الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية غير قابل للحب للكاتبة منال سالم

انت في الصفحة 22 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز


قدمي في مقصدها لكن قبل أن تصل إليه صدها في براعة كأنه معتاد على مثل هذه المحاولات الھجومية من خصومه لقد أسرفت في المجازفة حيث أحكم قبضته عليها وجذبني منها للأمام ثم دفعني بغتة للخلف منها وبخشونة لأطرح أرضا انكفأت على العشب الأخضر وأنا أتأوه من الۏجع تحرك ليقف أمامي فرفعت رأسي لأنظر إليه ولهاثي يخرج من جوفي وجدته يرمقني بنظرة متأففة تحوي احتقارا صريحا لينطق بعدها في وعيد وهو يلف المقص في راحة يده

لقد انتهى لعبك السخيف 
توقعت نهاية عڼيفة لا تبشر بخير خاصة أن نظراته كانت سوداوية قاتمة تعبر عن كراهية مبيتة ناحيتي وقبل أن تدور في رأسي المزيد من الأفكار المريبة لمحت آن قادمة من على بعد كانت لا تزال ترتدي سروالها الأبيض القصير وكنزة سوداء ذات حمالات رفيعة جاءت إلي تركض على أقصى سرعتها كأنما تريد إيقافه قبل أن يمسك بي بهت من المفاجأة وأردت تحذيرها لكنها بلغته ودون سابق إنذار قفزت فوقه كقرد تعلق بفرع شجرة وراحت ټضرب أعلى رأسه بقبضتها المتكورة وهي تصرخ به
ابتعد عن شقيقتي 
في التو استجمعت نفسي لأنهض وصحت في فزع أكبر
آن لا تتدخلي 
دار لوكاس حول نفسه وهو يحملها على ظهره مبديا دهشته من شراستها المتزايدة ومع هذا لم يمنع نفسه من التعليق بسخرية
القطة البرية جاءت 
ضحك هازئا وأكمل
المتعة ستزيد الآن 
اندفعت أنا الأخرى ناحيته لأنقض عليه واستخدمت كل أطرافي في ركله ولكمه وصړاخي الغاضب يرتفع في الأرجاء
لا ټلمسها يا حقېر 
نحن الاثنان معا كنا لا نشكل قوة كافية لردع هذا المتمرس المعتاد على أقسى الأشرار عدائية ورغم ذلك لم أكف عن قتاله حاولت نهش عضده بأسناني وكلتا يداي تسعيان لأخذ المقص منه لكنه لطمني في فكي بوكزة مؤلمة مما جعلني أرتد خطوة للخلف مقاومة الدوران الذي عصف برأسي اضطربت نظراتي فرأيت رغم التشويش اللحظي الذي ساد فيهما لوكاس وهو يلف ذراعه خلفه ليمسك بشقيقتي ثم جذبها من عند كتفها بقوة لطرف كتفه ليقوم بإزاحتها من على ظهره لكنها كانت متشبثة به كالعلقة تعطيه ما تقدر من الضربات على رأسه 
عدت إليه لأنضم معها في ردعه لكنه استخدم ذراعه الآخر في صد ضرباتي الموجهة إلى صدره حركاته العشوائية حول نفسه جعلت آن تتمايل من فوقه وما إن تمكن من الإمساك بها حتى ألقاها ناحيتي لنسقط معا على الحشائش في دحرجة مهينة إلى حد ما 
سرعان ما اختطفت النظرات نحو لوكاس حين استعدت ثباتي وجدته يمسح
الډماء من على صدره ويتطلع إلي بنظرة ڼارية شديدة الخطۏرة لعڼ في إهانة فجة قبل أن يتقدم ناحيتي أنا وشقيقتي حينئذ ظهر فيجو من العدم اقترب من ثلاثتنا وهو يصيح متسائلا في صوت منزعج
ما الذي يحدث هنا
أجابه لوكاس في لمحة من التهكم وهو يلهج
بهذا الشيء 
ردد فيجو مندهشا وهو يرفع حاجبه للأعلى
المقص
ثم تحولت أنظاره ناحيتي كنت قد استقمت واقفة وسحبت شقيقتي آن المتأهبة خلفي حافظت على وجود مسافة لا بأس بها تفصلنا عنهما لاحظ فيجو ذلك قبل أن يعاود التحديق في وجه ابن عمه عندما تكلم في استهزاء وهو يشير به تجاهنا
من الأفضل في المرة القادمة أن تستخدما غيره فقد أثبت فشله معي 
 قال
سأحتاج لضمادة فقط فالچرح غير عميق 
لم يكن فيجو كعادته متخذا مشهد المتفرج الصامت بل بدا متحيزا لأجلنا بشكل يدعو للاسترابة والتحير حين عنفه بغلظة
لماذا تتم مخالفة أوامري ألا تسمع
حملقت فيه مشدوهة بتصرفه منذ متى غير موقفه المحايد رمشت بجفوني لأصدق أني لا أتوهم ما أبصره خاصة عندما راح ينهره في حدة زادت من غرابة الوضع
ألم أطلب منك الاهتمام بعملك بعيدا عنهما
لوهلة حلت بي الدهشة وملأت رأسي الأسئلة الحيرى من أسلوبه المريب معه أهو يتخذ موقفا ضده لماذا يفعل ذلك هل هناك ما أجهله أبقيت شكوكي لنفسي واحتفظت بالصمت وأنا ألصق شقيقتي الصغرى بظهري كأني أريد إخفاء وجودها عنهما فأنا لا أضمن ما قد يحل بها في حضورهما ركزت نظراتي المستشاطة على لوكاس عندما برر تصرفه بصفاقة تستفز حواسك
كنة العائلة من جاءت إلي تريد قتلي وأنا تركتها تمرح لأقتل شعورها بالضجر في يومها الكئيب 
كدت أتحدث بشيء لولا أن اتجهت أنظاره إلى آن فتخشبت وتأهبت غرائزي كأنها تستعد للمواجهة معه جال بنظراته القوية على كلينا ثم أتبع ذلك كلامه الموحي
لكن تفاجأت بهذه القطة الجامحة تقفز فوقي إنها شرسة بحق 
تشكل على جانب ثغره ابتسامة ماجنة وتحولت نظراته للعبثية حين أتم جملته
وأنا أحب ذلك 
انتفضت بداخلي غريزة الزود عن شقيقتي فهذا اللعېن عنيد للغاية إن وضع أحدهم برأسه لن يتركه وجل ما أخشاه أن يكون قد حول انتقامه الأرعن نحو شقيقتي نفضت خۏفي عني وصړخت به بصوت حاد محذر وأنا ألوح بذراعي في الهواء
إياك أن تقترب منها!
احتوت عيناه على نظرة شھوانية جائعة قرأتها صريحة ووجل قلبي عندما سددها نحو آن البريئة ليقول بعدها في جرأة مؤكدا على مخاۏفي الجمة
وأنا أفكر في أكثر من مجرد الاقتراب 
هدرت آن تهدده في نزق
سأنهشك قبل أن تفعل 
انتشى لهذا النوع الحماسي من المجابهة فقال مبديا ترحيبا شديدا وهو يفرد ذراعيه على طولهما
أوه المزيد من الإثارة!
رمقها بنظرة مليئة بالتشويق والشره قبل أن يتابع
أريدك أن تجربي
حذره فيجو بصوت صارم غير متساهل
لوكاس!
كززت على أسناني بغيظ وصحت في صوت خفيض أحذر شقيقتي
لا تتفوهي بشيء أحمق إنه لئيم 
ردت آن في نبرة هامسة
إنه من يستفزني 
في هذه اللحظة تحديدا كنت أطمح أن يكون فيجو أكثر حزما معه أن يلزمه حده وقتها كنت سأنظر إليه نظرة مختلفة تحوي نوعا من التقدير بالرغم من نفوري منه واستنكاري لكافة تصرفاته العڼيفة تسلل الخۏف إلى أعماقي وأنا أرى لوكاس يخبره في بغض صريح
فيجو أنا أرد على القطة الشرسة فإذا أرادت مناطحتي عليها تحمل العواقب 
لم تلن نبرة فيجو وهو يهتف به
ماذا قلت هل تعصي أوامري كف عن مضايقة كلتاهما!
القليل من الارتياح تسرب إلي كنت من داخلي شاكرة لوجوده فهو قادر على إيقاف تجاوزاته المستفزة على ما
يبدو لم يرتض لوكاس بموقفه غير المحايد فسأله بسخط
لا تقل أنها نجحت في التأثير عليك
لم أتمكن من قراءة وجه فيجو فقد استدار للجانب لكن صوت لوكاس كان عاليا في إنذاره
إياك أن تعطيها وجها ستغدر بك 
أشار بيده ناحيتي مضيفا في كره متبادل بيننا
إنها تنتمي للخونة 
حانت من فيجو نظرة جانبية ناحيتي جعلتني أشعر بالتوتر نسبيا ولا أعرف سبب ذلك التلبك الذي نال مني مع نظراتي المثبتة علي مما دفعني لإبعاد عيناي عنه لكني سمعته يعلق في هدوء
لا تقلق أنا أعرف كيف أدير شئوني 
جدال غير مؤذ ظل قائما بين أولاد العم للحظات اعتبرتها طويلة رغم أنها لم تتجاوز الدقيقة ف فيجو يصر على موقفه في إقصاء لوكاس عن طريقنا طوال فترة وجود شقيقتي احتراما لما اتفقنا عليه بينما الأخير يحتج على تحجيم نفوذه وسلطته ارتكزت من جديد أنظاره علي قبل أن يلوي ثغره مرددا في غير رضا
حسنا أيها الزعيم أريد أن أذكرك ألا تجعل هذه الساقطة تدخل بيننا في يوم ما نحن أبناء ډم واحد تشاركنا كل شيء معا منذ أن أتينا إلى هذه الدنيا لا تنسى ذلك أيضا وأنا أرجأت ثأري احتراما لقرارات عمي مكسيم 
رأيت فيجو يضع يده على كتفه ويعلق في غموض جعل نبضات قلبي تتلاحق
أعلم هذا 
ثم تحرك خطوة لأجده قد أولاني ظهره وأغلق علي مجال الرؤية أبقيت ذراعي في الخلف لأحاوط به شقيقتي وأصغيت ل فيجو وهو يتحدث في جدية
لكنها ستصبح زوجتي عليك احترامها أنا لا أطلب الكثير 
لن أنكر أني انبهرت لحظيا بجملته الانتقائية لم أعتد سماع ذلك منه هو يفرض وجودي عليه ويخلق نوعا من الحماية ناحيتي شعرت بالغبطة غريبة تداعبني ومع هذا أخفيت ببراعة تأثري بدفاعه لكن ما لبث أن تصدعت أوهامي الواهية كليا عندما واصل لوكاس الكلام وهو يميل برأسه للجانب ليركز بصره علينا
اتركها 
جاء فيجو كنجدة من السماء وأمسك به من ذراعه يأمره
ابتعد عنها 
تبادل معه لوكاس نظرة متحدية وقال في عناد أكبر
لا احمي من تعدها زوجتك ودع لي هذه 
ثم مال على أذنه يهمس له بشيء فتسمر فيجو في مكانه يطالعه بنظرات غامضة حادة ارتسمت ابتسامة أكثر اتساعا على زاوية فم لوكاس قبل أن يجذب بقوة أكبر شقيقتي ناحيته كنت أقف له بالمرصاد أزود عنها على قدر قوتي ومقدرتي لكن تدخل فيجو وأوثق معصمي بيديه قاضيا على أي مقاومة مني ليتمكن ابن عمه من الوصول إليها والإمساك بها عندئذ صړخت في رهبة وكل درجات الخۏف تفشت في كياني
آن 
لم يجد لوكاس صعوبة في بلوغها ما إن شدها ناحيته حتى انحنى قليلا ليرفعها من خصرها عن الأرض ثم ألقاها على كتفه فاستنجدت بي متوسلة في عجز وقلة حيلة
ريانا لا تتركيني 
لم أملك سوى لسانا طليقا أحاول به إنقاذ شقيقتي فصحت پجنون وأنا أراها تركل بقدميها في الهواء وټضرب بكلتا قبضتيها ظهر لوكاس البغيض
لا ټلمسها يا نذل إنها أطهر من أن تضع يدك
عليها 
نادت آن بصړاخ مرتاع
ريانا النجدة!
بدا لوكاس غير مكترث بالضربات المتشنجة من شقيقتي وخاطب فيجو في جدية تامة
لقد قامت عروسك المصون بمحاولة قتلي ولم أقتلها إكراما لك فكيف ستعاقبها
كان قادرا على بث الكراهية ببراعة في نفس أي شخص وكنت أنا أولهم وضاعف من مشاعر الحقد والغل بداخلي عندما أضاف
ولا تقل إنها طائشة أريد الٹأر 
رد عليه وهو يديرني ليلصق ظهره بصدري وجاعلا قبضتيه
كقيدين محكمين على رسغي
لوكاس سأهذبها ثق بي 
كما تشاء لكني سأخذ ثأري من شقيقتها فهذا مشوق أكثر 
اهتاجت شقيقتي وانفعلت واختلط ڠضبها مع خۏفها وراحت تنتفض بجسدها في جنون وهي تلعنه بشدة انضممت إليها وحاولت الخلاص من هذا القيد المؤلم لأصل إليها وأنا لا أزال أصيح
لا دعها تذهب لا ټلمسها 
دون أن يسمع أيا من صيحاتي الناهجة علق باستفزاز سافر
أخبرتك منذ البداية ألا تعبثي معي 
شد من قبضته على ساقي آن وخاطبها في عبيثة للغاية
هنا صړخت مع شقيقتي في فزع أتوسله ألا يفعل بها سوءا لكنه انطلق سائرا بدندنة مستمتعة
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 59 صفحات