الإثنين 06 يناير 2025

رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الثاني من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق

انت في الصفحة 4 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

تعلم لما عندما نطقت هذا الكلام شعرت بشعور سئ عكس وقتما أخبرها فعمله يأخذ كل وقته وهذا ما حدث عندما ذهب لمهمة التدريب التي يرأسها هو 
هو الشغل دايما واخد كل وقته 
تساءلت بها بخجل فنظرت لها حورية وهي لا تعرف بما تخبرها 
للأسف شغل صالح متعب وهو بيحب شغله اووي ف دايما حاطه في المرتبة الأولى في حياته 
نظرت إليها زينب ثم فركت يديها معا وقد تحرر أخيرا الكلام من شفتيها 
حتى مكالمتنا قليله ومبعرفش اوصل ليه لما بكون عايزه اكلمه واسأله عن حاجة 
لم تعرف السيدة حورية كيف تجيبها ولم يخلصها من هذا الحرج إلا قدوم النادل 
استطاعت السيدة حورية رسم ابتسامتها الجميله وقد أخفت داخلها ڠضبها من تصرف ابنها فحتى المكالمات الهاتفيه يحرم الفتاة منها 
خلينا نشرب حاجة ترجع لينا نشاطنا ونلحق نخلص قبل الساعه تلاته عشان متتأخريش على نائل بيه 
في الوقت الذي تعلم فيه محادثة ابنها لصغيره كانت تقف قرب الصغير منتظرة إنهاء محادثتهم 
التقط السيدة حورية الهاتف من يد نعمات بعدما أنهى صالح حديثه مع صغيره وأخبره أنه يحبه بشده وسيعود قريبا 
اندهشت نعمات من تحرك السيدة حورية بالهاتف للخارج واتجهت نحو غرفتها 
قولي اخر مرة كلمة فيها خطيبتك كان امتى 
لم ينطق صالح بكلمة لأنه بالفعل لا يتذكر أخر مكالمه كانت لهم ربما كانت بالأسبوع الماضي 
البنت بعد اسبوع هتكون مراتك عارف يعني إيه مراتك 
مساء الخير يا دكتورة حورية 
ببرود ألقى صالح عليها السلام فامتقعت ملامحها پغضب 
والله خسارة فيك البنت ديه للأسف المرادي في عنادك مع جدك أنت الخسران يا صالح 
رسالتك وصلت يا دكتورة 
زفرت حورية أنفاسها بقوة وهتفت بيأس منه 
هترجع امتى فرحك بعد اسبوع يا استاذ 
تحرك صالح بالغرفة التي يقيم بها وأخذ يفك أزرار قميصه ثم جلس على الفراش بإرهاق 
هنزل بعد يومين 
صالح لآخر مرة بسألك لو مش عايز زينب قول حرام تظلم البنت معاك 
نظر لها صالح طويلا لتقطع صمته قائله بدهاء 
أنا شايفه إن البنت بقت متردده في موضوع جوازكم وأنت اللي هتكون خسران 
تلك النيران التي رأتها السيدة حورية في أعين ابنها قبل إنهاء المكالمه جعلتها تتأكد أن ما يفعله ما هو سوى عناد مع جده تتمنى أن يفيق منه قبل فوات الأوان  
ضحك نائل من قلبه وهو يضمها لأحضانه بعد مزاحها له بأنه دوما سيظل الرجل الأول الذي امتلك قلبها 
طيب و صالح هيكون إيه يا بنت أسامة 
توقفت زينب عن الضحك بعد سؤال جدها فضاقت حدقتي نائل بحيرة عندما رأي صمتها وقد انتابه الشك 
مالك يا زينب اوعي يكون حفيد شاكر زعلك في حاجه أنا أصلا عايز افركش الجوازة ديه البيه بدل ما تتعرفوا على بعض الشهر ده قام سافر مهمة تدريب كان أجلها او وكل المهمة ديه لغيره 
ابتعدت زينب عن أحضان جدها وكادت أن تتحدث لكنه أشار إليها بالصمت 
هاتي التليفون بتاعي خليني اكلم جده 
يا جدو اسمعني 
قولت هاتي تليفوني 
قطع نقاشهم ارتفاع رنين هاتفها نظر لها جدها بعدما التقطت الهاتف وقد التمعت عيناها باللهفة لرؤيتها اسمه 
مالك يا بنت أسامة 
أخفضت زينب عيناها بخجل من نظرات جدها ونهضت من جانبه وتحركت 
ده صالح يا جدو هدخل اكلمه 
رمقها نائل بنظرة طويلة بعدما ابتعدت عنه وزفر أنفاسه بقوة حفيدته وقعت في غرام هذا الرجل رغم افتقار لقائاتهم 
ما انت مجرب الحب يا نائل بيجي من غير ميعاد ياريت يا زينب حظك يكون احسن من اللي اتسميتي على اسمها ويعرف ابن الزيني قيمتك  
نظرت لها عايدة بأسف وهي تراها منهمكة في تحضير صنف الطعام الذي طلبه السيد سيف منهم 
سامحيني يا ليلى حتى يوم اجازتك مش سيباكي ترتاحي فيه ولا تخرجي زي البنات 
الټفت ليلى نحوها بعدما انتهت من سكب محتوى الصنف الغربي في وعاء الطهي و ارتسم العبوس على ملامحها 
هو ليه مش مصدقين إني بكون مبسوطه وأنا بساعدكم 
بنت أصول يا بنتي الله يرحم اللي احسن تربيتك واللي جيتي من صلبهم 
قالها العم سعيد بعدما دلف المطبخ واستمع إلى ردها الذي أبهج قلبه 
سعيد أمتى هتيجي البنت اللي هتساعدني 
يومين وهتيجي يا عايدة اختيار خدامة أمينة في الزمن ده بقى صعب اووي 
واصلت عايدة تحريك الملعقة في إناء الطعام وردت قائلة 
أفراد البيت رجعوا يزيدوا تاني يا سعيد وانا وأنت الصحة مبقتش زي زمان 
هز سعيد برأسه فقد عاد الغائب لهم بعروس لا يرى فيها خيرا 
مر الوقت الي أن جاء وقت تقديم الطعام وقد انسحبت ليلى وعادت إلى المسكن لتسرع في تحضير الطعام لهم 
عندما تعلقت عينين كارولين بصنف الطعام الذي اشتهته هللت بسعادة 
رائحته شهية حبيبي اشتقت لهذا الطعام 
طبعت قبلة خفيفة وسريعة على شفتيه أتى عليها عزيز الذي لم يعجبه الأمر 
امتعضت ملامح العم سعيد أما عايده أشاحت عيناها واستكملت مهمتها في وضع أطباق الطعام 
اكل عايدة كله يفتح النفس تسلم ايديكم 
قالها عزيز بعدما جلس على مقعده فابتسم سيف واقترب من عايدة ليقبل رأسها 
تسلم ايدك 
ابتهجت ملامح عايدة وربتت على خده بحب 
بالهنا والشفا بس صنف الطعام اللي طلبته مني مخصوص مش أنا اللي عملاه 
لم ينتظر العم سعيد إكمالها لكلامها وقال بفخر وهو ينظر لهم 
ليلى هي اللي عملته 
ظنها دمية بين أصابعه 
الفصل الحادي والعشرين
تحولت ملامح وجهه إلى الوجوم بعدما سقط كلام العم سعيد علي مسامعه 
شعور سئ اقتحم فؤاده عندما علم أنها مازالت تستمر بطهي الطعام وكأنها خادمة في منزله 
هو لا يعتبر عائله العم سعيد خدم لديه ولكن مساعدتها ل عايدة بالمطبخ من وقت لأخر صارت تزعجه خاصة منذ أن بدأت تغزو قلبه وأفكاره 
أنت مش قولت في واحده هتيجي تساعد عايدة يا عم سعيد 
حل الصمت لوهلة على الجميع بعدما تساءل عزيز بنبرة خرجت حادة 
ارتبك العم سعيد ونظر نحو عايدة التي طالعته بتوتر وقد اندهشوا من حدته 
هتيجي بعد يومين يا بيه 
تناول سيف قطعة من صنف الطعام الذي صنعته ليلى ثم أخذ يمضغه ببطئ 
تسلم ايدها بجد البنت ديه نفسها فظيع متخليها تساعدكم بدل ما تجيبوا خدامه 
ألقى سيف باقتراحه وهتفت كارولين مثله 
ستكون طاهية رائعة 
ليلى مش خدامه هنا 
ارتفع صوت عزيز وترك ملعقته التي أحدثت صوتا بالطبق فتوقف سيف عن مضغ الطعام ونظر نحو عمه الذي احتقنت ملامحه 
ابتسم العم سعيد بعدما استمع إلى رد سيده أما عايدة شعرت بالحزن وأطرقت رأسها بعدما عرض سيف بأن تعمل ليلى بدلا من الخادمة الجديدة 
أنا مكنش قصدي أنا قولت اقتراحي لأني عارف إنك مبتحبش ناس غريبة تدخل البيت والبنت شكلها شاطره في المطبخ وتعتبر قاعده معانا 
ليلى ضيفة عندنا يا بني و عزيز بيه ربنا يكرمه وفر ليها شغل بشهادتها في المصنع 
قالتها عايدة وقد تخلت عن صمتها ونظرت نحو عزيز الذي رمق ابن شقيقه بنظرة ممتعضة أخجلته من حديثه 
جلى عزيز حنجرته قبل أن يتحدث وخرجت نبرة صوته بحشرجة 
ليلى مش ضيفه يا عايدة ليلى فرد من البيت ده 
اعتلت الصدمة ملامح عزيز بعدما أدرك ما تفوه به وقد اتجهت جميع الأنظار عليه بدهشة فتنحنح واستطرد قائلا 
انتوا كلكم من العيلة يا عايدة 
ابتهجت ملامح العم سعيد ونظر إلى عايدة 
الله يكرم أصلك يا بيه 
هو البيت يكون ليه طعم من غير الراجل العجوز ده وأكل عايدة اللي يفتح النفس 
تحدث سيف مازحا حتى ينهي الأمر الذي أحدثه بڪلامه الذي لم يقصد به الإهانة 
ابتسمت عايدة والعم سعيد الذي أردف حانقا 
الراجل العجوز ده مكنتش بتفتكره وانت في بلاد بره لكن نيرة فاكهة البيت كانت كل كام يوم تتصل تكلمني 
عشان تاخد منك التقرير عن اكلي وميعاد نومي وصحياني يا راجل يا عجوز 
قالها عزيز بمزاح وسرعان ما كانت ترتفع قهقهته عاليا بعدما تحدث العم سعيد باستياء 
الله يسامحك يا بيه سيبني موهوم شوية واني غالي عندهم 
ظن عزيز أن العم سعيد يمزح بكلامه كعادته لكن عندما أطرق رأسه فهم شعوره 
نهض عزيز علي الفور من مكانه وربت على كتفه قائلا 
طبعا غالي عندهم يا راجل يا طيب مش أنت اللي ربتهم برضو 
لا النهاردة في دراما تراجيدي 
تمتم بها سيف وهو ينهض من مقعده هو الآخر واحتضن العم سعيد الذي أسرع في مسح عيناه من الدموع 
كانت كارولين تتابع ما يحدث بتعجب ولم تكن تفهم معظم حديثهم لكن عيناها كانت منجذبة بجراءة نحو عزيز 
وضعت ليلى كأس الشاي أمام العم سعيد وجلست قبالته لتشاركة جلسته وتتناول معه مشروب النعناع الساخن خاصتها 
ابتسم العم سعيد بعد تناوله بضعة رشفات من كأس الشاي 
كوباية الشاي بتاعتك بتعدلي مزاجي يا ليلى 
بابتسامة عريضة طالعت تمزجه بكأس الشاي 
تشرب من ايدي احلى كوباية شاي لكن قهوة مقولكش 
ارتفعت ضحكات العم سعيد وأكمل عنها بمزاح 
دايما من غير وش 
ضحكت ثم أطرقت رأسها بخجل عندما تذكرت المرات القليلة التي صنعت للسيد عزيز قهوته 
عزيز بيه بيجاملني عشان ميحرجنيش كل مرة بسأله طعم القهوة حلو 
ضحك العم سعيد لمعرفته بخجل ليلى الشديد من سيده 
ما دام قالك طعمها حلو يبقى طعمها حلو يا لولو ده كفايه طاجن البامية ولا ام علي اللي بتعمليها 
وكاد أن يذكر لها بعض أصناف الطعام التي يعشقها هو من يدها لكن سرعان ما كان يتذكر ما حدث اليوم على طاولة الطعام 
تلاشت ابتسامتها شيئا فشئ بعدما بدأ العم سعيد يقص عليها الحديث الذي دار عنها 
اول مرة اشوف البيه متعصب كده خصوصا قدام
سيف عزيز بيه الله يكرمه دايما شايفنا أهله مش مجرد ناس بتخدمه 
تعمل بدل الخادمة !!
هذا كان اقتراح ابن شقيقه توقف عقلها عند هذا الأمر ولا تعلم لما شعرت بغصة اقټحمت حلقها 
لولو سرحتي في إيه اشربي النعناع بتاعك هيبرد 
نظرت إلى العم سعيد الذي لم

انت في الصفحة 4 من 15 صفحات