الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية زيف المشاعر بقلم الكاتبة سلوى عليبه

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

ساجد مش معنى كده انه مبيحبكيش لا ساجد بيحبك بس برضه بيحب نفسه وحاليا هو بيقارن بينك وبين نفسه .يعنى هو اللى المفروض يكون فى المستشفى والعكس انت اللى تكونى فى البيت .فاهمانى وعشان كده بقولك هو عايز معامله من نوع خاص وياريت تقدرى عليها. 
ظلت بسملة تفكر بكلام ماهى وهى بالفعل أصبحت تصدقه .فقررت بينها وبين نفسها أن تحتويه فهو مازال حبييها وسندها الأوحد خاصة بعد أن قررت والدتها أن تسافر لأخيها الوحيد المقيم بالكويت لمساعدته لتربية أبنائه الثلاث بعد ۏفاة والدتهم .
استأذنت من عملها وقررت ان ترجع الى المنزل لكى تكون بانتظاره .
دخل آدم على ماهى وهى تراجع بعد التقارير أمامها. سألها دون مقدمات بسملة استأذنت ليه هى تعبانه
وقفت أمامه وقالت بشفقة آدم أنا دلوقت ماهى بنت عمك واختك اللى متربيه معاك .إنسى بسملة يا آدم .وبلاش تفكر فيها وتتعب نفسك على الفاضي . انت طول عمرك قافل قلبك .يبقى ياريت لما اختار متختارش حد عارف انه مش من نصيبك. 
نظر إليها بحزن وقال شكلنا شبه بعض حتى فى اختياراتنا اناس مش من نصيبنا أو على الأقل مش حاسين بينا. ولا أنت مفكرانى مش واخد بالى منك ومن عديم الأحساس ابن خالتك.
ضحكت كعادتها لتدارى آلامها وقالت تمام هعمل بالنصيحه يادكتره يالا على مكتبتك ورايا عامين عليه امر عليهم. 
خرجت من أمامه وهو ينظر إليها پألم وقال بختك من بختى يابنت عمى .احنا الاتنين اختياراتنا غلط .بس نعمل ايه فى ده ثم أشار على قلبه. 
عادت لمنزلها وهى تحاول ان تقوم بما عليها علها تنهى من رأسه تلك الأفكار العقيمة . عاد من عمله فوجدها. لم ينكر سعادته بل أمضى معها يوما لن ينمحى من ذاكرتهم إلى الأبد .
سافرت والدتها تحت حزن بسملة الشديد ولكن عزاؤها أنها قد أتمت رسالتها معها وعليها الآن أن تساعد شقيقها الوحيد فى محنته. 
ذهبت بسملة للعمل بعد يوم ان من سفر والدتها . فهى
لم استطع الخروج من المنزل من أثر حزنها على سفر والدتها. 
نزلت من سيارة ساجد بعد أن ودعها ودخلت صوب المشفى والذى بدأ الجميع بترحيبهم بها فهى محبوبة بينهم لتواضعها مع الجميع.
قابلت آدم فى مدخل المشفى .فتفاجأ بها فقال بفرحة كبيرة دون إدراك بسملة حمدالله على السلامة المستشفى كانت مضلمة من غيرك. 
وجدت من يرد عليه بعصبية وقال لا والله واسع كمان يادكتور يامحترم . وكمان أظن أن اسمها دكتورة بسملة ولا حضرتك بتنادى على الدكاترة بأسمائهم عادى كده. 
إقتربت منه بسملة وقالت بإحراج جرا إيه يا ساجد دكتور آدم أخ كبير لينا كلنا وعادى يعنى أكيد بس من المفاجأة.
نظر إليها پغضب وقال د حضرتك مبسوطه يقع وهو بيقولك كده . واسع كمان يادكتوره ياريت تعرفينى .
صاحت به بشدة ساجد حد بالك من كلامك وشوف انت بتقول ايه بالظبط 
جاءت ماهينور مهرولة وهى تقول فيه ايه بس يا استاذ ساجد دكتور آدم هنا اخونا كلنا وساعات كتير بينادينا بأسمائنا كنوع من الألفه فى الشغل ياريت بلاش تكبر الموضوع.
إبتسم بسخرية وقال طلعت أنا اللى بكبر الموضوع فى الآخر يعنى .تمام ومش بعيد تطلعونى غلطان كمان .
انسحب ساجد پغضب من المكان .أما بسملة فكانت تبكى بحړقة فهى تحاول معه بكل الطرق وهو يهدم ماتفعله بكلمه وكأنها تحرث فى البحر فلن يتم زرعه ولن تفيد حراثته بشئ. 
نظرت لآدم وقالت بخجل أسفه لحضرتك على الڤضيحه اللى حصلت بسببى وأنا مساعدة أنى أسيب المستشفى لو حضرتك حابب . 
ماذا تقول أى مشفى الذى تريد أن تترك .لا وألف لا فهو لا يهمه أى شئ سوى دموعها التى تهبط على وجنتيها كحبات اللؤلؤ. 
تنحنحت ماهينور وقالت دكتور آدم رد ياريت على بسمله. 
تنحنح هو الآخر وقال لا طبعا مفيش حاجة حصلت هو سوء تفاهم وان شاء الله هيتحل. 
مضى اليوم ببطء على الجميع حتى أتى موعد العودة .لم تعرف بسملة ماذا تفعل. إقتربت منها ماهي وقالت بصى يابسمله اعذرى ساجد هو برضه معذور بيحبك وغيران عليكى وياريت بلاش تطولى فى الزعل مابينكم . 
إبتسمت بسملة وقالت پألم عارفه واحاول أديله فرصة كالعادة بس يارب يقدر المرة دى الفرصة اللى أنا هديهاله. 
دقت عليه مرة ومرات ولم يجب عليها. إبتلعت رمقها وأخذت تاكسى وذهبت المنزل فلم تجده.
ظلت بانتظاره حتى إقترب الوقت من المساء فقررت أن تذهب هى إليه .فبالتأكيد هو عند والدته.
إرتدت ملابسها وذهبت الى منزلهم القديم . وصلت وصعدت الى الطابق الذى به شقة ساجد وشقتها هي الأخرى. 
اتجهت بشقة ساجد خاصة بعد أن سمعت صوته هو وسارين .إبتسمت على اعتقاد منها انه حكى ماحدث وصديقتها تقوم بتهدئته. 
ولكن عندما إقتربت سمعت ما يهتز له البدن.
سارين بلؤم مانا ياما قلتلك ياساجد خليها تقعد بدل مابتعمل عليك دكتورة وانا تقولى لا مقدرش .كده هتفكر أنى غيران منها .أهى لما حصل مشكله بدل مابتقول لا دجوزى ومن حقه يزعق قعدت تبرر للدكتور التانى. 
رد عليها ساجد پغضب عندك حق .كان لازم إليها تقعد فى البيت طالما أنا مقتدر .حتى لو مش مقتدر تعيش على قد ظروفى .انما أنا اللى سيبتها تعمل اللى نفسها فيه كله .بس ملحوقه يانا ياشغلها وهى تختار بقه. 
وضعت بعدها على فمها من الصدمة ولكنها لم تكن الأخيرة .فسمعت سارين وهى تقول بخبث 
بص ياساجد أنا مش عايزه اهرب البيت بس الصراحه كده علاقتنا مع دكتور آدم دى مش مريحانى. ثم أكملت ېكذب وافتراء وقالت دحتى كل ماتيجى
سيرة شغلها ماتبطلش كلام عنه وعن جدعنته ويابختها اللى هتاخده وتكون من نصيبه وكلام كتييير أنا مبرضاش أفكر فيه عشان مظلمهاش. 
انتظرت بسملة دفاع زوجها عنها ولكن هالها ما سمعت .
رد ساجد وقال دون وعى ولا تفكير تصدقى كلامك صح وانا كنت غبى .د حتى لما شافها النهارده كانوا ملهوفين على بعض على الآخر معقوله بسملة تعمل فيا كده .
سمعت صوت والدتهم والتى كانت تصلى وأنهت صلاتها بسرعة وخرجت إليهم وقالت بصوت عال غاضب جرا ايه منك ليها اللى بتتكلموا عليها دى تبقى بسمله اللي عمرها ماسابتكم لحظه وعارفين تربيتها كويس قووى .وانت ياسر ساجد مش دى بسمله اللى عملت المستحيل عشان تتجوزوا واداتك فلوسها وساعدتك بكل اللى تملكهحتى وظيفتك على السبب فيها .ايه اللى حصل ياولادى . 
دق الباب بقوة ففتحت رباب وهى تنظر بخزى لأبنائها .أصابهم جميعا الذهول عندما وجدوا بسمله أمامهم. 
علموا جميعا أنهم قد استمعت لحديثهم من آثار دموعها على وجنتيها. 
إقتربت من رباب وقالت بإمتنان شكرا ياطنط أنك رديتى غيبتى وشرفى اللى جوزى مردهمش. 
إبتلع ساجد ريقه وهو يدرك هول مافعل. 
إقتربت من سارين والذى اصبح وجهها أسود من أفعالها وقالت شكرا ياصاحبة عمرى .مش عقول أكتر من كده. 
اتجهت لساجد وقالت دون مقدمات أنا خروج شفتى وبكره تيجى انت والمأذون عشان تطلقنى. 
صاحت رباب بقوة وهى ټضرب على صدرها وتقول طلاق ايه بس يابنتى. 
نظرت بسملة لساجد المنصدم من كلامها وقالت اللى ميردش عن عرضى ويسمع كلام عارف انه غلط بس عايز يصدقه عشان يبرر تصرفاته فى الفترة الأخيرة يبقى إنسان أنا مآمنش على نفسى معاه. أكملت پبكاء ماما لما سافرت قالتلى أنا سايباكى مع راجل عارفه انه هيقدم راحته على راحتك .هو امانك وسندك . تخيلوا يقع لو عرفت ان الراجل ده هو اللى بيتكلم .ياترى هيبقى ردها ايه
لكن رباب بقوة واقتربت منها وقالت بلاش يابوسى تهدى بيتك .ساجد غلطان وانا بنفسى هعرفه غلطه بس يابنتى بلاش. 
إبتسمت من بين دموعها وقالت بيتنا مهدود من زمان ياطنط وانا اللى كنت بحاول أرمم وأصلح .للأسف ده مش أول موقف لساجد بس أنا كنت يسكن وبعذر وبسامح وبعدي. 
بس ده مش ضعف ياطنط لا. دمنتهى القوة مني .لأنى ببساطة لما ببعدببعد قووووى ومبرجعش تانى. فياريت توفرى كلامك لأن حضرتك غاليه عليا وانا مش هقدر منفذوش. 
اتجهت للباب وهى تقول بكره مش هروح الشغل وتكون موجود انت والمأذون ومتقلقش هبريك من كل حاجة لأنى مش عايزه حاجه تفكرنى بيك.
أمسكت بسملة هاتفها واتصلت على رقم وقالت ماهى أرجوكى تعاليلى عند بيتنا القديم أنا مستنياكى قدام العماره متتأخريش ثم أغلقت الهاتف دون كلام آخر.
أما عند ساجد فارتمى على المقعد وهو يضع كيفيه على وجهه ثم أجهش فى بكاء مرير .لم يعرف هل سببه كلامها له وخذلانها منه أم لأنه بالفعل سيفقدها وهو لايستطيع الحياة بدونها .
إقتربت والدتي منه وقالت پألم غاضب عيط ياساجد عيط كتييير ياحبيبى لأنك لسه هتندم على أنك فرطت فى بسمله.
ثم نظرت إلى سارين وقالت بعدم رضا أنا مش هقولك حاجه لأن العيب مش عليكى العيب على اللى كان بيسمعلك وسايبلك نفسه وحياته زى اللعبه بس صدقينى أنا خاېفه عليكى من اڼتقام ربنا. 
تركتهم ودخلت لغرفتها. 
مضى الليل على الجميع مختلف عن كل الليالى السابقة.
مازالت ماهى تحتضن بسملة التى ذهبت فى النوم بعد عڈاب لكثرة بكائها . 
أنا ساجد فجالس بغرفته لايفكر بشئ سوى نظرات بسملة وكلامها. خرج من غرفته
مسرعا متجها لغرفة والدته كرة يجعلها تحدث صابرين والدة بسملة لتقنعها بالعدول عن قرار الطلاق.
سمع صوت بكاء سارين وهى تقول 
أنا من ساعة كلامك وانا خاېفه من اڼتقام ربنا أنا فعلا معرفش أنا قلت كده ايه .والله بسمله عمرها ماكلمتنى عن آدم أصلا بالعكس كنت بفتح معناها الكلام وهل تقفله ولما كنت بقولها د دكتور وسيم وغنى على أساس انها تغلط او تقول أى كلمة كانت ترد عليا وتقولي مبشوفوش ساجد أخوكى مالى عنيا وقليل. 
صدمة على ماحلت على ساجد ففتح الباب بسرعة وأمسك اخته ولطم صدغها وهو يقول ليييييه حرام عليكى تدمرى حياتى وانا كنت بسمعلك .
صاحت سارين وقالت غرت منها .ايوه غرت .لقيتها بتاخد كل حاجة .دخلت الكلية اللى كان نفسها فيها واتجوزت الانسان اللى بتحبه وعايشه عيشه تانيه مختلفة وكل ماندخل مكان العيون كلها عليها مع أنى اجمل وأحلى بس هى بروحها بتشد الكل .أكملت دون وعى حتى يوم ماولدت الكل بيجى يقدم خدماته ويقول عشان خاطر دكتورة بسملة الممرضين والدكاترة حتى العمال بتوع النضافة وزادت بحساب المستشفى اللى خصموا نصه عشان خاطرها. 
جلس ساجد دون حيلة وقال يعنى ذنبها ان قلبها أبيض وبريئة وبتحب الكل يبقى جزاتها منى أنى أرميها وأعذبها معايا .
وقف مرة واحدة وقال أنا فعلا ماستاهلش حد زيها فى حياتى . عشان كده أنا هطلقها عشان تعيش مع حد تانى يقدرها مادام أنا مطلعتش راجل وبمشى ورا كلام الستات. 
ثم رمق اخته پغضب وتركها وذهبت. نظرت إليها والدتها وقالت د أول اڼتقام منك وهو زى ما فرقتى بين بسملة وساجد انت كمان هتفترقى عنه حتى لو رجعتوا هيبقى اللى بينكم اتكسر. 
خرجت سارين هى الأخرى والندم يأكلها من داخله ولكن هل ينفع الندم الآن. 
عودة للحاضر.... 
جاء الصباح بما يحمله من أمل جديد . قررت بسملة الا تستسلم لأحزانها فيكفى ما مضى من حياتهامن أحزان .فعليها أن تقاوم وتصمد وتحقق ذاتها .
دخلت المشفى برأس مرفوع رغم مارت به . ظلت تعمل بجد ولا تترك الفرصه لأحد أن يتكلم معها بأى شئ .
مضى شهر على طلاقها ولم ينفك ساجد أن يحاول الاعتذار منها . ويترجاها أن ترجع له. 
قررت أن تحدثه لكى تنهى هذا الحوار 
عايز ايه ياساجد . هكذا ردت على الهاتف بعد عدد لا ينتهى من المكالمات. 
تمام هقابلك فى الكافية اللى قدام المستشفى. 
ذهبت إليه وجدته بانتظارها وعلى وجهه بعض الأمل. 
إقترب منها فابتعدت هى وقالت أفندم أنا جيت عشان تقول اللى عندك عشان ننهى الحوار ده. 
أصابه الحزن ولكنه لم ييأس وقال أنا بعتذر منك وعارف أنى غلطت .صحيح أنا عملت حاجات كتيير غلط بس صدقينى أنا مش عارف أكمل .ابلاش تضيع حبنا يا بسمله .اعملى اللى انت عايزاه بس صدقينى أنا اتعلمت الدرس كويس .فبلاش تبعدى عنى . 
نظرت إليه بقوة رغم انكسار قلبها وقالت 
أنا كان ممكن ابقى أسعد انسانه فى الدنيا بسبب كلامك .بس للأسف اللى انت كسرته جوايا صعب انه يتصلح معنا كانت المغريات. 
انت خليت صورة حب الطفولة وابمراهقة والشباب بقت باهته. هليتنى كفرت بالحب والأمان وان الراجل هو السند . تعرف كان ممكن أسامح لو قلت أى حاجة انما تطعنى فدى اللى عمرى ماهسامح فيها أبدااا معنا كان .
وقفت مرة واحدة وقالت أنا بس حبيت اعرفك أنى مسافرة .مش هقعد خلاص معاك هنا لانى مش قادرة اكون معاك فى بلد واحدة .وياريت متخاولش تكلمنى تانى.
تقف تودع صديقتها وهى تبكى وتقول
خلاص بقى ياماهي متعيطيش عشان خاطرى. 
مسحت ماهي دموعها وهى تقول هتوحشينى . 
إبتسمت بسملة وهى تقول هرجع صدقينى هرجع بس وانا واحدة تانيه قويه محدش يقدر يكسرها .ويمكن ساعتها أقدر أعيش بدون ألم فى الحياة دى.
إقترب آدم وقال بحزن خلاص هتدخلى عشان الإجراءات. 
نظرت إليه بسملة بإمتنان وقالت شكرا على وقفتك جمبى وخد بالك من ماهي. 
إبتسم دون إرادة منه وقال خلى بالك انت من نفسك .ومتقلقيش على ماهي .
ودعتهم وذهبت الى طريق جديد قررت أن أمضى فيه عليها تجد دواء لحزنها وتركت وراءها قلبا نادما وقلبا مشتاقا من الآن . 
آمسكت ماهى يد آدم وقالت بأمل هترجع يا آدم وهى بسملة جديدة قوية وصدقنى ساعتها هترحب جدا بقلب زى قلبك . 
أما هناك فيوجد رجل بعض على أنامله ندما وهو يودع عشقا لايستطيع أن يجد غيره وحبيبةلن يجد بوفائها. 
تمت 
زيف المشاعر
سلوى عليبه

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات