الإثنين 06 يناير 2025

رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الثالث من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق

انت في الصفحة 3 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

لم يهتم بالنظر إليها.
تحركوا على مهل لتسحب مريم ذراع ابنة شقيقها.
_ سلمي شكل عم صاحبتك مش مهتم.
شعرت سلمي بالسعادة وهي تسمع هذا الكلام من عمتها التي لا تهتم بنظرة أحد لها أو بفكرة الزواج.
_ إيه ده مريومة بقت مهتمه بنظرة حد ليها... أخيرا.
وكزتها مريم بخفة.
_ أنا مقولتش عجبني... بس مستغرباه عموما أنا مش هقول رأي عنه صح غير لما نقعد نتكلم مع بعض لوحدنا بوضوح.
نظرت إليها سلمي ثم نظرت نحو نيرة التي تحركت بجانب عمها.
في المطبخ كانت ليلى تعمل بهمة مع زوجة عمها.
نظرت إليها عايدة وهي تجفف يديها بمنشفة المطبخ.
_ يا لولو يا حببتي روحي اتمشى مع شهد واستمتعي بجو المزرعة... شغل المطبخ مش بيخلص.
نظرت لها ليلى وعلى محياها ارتسمت ابتسامة خفيفة.
_ لسا اليوم طويل معانا...خلينا نخلص كل حاجة وبعدين نستمتع بالجو ونتمشي كمان.
ابتسمت عايده ودعت لها تلك الدعوه التي صارت على لسانها مؤخرا.
_ ربنا يسعدك يا بنت وردة ويرزقك ب ابن الحلال اللي يخليكي هانم.
أخفضت ليلى رأسها ليدخل العم سعيد المطبخ قائلا
_ ابدئوا جهزوا السلطات والمشروبات.
تساءلت عايدة عن عدد أفراد ضيوف نيرة فتمتم سعيد بعددهم وهو يتجه نحو ليلى لينبهها بالخطوات التي تصنع بها هذا النوع من السلطة.
دخلت شهد بوجه عابس وهي تقضم حبة الفاكهة التي بيدها وتساءلت بتذمر.
_ يعني إحنا كده مش هناكل معاهم مش السيد نيهان قال إننا معزومين عنده... أنا مش عارفه كان لازمتها إيه نيرة تعزم صاحبتها.
امتعضت ملامح العم سعيد من تذمر ابنة شقيقته التي تنسى دائما مكانتهم الحقيقية.
_ معلش يا بنت عايدة هنبقي نقولهم ياخدوا رأيك بعد كده.
تأففت شهد بصوت مسموع فرمقتها عايدة بنظرة قوية.
_ شهد اغسلي ايدك كويس وتعالي ساعدينا.
حكت شهد رأسها وسرعان ما كانت تقطب حاجبيها بتذكر.
_ الجو حلو بره هاخد كتبي واقعد اذاكر شوية.
سحبت نفسها من بينهم ولكن توقفت عند عتبة باب المطبخ ثم استدارت بجسدها.
_ لولو اوعي تنسيني بطبق أكل حلو كده واوعي تنسي تكتري ليا الكفتة.
كاد أن يقذف العم سعيد الملعقة من يده نحوها لكن دلوف عزيز ببعض الأغراض جعله يعيد الملعقة جانبه.
_ دي آخرة دلعكم فيها.
وضع عزيز الأغراض على طاولة المطبخ ونظر إلى عايدة التي ربتت على كتفه.
_ هي بتجري كده ليه هي ناسية إنها كانت متجبسة ورجلها لسا ۏجعاها.
_ دي عامله زي القردة.
قالها سعيد فنظرت له عايدة ثم أخذت تخرج الأغراض من الأكياس.
_ هربت اول ما قولتلها تعالي ساعديني.
رفعت ليلى عيناها عن طبق الخضار الذي تقطع حباته.
_ مفيش حاجة مستاهله الاكل بيتشوي بره وإحنا بنعمل بس السلطات والعصاير.
_ مش هتتعلم كده حاجة يا ليلي انا خاېف البت تنسي نفسها وتفتكر إنها هانم.
تمتم بها سعيد فاحتدت ملامح عزيز.
_ وليه بنتي متفتكرش نفسها هانم يا سعيد ولا انا بنتي متشبهش..انا انحت في الصخر ولا اخلي بنتي محتاجه حاجة.
تحول الأمر في لحظة إلى عراك بالكلام بعدما أخذ عزيز الحديث بحرقه على نفسه رغم اعتياده على كلام سعيد.
شعرت عايدة بالقلق عندما وجدت الأمر يزداد سوء بين زوجها وشقيقها لتترك ليلى السکين التي بيدها قائله
_ تعالا يا عمو معايا ارجوك.
_ ماشي يا عزيز و بنتك دي لساني مش هيخاطب لسانها.
ليلتف عزيز جهته وبصوت غاضب قال قبل أن تسحب ليلى ذراعه إلى خارج المطبخ.
_ يكون أحسن برضو.
نظرت عايدة إلى شقيقها الذي وقف يلتقط أنفاسه بصعوبه... فأسرعت بجلب الماء له.
_ خد اشرب المايه يا سعيد واستهدى بالله.
التقط سعيد كأس الماء منها وارتشف منه القليل.
_ مش هعديها لجوزك يا عايدة.
لطمت عايدة كفوفها ببعضهما وهي تنظر إليه.
_ والله انتوا الاتنين متقدروش تستغنوا عن بعض وهتلاقي عزيز شوية وجاي يصالحك.
هدأ عزيز بعدما تمكنت ليلى من تهدأته... فأخذ يمسح على وجهه قائلا
_ أنا عارف إن الموضوع ميستهلش وده في الأول والأخر خالها.
_ عمو سعيد بيحب شهد اووي... بس انت عارفهم هما الاتنين ناقر ونقير يا عمو.
قالتها ليلى فحرك لها رأسه بعدما زال غضبه.
_ عارف يا بنتي هي ساعة شيطان.
لم تمر دقائق إلا وكان عزيز يأخذ سعيد بأحضانه ليطيب خاطره.
_ أنا من امتى باخد عليك يا راجل يا عجوز.
دفعه سعيد وأشاح رأسه عنه.
_ ابعد كده انا زعلان منكم.
استمر العم سعيد في عبوسه قليلا لتدخل شهد عليهم لتخبرهم بما قاله لها سيف.
_ أبيه عزيز مستنيكم هناك...
توقفت شهد عن الكلام عندما وجدت خالها عابس الوجه.
_ إيه ده مين اللي مزعل خالو الجميل.
اقتربت منه شهد لتداعب خديه حتى يضحك ليضربها سعيد بخفة على رأسها.
اڼفجرت عايدة و ليلى من الضحك وهكذا فعل عزيز الذي نظر نحو ابنته قائلا
_ أنا لو اتدخلت بينكم تاني أبقى راجل مخبول
توقف نيهان عن التهوية حتى يرى نضوج اللحم لينتبه على عزيز الذي وقف جواره شارد الذهن.
_ فيما أنت شارد يا رجل.
حدجه عزيز ثم أسبل جفنيه متنهدا.
_ مش عارف يا نيهان بجد مش عارف.
أراد نيهان أن يمازحه بمزاح ثقيل حتى يرى حنقه ويكشف مشاعره التي صارت واضحه.
_ هل أعجبتك العروس أنا لا أستطيع إنكار مميزاتها.
امتقعت ملامح عزيز ليردف نيهان قائلا
_ الفتاة لا ترفع عيناها من عليك يبدو أنك أعجبتها يا رجل.
_ نيهان
تمالك نيهان حاله حتى لا ينفجر ضاحكا ويجذب الأنظار من حوله.
مالت سلمي نحو نيرة تسألها للمرة العاشرة.
_ الوقت بيعدي يا نيرة هنخليهم إزاي يقعدوا مع بعض.
ارتسمت الحيرة على ملامح نيرة ثم ألقت بنظرة خاطفة على عمها الذي أدركت من الوهلة الأولى أن الأمر لم يلقى إستحسانه.
_ مش عارفه يا سلمى بجد أنت شايفه الكل متجمع.
ارتسم عدم الرضى على ملامح سلمى فلاحظته نيرة لكنها لم تتحدث. 
........
توقفت ليلى عن تحركها بالأغراض التي حملتها من السيارة وقد جذبها المرح وصوت الضحكات.
_ يلا يا لولو بسرعه... عشان نجهز الحاجة في الأطباق.
قالتها عايدة التي سارت أمامها بالأغراض التي حملتها.
أجفلت عندما وضعت شهد يدها على كتفها.
_ كان زمانا دلوقتي بناكل وسطهم زي الصبح...
وبتذمر تابعت شهد.
_ تعرفي يا ليلى أنا لما شغلت دماغي شوية عرفت ليه نيرة عزمت صاحبتها.....
توقفت شهد عن الكلام بعدما استمعت إلى صوت والدها فأسرعت نحوه.
عادت عينين ليلى تحدق بالطاولة الطويله التي حاوطتها المقاعد...وقد أخذ كلام شهد يدور برأسها.
صديقه نيرة ومعها أهلها....
_ ليلى
هتفت بها نارفين زوجة نيهان بلكنتها التركية وسرعان ماكانت تتساءل بالإنجليزية عن سبب وقوفها هكذا حتى تفهمها.
الټفت ليلى نحوها ببطئ وقد غادرت الډماء وجهها وأصبح شاحب بعدما ضړبتها الحقيقة في مقټل بعد أن استنتجت بعض الأمور.
اقتربت منها نارفين تربت على وجنتها تتساءل بقلق.
_ هل أنت بخير ليلى
حركت لها ليلى رأسها دون قدرة على إخراج صوتها ثم سارتا نحو المطبخ بعدت أشارت لها نارفين جهته.
العم سعيد و عايدة تولوا وضع الأطباق والعصائر والسلطات وقد ساعدتهم نارفين بهذا الأمر لحبها دوما بالتعاون مع الأخرين أما نيرة كانت تهتم بضيوفها.
كارولين كان التصاقها الدائم ب سيف لشعورها أنها مازالت غير مرغوبة من العائلة.
_ محتاج مني حاجة تانيه يا بيه.
اندهش عزيز من تساؤل العم سعيد إذا كان يريد منه شئ أخر قبل أن ينصرف.
_ أنت رايح فين وفين عايدة و عزيز والبنات!.
نظر إليه سعيد بامتنان لتذكره دائما لهم ثم رفع يده يربت على ذراع عزيز.
_ إحنا هناكل في المطبخ.
كاد أن يعترض عزيز لكن اقتراب نيهان منه قطع كلامه.
لم ينتظر العم سعيد بل انسحب بعدما استأذن منهم.
أراد عزيز التحرك ورائه ودعوتهم جميعهم لينضموا لهم لكن نيهان اجتذب ذراعه ليوقفه.
_ عزيز هذا أفضل لك حتى لا تفهم ليلى الأمر بصورة خطأ.
تجهمت ملامح عزيز وألقى بنظرة خاطفة على ابنة شقيقه التي لأول مرة يغضب من تصرفها.
_ تحرك عزيز و تمالك نفسك.
تنهد عزيز ثم تحرك أمامه إنه وضع اليوم في موقف لا يحسد عليه.
داخل المطبخ حيث الټفت عائلة العم سعيد حول الطاولة لتناول وجبة غذائهم.
_ ريحة الأكل تفتح النفس.
قالها عزيز العم وهو يدس في فمه قطعة من اللحم المشوي.
_ كان هيبقى أحلى لو كنا أكلنا بره في الجنينة.
تمتمت بها شهد بتذمر لتزجرها عايدة بنظرة منها حتى تكف عن الكلام.
_ عزيز بيه الله يكرمه قالي تعالوا انضموا لينا وكان مصمم بس أنا قولتله هناكل ف المطبخ... الراجل عنده ضيوف وإحنا في الأول والأخر مش اهله إحنا مجرد ناس شغاله عنده.

_ عندك حق يا سعيد والله أنا شايف إننا هنا احسن... اهو الواحد ياكل براحته.
هتف بها عزيز وهو يلتهم الطعام بجوع فابتسمت
عايدة وهي تنظر نحو ليلى التي أنغمست في أفكارها.
_ مبتاكليش ليه يا ليلى.
وجهوا جميعهم أنظارهم عليها فهي منذ وقت صامته حتى طبق طعامها لم تمسه.
_ مالك يا لولو وشك أصفر كده ليه.
تساءل بها العم سعيد ثم نظر إلى عايدة بتأنيب.
_ ياريت كنا جبنا معانا البنت اللي بتساعدك في الڤيلا يا عايدة...ليلي بدل ما تنبسط وتغير جو مقعدنها معانا في المطبخ.
ابتلعت شهد ما بداخل فمها سريعا ثم نظرت نحو ليلى.
_ليلى أول ما نخلص الاكل تعالي نتمشى في المزرعه... أنا اكتشفت كام مكان حلوين اوووي.
_ خلصوا اكلكم واخرجوا اتمشوا.
قالتها عايدة وهي تنظر إليهم ليهتف عزيز قائلا
_ وانا هاجي معاكم لأحسن حد يضايقكم.
كادت أن تعترض شهد لكن والدها قاطعها بصرامة.
_ المزارع حوالينا في الوقت ده فيها عمال شغالين.
بصعوبة انتشلت ليلى حالها من دوامة أفكارها وابتسمت حتى لا تشغلهم بأمرها ويتناولوا طعامهم.
حاولت تناول الطعام الذي أخذت تبتلعه بغصة.
كبتت حزنها حتى تستطيع الإختلاء بنفسها والبكاء على حقيقة أخرى انضافت اليوم لقلبها الذي عرف الألم منذ إفتنانه ب عزيز الزهار.
_ إيه رأيكم نتمشى الأول وبعدين نرجع نشرب الشاي في وقت الغروب.
هذا ما هتفت به نيرة من أجل أن تخلق فرصة لعمها و مريم للجلوس بمفردهم وقد استغلت ابتعاد عمها عنهم بعدما أتته مكالمة عمل.
أسرعت نيرة بالتوجه نحو نيهان و شقيقها.
_ المرادي أخر مره هطلب فيها مساعدتكم انا هروح ليهم المطبخ اقولهم محدش يطلع ولا يرد على تليفونه لو اتصل بيهم وانتوا كمان اقفلوا تليفوناتكم.
هز سيف رأسه بيأس من أفعال شقيقته ونظر نحو نيهان الذي ربت على كتفه.
_ شقيقتك ستجلب لنفسها اليوم الشجار مع عزيز.
ضحك سيف بخفة وهو ينظر نحو نيره التي هرولت من أمامهم حتى تنفذ بقية خطتها.
_ متقلقش عمي عمره ما زعل منها ما أنت عارف دلعه وحبه ليها.
نظر له نيهان فهو لا يظن أن عزيز هذه المرة سيتقبل ما حدث من نيرة.
_ اتمنى ذلك. 
...
_ مالك يا بنتي بتاخدي نفسك بالعافية كده ليه.
قالها العم سعيد وهو ينظر نحو نيرة التي أتت إليهم المطبخ راكضة.
التقطت أنفاسها حتى تستطيع الكلام وإخبارهم بما أتت لأجله.
_ اسمعوني كويس.
أخبرتهم

انت في الصفحة 3 من 16 صفحات