رواية غيبيات تمر بالعشق بقلم مروة محمد البطراوي
عقد قرآنها كالتي توقع
على ورقة في مصلحة حكومية لم تستوعب ما حدث إلا عندما أنتبهت له احمرت وجنتيها بلون كالډماء وهو يبتسم لها بكل خبث ليعلمها أنه عاود من جديد ودت لو تصرخ في وجهه ولكنها نظرت إلى الموجودين وكتمت غيظها إلى أن رحل حاتم والمأذون وبعد رحيلهم تركها والدها و دلف مع ابنه إلى الغرفة ليستكملا حوارهما عن زيدان لتجده يحك بطرف أصبعه على ذقنه وعينيه تلمع بخبث قائلا مش كنتي تقوليلي إن حاتم كان شاهد على عقد الجواز الأول كنت على الأقل غيرته كده هتبقا جوازة شؤم للمرة التانية
تعالت ضحكاتها حتى أدمعت عينيها قائلة بقا عايز تقنعني يا زيدان إن كل ده مكنتش تعرفه لا لا يا راجل قول كلام غير ده ده أنت بتعرف دبة النملة
ثم اقتربت منه تهمس بخبث قائلة ده أنا قلت هتعرف حاجات تانية
ابتسم بخبث حيث وصل إلى مبتغاه فقال لها مش عارف ليه يا حبيبتي بتظن فيا سوء هو مفيش مرة كده هتفرحي قلبي وتصدقيني زي ما بصدقك
واستطردت وهي تدور بأصبعها بحركات دائرية على ظهره ليرتجف من لمساتها وهي تستهزأ وتقول وشويه السلطات والبابا غنوج اللي أغريت بابا بيهم
ثم قبل وجنتها بحرارة بالغة قائلا لأنك بصراحة ډخلتي دماغي
واستطرد بكل تملك وعشق قائلا أنت متتسابيش ولو أنت فكرتي تسيبيني
أنتفضت من مكانها ورجعت بظهرها للخلف غير مستوعبة حديثه تهتف بذهول قائلة طب يا ريت على الأقل أخلص وارتاح أناكان مالي ومال الهم ده مكتوب عليا ۏجع القلب طول عمري
هز رأسه بيأس مصطنع قائلا يا عيني للدرجة دي ده احنا هنريحوكي يا شابة بصراحة أنا كل عيلتي تتمنى تخلص منك زي ما يكون في ما بينا تار بايت
وأراد أن يريحها منه فاستطرد وهو يذهب نحو باب الشقة ملوحا لها وهو يقول بس أنا لا المهم حوار الفستان بقا متعب بالنسبة لي انزلي مع نورا سلام يا قطة هتوحشيني
في اليوم التالي جائت نورا وأقلتها حيث دار الأزياء هبطت إليها وهي تعبس بوجهها مرتدية نظارتها السوداء لتنتبه نورا فتمتعض قائلة ما تفرديها بقا وبعدين خلاص يا ريحانة كتب الكتاب وانكتب افرحي واتبسطي وكيدي الأعادي
ثم نظرت إلى الحارس بضيق قائلة مش كفاية البودي جارد اللي هيجي ورانا
وأضافت بكل حب قائلة أنا
كنت هفتح كمان شهر بس
علشانك فتحت بدري
استشعرت ريحانة الفرق بين شمس وياسمين والدة نورا لتدمع عينيها لتتفهمها ياسمين لتهتف قائلة مين اللي زعل القمر بقا لا لا لا أنا مقدرش على كده أنت زعلتي مني مكنش قصدي أنت عارفة أنا بحبك قد ايه
ثم نظرت إلى نورا بحزن قائلة كفايه إنك بتسلي نورا
هزت ريحانة رأسها قائلة عارفة يا طنط انه مش قصدك بس الصراحة كان نفسي ماما هي اللي تعمل كده بس مع الأسف في الجوازتين ولا كأني بنتها
ثم تنهدت بتعب قائلة الحمد لله
تنهدت ياسمين بحزن على حال ريحانة قائلة أنا حاسة بيكي يا ريحانة بس عايزاكي تعملي زي نورا أنا وأبوها تقريبا مش عايشين معاها بس هي بتخلق لنفسها حياة
واستطردت بأسف قائلة أنت بتربطي حياتك باللي حواليكي
نظرت ريحانة حولها لتجد نورا غير مبالية تعبث بالفساتين تبتسم ياسمين قائلة شايفة بتعمل ايه دي حتى مسلمتش عليا تقريبا من يوم ما نزلت مصر مش شفتها ولا شافتني مش عارفة احنا كده صح ولا غلط
و أضافت لتحفز ريحانة قائلة بس هي قوية
نظرت إليها ريحانة بضعف لتستطرد ياسمين حديثها قائلة هي قوية ولذلك أنا مطمنة عمر ما حد هيقدر يضحك عليها
ثم ابتسمت قائلة والدليل أهو لغاية الآن مش عاجبها أي حد اتقدملها رغم إن كلهم مستويات
هزت ريحانة رأسها وذهبت إلى نورا لتلوي نورا شفتيها بضيق قائلة طبعا كانت بتشتكي ليكي مني مش مهم المهم اني لقيت الفستان ومش هتشوفيه غير يوم الفرح سو كيوت اياكي تعترضي
ثم استطردت بتحذير قائلة أنا بقول أهو
لوت ريحانة شفتيها بعدم اهتمام وأخذت تشاهد باقي الفساتين قائلة في نفسها بخبث كده الخطة تمت بنجاح وأيوة بقا وخمسة اموااه عليكي يا نورا يا حلوة يا أمورة عقبالي كده لما يتعمل عليا مؤمرات
واستطردت بخفة قائلة وأنا أعمل نفسي عبيطة
اقتربت منها ريحانة عندما وجدتها تحدث نفسها لتضربها في رأسها قائلة ايه اټجننتي بقالك أسبوع قاعدة لوحدك اتعلمتي تكلمي نفسك ما تلمي نفسك وتيجي تقعدي هنا في المحل على الأقل تونسي طنط
واستطردت وهي تنظر إلى ياسمين بحزن قائلة بدل ما هي لوحدها
أشاحت نورا وجهها إلى الجانب الأخر حيث تقف ياسمين لتهتف بانزعاج قائلة مش حابة أجي هنا أنا جيت بس علشانك بصي يا ريحانة كل واحد فينا شايف في أهله الغلط الفرق اللي بيني وبينك انك بتقولي
واستطردت بضيق قائلة أنا مش حابة
اندهشت ريحانة بفعل كلمة الخطأ الموجود عند أهل نورا واحتارت ترى ما هو الخطأ أتكون مثل والدتها أم خطئها الوحيد هو البعد عن ابنتها
هي مذهولة ألم يكفها العناء في حالتها أتفكر في حالة صديقتها أيضا ليست مجبرة على مداوة الجميع ولكنها فطرة بداخلها حاولت التعمق في كلمات نورا وهي تحدق بعينيها في وجه ياسمين التي لا يبدو عليها أي مظهر من مظاهر القسۏة حيث أنها امراءة في داخلها كمية من العاطفة والحنان إذا وزعوا على كثير من الفتيات سيوفي ويكفي
ذهبت نورا مع ريحانة بعد إنتقاء الفستان إلى المطعم لتناول الغذاء وعلمت نورا من عيني ريحانة أنها تريد معرفة كل شئ فسردت لها كل شئ لتشهق ريحانة جاحظة وقالت لا أكيد أنت غلطانة مش ممكن مامتك تكون بالشكل اللي حكيتي عنه ده وإلا كان زمانها واحدة زي أمي
وهزت رأسها ترفض استيعاب كل شئ قائلة لكن دي ست ناجحة ايه اللي يخليها تعمل كده
شردت نورا في تفاصيل الماضي ثم أنتبهت إلى إصرار ريحانة على الرد لترد عليها قائلة كل ده بسبب
بابا يعني تقدري تقولي إهمال العلاقة ما بينهم بابا تعب وخبى على ماما تعبه وفضل يسافر ويتهرب منها
واستطردت وهي تتنهد قائلة لغاية ما عرفت
حدقت ريحانة بعينيها قائلة عرفت عرفت ايه عايزة تفهميني انه بسبب لا لا لا مستحيل في ست ممكن تلجأ لكده
ثم استطردت بقوة قائلة لا يا نورا أكيد باباكي صور ليكي الموضوع غلط
أغمضت نورا عينيها بمرارة قائلة ريحانة كفايه بقا لأن شفت كل حاجة بعيني جايز مشوفتش مصېبه كبيرة
واستطردت بۏجع قائلة بس أنا شفتها في لبنان مع المصمم بتاع الأزياء وفي مكتبه
حاولت ريحانة الدفاع عن ياسمين ولكن منعتها نورا بيديها وتحشرج صوتها من البكاء قائلة اللي يعمل الصغيرة يعمل الكبيرة يا ريحانة هي لو كانت مغلطتش كان فاتها وقفت قصادي وواجهتني
ثم سألتها بإستهجان قائلة تفتكري ليه مش بتحاسبني زي أي أم
ربتت ريحانة على يدها بحنان قائلة نورا أنت أكيد لما شافتك وبختيها وده رد فعل طبيعي على اللي حصل
ثم سألتها بتوجس قائلة وبعدين أنت عرفتي منين موضوع باباكي
زفرت نورا وتنهدت بتعب لتوقفها ريحانة قائلة خلاص يا نورا بلاش تتكلمي أنت عارفة أنا موجودة في أي وقت علشان أسمعك أنت يا ما سمعتيني
واستطردت برجاء قائلة بس سامحيها يا نورا واعطيها فرصة
هزت نورا رأسها بطاعة لريحانة وموافقة على اقتراحها ستحاول من جديد التحدث مع والدتها ومعرفه الحقيقه الكامله أما عن ريحانة فقد شردت في تفاصيل اليوم ومفاجأة ياسمين لها وياسمين نفسها ووضعها لتترسخ حقيقة واحدة في عقلها أن كل شخص يعيش معاناة ولكن يختلف قدرها من شخص لأخر ولا يوجد شخص يمتلك الراحة الكاملة ثم سخرت من نفسها على حزنها على حالتها ولكن ترسخت كلمات ياسمين عن نورا أنها تتغلب على كل الصعاب في حياتها وتحاول تغيير الواقع ليتها مثلها ولما لا تكون مثلها وتكسر القيود والحواجز التي وضعت بها وتطير محلقة وتفتك
بكل شئ يواجهها لأن الاستسلام ېحطم أكثر استسلمت قديما وها هي النتيجة الضياع فقط
جاء اليوم المنتظر كانت الساعات تمر ثقال على قلبها ليس هذا اليوم فقط بل من يوم عقد القرآن أي امرأة في وضعها لا بد وأن تشعر بسعادة وفرحة ولكن هي على النقيض كان يروادها إحساس الحزن والألم قام بتوصيلها في صمت إلى الفندق الذي سيقام فيه العرس إلى أن وصل نظر لها نظرة غامضة وهو يقول وصلنا أتمنى اليوم يعدي بسلام وتفرحي وتتبسطي وتفكي التكشيرة اللي على وشك دي
كادت أن ترد عليه لولا نورا التي كانت تنتظرهم على باب الفندق والتي ركضت إليهما مسرعة وفتحت الباب لريحانة قائلة ريحانة أنا مستنياكي من بدري يلا بسرعة احنا اتأخرنا
بالفعل هبطت ريحانة معها وتوجهت نحو باب الفندق دون النطق بنبت شفة ودون النظر إليه من الخلف
صعدت ريحانة إلى الجناح الذي يتم تجهيزها فيه لتصعق عندما رأت فستانها المعلق بداخله
ثم نظرت خلفها پصدمة إلى نورا التي رفعت أكتافها بلا مبالاه لتنزعج ريحانة من ردة فعلها قائلة ايه اللي أنت هببتيه ده يا نورا
ردت نورا بقلة حيلة قائلة ده الموديل اللي هو وصفه لمامي وبعتت جابته بعد
ما لغي تعامله مع غفران وبهدلها بسببك وأنا
عرضت عليه يتعامل مع مامي
هزت ريحانة رأسها برفض لاستيعاب الموقف قائلة لا مستحيل ألبسه
زفرت نورا بحنق قائلة يعني هتبوظي الليلة علشان فستان ويرجع يقول انك بتتلككي
ردت ريحانة بعصبية قائلة تبوظ تولع يبعت يغيره
وضعت نورا يدها في خصرها بتذمر كالأطفال قائلة
لا مش هيتغير يا ريحانة وأعلى