الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 19 من 114 صفحات

موقع أيام نيوز

قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون إنا لله وإنا إليه راجعون
لملم أشلاء قلبه الممزقة واستعاد رباطة جأشه وقال بثبات مزيف 
طيب هي فين 
قبل أن يكمل جملته قاطعه وقال الآخر 
طلبت الدكتور وجالها هي جوا من بنتها
أجابه كرم وهو يتصنع الظهور بطبيعية 
تمام شكرا ياحضرة الظابط لو في أي حاجة هتصل بحضرتك أكيد
تمام البقاء لله وربنا يصبركم
أماء له بتفهم وانتظر رحيله ثم توجه نحو أحد الغرف وانتظر أمام الباب خروج الطبيب وعند خروجه هرول إليه وقال بتلهف حقيقي 
خير يادكتور طمني عليها 
إنت ابنها 
قال بدون تردد في قلق 
أيوة
طيب هي عندها اڼهيار عصبي وأنا ادتها حقنه عشان تهديها وياريت تحاول تهديها عشان ضغطها ميعلاش وتتعب أكتر لقدر لله والبقاء لله ربنا يصبركم
سبحان من له الدوام
ثم هم بإخراج النقود حق كشفه فأخبره بأن الضابط دفع حقه قبل أن يأتي فشكره كرم ثم استأذن الطبيب ورحل فاقترب هو من باب الغرفة وطرق على الباب بلطف ففتحت له شفق التي كان وجهها عبارة عن دموع فقط وعيناها غارقة في دموعها كالبحر وحمراء كالدم تمتم في صوت ممزق ومبحوح 
البقاء لله يا أنسة شفق
لم تجيبه فقط اكتفت بالبكاء العڼيف فلم يعرف ماذا يقول لها حتى ولكن كيف له أن يخفف عن ألمها وهو يحتاج من يخفف عن ألمه أيضا ولكن يتوجب عليه الثبات والقوة في مثل هذه المواقف كما اعتاد دوما أن يظهر نفسه قويا فغمغم في ابتسامة مټألمة وعيناه شبه دامعة 
سيف شهيد وهو دايما كان بيتمنى الشهادة وربنا ناولها ليه العياط مش هيفيده أدعيله ربنا يرحمه هو في مكان أحسن منينا كلنا
رفعت نظرها له وقالت پبكاء
عڼيف وصوت متقطع 
أنا وماما ملناش غير سيف منقدرش نعيش من غيره وماما ممكن يحصلها حاجة من زعلها عليه
لا إن شاء الله هتبقى كويسة اطمني بس إنتي حاولي تمسكي نفسك قدامها وتواسيها الدكتور قال الزعل الشديد وحش عليها أنا هستنى برا وأول ما تفوق اندهي عليا
أماءت له بالموافقة وبمجرد رحيله اڼفجرت باكية بشدة وهي لا تلفظ سوى اسم شقيقها ثم
چثت على الأرض ضامة ساقيها لصدرها وتكمل بكائها وحزنها على حبيب قلبها وأخيها 
داخل مقر شركة العمايري 
قادت خطواتها الواثقة والثابتة نحو المصعد الكهربائي وضغطت على زر الطابق الثالث وبعد لحظات فتح الباب وخرجت وهي تعبر الطرقة الطويلة المؤدية لمكتبه وعند وصوله لم تنتظر سماحه لها بالدخول حيث فتحت الباب بقوة بسيطة ودخلت فوجدت الغرفة كأنها ثلاجة وتلقائيا رفعت
نظرها للمكيف الذي في السقف وأدركت أنه على أعلى درجة وكان هو مسترخي على مقعده مغمض العينان وقام بفتح أول أزار قميصه وسترته الجلدية
ملقية على الأريكة الصغيرة في آخر المكتب 
فتح عيناه على أثر صوت إغلاق الباب وعندما وقع نظره عليها قست ملامحه واعتدل في جلسته هاتفا بحدة 
إزاي تدخلي كدا مش في حاجة اسمها باب
لم تظهر أي تأثر بنبرته وحدته وعلى العكس تماما ابتسمت ساخرة واقتربت من مكتبه الخشبي ذو اللون الأسود ثم جلست على المقعد وقالت بنظرة شرسة 
لو فضلت بالوضع ده صدقني هتندم أوي ياحسن
أطلق ضحكة رجولية متأججة وقال باستنكار 
عايزة إيه يايسر !
استقامت ونزلت بكامل قوة يدها على سطح المكتب فاختفت هو إبتسامة فورا واظهر مكانها الدهشة ولكن دهشته لم ټندم طويلا وتحولت إلى ضجر حيث سمعها تهتف پعنف وڠضب هادر 
أنا كنت متوقعة إنك هتقول عني كلام وحش بس توصل بيك الوقاحة إنك تفكر بالقذارة دي إنت مشوفتش مني حاجة لسا ياحسن وإياك تقارني اللي بتقعد معاهم وقبل ما تتكلم أعرف إنت بتتكلم عن مين يا أستاذ بس معلش أصل واحد زيك هيعرف الشرف والرجولة منين تقريبا عمي محمد الله يرحمه مجبش رجالة غير كرم وزين لكن إنت أشك إنك تعرف حاجة عن معنى الكلمة دي أساسا
أيقظت بركانه الخامد وهي تهين رجولته أمامه بجراءة رجولته التي تراها معډومة !! ولا تعلم أنها ارتكبت خطأ لا يغفر عندما فكرت تهينه بهذه الطريقة فقد أثارت عواصفه وهيجت أمواج غضبه العاتية فلم تجد منه إلا أنه وثب واقفا وقبض على ذراعها صائحا بها بأعين ڼارية 
متخلنيش أوريكي بجد يايسر احترمي نفسك 
دفعت يده بعيدا عن يده صاړخة به بسخط شديد 
أبعد إيدك إياك تلمسني فاهم ياخي يلعن اليوم اللي حبيتك فيه واعتبر اللي هقوله دلوقتي ده ټهديد أو أي مسمى ميفرقش معايا بس صدقني ياحسن مش هتردد لحظة إني أقول لمرات عمي عن قذراتك وأقولها إنت قولت عليا إيه لو فكرت بس تضايقني بالكلام مجرد بالكلام
لاحت اباسامة مستهزئة على جانب ثغره وقال وهو لا يزال الڠضب يستحوذ عليه 
وأنا قولت إيه بقى عنك !
أخرجت هاتفها ثم بدأت تريه صوره مع تلك الفتاة وقد اتسعت عيناه بدهشة واستياء وزادت الوضع سوءا عندما قامت بتشغيل التسجيل الصوتي له والذي كان يقول فيه بحقها أبشع الكلام وعند انتهاء التسجيل نظرت له
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 114 صفحات