رواية عشق القلوب بقلم سهام صادق الفصل الثاني
يوسف وهو يتذكر هيئتها قائلا كان نفسي أجرب اووي النوع ده صحيح انا مسافر لبنان أسبوع عشان الصفقه الجديده مع فادي
فتأمله أمجد قليلا قبل أن يقول طب وخصوص السفر لمصر هسافر أزاي وانت مش موجود
فتطلع يوسف الي حاسوبه الشخصي قائلا سفارية مصر اتأجلت خلاص الفتره ديه
ثم أعتدل في جلسته قبل أن يغلق حاسوبه ووقف يحتسي أحد المشروبات المثلجه أعذرني يا أمجد مش هقدر اقبل عزومتك علي العشا ورايا ميعاد مهم
فألتف يوسف اليه وهو يحتسي مشروبه في رشفه واحده هحاول يا أمجد بس مقدرش اوعدك
وسار أمجد من أمامه وأقترب من باب غرفة مكتبه الواسع أوك يايوسف أشوفك بليل بقي
تطلعت اليها مريم پصدمه حتي قالت بتعلثم أنا مش فاهمه حاجه ياريما انتي وزين هتتجوزوا وهتسافروا بلجيكا
فتأملتها مريم بحزن وهي تقول يعني هتسبيني هنا لوحدي
فأبتعدت مريم عن أحضان صديقتها وحبست دموع وحدتها حتي قالت بسعاده طب يلا بقي عشان نحتفل بالخبر الحلو ده يا احلي عروسه
وفرت دمعه من عينيها وهي تتذكر كل لحظاتها مع تلك الصديقه الحنونه رغم عدم اتفاقهم في اشياء كثيره .. وأبتعدت مريم بوجهها كي لا تري صديقتها دموعها وتظن أنها غير سعيدة من أجلها.. ونهضت من علي طرف فراشها لتتأمل سعادة صديقتها بذلك الفستان الأبيض الذي قد جلبه لها حبيبها زين ووقفت خلفها تتطلع اليها بحب وهي تراها تضعه علي جسدها أمام مرآتهم الصغيره ....
وضعت سالي بيديها علي يد أمجد بحنان وهي تكمل حديثها الحميمي وكان اليوم هو عيد زواجهم .. حتي تمايلت علي أحد أذنيه لتحادثه بهمس ووضعت بقطعه اللحم المشويه في شوكتها وعادت تكمل أطعامه ... ولكن كل ما كان يشغل تفكيرها هل كل هذا سيجعله يشعر بأن الخاسر هو وليست هي
فرفعت بوجهها قليلا كي تتأمل معالم وجهه لتجده غارق مع أبنها ياسين في اللعب ونظراته لا تحي بأي شئ يجعلها تشعر بأن فكرة أصطحابه معهم في ذلك العشاء الحميمي قد زرع الغيره في قلبه
أمجد سالي روحتي فين ويلامس يديها بكفه وهو يتأمل طفلهم علي فكره يوسف عرض عليا أنه ياخد ياسين النهارده معاه القصر
فتنظر اليه سالي طويلا وتلتف بأعينها تبحث عنه لتجده مندمج بحديثه مع المتصل الذي يبدو من ملامحه بأنه يحادث أنثي تبثه كلاما مثيرا يجعله يبتسم لها بخفه فيلتف يوسف بوجهه في تلك اللحظه نحوهم فيجد نظرات سالي عليه.
ليتفرس أمجد وجهه زوجته قائلا بس ديه مش اول مره ياسالي ياسين يبات مع يوسف .. أنتي عارفه قد ايه ياسين بيحبه ومتعلق بيه .. وكمان يوسف بيراعي ياسين أكتر مني ومنك ومش معقول تفكيرك وصل أنه هيخلي ابني يشوف نزواته
فتنظر سالي الي طفلها الذي يحاول النهوض من علي كرسيه المخصص كي يسير نحو ذلك الرجل الذي احتل قلبه وقلب أمه وعقلها .. حتي تقول ببرود برضوه مش موافقه انه ياسين يبات مع يوسف النهارده أعتذر منه يا أمجد وقوله مره تانيه
ليقترب يوسف منهم ويتأمل ضحكات الصغير قائلا ايه رأيك يا ياسو نروح أنا وانت ونسيب بابا وماما
فيمد الطفل بيده قائلا يلا نروح انا وانت
فيضحك يوسف علي حب ذلك الصغير له بهذا الحد حتي ينحني كي يحمله لتتحدث سالي بجمود بس ياريت أبني ما يشوفش أي منظر مش مناسب لطفل في سنه ..
ليخرصها امجد بصوته قائلا سالي
حتي يلتف يوسف اليهم بعدما حمل الصغير متقلقيش ياسالي مش معقول قذرتي هتوصل للطفل الصغير .. انا النهارده مع ياسين وبس
ويسير بخطي هادئه بعدما ودع أمجد وشكره علي ذلك العشاء
فنظر أمجد لسالي بعتاب قائلا علي فكره أنا كنت هرفض بالذوق !!
لتلمع عين سالي بالغيره فينهض أمجد قائلا مش كفايه كده
جلست مريم فوق فراش صديقتها وهي تتأمل كل ركن في غرفتهم البسيطه متذكره كل شئ قد مر بينهم من لحظات قد جعلتها تنسي غربتها حتي لو قليلا.
وأبتسمت وهي تشرد في أبتسامة صديقتها اليوم عندما أصبحت زوجه لمن أحبت وكيف ضمھا زين اليه في سعاده فوضعت بيدها علي قلبها وهي تتذكر كيف تمت تلك الزيجه بهذه السرعه الغريبه ولكن فرحة صديقتها قد جعلتها لا تتمني شيئا سوا أن يرزقها الله بحياه سعيدة مع من أحبت
ونهضت من علي الفراش بعدما أطلقت لحذائها ذو الكعب العالي العنان .. ووقفت أمام مرأتها كي تزيل حجابها بهدوء حتي سقطت دمعة من عينيها لتشاهد نفسها في المرآه ولاول مره تشفق علي نفسها مما يحدث لها لتقول بحب وهي تتذكر ريما ربنا يسعدك ياريما وظلت تردد تلك الكلمة علي لسانها
حتي سمعت قطرات المطر القويه تتساقط علي زجاج شرفتها .. فأقتربت من شرفتها بأمل وهي تري هطول المطر فأبتسمت قائله بحنين وحشتني اووي يابابا ثم تذكرت والدتها واخواتها الأثنين من زوج أمها حتي أبتسمت وهي تتذكر كيف كانت تستطيع أن تفرقهما عن بعضهما رغم تشابهما القوي فسقطت دموعها وهي تتأمل حالها الوحيد في ذلك العالم .. وأبتسمت وهي تزيل دموعها عندما جاءت بذهنها قول الله تعالي
ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد
أنهي يوسف شراب مشروبه المثلج ونظر الي ياسين النائم الذي يتسطح علي فراشه ويبتسم وكأن في أحلامه ما يدغدغه ويلاعبه فأقترب منه ليلامس أنامله الصغيره قائلا بصوت حنون عارف يا ياسين أنا بحبك أووي ونفسي يبقي عندي طفل شبهك كل الناس فاكراني وحش وقذر اووي .. أنا عارف أني كده بس اللي يعيش هنا في القصر ده لازم يبقي كده ... فتمايل الطفل قليلا في حركته حتي قال يوسف ضاحكا أنا بتكلم معاك ازاي كده اصلا
فسمع أهتزاز هاتفه المفاجئ ونظر الي رقم المتصل حتي وجه حديثه اليه قائلا ده امجد اللي بيتصل شكله خاېف عليك
وبصوت ضاحك كان يمزاحه
يوسف أيه يا أمجد انت هتخاف علي أبنك مني زي مراتك ولا ايه متقلقش