين يظهر لتلك الجميله كلما رأها..
قلب بابا..انتي..
وبهمس لمليكا..تعرفي انك شكلها أووي..
جميله زيها..عيونك..شعرك..ريحتك اااه..
خليني أشم ريحتها فيكي..يمكن تهدي ڼار قلبي..
واقترب منها يشتم رائحه الفانيليا الخاصه بجنيته..
مسكته الطفله من شعره تزيحه عنها بطفوله.
أنا دلوقتي اتأكدت ان الجينات موجوده بس مش لاقيه اللي يوجهها..
جلس وأجلسها علي قدمه بالحديقه..
يهمس لها حكايته مع والدتها وكيف التقاها وكم يعشقها..وكأنها تنتبه له وتفهمه..
ويديه تتحسس شعرها الاسود الحريري..
وشفتيه تنثر قبلاتها علي خديها والطفله تستقبلها بسعاده وضحكات مستمتعه..
رفع رأسه بعفويه ففوجئ به ينظر لهم بتمعن وتوجس..
هناك حنينا بداخله لهذين الطفلين..
مد يده باتجاهه بعلامه أن يأتي له..
توجس عدي وتلبك ورأي حيرته علي وجهه..
ولكنه عاد وابتسم له بطمأنينه..
فاقترب عدي منه ببطء..الي ان أصبح أمامه..
فحمله مسرعا بيده وأجلسه علي قدمه الاخري قباله أخته..
ماجد بسعاده لمرأهم معا..
حبيبي واقف ليه كدا..هااا..
لا رد..
انت خاېف مني ياعدي..
عدي ببراءه..لا ماني خاېف منك..انا خاېف علي خيتي..
كنت عم دور عليها هوني وهوني فكرتها تاهت مني وهي امانه امي..
كل يوم بتمشي علي شغلها وبتأمني فيها..
وبتقولي خيتك امانتك ياعدي.. بدير بالك عليها..
ولما مالقيتها خفت كتير تكون ضاعت الامانه او راحت عند ربها مثل ماراح بيي..
ماجد بۏجع وحزن.
قائلا..حبيبي متخفش اختك معايا..
متخفش أبدا..انت عارف..
انا فخور بيك جدا..انت راجل ياعدي ومتأكد انك هتحافظ عالامانه..
عدي ببراءه..وحزن..
بس ماقدرت أحافظ علي بيي..امي بتقلي كل مابسأل عنه..
انه الله اخد امانته..
بدي بابا اشتقتله كتير..
بدي شوفه والعب معه مثل ماعودني..
تكلم ماجد. وهو يجاهد الا تسقط دموع عينيه..
قائلا..
عدي..انت عارف بابا في مكان احسن من هنا..
ابوك ملاك ويستحق يكون في مكان افضل من هنا..
والملايكه مبيعشوش عالارض..
عارف..
انتبه الطفل له..
فأكمل..
كل ماتشتاقله..ادعيله..وقول الله يرحمك يابابا..
وهو اكيد شايفك وسامعك..
انت المفروض تكون فخور ببابا..
عدي بدموع..بس انا اشتقتله كتير..بدي باابا..
اختطفه بين أحضانه هو والصغيره التي استسلمت لذراعيه...
وفاضت دموع عينيه ولم يستطع ان ينطق بحرف..
غير واعيا لمن تقف تبكي علي حزن أحفادها ووجعهم ولكنها فضلت ان تترك لماجد المجال..
منذ عادت ابنتها لاحضانها وعلمت مامرت به وهي تدعو ليلا ونهارا ان يجتمع شملها مع من عاش عمرا كاملا
بانتظارها..
تدعو ان تتذكر وتتذكر كيف كانت ذكرياتها معه..
لن تنكر انها فخوره بابنتها الان وفخوره بما وصلت اليه..
ولكن يبقي ذلك الجزء من قلبها قلقا عليها من قسوه الايام..
تنهدت وتتمني ان ماخططت له يمشي كما تريد فهي منذ أسبوعين وهي تتحايل علي ابنتها ان تأتي
وتشاركهم جمعتهم الي ان ردخت أخيرا وبعثت اولادها علي ان تأتي علي الغذاء بعدما تنتهي من عملها..
لقد بدأت بتنفيذ خطتها لجمع الاحبه وتتمني ان ينتصر الحب بالاخير كما انتصر بقصتها مع ادهم..
تنهدت بعدما أحست بيديه تحاوطها من الخلف بهدوء واضعا رأسه علي كتفها هو ومن غيره لن يكبر ابدا سيظل ذلك المراهق التي تعرفت عليه بأيام الصبي والمراهقه..
اه كم عانوا معا الي ان تقابلا بالاخير وجمعتهم غرفه واحده..
أدهم بحب وهو يقبل كتفها التي انزلق كم فستانها الانيق من عليه..
حبيبي سرحان في ايه..
ضحكت بهدوء..علي حبه الڤاضح الذي لا يخشي اظاهره ابدا..
عارف ياأدهم..انهاردا اسعد يوم في حياتي..
استدارت له وامسكت وجهه بين يديها بينما شقت يديه طريقها لخصرها محاوطا اياه مقربها منه..
حبيبي جمبي اللي اتمنيته سنين طويله..
ادهم بسعاده مراهق..
بجد يافاطمه..انتي سعيده معايا..
فاطمه بعشق..أنا اسعد واحده في الدنيا ياقلب فاطمه..من يوم مااتجوزتك وانا حاسه براحه وامان عمري ماحستهم قبلك انا كنت عايشه في ڼار مع جوزي..
رغم كل اللي حصل واللي سمعته
الا ان كان في هنا في قلبي
ركن دايما كنت شيلاه ليك..
بيقول متصدقهمش دول كلهم كدابين..وانت بس اللي صادق..
ادهم بعشق..
سامحيني يافاطمه ضعفي وقله حيلتي ساعتها هيا اللي ضيعتك من ايدي..
فاطمه..بابتسامته..سامحتك ياقلب فاطمه.
تنهدت ونظرت باتجاه ماجد الذي مازال يتحدث مع الاطفال بسعاده ويبدو انهم انسجموا تماما..
انتبه أدهم لهم..
فتنهد قائلا...حلوين اوي مع بعض..
بطاطا..تفتكر خطتنا هتنجح..
أدهم...لو حبها بجد هيدافع عنها وهيتقبلها زي ماهيا..
وهيحارب الدنيا ويحارب نفسه عشان تبقي ليه..
دا اختبار من ربنا يافاطمه..
احنا بس علينا نحطهم علي اول الطريق..
ولو ليهم نصيب مع بعض هيتجمعوا من غير مواعيد..
اومات بالايجاب..
عندك حق..
ربنا يجمعهم بحلاله ويشفيكي ياسالي ويرد عليك ضالتك..احكم علي قصتك بالفشل خصوصي وانا قلبي عم يدق كل مابشوفك وبقرب منك..
كانه بيعرفك من زمان..
ماجد بسعاده..قلبك فاكر وانتي لا
طول عمرك نبيهه ياقلب ماجد..
ضحكت ..قائله..شو يعني نبيهه..
ماجد بضحك..
.كويس انك مش فاكره كنتي بتعملي فيا ليه..
بصي خليكي كدا سالي الهاديه الرقيقه..االي اول ماشوفتها في المستشفي وانا وقعت فيها من جديد..
سالي باستنكار..بس ماتناديلي سالي
ماجد باندهاش...لا طبعا..اهو دا اللي مش ممكن..
انتي من انهاردا سالي..تسيبيلي نفسك خالص عشان احكيلك قصتنا من اول وجديد ايه رأيك..
سالي بابتسامه. وبعد تفكير..
.ايه ماشي...
ماجد..وهنا بقي اول درس..
سالي..شوو.
ماجد مسمهاش شو هنرجع للاصل اسمها ايه نعم عاوز ايه..
سالي باستنكار..شوو شو ها الكلام البيئه..
ماجد برفعه حاجب وتلاعب..بجد.
سالي..ايه عنجد..
ماجد..بتلاعب طب ياقلب ماجد انتي بقي عمرك مارديتي عليا الا بالكلام دا ياقلب ماجد..
سالي..پصدمه..شوو عم تكذب.
ومع القليل من الذكريات..
والمواقف قضي الوقت..
الي ان اتت الموديلات التي امر بجلبهم لها..
فتح واخذهم واغلق ووضعهم علي االفراش..
نظرت لهم بسخط من احتشامهم وذوقهم..
ايه دا.
ماجد ببراءه..ايه
سالي بغيظ..انا مبحبش الاستايل دا..
ماجد..قصدك مبتحبيش الاحترام..
انتي عارفه بقي ياهانم
دي اول حاجه مشتركه بين سالي وناردين..
سالي بسخط..يعني شوو..
ونفخت خدها بزعل..
فتقدم ورفع راسها بيديه..
غامزا لها..بعينه..
عشان تبقي عارفه ياقطتي..
لبسك دا مش هيتلبس تاني ومن هنا ورايح مفيش خروج غير معايا..
سالي..ايه دا لا طبعا..
ماجد بحنان.. ليه ياقلب ماجد هو مش
قولتي انك عاوزاني افكرك بقصتنا القديمه.
اومأت بهدوء..
فأكمل..طب مانا عمري ماسيبتك تخرجي من غيري..
سالي..عنجد..
ماجد..بتأكيد..طبعا..
انا بحبك أوي ياسالي..انا عشت عمري كله مستني اللحظه اللي هترجعيلي فيها..
وعلي رغم انك رجعتيلي زوجه لراجل غيري وام كمان.
الا ان حبك في قلبي
متحركش من مكانه..
ولا هسمحلك تضيعيه..
من انهاردا مفيش خروج ولا دخول غير معايا..
سالي...بتوتر.. مما يشغل قلبها..
سألته..
وعدي ومليكه..
انا..لم يدعها تكمل ماتفكر به..
أمسك يدها ووضعها علي قلبه..
وعد عليا ودين ولادك يبقوا ولادي..
ومش عشانك ولا عشان حد يعلم ربنا ياوجعي انهم دخلو قلبي واتربعوا بيه..
عدي ومليكه أمانه عطهالي الخلاق واوعدك أحافظ عليهم بس انتي قوليلي موافقه..
سالي پصدمه..موافقه علي ايه
ماجد..تتجوزيني..تفتكري وانتي جنبي وفي حضڼي..
احكيلك كل ليله قصه من قصصنا وانتي بين ايديا..
متبعديش عني..
احكيلك وانتي حلالي..مش هقدر امسك نفسي عنك وانتي بين ايديا..
لو تعرفي نفسي أخدك في حضڼي ازاي واقفل عليكي..
بس خاېف..
خاېف اغضب ربنا فيكي يقوم يحرمني من وصالك بقيه عمري..
رفعت راسها بتوتر وخوف..متردده بسؤالها..
ماذا ان لم تستطع ان تتذكر وان لم تحبه ماذا سيكون مصيرهم معا..
وكانه قرأ تساؤلها..
ابتسم..بهدوء..لو ماافتكرتيش ومحبتنيش من جديد اوعدك