رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الثالث من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق
انت في الصفحة 1 من 16 صفحات
الرواية حصرية.
ظنها دمية بين أصابعه.
الفصل السابع والعشرين
وقف هائما في سحرها وبتلك النظرة البريئة التي فتنته في أول لقاء جمعهم...حاول إخراج الكلمات من شفتيه لكنها لم تسفعه.
لم ينتبه على تحديقه المخزي بها إلا عندما وجدها تحاول في يأس إخفاء جسدها عنه.
أشاح عيناه عنها حتى يتمالك نفسه ويستطيع ترتيب تلك الكلمات التي جاء من أجل إخبارها بها.
قالها ثم غادر الغرفة وأسرع بخطواته نحو غرفته.
تنهيدة طويلة خرجت منه وهو يمرر أصابعه في خصلات شعره وهو يكاد يقتلعه.
لقد صارت هذة المواقف تفضح رغباته كرجل...
دار في الغرفة بدون هوادة يزفر أنفاسه بقوة حتى يستعيد ضبط نفسه...فهل هو ضعيف لتحركة رغباته.
أغمض عينيه قليلا ليخرج زفراته ببطئ ثم رفع يده ليدلك عنقه المتشنج.
يداه تحركت نحو أثواب النوم... ليرفع طرف كل قطعة يتأملها وقد عاد نفس الشعور يقتحم جسده.
أغلق الخزانة پعنف وأدار ظهره متنهدا.
عنياه تحركت بالغرفة بنظرة سريعة بعدما انتبه على شرشف الفراش الوردي لتضيق حدقتاه وهو يرى طاولة الزينة مرصوص عليها أغراضها وقد وضحت له الصورة.
ابتعلت لعابها وهي تتذكر نظرته لها نظرة لم تفهمها ولو فهمتها لن تصدقها لأنه قتل داخلها بقسۏة أشياء كانت تتوق بتجربتها معه...أغمضت عيناها بقوة تهز رأسها حتى لا تتذكر ما حدث ليلة عرسها وحديثه القاسې الذي سقط كالجمر على قلبها الذي أحبه رغم سرعة زواجهم.
حدثت قلبها الذي لا يكف عن تذكيرها بتلك الليلة واستكملت حديثها بعدما استطاعت رسم ابتسامتها على شفتيها.
_ قولي يلا إنك فرحانه أوي.
قالتها لنفسها وهي تقاوم ذرف دموعها لترفع يديها تطبطب بهما على خديها.
_ خدي يلا نفس بطئ وبراحة شاطرة يا زوزو.
استطاعت أخيرا السيطرة على مشاعرها ثم نظرت إلى مظهرها في ثوبها الذي لائم لون بشرتها الحنطية.
_ زيارة وهتعدي و سما وجدو موجدين... أنت خاېفة من إيه.
قالتها لنفسها لتسيطر على توترها وضربات قلبها المتسارعة.
مدت يدها نحو أحد الأدراج لتخرج منها بعض أدوات التجميل التي ستضعها على وجهها لتهز رأسها بيأس من غبائها فهي وضعت كل أغراضها الخاصة في غرفته..
زفرت أنفاسها بضيق وتحركت بصعوبة نحو غرفته بعدما حسمت أمرها ستدخل الغرفة من أجل أغراض التجميل خاصتها... فقد اقترب موعد وصول عائلتها.
لم يكن باب غرفته مغلق كالعادة فتحركت للأمام قليلا حتى تتضح لها الرؤية وتتأكد من وجوده.
أسرعت بوضع يدها على قلبها ثم دلفت الغرفة لتأخذ ما تحتاجه حتى تتزين سريعا.
صوت المياة داخل الحمام جعلها تتنهد باطمئنان واتجهت نحو طاولة الزينه كادت أن تخرج من الغرفة بعدما التقطت ما تحتاجه لكن استمرار صوت المياة جعلها تخبر حالها.
_ بدل ما ارجع بالحاجة احطها تاني... خليني هنا احسن.
أسرعت بوضع لمسات بسيطة على وجهها لتبتسم برضى بعدما انتهت.
لم تنتبه على صوت المياة الذي توقف فعيناها هذه اللحظة كانت عالقة بالملابس التي عاد بها من العمل وملقاه على الفراش.
اتجهت نحو الفراش لتلقط ملابسه الغير نظيفه وسرعان ما كانت رائحة عطره تغزو رئتيها.
إنها نفس رائحة العطر التي كان يضعها ليلة زفافهم... تلك الرائحة التي داعبت أنفاسها عندما كانت تتراقص بين ذراعيه.
_ فيه حاجة يا زينب.
صوته أخرجها من حالة الشرود التي هي فيها... لتنظر نحو قميصه الذي تضعه أسفل أنفها وتشم رائحته پصدمة وسرعان ما كانت تسيطر على خلجات وجهها.
_ كنت هشيلهم من مكانهم بس قولت اخد دوش سريع الأول.
استدارت ببطئ جهته لتخبره أنها ستتولي الأمر.
توردت وجنتيها ثم أشاحت عيناها عنه وهي تراه عاري الصدر.
تحركت من أمامه لكن توقفت أمامه عندما عرض عليها أن تختار له ملابسه.
الټفت جهته تسأله وهي تقطب حاجبيها.
_ اختارلك أنا.
ابتسم وهو يتحرك أمامها ويفتح خزانة الملابس دون التعليق على وجود ملابسها معه.
_ اه لاني محتار.
ذكي هو لأبعد حد توترها جعله يبتسم بخبث مازال يرى الإنبهار نحوه في عينيها... مازال يرى تأسيره عليها.
اقتربت من الخزانة لتختار له ما تراه مناسب وهو لا ينكر أنه كان سعيد بقربها يلوم حاله على حماقته فهو كان يريد إتمام زواجة بها في أول ليلة لهم معا لكن تحديه لجده الذي حثه على سرعة إنجاب الوريث ومثلما حملت سارة من أول ليلة عليه فعل نفس الشئ مع زينب فهو يريد حفيد أخر وبعدها سيتنازل له عن الأسهم التي يمتلكها بالمطار... لقد أعاد هذا العجوز الماضي يصحو داخله... جعل الحقد يعود ليستوطن قلبه وما دام يريد طفل مقابل تنازل آخر من ممتلكاته التي ستكون له يوما لن يجعله ينال هذا الامر وليهدم كل شئ.
فاق من شرودة وقد غامت عيناه بقتامة خالية من الحياة.
_ بيتهيألي القميص ده حلو والبنطلون ده كمان معاه.
نظرت إليه زينب بعدما أعطت رأيها ومدت يدها بقطع الملابس التي انتقتها.
ابتسم حتى يخفي ذلك الشعور الذي أحتاجه منذ لحظات ونظر إليها.
_ ذوقك جميل شكرا يا زينب.
هزت رأسها له قائله.
_ كنت دايما بختار لجدو لبسه.
تلاشت ابتسامته بعد ما قالته فهو ليس الوحيد الذي اختصه بهذا الأمر.
_ سيادة اللواء كان محظوظ.
_ جدو ده كل حاجه في حياتي... اغلي انسان عندي.
استمرت بالحديث عن جدها بكل حب مما جعل ملامحه تمتقع.
_ فستانك حلو.
أراد أن يجعلها تتوقف بالحديث عن جدها رغم حبه لهذا الرجل نظرت إلي ثوبها ثم إليه بخجل وسرعان ما كانت تدرك قربه منها.
_ شكرا.
قالتها وهي تلتف بجسدها ثم غادرت الغرفة وهي لا تصدق أنه استطاع جذبها بالحديث.
....
وقفت نيرة والذهول على ملامحها نظرت إلى عمها وقد ضاقت حدقتاها مما جعل وجه عزيز يتعرق وينظر إلى نيهان بمقت.
_ أنا عايزه اعرف إيه الحديث الممتع اللي خلاك يا عمو نيهان تضحك.
استرد عزيز أنفاسه أخيرا بعد سؤال نيرة لينظر إليه نيهان بنظرة ماكره جعلته يزجره بعينه.
عادت ضحكات نيهان ترتفع من مظهر عزيز الحانق وقد رمقتهم نيرة بدهشة.
_ لاء أنا حاسه إن فيه حاجة.
وسرعان ما تهللت أسارير نيرة وهي تنظر نحو نيهان تسأله بأمل.
_ هو وافق يقابل العروسة اللي أنا اختارتها ليه.
لم يستطيع نيهان كتم ضحكاته لتحتد نظرات عزيز.
_نيرة أنا مش قولت نقفل الموضوع ده.
عبست نيرة بشفتيها واقتربت منه تنظر إليه بأعين راجية.
_ عايزة اطمن عليك قبل ما اسافر.
قربها عزيز إليه واحتضن وجهها بين راحتي كفيه.
_ يا حببتي أنا كويس كده ووقت ما افكر اتجوز هقولك تيجي تخطبيلي العروسة.
امتعضت ملامح نيهان وهو يرى صديقه يعود إلى نفس النقطه توعد له وأدرك أن عليه التصرف فلو ترك الأمر ل عزيز سيظل هكذا مترددا.
_ لا تقلقي نيرو سأقنعههل تشكي في قدرات عمك نيهان.
ابتسمت نيرة والټفت برأسها جهة نيهان الذي غمز لها بوعد أن الأمر صار في جعبته.
لم يهتم نيهان بتلك النظرة التي رمقه بها عزيز وأردف بالكلام.
_ نارفين ستأتي غدا من تركيا حتى ترى المزرعة التي قمت بشرائها.
تساءلت نيرة على الفور.
_ أنت اشتريت مزرعة هنا في مصر.
استدار عزيز بجسده ليستطيع زفر أنفاسه الثائرة وقد أغمض عيناه وهو يتمنى ألا ينفذ نيهان ما أخبره به منذ لحظات.
_ أجل اشتريت واحدة بجانب مزرعتكم.
اتسعت ابتسامة نيرة لسمعها خبر كهذا.
_ لاا كده نروح كلنا المزرعة ونحتفل بالمناسبة دي.
تصلبت ملامح عزيز بعدما استمع إلى حديث نيرة وقد نجح نيهان في رمي الكرة.
ارتفع حاجب نيهان بحيرة ونظر نحو عزيز الذي مازال يوليهم ظهره ولم ينبس بكلمة واحدة.
_ اقترحت هذا الأمر على عمك ولكن كالعادة أخبرني أنه مشغول...
لم تنتظر نيرة مواصلة نيهان لكلامه واتجهت نحو عمها تتعلق بذراعه.
_ كده برضوه يا عمو ترفض حاجة زي دي ارجوك قول موافق... إحنا محتاجين فعلا نغير جو حتى سيف و كارولين واهو عندنا مناسبه حلوه نحتفل بالمزرعة الجديدة.
وهل يستطيع عزيز رفض شئ تريده ابتسم نيهان بمكر وانسحب من الغرفة قائلا
_ سأذهب للمطبخ حتى ادعو عائله العم سعيد معنا... هذه فرصه لي لأتناول أنا و نارفين الكثير من الأطعمة الطيبة من يديهم.
لو كانت النظرات ټقتل لأصابت نيهان في مقټل وقد أسرع بخطواته نحو المطبخ وهو يتمالك نفسه بصعوبة حتى لا ينفجر ضاحكا.
....
تأمل الجد نائل حفيدته الغالية وهي تتحرك كالفراشة وعلى وجهها كانت تشع ملامح السعادة التي كانت بارعة في رسمها أمام زوجات أعمامها.
_ اقعدي يا حببتي ارتاحي.
قالها الجد وهو ينظر إليها فهي لا تكاد تستقر في مقعدها إلا ونهضت لتجلب شئ من المطبخ لتضايفهم بها.
_ ما أنت عارف زوزو يا جدو لازم تخلي الكل مبسوط وتعمل لكل واحد الحاجة اللي بيحبها.
قالتها سما بحب لابنة عمها وقد امتقعت ملامح شروق ابنة عمها هشام پحقد.
_ أنت هتقولي على زينب على فكرة يا كابتن صالح أنت واخد ست بيت من الدرجة الأولى.
هتفت بها لبنى زوجة عمها هشام ثم أردفت وهي تنظر نحو زينب التي تجلت السعادة بوضوح على ملامحها.
_ إحنا عندنا أغلب بنات العيلة بيهتموا بنجاحهم العلمي والوظيفي إلا زوزو الوحيدة اللي دايما تلاقي اهتمامها بالبيت... أنا بقول إنك محظوظ بجد.
تلاشت الابتسامة التي كانت تحتل شفتي زينب بعدما فهمت كل كلمة ترمي إليها زوجة عمها وقد وضحت أحقاد البعض منذ زواجها.
ابتسم صالح بمجاملة لها وقد أخذ الجد يطرق بيده على ذراع المقعد الجالس عليه حتى ينتبه ابنه ويوقف زوجته عن حديثها الذي لا معنى له.
_ أنا فعلا محظوظ عشان تكون زينب من نصيبي يا مدام لبني.
قالها صالح ثم مد يده والتقط يد زينب ولثم باطن كفها.
ابتسمت سما بسعادة لما تراه كما ابتسم الجد واستاءت ملامح لبنى التي زجرها هشام بعينيه حتى تصمت.
_ سمعت إن فيه شريك جديد هينضم للمطار.
تساءل هشام الذي جعل الجلسة تدور عن العمل وحال البلد.
_ مش هتفرجينا على الشقة يا زينب.
تساءلت هذه المرة يسرا زوجة عمها مصطفى فنظرت سما إلى والدتها بضيق من تلك العادة السيئة.
توترت زينب وقد انتبه صالح عليها لكنه عاد يتجاذب الحديث مع عمها هشام والجد.
_ اكيد طبعا اتفضلي.
لم تنهض إلا لبنى و يسرا واتبعتهن سما حتى تكون بجوار زينب والرد على أي حديث سخيف تتحدث به والدتها وزوجة عمها هشام اللاتي أكلتهم الغيرة من زواج زينب برجل ك صالح الزيني.
لم يهتموا بتفاصيل الشقة مثلما اهتموا برؤية غرفة