السبت 21 ديسمبر 2024

رواية وبقي منها حطام أنثى بقلم منال سالم و ياسمين عادل

انت في الصفحة 29 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز

 


ابنته يوما بشئ من الحنان واللين فقط أفكاره العقيمة سيطرت عليه وخشي من انفلات الزمام من يده فردع صغيرته منذ نعومة أظافره معتقدا أنه يحميها ...
أكملت تحية حديثها وهي تنهض عن مكانها قائلة بعتاب قاسې 
حتى ياحبيبتي لما قلبها دق حرمتوا عليها الحب ربنا يسامحكوا .. بنتي ذنبها في رقبتكوا !!!
_ عرجت لداخل حجرتها في حين مسح عمرو على نحره وقد شعر بالإختناق والضيق .. والدته محقة .. الكل جنى عليها .. الكل تسابق في إرسالها إلى مصير مجهول دون التأكد من عواقبه ..

بادر رحيم قائلا بلهجة آمرة قطعت تفكيره المشحون 
بكرة تتصرف وتعرفلنا الراجل ده بلده إي متجيش ولا تخطي عتبة الباب غير لما تجيبلي خبر عن أختك وجوزها وكفاية أوي المناحة اللي عملاها أمك بقالها أسبوعين
!
تنهد عمرو وهو يهز رأسه إيجابا 
حاضر يابابا هتصرف بكرة إن شاء الله .......................................
..
يتبع الجزء الثاني بعد قليل
...........
وبقي منها حطام أنثى
الفصل السابع عشر الجزء الثاني 
_ كانت في حجرتها تجوبها ذهابا وإيابا وهي ممسكة بأحدى المذكرات الدراسية وتجاهد لحفظها عن طريق أستخدام أسلوب التسميع ..
كانت تعقص شعرها على شكل كعكة بشكل غير مهندم فتركت بعد الخصلات تنسدل بصورة متمردة لتزيد من مظهرها العبثي ..
وأثناء حفظها شعرت بنفاذ طاقتها وإنحدار مستوى حماستها فألقت المذكرة أرضا بصورة عڼيفة ثم صړخت وهي تمسك برأسها 
اااااه دماغي ھتنفجر ومش عارفة أحفظ .. دي مش ثانوية عامة دي زفت وقرف... مش ممكن كل ده في صفحتين ومش عارفة أحفظهم !!
زمت شفتيها لتضيف بإستهزاء 
اللعڼة على الثانوية واللي عملوها
_ ألقت بجسدها على الفراش ثم حركت ذراعيها في الهواء ومطت جسدها وهي تتأوه بخفوت .. وفجأة توقفت عن الحركة وحدقت أمامها بنقطة ما في الفراغ..
استقامت في جلستها سريعا ثم خرجت من حجرتها راكضة وهي تبحث عن شئ ما ..
انطلقت لحجرة أخيها وضغطت على زر الإنارة ولكن خابت ظنونها ووجدت الحجرة خاوية ..
تملكها الحزن وأصيبت بالإحباط ..
كان مجرد وهم .. ليس هنا .. فقد تردد في أذنيها صوتا ألفته منه .. وكأن عقلها توهم سماعه لصوت دندنات خاڤتة وألحان تشبه ألحان أخيها ...
تنهدت بإستياء وبدت أكثر عبوسا وهي تتأمل غرفته الخاوية ..
كل شيء مرتب في مكانه لكنها تخلو منه ..
بدت باردة قاسېة .. تحمل الجفاء والغربة ..
أطرقت رأسها بضيق ثم ولجت للداخل وجلست فوق مقعده الخشبي تأملت حوائجه ومراجعه الدراسية التي تركها خلفه ثم أمسكت بإحداهم وأخذت تفر في أوراقه بلا إهتمام ..
هي تبحث عنه بين طيات الأوراق ..
أرادت أن تستشعر بقوة وجوده إلى جوارها ..
هي تفتقده بشدة تشتاق إليه .. ترغب في إحتضانه واللهو معه كما اعتادت ..
التوى ثغرها بإبتسامة باهتة وهي تتذكر استفزازها له ..
تنهدت بعمق ولمعت عينيها قليلا ..
همست بآسى 
وحشتني !
وفجأة لمحت ورقة مدون عليها أسم إيثار بالإنجليزية وزهرة حمراء جافة الأوراق وهي تقلب بين الصفحات ..
انعقد ما بين حاجبيه بإستغراب ثم سريعا تبدد هذا التعجب و ابتسمت ساخرة ..
كان أخاها عاشقا متيما .. قبل أن يتحول إلى ناقم لكل شيء له صلة بالحب ..
أغلقت الكتاب پعنف ووضعته بمحله وهي تزفر پغضب واضح ..
_ نهضت عن مكانها ثم طالعت الحجرة بأعين مشتاقة يحتلها الحنين تشعر بمرارة الإفتقاد ..
ولكن ما يهون عليها ذلك هو اتصالاته المنتظمة بها وتواصله الدائم معها ..
وأثناء شرودها ولجت عمتها ميسرة إلى داخل الغرفة وهي تمرقها بنظرات اشفاق ..
بحثت عنها بحجرتها ولم تجدها فاستنبطت متيقنة بوجودها بغرفة الغائب وصدق حدسها ...
اقتربت منها ووضعت يدها على كتفها فإستدارت روان ناحيتها وهمست متساءلة بعذوبة 
انتي بتعملي إي هنا ياروني بدور عليكي من بدري
أطلقت روان تنهيدة مطولة تحمل الكثير من المشاعر وأجابتها بمرح زائف وهي تكافح لمنع عبراتها من السقوط 
جيت أدور على مالك اللئيم اللي كان بييجي بالليل ويدخل يخبي الشيكولاته مني قبل ما أخدها منه !
_ ضمتها ميسرة إلى صدرها وأبعدتها عنها قليلا لترفع كفيها إلى وجهها ثم مسحت على وجنتيها بعاطفة أمومية وهي تردد
ربنا يرجعه بالسلامة ياحبيبتي يلا تعالي أحكيلك اللي حصل
_ خرجت الاثنتين من الغرفة وبطبيعة الحال الفضول دائما ما يسيطر على روان حينما تتعلق المسألة بأمر جديد ..
لذا تساءلت بإهتمام گعادتها عن ماهية الحوار الذي تريد عمتها إخبارها به ..
جلستا بجوار بعضهما على الأريكة العريضة ثم بدأت ميسرة في سرد ما حدث معها في صباح هذا اليوم فأنصتت لها روان بتركيز .. ثم أضافت بجمود قليل 
ام سارة قابلتني الصبح على السلم !
ضاقت نظرات روان حنقا .. فهي مؤخرا باتت تبغض كل من له صلة بإيثار وعائلتها ..
استشعرت ميسرة ضيقها ولكنها أكملت بتهكم 
وقال إي بتعزمني على فرح بنتها أول الشهر الجاي
تجهم وجه روان وصاحت بحنق بادي في نبرتها وهي تشيح ببصرها للجهة الأخرى 
ان شالله يولعوا ملناش دعوة بيهم
أرجعت ميسرة ظهرها للخلف لتسترخي قليلا وتابعت بإمتعاض 
انا باركتلها وخلصنا
روان وهي تطرق رأسها أثناء تذكرها لما حدث لأخيها 
سارة دي هي السبب في كل
حاجة حصلت من الأول وأكيد ربنا هيخلص منها !
أغمضت ميسرة عينيها وهزت رأسها بحركة ثابتة وهي تقول بهدوء 
ربنا يسهلهم كلهم بعيد عننا وكل واحد راح لحاله !!!
_ شردت روان لوهلة في أمر ما ..
بدى غريبا في البداية أن تفكر فيه ولكنه رغم ما حدث غامضا ويثير الريبة ..
ضاقت نظراتها واعتدلت في جلستها ثم حدقت في اتجاه عمتها وأردفت قائلة بإهتمام مفاجيء 
عمتو مش واخدة بالك من حاجة
انتبهت لها ميسرة ورمشت بعينيها وهي تتابع متساءلة بجدية 
حاجة إي
زادت حدة نظراتها وأكملت بتفكير متعمق 
احنا مشوفناش إيثار ولا جوزها المخفي ده
من ساعة
ما أتجوزو تفتكري مش بتيجي ليه!
حكت ميسرة مقدمة رأسها فهي لم تنتبه لتلك النقرة من قبل .. فقد مرت مدة منذ أن رأت فيها إيثار .. وهذا الأمر يعد غريبا خاصة وأنها عروس جديد تشتاق لعائلتها ومن المتوقع أن تزور عائلتها بإستمرار ..
أخفضت نبرتها لتجيبها بإهتمام 
تصدقي عندك حق !
أضافت روان متساءلة بجدية وفضول وهي تقطب جبينها 
تفتكري ليه! يعني إيثار عارفة ان مالك مسافر أكيد مش خاېفة تقابله.. يبقى ليه بقى!
زفرت ميسرة بضيق .. فحال مالك تبدل بسبب فعلتها معه .. وتغير مسار حياته نتيجة ما حدث .. هي لا تريد نبش جراح الماضي حتى لا يتوغر صدرها أكثر .. فنفضت عن عقلها تلك الأفكار وهتفت بصلابة وهي تشير بإصبعها 
متفكريش فيها ولا في أهلها يابنتي ويلا قومي كملي مذاكرتك عشان متتعطليش !
_ أومأت رأسها إيجابا ثم نهضت بتثاقل عن الأريكة واتجهت إلى حجرتها بينما ظلت ميسرة في حالة من الوجوم قليلا ثم نهضت لكي تستكمل ما تركته خلفها بالمطبخ ....
_مر ما يقرب من ثلاثة أسابيع على ذلك اليوم المؤلم .. لم يختلف الأمر كثيرا عنه .. ولكنها باتت مجبرة أن تحيا كل يوم في ذلك العڈاب اللا محدود حتى باتت تتعايش معه مكرهة .. وكيف ستتصرف وهي بمفردها وحيدة عاجزة .. في منفى لا تعرفه ...
استسلمت بالكامل لهذا الواقع المؤلم الذي تعايشه .. وتقبلت نوعا ما وجود ذلك الشيء الحيواني بحياتها ..
كم بغضت وجودها معه وکرهت نفسها من مجرد اقترابه منها ..
تمسكت بأمل أن حالها سيتبدل .. فهي ميقنة بأن الله نصير المظلمين ..
كذلك خفف عنها معاناتها المستمرة هذه السيدة الودودة التي حظيت بمعرفتها بهذه البلد الغريب كانتا دائما ما تجلسان سويا ولتتسامر كلتاهما كثيرا ...
لمحات من الحزن كانت طافية في عيني إيثار رغم عدم بوحها بشيء ..
لكن مجرد أن تنظر فيهما تجد آلاما تحتاج للتطيب .. وجراحا تحتاج للشفاء ..
وفي يوما ما ..
جلست الاثنتين سويا على طاولة المطبخ الدائرية الصغيرة تقطعان الخضراوات الطازجة تجهيزا لوجبة الغداء فلاحظت أمل عليها الحزن والكآبة بصورة أكثر عما مضى..
تركت السکين من يدها ثم نطقت بنبرة عذبة وهي تتساءل بحنو 
مالك ياإيثار! في حاجة شغلاكي
علقت إيثار أنظارها على قطع الخضروات وبلهجة خالية من الحياة أجابتها 
أهلي وحشوني نفسي أشوفهم وأسمع صوتهم .. !
ثم رفعت عيناها بحذر نحوها وتوسلتها پخوف قليل 
هو .. هو مينفعش تكلميه وتخليه يوديني أسكندرية ان شالله يوم واحد !
_ قبضت أمل على شفتيها بحنق ثم هزت رأسها نافية وهي تردد بإستياء 
مش هيوافق انا عارفاه
عاد الأمل من جديد ليتراقص أمام عينيها الحزينتين فهتفت
بتلهف شديد وقد أنفرج ثغرها ببسمة واسعة لم ترها أمل عليها من قبل 
بتكلمي جد!
أمل وهي تهز رأسها مؤكدة 
طبعا ياحبيبتي انا هحاول اتصرف وأجيب تليفون محسن وانتي اسبقيني على فوق !
_ نهضت إيثار عن مكانها بعجالة ثم مسحت كفيها بالمنشفة وأنطلقت للأعلى بصورة سريعة تكاد تشبه الركض ها هي ستحظى بفرصة للتواصل مع من تشتاقهم ..
كانوا بالأمس القريب أقرب إليها من روحها واليوم باتوا أبعد من خيالها ..
كم تشتاق لصوت أمها وخشونة نبرة ابيها وهو يوجهها .. وجدية اخيها عمرو وهو يعاتبها لخطأ صغير ..
أشياء صغيرة اعتادت فعلها لكنها كانت بأمن من هذا الچحيم المرير ...
خفق قلبها بقوة وتسارعت أنفاسها متحمسة ..
وظلت تردد بين نفسها 
يا رب يا رب يا رب
صعدت أمل بتوجس وخطوات حذرة لتدخل حجرتها .. فهو اليوم نائم فيها ..
قدميها حتى لا تحدث صوتا ..
اقتربت بحرص من خزانة الملابس وبترقب شديد فتحت الضلفة وأخذت تعبث في محتوياتها وأشيائه التي بها حتى وجدت هاتفه أسفل الثياب ..
فالتفتت برأسها لتتأكد من أنه مستغرق في سباته العميق ...
سحبت الهاتف المحمول بهدوء ودسته في جيبها النسائي ثم ولجت للخارج وهي تلتقط أنفاسها بإرتياح ..
لاح على ثغرها ابتسامة خفيفة .. فاليوم ستساعد تلك التعيسة لتحظى ببعض الراحة والسکينة ..
وبخفة شديدة ذهبت لحجرة إيثار لتجدها تنتظر على أحر من الجمر وما أن وقعت عيني الأخيرة عليها حتى ركضت إليها ونظرت له دون أن تنطق ..
أخرجت أمل الهاتف من فتحة صدر فستانها ومدت به يدها نحوها فسحبته هي منها وهتفت ممتنة وقد برقت عينيها 
مش عارفة أشكرك ازاي بجد !
على ايه بس هستناكي برا أما تخلصي
قالتها أمل وهي تتجه صوب باب الغرفة ...
_ شرعت إيثار بتشغيل الهاتف ومن ثم بدأت بالضغط على أزراره لإجراء مكالمة هاتفية.. إن لم تكن الأهم على الإطلاق ..
....................................................
في
هذه الأثناء كانت تحية تتابع أحد البرامج التليفزيونية الإخبارية فتفاجئت برنين هاتف رحيم فأمسكت به بعدم اهتمام ولكن سريعا ما تحولت نظراتها للصدمة حينما دققت النظر في شاشته وقرأت اسم محسن على المكالمة
 

 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 64 صفحات