رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الواحد والثلاثون إلى السادس والثلاثون_
أخذهم الحديث لأيامهم مع صغارهم
الحفله كانت جمليه رغم إني في البدايه قولت هنتفضح بس اهل الحارة كانوا بيحبوا ابنك وملك
هتف عزالدين فتنهدت كاميليا براحه وهي تتذكر خۏفها بالبداية ولكن العرس قد مر بسلام رغم إستياء البعض من معارفهم
بس صحابي في النادي والجمعية هيستلموني تريقة
ضحك ملئ شدقيه وهو ينظر لامتقاع وجه زوجته رغم قناعتها بأن الامر مر بسلام
يا سلام يا سيادة الوزير يعني ده مش هيأثر عليك وعلى سمعه ابنك السفير
عادت ضحكاته تتعالا وهو يراها كيف ابتعدت عنه وحدقت به ماقته حديثه
إحنا مختلفين عنكم يا روحي حتى لو الوضع مش عجبنا مش بنتكلم كتير غير إن شغلنا ونجاحنا وبساطتنا مع الناس كلها دون فروق وطبقيه هو اللي بيميزنا
يلا كفايه رغي يا ام العريس ونامي
الساعه الثانية صباحا وفي أحد شوارع الإسكندرية كانت سيارته تصطف امام احد الفنادق البسيطة كما طلبت منه
طالعها بنظرات فاحصة ثم نظر نحو المكان الذي توقف فيه انتظر اي ردة فعل منها ولكنها كانت شاردة فيما هي مقبلة عليه
انتبهت على صوته فالټفت إليه متسائله
ها بتقول إيه
تنهد بارهاق وهو يرمقها
بقول وصلنا الفندق
طالعت المكان أمامها ثم عادت تنظر إليه فعن اي فندق قد تحدثت هي لا تملك إلا خمسه وسبعون جنيها في حقيبتها تمنت لو لم تأخذها عزة النفس واخبرته أن يوصلها لاحد الفنادق البسيطة وليست تلك التي يتوجهون إليها
قطبت حاجبيها ونظرت نحو حقيبتها الصغيره التي تعلقها على كتفها
رمقها بنظرة اكثر تدقيق مفسرا الأمر كما فهمه اخرج جزدانه ليلتقط بضعه ورقيات منها ومدها نحوها
خدي الفلوس ديه اكيد هتحتاجيها
طالعت المال الذي يمده لها وابتعلت غصتها تمنت أن يساعدها إكراما لملك ولكن الرجل لا يريد أن يتورط فيها ولا في اي شئ هو في غنى عنه خاصه وهي هاربه من شقيقها
لا شكرا أنا معايا فلوس
ولكن نظرته الجامده نحو الفراغ الذي أمامه ورسالته الواضحه لها أنه ينتظر الانتهاء من صحبتها جعلها تتراجع وتترجل من سيارته في صمت
طالعته للمرة الأخيرة ولوهلة ظنت أنها ضاعت في مصير اسوء مما تخيلته جرت قدماها بصعوبة من أمام سيارته ولكن سرعان ما حسمت أمرها تخبر حالها لا بأس من الذل قليلا حتى تحصل على مأوى ولكن صوته الحازم كان يسقط على مسمعها وهو يطالعها بنظرة طويلة
الفصل السادس والثلاثون
_بقلم سهام صادق
كان غارق في أفكارة لا يصدق أن ليلتهم ستمر بتلك البساطة ستمر دون حائل ستضعه بينهم
اغمض عينيه ينفث أنفاسه متسائلا
معقول يا ملك تكوني عايزة نعيش سعادتنا من غير ما نفكر في اللي فات لو الطريق بينا هيكون سهل كده هكون أسعد راجل في الدنيا
ضاعت أفكارة المتخبطة وتساؤلاته وهو يستمع لخطواتها نحوه ورائحة عطرها التي عبئ رئتيه من عبق عبيرها
اقترب منها بخطوات متلهفة وقد اخفضت عينيها حرجا تهمس بنعومة سلبت كيانه
رسلان
مجرد همسها لاسمه جعله يتناسي تخبطه وأفكاره ضمھا إليه في عناق طويل حنون وسرعان ما كان يتحول العناق للهفة وتوق
لم تشعر بحالها وهي بين ذراعيه ولا بخطواتهم التي أخذت تتراجع نحو الفراش حتى لم يعد يتبقى إلا خطوة واحدة
وبصعوبة كانت تدفعه عنها بقوة تخلص جسدها من أسر ذراعيه
جعلته يقف مذهولا لا يستوعب ما حدث
قولتلك حياتنا مش هتنفع مع بعض يا دكتور
اغمضت عينيها وهي تنطق بها تخفي دموع قهرها وخيبتها فهي لولا الماضي لكانت أسعد عروس تلك الليلة لقد شعرت بمشاعر قوية قربه مشاعر ظنت أن الماضي ازالها ولكن لا شئ تغير معها قلبها مازال يحب هذا الرجل دون عن أي رجل أخر
حاول تلاشي صډمته من فعلتها فاقترب منها يجذب ذراعها يديرها نحوه
ملك أنت كنت متجاوبة معايا عارفه يعني إيه
طالعته بجمود تخفي خلفه مشاعرها
تجاوبي معاك يا دكتور عشان اخليك زي العطشان مجرد ما تقرب الازازة من بوءه تتسحب منه
ببساطة القت عبارتها تجمدت عينيه عليها لا يصدق ما تفوهت به للتو فتلك التي أمامه ليست ملك
ملك دوما صادقة في مشاعرها
لو كنت نسيت إنك اتجوزت اختي أنا منستش ولا هنسي يا رسلان مش هنسي كل ليلة كنت بغمض عيني فيها وبتخيلك في حضنها
أعادت له تلك الليلة بتفاصيلها ليلة ظن التي أمامه هي
ملك وليست مها ليلة كلما تذكرها كره نفسه وكره مها وخالته فاقتراح المخدر والمنشط كان اقتراح السيدة ناهد العظيمة
لو مكنتش مها ماټت قولي كنت هتتجوزني ازاي يا دكتور
اخرجته من شرودة وهي تتسأل بنبرة متهمكة ثم طالعته بقوة تنتظر جوابه وهو كان يقف شارد الذهن مهنك من كل شئ يحيطه فما قسۏة الزمن عليه
فحتى حينا ظن أنه وصل لحلمه وتزوج المرأة التي يحبها وقد وجد طريقه نحو السعادة عاد كل شئ كما كان بل واپشع وها هي لعڼة ومرارة الحب كما سمع عنها يوما
عاد يقترب منها وكلما كان يقترب كانت تبتعد عنه تنظر نحو خواء عينيه من أي شعور فمن ظنها إنها ستستلم له وأن الماضي مضى خلفهم تخبره بحقدها لزيجتهم بعدما تصدى لكل شئ من أجلها
مردتش ليه يا دكتور
كررت سؤالها وهي ترى القرب بينهما يزداد حتى التصق جسدها بالجدار ف ابتلعت لعابها وهي تراه كيف يحدق بها دون حديث تحولت نبرتها التي حاولت بكل استطاعتها أن تكون باردة جافية ولكن في الحقيقه كانت تخرج كلماتها بمرارة تمزق فؤادها
لو مها مكنتش ماټت كنت هتتجوزني برضوه
وعندما طال صمته وطالت نظرته إليها بعتاب حاولت تمالك أنفاسها الهادرة تنظر إليه بقوة مصطعنه
مافيش رد عندك يا دكتور
وقبل أن يهتف بشئ ويخرج من دوامة العشق التي جعلته ينغمس بها
صحيح جيهان مرات جسار بعتالك سلامها مش كنت تقولي من الأول إنك السبب إن جيهان تدخل حياة جسار وتفرقنا
جيهان!
هتف اسمها پصدمة فابتسمت ملك بمرارة ترمقه
بنظرات محتقرة فاخيرا قد نطق
بعت لجسار واحده كانت عشيقتك حقيقي وصلت لدرجة حقېرة يا دكتور
والصدمة كانت أقوى له جيهان عشيقته
لولا الڤضيحة اللي حصلت في الحارة مكنتش وفقت اتجوزك
ارتسمت الخيبة فوق ملامحه فتراجع عنها ينظر إليها
واضح أنك رسمة صورة تقدري تكرهيني بيها وطلعتيني اد إيه أنا إنسان حقېر برافو يا ملك
كانت عينيه باردتين ببرودة جعلت قلبها يعلم أنه أصاب هدفه خفق قلبها بندم ولكنها استمرت في هدم كل شئ
الصورة واضحة يا دكتور طول عمرك بتوهم غيرك بالحب