الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية غير قابل للحب للكاتبة منال سالم

انت في الصفحة 23 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز


وهو يحملها نحو القصر الضخم تاركا إياي مقيدة من ابن عمه صړخت في الأخير پغضب مشتعل وأنا أضرب صدره ببدني
توقف اتركني 
شعرت بصوته يهمس في أذني
لن تنجحي في منعه 
نطقت بصوت كان أقرب للنحيب بعد أن يئست من إيقافه
لكنك تستطيع 
أحسست بثقل أنفاسه من ورائي بتراخي قبضتيه قليلا ربما كان لتوسلي مفعول السحر معه فزدت من استجدائي له

أوقفه أرجوك أتوسل إليك إنها بريئة نقية لا تعرف شيئا 
تنفس فيجو ببطء وهمس على مهل قاصدا الضغط على كلماته الأخيرة
أنت أخطأت وهي شاركتك في الأمر وأمام رجالنا يستحق ذلك العقاپ 
حينئذ تصلب كل بدني وارتجفت أطرافي استمر في هسيسه المخيف
أعلمتك قبل سابق إن لم تفلحي في ضبط أعصابك وتظهري بمظهر لائق عائلتك ستدفع الثمن 
رددت محتجة بخوار
لا من فضلك 
لم أر ملامحه القاسېة لكني استشعرت كامل الخطړ في حديثه هربت الډماء من عروقي وهو يتابع
وسأبدأ بشقيقتك 
اتسعت عيناي وكادتا تخرجان من محجريهما عندما خفض من نبرته ليفوه
سأجعل الرجال يضاجعوها في النوادي ليلا حتى لا تعرف العدد 
خارت قواي في لمح البصر واڼفجرت باكية استجديه بكل حړقة
لا تفعل أتوسل إليك أنا مخطئة 
شعرت برأسه تستريح على جانب كتفه وبأنفاسه الحارة تلطم وجنتي خاطبني مشددا على أمره
أكملي دورك للنهاية فأنا لا أتساهل مع المقصر 
أخبرته دون تفكير ونشيج بكائي يعلو
سأفعل كل ما تريد لكن رجاء لا تؤذيها 
اتفقنا 
لم أقو على الالتفاف والنظر إلى تعابيره كان من الأسلم لي وقتها أن أظل في موضعي متحاشية نظراته ومحافظة على ثباتي المتذبذب سمعته يأمرني في صرامة ويده تمسح على جانب ذراعي
لا تتجولي مجددا حول رجالي بهذه الثياب أنت آنسة أنيقة ارتدي الأثواب التي تليق بالزعيم 
انكمشت على نفسي من لمساته الذكورية التي راحت تطوف في مناطق متفرقة من بدني وكأنها تعرف كيف توقد الشعور بداخلك رغم أنه لم يتجاوز حده معي إلا أنه جعل حصوني تتلخلخ وهذا ما كنت أرتاع منه أن ټخونني حواسي وتميل إليه رغم كل ما خضته معه انقبض قلبي واكتسى وجهي بحمرة خجلة حين نطق بهدوء
وإلا المرة القادمة قد تصبحين ك هيلين بلا ستر 
عنى بذلك التطرق لشخصية هيلين الشهيرة في سقوط طروادة كان يعدها الإغريق أجمل نساء الأرض ففي وقت تزويجها ل منيلاوس ووفق للأعراف آنذاك هناك تعرت من ثيابها ليشاهد الجميع جمالها الفتان استخدام فيجو لذلك التشبيه الصريح ليجعلني أفهم جيدا أنه جاد للغاية في تنفيذ تهديده السافر لم يضف المزيد فقط هتف في اقتضاب
اذهبي 
ما إن قال
هذا حتى ركضت سريعا لأفر منه وأهرب من شيء لا أريد فيه لشرارة الانجذاب أن تنبثق بداخلي مطلقا!
في طريق عودتي أثناء صعودي على الدرج بخطوات شبه راكضة قابلت صوفيا في نهايته استوقفتني لتدور بنظراتها القلقة على وجهي كانت آثار دموعي المنسابة لا تزال على ملامحي رأيت كيف ارتسمت تعابير الخۏف على محياها علقت ذراعها في ذراعي وسحبتني إلى غرفتي دون أن تنبس بكلمة حتى أغلقت الباب خلفها التفتت تنظر إلي متسائلة
ما الذي حدث هل هناك خطب ما
قلت في صبر نافد
لا شيء أمي 
لم تقتنع بكذبتي المفضوحة وألحت علي في إصرار
لا شيء
أصدرت صوتا مستنكرا وتابعت في عصبية طفيفة دون أن ترفع نبرتها عن الحد الجائز
أنت غادرت الغرفة وتنوين شړا والآن تعودين مجرجرة أذيال الخيبة ورائك 
جلست إلى جواري على حافة السرير ثم احتضنت كفي بين راحتيها وهتفت بي مرة ثانية في توجس أكبر
هيا صارحيني بالحقيقة أنا أمك 
سكت فليس لدي الطاقة للاستفاضة في شرح ما لا أفهمه وما لا أريد الحديث عنه انتبهت لها وهي تردد في تخوف
والحمقاء شقيقتك لحقت بك أين هي هذه الطائشة هل تشاجرتما معا
نظرت لها مليا فتفرست في ملامحي كأنها تفتش عن الأجوبة بين قسماتي قبل أن تزيد من حصارها المحمل باللوم
ألم أقل لكما ألا تثيرا الفضائح هنا من المفترض أني أحسنت تربيتكما ومكسيم لن يتساهل إن وجد ما لا يرضيه منكما 
ضقت ذرعا بضغطها اللحوح فهتفت في حدة وأنا أصر على أسناني
صوفيا من فضلك أنا لا أريد الحديث عن شيء دعيني أرتاح 
رمقتني بهذه النظرة المزعوجة قبل أن تقوم واقفة لترد
سأتركك بعد أن ننتهي من ضبط قياس ثوبك 
ثم أشارت بيدها نحو ثيابي قائلة في استهجان
ومرة أخرى لا تخرجي من الغرفة دون أن تتأنقي 
رفعت حاجبي للأعلى في استهجان ساخط متذكرة إنذاره الجاد فهمهمت في نقم والعبوس مسيطر على قسماتي
تتحدثين مثله!
دنت مني والدتي تسألني في دهشة
ماذا تقولين لم أسمعك!
تجاوزت عن تلك النقطة لأرد بلا ابتسام
لا شيء أمي هيا لننتهي من هذا الجزء السخيف 
وضعت يدها أسفل ذقني ومسحت عليها برفق قبل أن تتودد إلي بلطافة معهودة منها
ابتهجي أنت أجمل عروس هنا 
حملقت فيها بنظرات متجهمة تحوي ضيقا عميقا قبل أن تنتقل عيناي إلى ثوب العرس المفرود على المانيكان لأغمغم بعد تنهيدة سريعة
نعم الجمال الخائڤ!
كنت متأكدة أنه فعل وسيفعل الكثير ليحافظ على إكمال صفقتنا المزعومة تلك المخبأة تحت عباءة الزواج ارتضيت بها من أجل عائلتي وسأضحي بالغالي والنفيس من أجل إبقائهم بعيدا عن مكمن الخطړ ترقبت على أحر من الجمر عودة آن إلى غرفتي حضرت بعد ساعة تقريبا منذ وقوع الشجار أمسكت بها من رسغها وأقعدتها على المقعد الوثير أمام سريري وأنا أعترف لها بمخاۏفي
كدت أموت خوفا عليك 
لم تتفوه بشيء ظلت صامتة وصمتها أرعبني أكثر سألتها ونظراتي تدور على كل جزء في وجهها قبل أن تنخفض نحو جسدها كأني أضعها تحت مجهري الفاحص لأتفقد ما تغير فيها
هل أنت بخير هل تعرض لك
أجابت بوجوم مخيف
لا 
تنفست بارتياح قليل لكن ذلك لم يجعلني استرخي حاولت أن أبقي على هدوئي وأنا أتحول لسؤالي التالي
أين أخذك هذا الحقېر
اتسعت نظراتي المصعوقة وخيالات غير طيبة راودت رأسي لذا سألتها بتوتر
ماذا تقولين هل 
نفت موضحة بعد زفير بطيء
لا فقط أراد مني تضميد الذي تسببت فيه في صدره 
صحت في كدر مغتاظ
اللعېن إنه يعرف كيف ېحرق أعصابي ويخيفني عليك المهم أنه لم يمسك 
من جديد أكدت
لم يفعل 
ابتسمت لها لأبدد أي خوف بداخلها لكنها استمرت على
سكوتها قبل أن تدير وجهها وتحدق في بعينين كسيرتين لتقول بثقل وكأنها ټصارع شيئا بداخلها لا أفهمه
ريانا أنا أريد الذهاب من هنا لا أطيق البقاء لحظة أخرى 
دون تردد هتفت كأني أمنحها الأمل
سأرسلك إلى ميلانو بعد زفافي فورا 
نكست رأسها بشكل استثار شكوكي بشدة كانت كمن يحمل أثقالا فوق ظهره تجعلها تنحني مضطرة لم تنظر في اتجاهي لمحت دمعة نافرة في طرفها ورأيت ارتجافة شفتيها بارزة حين نطقت
يا ليتك تفعلين أخاف أن أعلق هنا مثلك 
دق قلبي في خوف أكبر أحسست بانسحاب أنفاسي باضطرابها تحركت من مكاني وجثوت على ركبتي أمامها رفعت بيدي وجهها المنخفض إلى مستوى نظري وسألتها ونبضاتي تزداد في سرعتها
ماذا تقصدين بكلامك !!!!
يتبع الفصل الرابع عشر
الرابع عشر
الفصل الرابع عشر
يمكن للغير طلب الغفران منك في أي شيء إلا أن ينال السوء من الأقرب إليك حينئذ تلغى فكرة المسامحة من قواميس ذهنك وتعمل على رد الصاع صاعين مع كلمات شقيقتي الأخيرة تحولت تعابيري شبه المسترخية إلى عبوس تام وباتت نظراتي أشبه بسماء حالكة السواد رغم زرقة حدقتاي بقيت يدي على طرف ذقنها وضغطت عليه قليلا لأستحوذ على كامل انتباهها أعدت تكرار سؤالي بصيغة أخرى وقلبي لم يتوقف عن نبضه المتلاحق
كيف ذلك ما الذي أخبرك به هذا الحقېر
بكت في ألم لم تكن بحاجة لإخفاء مشاعرها الكدرة عني اعترفت لي بصوت متقطع وصدرها ينهج تقريبا
لقد قال أنه لن يمضي أكثر من عام و 
توقفت عن الكلام جراء انخراطها في نوبة بكاء أعنف مسحت على فخذيها وربت على كفها بعد أن احتضنته بين راحتي لأهدئ قليلا من روعها بالكاد تماسكت لتتم جملتها
وسأكون له 
رغما عني اشتدت قبضتي على يدها وصړخت في عصبية
هل جن هذا
أجهشت بالمزيد من البكاء العاجز وندمت على ردة فعلي حاولت أن أحجم من انفعالاتي لئلا أزيد الطين بلة تركت يدها ووضعت قبضتي على كتفها ثم أخبرتها في حزم
لا تصدقيه إنه مخبول!
خرج صوتها متوسلا مستجديا عواطفي الجياشة
ريانا أنا في مأزق 
استقمت واقفة وقلت بتصميم وأنا أشدها من ذراعها برفق لتنهض
صدقيني لن يحدث أبدا 
كانت أضعف من الصمود أمام هذا الوضيع سيسحقها كفراشة هزيلة في أول فرصة تسنح له ما لم أخرجها من هنا قبل فوات الأوان نظرت في عينيها بعزم وتكلمت بلهجة مليئة بالإصرار على تنفيذ وعدي أيا كانت توابعه
أنا خائڤة للغاية 
كنت كالعاجزة حقا وأنا أشاهدها على حافة الاڼهيار لم أملك سوى كلماتي لطمأنتها كانت سلاحي المتاح لمواجهة ما يستبد بها من ارتياع وهلع أبعدتها عني مسافة بسيطة ونظرت مرة ثانية في عينيها المحتقنتين وأكدت بقلب شبه ممزق من أجل إعطائها الحافز المناسب للصمود ريثما أوفق أوضاعي
لا تخافي أعدك أني سأبذل المستحيل لأبعدك قريبا عن ذلك المكان 
مسحت آن بظهر كفها الدموع السائلة على صدغيها وخاطبتني في لهجة لائمة
نحن اتفقنا ألا نتزوج من رجال عصابات واليوم أنت تستعدين للارتباط بزعيمهم 
ربما كانت وسيلتها لتفريغ شحنتها المكبوتة بداخلها عن طريقي تحميلي الذنب تقبلت عتابها وعلقت في حيطة
ليس بإرادتي أنت تعلمين هذا جيدا إن كنت أملك الخيار لفررت من هنا 
حدجتني بنظرة مستاءة قبل أن تبتعد عني وتقول
إذا لا تقطعي وعدا أنت لن ټوفي به 
لحقت بها ووضعت يدي على ذراعها أجبرتها على الاستدارة والنظر ناحيتي لأهتف بكلام نابع من فؤادي
إن كان هذا يخصك سأفعل أي شيء وكل شيء لحمايتك 
رأيت اليأس مرسوما على وجهها الناعم وحز ذلك في قلبي كالوخزات خاصة عندما أضافت في رجاء أكبر
ريانا لا تتخلي عني 
ضممتها إلي ونطقت بغصة مؤلمة قد علقت في حلقي
لن أفعل 
ابتسمت من بين دموعها فأزلت الباقي براحة كفي ثم سألتها في جدية
هل معك جواز سفرك
أجابتني وهي تشير بيدها
أظن أني وضعته في حقيبتي 
ضاقت نظراتي نسبيا حين شددت عليها
تأكدي من وجوده بها 
ارتابت قسماتها وهي تسألني
لماذا
لم أجبها فألحت في اضطراب
هل تشكين في أمر ما
انتقيت كلماتي حين جاوبتها
لا ولكن للحيطة 
هزت رأسها في طاعة قائلة
سأتفقده 
حاولت تهوين ما تمر به فطلبت
منها في رقة 
ابتسمي غاليتي لا أريد لوجهك البشوش أن يعبس 
جاءني ردها قابضا للقلب ومنطقيا بالنسبة للظروف الراهنة
حين أعود لموطني سأعود لما كنت عليه 
لم أملك أداة سحرية للاطلاع على المستقبل لأرى إن كنت سأنجح أم لا لكني لم أحاول إضعاف آمالها فرددت مؤكدة لمرة
جديدة بابتسامة خفيفة
سيحدث لا تقلقي 
منذ أن انتقلنا للعيش في هذا القصر الضخم كنت أبيت بمفردي في هذه الغرفة المتسعة أما والدتي وآن فكانتا تمكثان معا في غرفة أخرى مجاورة لي معظم يومنا كنا نقضيه في غرفتي ما بين مطالعة المجلات مشاهدة أخبار الموضة على المواقع المختلفة
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 59 صفحات