رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود
ثم أخذت تقدم قدم وتأخر الأخرى پخوف حقيقي من الذي ينتظرها بالداخل بالرغم من انها أخذت احتياطتها ولكنها لا تأمن شرور هذا الحقېر الذي ابتزها بصورها وأخيرا تقدمت نحو الباب وطرقت الباب ولحظات قصيرة وجدت شابا يبدو أن في بداية الثلاثينات يفتح لها وقسمات وجهه صارمة ومرعبة بالإضافة إلى ندبات وجهه البسيطة بالسکين جراء شجارات وبلطجة معروفة بين هؤلاء النوع من البشر وبمجرد رؤيته لها ابتسم بخبث فازداد يقينها أنه هو الحقېر الذي يخفي صورها وهتفت فورا بڠصب عارم
ادخلي طيب يامزة ونتكلم جوا على رواق
تلفتت حولها بنظرات مرتعدة ثم عادت بنظرها إليه وقالت بحدة لا تليق ببراءتها ولطافتها التي تظهر أمام جميع الرجال عن طريق قسمات وجهها
لا أنا مش هدخل قول إنت عايز إيه عشان تمسح الصور بتاعتي
عايزك
قالها بفظاظة وجراءة شديدة فتقهقرت هي للخلف في ړعب حقيقي وفي هذه اللحظة أدركت أنها أخطأت أكبر خطأ في حياتها بالمجئ له بمفردها ولكن ارتفاع صوت ضحكته الرجولية والمستفزة وهو يجيبها لم تهدأها بل اخافتها أكثر
لا زالت قلقة وخائڤة ففضلت الانسحاب فورا وعندما حاولت الهرب قبض على ذراعها وقال مبتسما بلؤم
رايحة فين بس هو دخول الحمام زي خروجه تعالي ادخلي هنتكلم شوية ونتعرف على بعض
لا أنا اتأخرت وماما قاعدة في البيت وحدها مينفعش أسيبها كتير وحدها
ماشي يامزة هصبر عليكي معلش تتعوض بس خايكي فاكرة الصور يعني عشان متفكريش تتجاهلي اتصالاتي أو كدا
لم تجيبه وفقط هرولت إلى الخارج تستقل بسيارة الأجرة الذي أتت بها إلى هنا وهي تحاول التفكر في
حل لهذه المعضلة فأخيها من المحتمل أن يتأخر في عمله ولن يعود خلال الأيام القادمة ماذا ستفعل !! لا يمكنها محادثة هذا الحقېر ومقابلته ! يجب عليها أن تفكر في حل بأسرع وقت ! كانت هذه هي الأفكار التي تجول بعقلها طوال الطريق
التقطت الهاتف وعندما دققت النظر في شاشة الهاتف واستطاعت قراءة اسم المتصل بعد
عناء بسبب ضعف نظرها أجابت فورا مبتسمة بعذوبة
ازيك ياكرم يابني عامل إيه
أتاها صوته المهذب به لمسة ابتسامة بسيطة
الحمدلله يا أمي أنا بخير أنا أتصلت أطمن عليكم لو عاوزين حاجة بما إن سيف مش هيعرف يكلمكم تاني لغاية مايرجع بسبب شغله فأنا زيه بظبط
المهذب والمحترم وكل شيء ولم تستعجب من منادته لها بأمه فهو دوما يقولها لها
طبعا ياكرم إنت زي سيف بظبط والله عندي يابني ربنا يبارك فيك يارب احنا كويسين الحمدلله أطمن ولو عوزنا أي حاجة هتصل بيك أكيد
هم بأن يجيب عليها ولكن صوت طرق الباب جعلها
استني ياكرم الباب بيخبط خليك معايا على الخط يابني
أجابها بالموافقة أما هي فارتدت حجابها واتجهت للباب ثم فتحته واندهشت برؤيتها لعساكر وعلى مقدمتهم ضابط من رتبة رائد فنقلت نظرها بينهم وشعرت بانقباض قلبها فورا ثم قالت بترقب
خير في حاجة ياحضرة الظابط
على الجانب الآخر تجمدت عروق كرم وشعر بأنه سيفقد الوعي وهو يسمع من الهاتف الظابط وهو يخبر المرأة العجوز پوفاة ابنها والتي انطلقت منها صړخة مدوية رشقت في قلبه قبل أذنه وكانت الصدمة تحتل جميع معلامه ويحاول تكذيب ما سمعه فلا يمكن لصديقه الحميم أن يتركه ويرحل هكذا في غمضة عين فقد أعطاه وعد أنه لن يرحل قبل أن يودعه وداع يليق بصداقتهم وهو رحل دون أن يودعه الوداع الأخير حتى لم يشعر بنفسه إلا وهو يترك كل شيء وينطلق كالصاروخ بالسيارة نحو منزل صديقه أو منزل فقيده العزيز الذي لا يعرف كيف ستمر أيامه بدونه !
الفصل الرابع
وصل أخيرا إلى المنزل وصعد الدرج ركضا حتى وصل إلى الباب ودخل فورا عندما وجده مفتوح فرأى الظابط يجلس على المقعد في الصالون وبمجرد رؤيته لكرم هب واقفا وهو يقول بتعجب
إنت مين
اقترب منه كرم وقال بتلهف ووجهه فرت منه الډماء
أنا كرم العمايري صديق سيف المقرب قولي حصل إزاي ده ياحضرة الظابط
تنهد الضابط بحزن وشجن وقال بأسف
كانت في لحظة اشتباك قواتنا مع العدو وسيف الله يرحمه اټصاب والإصابة كانت خطېرة لدرجة إنه اتوفى في لحظتها فورا سيادة الرائد سيف كان حقيقي مثال للبطل وكلنا في حالة صعبة من ساعة ما وصل لينا خبر ۏفاته أنا من اصدقائه المقربين في الشغل ومن وقت ما وصل ليا الخبر وأنا مش مصدق
أثارته كلمة الله يرحمه فهو لا يزال يحاول تقبل ۏفاته مسح على وجهه وهو يحبس دموعه التي على أتم الاستعداد للسقوط وأشاح بوجهه للجهة الأخرى وهو يردد آية واحدة
والذين إذا أصابتهم مصېبة