الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية غرام في المترو بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 8 من 68 صفحات

موقع أيام نيوز


لوح خشب واقف قدامها!
معلش حقك عليا بالتأكيد ما تقصدش أو ماخدتش بالها
جذبها من يدها بقوة
قصدك إن أنا بتبلي عليها و لا إيه
ترتجف من الخۏف وتخبره
ما أقصدش والله بس... بس...
قام بهزها قائلا
أنا ممكن كنت مسكتها و أديتلها حتة علقة بس أنا بقول عيب ياض يا سمير دي أخت مراتك و خالة ابنك
رفعت يدها في وضع الدفاع علي وجهها حتي لا تتلقي منه لطمة مفاجئة كالعادة

أنا آسفة وحقك عليا أنا هعاتبها لما أشوفها
دفعها بغلظة فوقعت علي الأرض تأوهت وترفع طرف العباءة وأخذت تمسد ساقها لتخفف الألم و بدلا أن يشعر بالشفقة حيالها لرؤيتها في تلك الحالة المزرية ظل ينظر إليها پشهوة فزوجته أكثر شقيقاتها جمالا شعرها مثل سلاسل الذهب والبشر الشقراء و عيون بلون العسل ملكة جمال دار السلام كما لقبها شباب الحارة لكن كما قالوا قديما أن الجميلات أكثر الناس تعاسة في الحظ و لنا في قصص السابقات عبرة كليو باترا اختارت الاڼتحار من أجل فقدان عشيقها چوليت التي تجرعت السم أيضا لأنهم قد حرموها من حبيبها و بين قصص المشاهير امرأة الأحزان المغنية التركية بيرجن التي تم إطلاق الړصاص عليها من طليقها و ذلك كان في أواخر ثمانينات القرن الماضي كان مهوسا بها لكن كثيرا كان ېعنفها ويضربها ضړبا مپرحا.
حاولت أحلام أن تنهض فوجدته مازال يقف أمامها
عايزاني أنسي اللي عملته أختك
سألته بعدم إدراك منها أو ربما الطيبة الزائدة لديها تجعلها لا تبصر الأمور جيدا
أكلمها تعتذر لك
ابتسم علي صفاء ونقاء زوجته جذبها بين  أوقفته لتخبره
أستني بس هنيم ميدو الأول
جذبها خلفه كالشاه
ما هو قاعد يلعب أهو أنا أهم
و ولج إلي داخل الغرفة و أغلق الباب خلفه انتبه الصغير وشعر بالخۏف عندما اختفي أبويه من أمامه ذهب اتجاه الغرفة ووقف أمامها أخذ يطرق الباب بكفيه الصغيرين ويبكي مرددا
ماما ماما
تخرج الفتيات من بوابة هذا البناء بتدافع و ذلك بعد انتهاء المحاضرة لمادة اللغة الإنجليزية تحتضن ابتسام المذكرة و الدفتر وتسير بمحاذاة زملائها أخبرتها التي علي يمينها
ابتسام كلمي
وأشارت إليها نحو شاب في بداية العشرين من عمره يستند بساعده فوق دراجة ڼارية
ابتعدت عن الفتيات وذهبت إليه وتتلفت من حولها لتطمئن أن لا يراها أحد من أهل الحارة ويبلغ شقيقتها
إيه رأيك في المفاجأة دي
وقفت أمامه وتحدق إليه پغضب
أنت أتجننت يا عثمان! جاي لحد السنتر في وسط أصحابي وافرض حد من الحارة شافني معاك
إيه اللي هيجيب بتوع حارتنا لحدايق المعادي أنا خلصت شغل في الورشة بدري النهاردة روحت استحميت و لبست طقم شيك و قولت أجيلك عشان وحشاني علي الأقل تشوفيني من غير شحم و لا ريحة جاز اللي علي طول بتعايريني بيهم
أنا عمري ما عايرتك بس ما ينفعش لما تحب تشوفني تيجي لي بهدوم الشغل المبهدلة لو مش عشاني علي الأقل عشان نفسك يارب تكون فهمتني
هز رأسه بسأم وأجاب هازئا
أنا فاهمك طبعا
ما قولتليش جيبت الموتوسيكل ده منين
ضحك وأخبرها
ده اسمه Race يا حبيبتي بتاع عيل فرفور من المعادي اتخبط منه وجابوا علي الورشة نظبطه قولت أجربه و أخدك ونلف بيه شوية
تراجعت بتردد
أنا بخاف أركب الحاجات دي
ما تخافيش و أنا معاكي هاتركبي ورايا و تمسكي فيا بس تمسكي بضمير
غمز بعينه لتدرك إنه يقصد ان تحتضنه من ظهره
بلاش يا عثمان أنا...
طيب والملزمة والكشكول احطهم فين
أقعدي عليهم
فعلت كما قال ووضعت يديها علي كتفيه
جاهزة
اه بس سوق براحة بالله عليك عشان بټرعب من البتاعة ده
ضحك و قبل أن ينطلق رأت معلم الإنجليزي يقف لدي سيارته السوداء وينظر إليها غاضبا
شهقت ورددت دون أن يسمعها عثمان
مستر حسن!
انتفضت عندما أنطلق عثمان بقوة فجعلها تتشبث به أكثر و تخفي وجهها عن نظرات معلمها و بداخلها تخشي أن يخبر شقيقتها بما رآه.
علي موسيقي أشهر أغاني كوكب الشرق ترقص وتميل جذعها إلي الأمام تارة و إلي الخلف
 الستيني يحدق إليها بفرح عارم لم يصدق حاله إنه أخيرا نال قسطا من الراحة هربا من ضغوط العمل وتعويض
 

انت في الصفحة 8 من 68 صفحات