الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ظنها دمية بين أصابعه بقلم سهام صادق(الفصل الرابع عشر)

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

تهذيب لكن في النهاية يسمى طرد.
_ ما أنت اللي قولتلي إنه خاېف على البنت من ولاده ده جزاتي إني فكرت ف كده... حفيدي أي عيلة تتمنى تصاهره يا نجيب.
قالها شاكر بعجرفة لعله يداري قليلا من حرجه.
_ فعلا صالح أي عيلة تتمناه يا شاكر لكن أنت اختارت الوقت الغلط... يعني نائل مستني منك تقوله إنك وظفت حفيدته عندك تقوم تقوله عايزها تتجوز حفيدك..
نظر له شاكر ثم أشاح عيناه عنه متأففا بضيق.
_ خلاص يا نجيب ! أنا عارف إني اتسرعت قولي دلوقتي أعمل إيه مع نائل.
أطلق نجيب زفيرا طويلا ثم أطرق رأسه مفكرا في حل هذا الخلاف بين صديقيه.
_ مع الوقت نائل هينسى.
_ بس أنا عايز البنت عروسه ل حفيدي.
أسرع شاكر بالإفصاح عن رغبته بإتمام هذا الزواج.
فرمقه نجيب بنظرة يائسة.
_ ما أنت اللي اتسرعت يا شاكر... لو كنت وظفت البنت الأول في شركتك كانت الحكاية هتكون معقوله لو قولت إن صالح شاف البنت وعجبته وكان ممكن نائل يرحب بطلبك لكن عرضك ده أكدله إن زياراتك ليه الأيام اللي فاتت كان وراها هدف واهو أنت افصحت عن نواياك... نائل مش غبي يا شاكر.
....
في تمام الساعه الثامنة مساء.
هبط عزيز الدرج بعدما نام بضعة ساعات وقد زال الإرهاق قليلا عن ملامحه.
خرجت نحنحته بخشونه عندما تحرك بخطواته نحو المطبخ.
انتفض العم سعيد من المقعد عندما انتبه على صوته وتساءل بعدما استدار بجسده ناحيته.
_ احضرلك العشا يا بيه.
و عزيز كان بالفعل جائعا.
_ ياريت يا راجل يا طيب لأني جعان.
ابتسم العم سعيد عندما استمع إلى جوابه وأسرع على الفور ليسخن له الطعام الذي طهته عايدة و ليلى بالظهيرة.
تساءل عزيز عندما اقترب منه ونظر نحو ما يقوم العم سعيد بتسخينه.
_ عايدة طابخه إيه النهاردة
اتسعت ابتسامة العم سعيد فعلى ما يبدو أن سيده اليوم جائعا بشدة.
_ عملالك محشي يا بيه وأنت عارف نفس عايدة في المحشي بس بصراحه....
توقف العم سعيد عن مواصلة كلامه عندما صدح رنين هاتفه.
_ دي نيرة.
ابتهجت ملامح العم سعيد ونسى ما كان يرغب في إخباره به.
فتح عزيز مكبر الصوت ونظر نحو العم سعيد الذي ترك الطعام والتمعت عيناه عندما استمع لصوت نيرة التي كبرت يوما بعد يوم أمام عينيه.
_ حبيبي اللي كان نفسي يقعد معايا اكتر من كده.
ضحك عزيز وقد اتسعت ابتسامة العم سعيد.
_ ولما تاخديه أنت عندك إحنا نعمل من غيره إيه
قالها العم سعيد بصوت تغلغل فيه المرح فارتفعت ضحكات نيرة.
_ وحشني يا راجل يا عجوز...
اختنق صوت نيرة وواصلت كلامها بحنين وشجن وكأن عودة عمها للوطن بعد زيارته لها أعادت لها الحنين.
_ وحشني كل ركن في البيت وحشتني عايدة وريحة أكلها و شهد كمان وحشتني... فاكر يا عم سعيد خناقتها مع سيف... كانت قد عقلة الإصبع.
ضحك العم سعيد وانسابت دموعها شوق.
_ أنا مش عارف كان عقل عزيز بيه فين لما وافق يجوزك بعيد عننا.
وهل نسى العم سعيد رفض عزيز التام ل معتز لأنه يعيش بعيدا عن الوطن ولكن الصغيرة هي من أصرت وألحت ولم يكن بيد عزيز شئ إلا الموافقة بعدما أدرك أن ابنة شقيقة تحبه.
عندما صمتت نيرة عن الكلام أدرك عزيز بفطنته تأثر حبيبة قلبه بكلام العم سعيد.
_ شوفتي الراجل يا نيرو قعد يكلمك ونسي يسخنلي المحشي...
ابتسمت نيرة ثم عاد صوتها يرتفع بتلذذ وشوق ل طعام عايدة.
_ ريحة محشي عايدة وصلت ليا كندا... أول ما انزل مصر لازم عايدة تعملي كل الأكلات اللي بحبها.
انتهت المكالمة التي أبهجت قلب العجوز سعيد ورسمت البسمة على وجه عزيز رغم شعوره بالشوق إليها.
غادر عزيز المطبخ متجها نحو طاولة الطعام وقد بدأت معدته تنتظر بلهفة طعام عايدة الذي فاحت رائحته وعبأت أرجاء المنزل.
وضع العم سعيد أطباق الطعام وقد أسرع عزيز في إلتقاط أحد حبات الكوسة يلتهمها.
ابتسم العم سعيد برضى وهو يراه يأكل بشهية وقرر العودة إلى المطبخ إلى أن ينتهي سيده من تناول وجبته.
بعد وقت
كان عزيز يقف بالمطبخ مع العم سعيد ينتظره أن ينتهي من صنع كوب الشاي له.
_حقيقي تسلم إيد عايدة النهاردة... المحشي معمول بمزاج.
_ ما ليلى كانت بتساعدها النهاردة وعملت خلطة المحشي.
قالها العم سعيد وهو يناول عزيز كوب الشاي

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات