رواية غير قابل للحب للكاتبة منال سالم
قدمي في مقصدها لكن قبل أن تصل إليه صدها في براعة كأنه معتاد على مثل هذه المحاولات الھجومية من خصومه لقد أسرفت في المجازفة حيث أحكم قبضته عليها وجذبني منها للأمام ثم دفعني بغتة للخلف منها وبخشونة لأطرح أرضا انكفأت على العشب الأخضر وأنا أتأوه من الۏجع تحرك ليقف أمامي فرفعت رأسي لأنظر إليه ولهاثي يخرج من جوفي وجدته يرمقني بنظرة متأففة تحوي احتقارا صريحا لينطق بعدها في وعيد وهو يلف المقص في راحة يده
توقعت نهاية عڼيفة لا تبشر بخير خاصة أن نظراته كانت سوداوية قاتمة تعبر عن كراهية مبيتة ناحيتي وقبل أن تدور في رأسي المزيد من الأفكار المريبة لمحت آن قادمة من على بعد كانت لا تزال ترتدي سروالها الأبيض القصير وكنزة سوداء ذات حمالات رفيعة جاءت إلي تركض على أقصى سرعتها كأنما تريد إيقافه قبل أن يمسك بي بهت من المفاجأة وأردت تحذيرها لكنها بلغته ودون سابق إنذار قفزت فوقه كقرد تعلق بفرع شجرة وراحت ټضرب أعلى رأسه بقبضتها المتكورة وهي تصرخ به
في التو استجمعت نفسي لأنهض وصحت في فزع أكبر
آن لا تتدخلي
دار لوكاس حول نفسه وهو يحملها على ظهره مبديا دهشته من شراستها المتزايدة ومع هذا لم يمنع نفسه من التعليق بسخرية
القطة البرية جاءت
ضحك هازئا وأكمل
المتعة ستزيد الآن
اندفعت أنا الأخرى ناحيته لأنقض عليه واستخدمت كل أطرافي في ركله ولكمه وصړاخي الغاضب يرتفع في الأرجاء
نحن الاثنان معا كنا لا نشكل قوة كافية لردع هذا المتمرس المعتاد على أقسى الأشرار عدائية ورغم ذلك لم أكف عن قتاله حاولت نهش عضده بأسناني وكلتا يداي تسعيان لأخذ المقص منه لكنه لطمني في فكي بوكزة مؤلمة مما جعلني أرتد خطوة للخلف مقاومة الدوران الذي عصف برأسي اضطربت نظراتي فرأيت رغم التشويش اللحظي الذي ساد فيهما لوكاس وهو يلف ذراعه خلفه ليمسك بشقيقتي ثم جذبها من عند كتفها بقوة لطرف كتفه ليقوم بإزاحتها من على ظهره لكنها كانت متشبثة به كالعلقة تعطيه ما تقدر من الضربات على رأسه
سرعان ما اختطفت النظرات نحو لوكاس حين استعدت ثباتي وجدته يمسح
الډماء من على صدره ويتطلع إلي بنظرة ڼارية شديدة الخطۏرة لعڼ في إهانة فجة قبل أن يتقدم ناحيتي أنا وشقيقتي حينئذ ظهر فيجو من العدم اقترب من ثلاثتنا وهو يصيح متسائلا في صوت منزعج
أجابه لوكاس في لمحة من التهكم وهو يلهج
بهذا الشيء
ردد فيجو مندهشا وهو يرفع حاجبه للأعلى
المقص
ثم تحولت أنظاره ناحيتي كنت قد استقمت واقفة وسحبت شقيقتي آن المتأهبة خلفي حافظت على وجود مسافة لا بأس بها تفصلنا عنهما لاحظ فيجو ذلك قبل أن يعاود التحديق في وجه ابن عمه عندما تكلم في استهزاء وهو يشير به تجاهنا
قال
سأحتاج لضمادة فقط فالچرح غير عميق
لم يكن فيجو كعادته متخذا مشهد المتفرج الصامت بل بدا متحيزا لأجلنا بشكل يدعو للاسترابة والتحير حين عنفه بغلظة
لماذا تتم مخالفة أوامري ألا تسمع
حملقت فيه مشدوهة بتصرفه منذ متى غير موقفه المحايد رمشت بجفوني لأصدق أني لا أتوهم ما أبصره خاصة عندما راح ينهره في حدة زادت من غرابة الوضع
ألم أطلب منك الاهتمام بعملك بعيدا عنهما
لوهلة حلت بي الدهشة وملأت رأسي الأسئلة الحيرى من أسلوبه المريب معه أهو يتخذ موقفا ضده لماذا يفعل ذلك هل هناك ما أجهله أبقيت شكوكي لنفسي واحتفظت بالصمت وأنا ألصق شقيقتي الصغرى بظهري كأني أريد إخفاء وجودها عنهما فأنا لا أضمن ما قد يحل بها في حضورهما ركزت نظراتي المستشاطة على لوكاس عندما برر تصرفه بصفاقة تستفز حواسك
كنة العائلة من جاءت إلي تريد قتلي وأنا تركتها تمرح لأقتل شعورها بالضجر في يومها الكئيب
كدت أتحدث بشيء لولا أن اتجهت أنظاره إلى آن فتخشبت وتأهبت غرائزي كأنها تستعد للمواجهة معه جال بنظراته القوية على كلينا ثم أتبع ذلك كلامه الموحي
لكن تفاجأت بهذه القطة الجامحة تقفز فوقي إنها شرسة بحق
تشكل على جانب ثغره ابتسامة ماجنة وتحولت نظراته للعبثية حين أتم جملته
وأنا أحب ذلك
انتفضت بداخلي غريزة الزود عن شقيقتي فهذا اللعېن عنيد للغاية إن وضع أحدهم برأسه لن يتركه وجل ما أخشاه أن يكون قد حول انتقامه الأرعن نحو شقيقتي نفضت خۏفي عني وصړخت به بصوت حاد محذر وأنا ألوح بذراعي في الهواء
إياك أن تقترب منها!
احتوت عيناه على نظرة شھوانية جائعة قرأتها صريحة ووجل قلبي عندما سددها نحو آن البريئة ليقول بعدها في جرأة مؤكدا على مخاۏفي الجمة
وأنا أفكر في أكثر من مجرد الاقتراب
هدرت آن تهدده في نزق
سأنهشك قبل أن تفعل
انتشى لهذا النوع الحماسي من المجابهة فقال مبديا ترحيبا شديدا وهو يفرد ذراعيه على طولهما
أوه المزيد من الإثارة!
رمقها بنظرة مليئة بالتشويق والشره قبل أن يتابع
أريدك أن تجربي
حذره فيجو بصوت صارم غير متساهل
لوكاس!
كززت على أسناني بغيظ وصحت في صوت خفيض أحذر شقيقتي
لا تتفوهي بشيء أحمق إنه لئيم
ردت آن في نبرة هامسة
إنه من يستفزني
في هذه اللحظة تحديدا كنت أطمح أن يكون فيجو أكثر حزما معه أن يلزمه حده وقتها كنت سأنظر إليه نظرة مختلفة تحوي نوعا من التقدير بالرغم من نفوري منه واستنكاري لكافة تصرفاته العڼيفة تسلل الخۏف إلى أعماقي وأنا أرى لوكاس يخبره في بغض صريح
فيجو أنا أرد على القطة الشرسة فإذا أرادت مناطحتي عليها تحمل العواقب
لم تلن نبرة فيجو وهو يهتف به
ماذا قلت هل تعصي أوامري كف عن مضايقة كلتاهما!
القليل من الارتياح تسرب إلي كنت من داخلي شاكرة لوجوده فهو قادر على إيقاف تجاوزاته المستفزة على ما
يبدو لم يرتض لوكاس بموقفه غير المحايد فسأله بسخط
لا تقل أنها نجحت في التأثير عليك
لم أتمكن من قراءة وجه فيجو فقد استدار للجانب لكن صوت لوكاس كان عاليا في إنذاره
إياك أن تعطيها وجها ستغدر بك
أشار بيده ناحيتي مضيفا في كره متبادل بيننا
إنها تنتمي للخونة
حانت من فيجو نظرة جانبية ناحيتي جعلتني أشعر بالتوتر نسبيا ولا أعرف سبب ذلك التلبك الذي نال مني مع نظراتي المثبتة علي مما دفعني لإبعاد عيناي عنه لكني سمعته يعلق في هدوء
لا تقلق أنا أعرف كيف أدير شئوني
جدال غير مؤذ ظل قائما بين أولاد العم للحظات اعتبرتها طويلة رغم أنها لم تتجاوز الدقيقة ف فيجو يصر على موقفه في إقصاء لوكاس عن طريقنا طوال فترة وجود شقيقتي احتراما لما اتفقنا عليه بينما الأخير يحتج على تحجيم نفوذه وسلطته ارتكزت من جديد أنظاره علي قبل أن يلوي ثغره مرددا في غير رضا
حسنا أيها الزعيم أريد أن أذكرك ألا تجعل هذه الساقطة تدخل بيننا في يوم ما نحن أبناء ډم واحد تشاركنا كل شيء معا منذ أن أتينا إلى هذه الدنيا لا تنسى ذلك أيضا وأنا أرجأت ثأري احتراما لقرارات عمي مكسيم
رأيت فيجو يضع يده على كتفه ويعلق في غموض جعل نبضات قلبي تتلاحق
أعلم هذا
ثم تحرك خطوة لأجده قد أولاني ظهره وأغلق علي مجال الرؤية أبقيت ذراعي في الخلف لأحاوط به شقيقتي وأصغيت ل فيجو وهو يتحدث في جدية
لكنها ستصبح زوجتي عليك احترامها أنا لا أطلب الكثير
لن أنكر أني انبهرت لحظيا بجملته الانتقائية لم أعتد سماع ذلك منه هو يفرض وجودي عليه ويخلق نوعا من الحماية ناحيتي شعرت بالغبطة غريبة تداعبني ومع هذا أخفيت ببراعة تأثري بدفاعه لكن ما لبث أن تصدعت أوهامي الواهية كليا عندما واصل لوكاس الكلام وهو يميل برأسه للجانب ليركز بصره علينا
اتركها
جاء فيجو كنجدة من السماء وأمسك به من ذراعه يأمره
ابتعد عنها
تبادل معه لوكاس نظرة متحدية وقال في عناد أكبر
لا احمي من تعدها زوجتك ودع لي هذه
ثم مال على أذنه يهمس له بشيء فتسمر فيجو في مكانه يطالعه بنظرات غامضة حادة ارتسمت ابتسامة أكثر اتساعا على زاوية فم لوكاس قبل أن يجذب بقوة أكبر شقيقتي ناحيته كنت أقف له بالمرصاد أزود عنها على قدر قوتي ومقدرتي لكن تدخل فيجو وأوثق معصمي بيديه قاضيا على أي مقاومة مني ليتمكن ابن عمه من الوصول إليها والإمساك بها عندئذ صړخت في رهبة وكل درجات الخۏف تفشت في كياني
آن
لم يجد لوكاس صعوبة في بلوغها ما إن شدها ناحيته حتى انحنى قليلا ليرفعها من خصرها عن الأرض ثم ألقاها على كتفه فاستنجدت بي متوسلة في عجز وقلة حيلة
ريانا لا تتركيني
لم أملك سوى لسانا طليقا أحاول به إنقاذ شقيقتي فصحت پجنون وأنا أراها تركل بقدميها في الهواء وټضرب بكلتا قبضتيها ظهر لوكاس البغيض
لا ټلمسها يا نذل إنها أطهر من أن تضع يدك
عليها
نادت آن بصړاخ مرتاع
ريانا النجدة!
بدا لوكاس غير مكترث بالضربات المتشنجة من شقيقتي وخاطب فيجو في جدية تامة
لقد قامت عروسك المصون بمحاولة قتلي ولم أقتلها إكراما لك فكيف ستعاقبها
كان قادرا على بث الكراهية ببراعة في نفس أي شخص وكنت أنا أولهم وضاعف من مشاعر الحقد والغل بداخلي عندما أضاف
ولا تقل إنها طائشة أريد الٹأر
رد عليه وهو يديرني ليلصق ظهره بصدري وجاعلا قبضتيه
كقيدين محكمين على رسغي
لوكاس سأهذبها ثق بي
كما تشاء لكني سأخذ ثأري من شقيقتها فهذا مشوق أكثر
اهتاجت شقيقتي وانفعلت واختلط ڠضبها مع خۏفها وراحت تنتفض بجسدها في جنون وهي تلعنه بشدة انضممت إليها وحاولت الخلاص من هذا القيد المؤلم لأصل إليها وأنا لا أزال أصيح
لا دعها تذهب لا ټلمسها
دون أن يسمع أيا من صيحاتي الناهجة علق باستفزاز سافر
أخبرتك منذ البداية ألا تعبثي معي
شد من قبضته على ساقي آن وخاطبها في عبيثة للغاية
هنا صړخت مع شقيقتي في فزع أتوسله ألا يفعل بها سوءا لكنه انطلق سائرا بدندنة مستمتعة