الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 17 من 114 صفحات

موقع أيام نيوز

عليه وملست بكفها الآخر على شعره الناعم هامسة بصوت يغالبه البكاء 
أنا مش زعلانة منك ياكرم والله وعذراك ياحبيبي أنا كل اللي بعمله ده بسبب خۏفي عليك
رفع وجهه عن كفها وغمغم بخفوت 
ڠضب عني بعمل كل ده والله حاولت كتير إني اشيل من دماغي الأفكار دي وأخد حقها بالقانون بس رجولتي وكرامتي مش بتسمحلي أنا متأكد إنك حاسة بيا وباللي جوايا وعشان كدا مش بتزعلي مني بس من هنا ورايح هعمل اللي يريحك ويرضيكي
لاحت ابتسامة ساحرة على وجهها كلها رضا وحب لفريدها الذي أنعم الله عليها به ثم مدت يدها ووضعتها على وجنته هاتفة بثقة تامة وابتسامة دافئة 
إنت فاكر إني خاېفة إنك تقتله لا أنا خۏفي الحقيقي عليك منه لكن إنت متعرفش ټأذي حد ياكرم حتى لو كان واحد قاټل ومچرم إنت بتقول هقتله بس أنا جوايا واثقة مية في المية إنك مش هتقدر تعملها ابني اللي ربيته مبيعرفش يأذي نملة بقى معقول هيأذي إنسان وېقتله مستحيييل عارف لو كان حسن أو زين أقولك أخاف فعلا إنهم ممكن ېقتلوه لكن إنت مخفش إنك تقتله أنا خاېفة عليك خاېفة يلبسك تهمة ويدخلك السچن أو يأذيك
أطرق رأسه في خنق واستياء من نفسه وهو يجيبها ينفى حديثها 
للأسف في دي أنا مش هكون ابنك اللي ربتيه ومقدرش اوعدك بحاجة أنا عارف إني مش هقدر اوفى بيها
غمغمت هدى برزانة وصوت رخيم 
عشان كدا بقولك خد حقها بالقانون هي مستحيل تبقى مبسوطة لما ټتأذي بسببها لكن لما تاخدلها حقها من غير ما ټأذي نفسك هتفرح وهترتاح
تمتم باستسلام مؤقت وخضوع تام لها 
حاضر هشوف يا أمي إن شاء الله هعمل إيه يرجع بس سيف من المأمؤرية دي وهكلمه
قبضت على كفه في حنو أمومي وغمغمت بدفء 
ربنا يحميك يابني ويريحك زي ما ريحتني
طالعها بابتسامة بسيطة فبادلته بابتسامة محبة وحانية 
هل يمكن أن ينمو عشق نشأ من الكذب والخداع ! 
كانت تقول دائما أن العشق ثقة وهي
الآن ستقبل بالزواج من رجل وقبل أن تأخذ هذا القرار ډمرت مبدأ العشق لديها فهي هدمت الثقة بينهم قبل أن تبدأ ! 
ربما انكسار قلبها جعلها على استعداد أن تسير وتدعس على كل القلوب فقد كانت وفية ومخلصة لدرجة سببت لها الآلم فيما بعد ورغم وفائها فلم يتردد في تلويث مفهوم العشق على أنه ثقة بعد خيانته لها جعلها تفقد الثقة
في أي رجل أي كان فقدت الثقة ولكن مازالت تحبه وهذا هو سبب زواجها !! 
أجل فقد فكرت بعقليتها الساذجة والمخطئة بأنها ستنتقم لكرامتها منه بزواجها من رجل لا تريده ولا تحبه وفقط من أجل إثارة غيظه وغيرته ومع الأسف ستفعل أخطأ شيء في حقها وحق زوجها المستقبلي وستتسبب في هدمان علاقتهم قبل
أن تبدأ بسبب هذه الخطأ الذي لا يغفر بالنسبة لرجل مثل زين ! 
انفتح الباب ودخلت أمها وهي تحمل على يديها ملابسها المغسولة ووضعتها على السرير أمامها وقبل أن ترحل أوقفها صوت ابنتها وهي تنده عليها فالتفتت وقالت 
ايه ياملاذ مالك !
هي طنط هدى مردتش عليكي ولا حاجة 
ابتسمت الأم بسعادة وعادت فورا لتجلس بجانبها وتهتف بتلهف وحماس 
ردت كلمتني الصبح بدري وقالتلي إن زين موافق
وصلى استخارة ومرتاح الحمدلله وبعدين ميوافقش إزاي ده انبهر لما شافك هو حد يشوف القمر ده ويرفض بس ما علينا إنتي موافقة صح 
أصدرت تنهيدة حارة قبل أن تجيبها كالمجبورة على شيء 
موافقة ياماما بس مش عايزة أعمل خطوبة ياريت نخليها كتب كتاب علطول أو فرح
اختفت ابتسامة والدتها فورا وطالعتها بريبة شديدة واندهاش ثم قالت 
فرح إيه ده اللي علطول إيه اللي انتي بتقوليه ده ياملاذ 
هتفت بحدة بسيطة ونبرة تحمل الألم 
زي ما سمعتي ياماما أنا خلاص کرهت حاجة اسمها خطوبة يانكتب كتب الكتاب وبعديها ناخد فترة قليلة لغاية ما نعمل الفرح يانعمله علطول وأنا كدا كدا مش ناقصني غير حجات بسيطة جدا في جهازي وابقى أكملها بعدين
صاحت بها أمها مغتاظة 
إنتي هبلة يابت يعني هروح أقول للراجل مثلا بنتي مش عايزة خطوبة وعايزة جواز علطول ليه ارملة ولا مطلقة
مش يمكن يكون هو كمان عايز كدا خصوصا إن كان باين عليه التدين والاحترام
اكملت الأم صياحها وكان هذه المرة پغضب عارم 
اكتمي يابت أنا هكلم هدى وأقولها إنك موافقة عشان ياجوا ويتقدموا رسمي قدام أخوكي وأبوكي وهنعمل خطوبة على الأقل شهر أو شهرين حتى
ثم هبت واقفة وانصرفت غاضبة دون أن تسمح لها بمجادلة قرارها أما ملاذ فظلت في فراشها تتأفف بغيظ !! 
في مساء ذلك اليوم 
ترجلت من السيارة الأجرة أمام منزل متهالك وقديم في منطقة مهجورة ومرعبة وتلفتت حولها بارتيعاد جلي وهي تتوسل لربها بأن يحفظها ويحميها فهي جاءت لهذا المكان مترددة ولكن بداخلها يقين أن ربها لن يتركها بمفردها في وضع كهذا 
بدأت أصوات نباح الكلاب تتعالى ومع كل صوت يصدر جسدها ينتفض بړعب
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 114 صفحات