الإثنين 06 يناير 2025

رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الثالث من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق

انت في الصفحة 2 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

النوم وفتح الخزانة.
_ مش كفايه بقى المفروض دي خصوصيات يا ماما.
قالتها سما لأمها التي استطاعت زوجة عمها هشام زرع الغيرة داخلها لأن الجد لم يختار صالح لإحدى بناتهن.
_ هو إحنا أغراب عن زوزو ده إحنا أهلها ولا إيه يا زوزو.
تساءلت لبنى وهي تنظر نحو زينب التي هزت رأسها لها بتوتر.
_ اكيد يا مرات عمي.
_ إيه ده يا زوزو دي قمصان النوم لسا بالتيكت بتاعها.
هتفت بها يسرا بعدما خرجت شهقاتها ثم نظرت نحو لبنى.
_ معقول يا زوزو تكونوا قاعدين مع بعض زي الأخوات...
الصدمة ارتسمت على ملامح سما وألجمتها مما ساعد لبنى أن تتولى دفة الحديث عن يسرا.
_ الراجل أكيد مفيهوش عيب لأنه متجوز ومخلف.
شعرت زينب بأن الأرض تدور أسفلها وقد علقت عيناها بأثواب النوم تبحث داخل عقلها عن كذبه لكن ذلك الضغط الذي تعيشه جعلها لا تستطيع قول شئ.
نظرت لبنى نحو يسرا بخبث وقد صدق حدسهم بأمر تلك الزيجة... صالح تزوج زينب لتكون بالتأكيد مربية لابنه المړيض مثلما كان وجودها مع الجد لخدمته.
_ إيه ده يا زوزو مش دي القمصان اللي إحنا اشتريناها سوا معقول اشتريتي حاجات جديده.
استطاعت سما أخيرا الحديث وقد قرصت زينب في ذراعها حتى تستعيد توازنها وتتخلى عن صمتها الذي سيجعلها علكة في أفواههن ثم استطرد سما ببضعة كلمات تخللتها الألفاظ الجريئة والتي جعلت والدتها تصرخ بها.
_ سما عيب كده الكلام ده متقولهوش بنت.
بنبرة مستهزءة هتفت سما وهي تنظر إلى والدتها.
_ ومش عيب برضو نسأل في تفاصيل ملناش دعوة بيها.
استطاعت سما تحجيم والدتها وزوجة عمها وسحبهم من الغرفة.
استطاعت زينب أخيرا التقاط أنفاسها وقد عادت الراحة لملامحها بعدما أعلن الجد عن حاجته للمغادرة.
احتضن صالح خصر زينب وقربها منه ورغم الحرارة التي إجتاحت جسدها من لمسته وقربها منه إلا أنها تمالكت نفسها ورسمت ابتسامتها وهي تودع أهلها.
_ المسرحية خلصت خلاص.
قالتها زينب بعدما أزاحت ذراعه الملتف حول خصرها.
_ مسرحية!!.
تمتم بها صالح فهو لم يفعل شئ للتمثيل... مهما حدث بينهم من خلافات لن يقلل منها أمام أحد....هي زوجته كرامتها من كرامته.
لم تنظر له زينب واتجهت نحو غرفته لتلتقط أثواب النوم من خزانة ملابسه وتلقيها على الأرض لتدهسها أسفل قدميها....
مزقت تلك الأثواب وجلست أرضا تنتحب بشدة أمام نظرات عيناه المصډومة التي غزاها الألم.
....
ارتسمت الدهشة على ملامح ليلى بعدما استمعت إلى حديث العم سعيد مع عمها في أمر ذهابهم إلى المزرعة التي يمتلكها السيد عزيز وأصبح الآن السيد نيهان يمتلك واحده تقع جانبه في إحدى القرى الريفيه..
_ مزرعة هو إحنا ينفع نروح معاهم.
تساءلت بها ليلى وهي جذب سؤالها انتباههم.
كاد أن يجيبها عمها لكن خروج شهد من غرفتها وصياحها جعل العم سعيد يلوي شفتيه حانقا منها.
_ امتحاناتها بعد شهر وعايزه تدخل طب واول ما سمعت سيرة رحلة المزرعة نطت لينا على طول.
قالها العم سعيد لكن شهد تجاهلت كلامه واقتربت من والدها تسأله بحماس.
_ أبيه عزيز قالك هنروح معاهم يا بابا زي ما دايما كنا بنروح ولا المرادي إيه النظام.
ابتسم عزيز علي ابنته التي يعلم عشقها لهذا المكان قائلا
_ ما أنت عارفه عزيز بيه يا شهد ما دام اجازة عائليه بياخدنا معاه ونيهان بيه عزمنا كمان.
ثم نظر إلى ليلى التي جلست تسمعهم في صمت وهي تتساءل عن وضعها إذا ذهبوا لتلك المزرعة فهل ستبقى هنا أم ستذهب معهم لكن هي لن تذهب... هي تحاول قدر استطاعتها الإبتعاد عن محيط السيد عزيز حتى يفيق قلبها من أوهامه.
_ هنروح يوم الخميس المغرب و هنرجع السبت بليل...
ثم أردف عمها.
_ فرصه تغيري جو يا لولو وتشوفي المزرعة.
_ هو أنا ينفع مروحش يا عمي.
فور أن نطقت كلامها خرج صوت العم سعيد بقوة.
_ لو مروحتيش كلنا مش هنروح وهنعتذر من عزيز بيه.
_ بس يعني..
بحرج خرج الكلمات منها لكن العم سعيد قاطعها بحزم.
_ عزيز بيه ونيهان دعونا إننا نروح معاهم يبقى خلاص.
في الصباح.....
كان العم سعيد يخبر عزيز أنه سيجهز لكل شئ.
_ شهد أكيد مبسوطة.
تساءل عزيز حتى يسترسل العم سعيد وتأتي سيرة ليلى ويعرف ردة فعلها..
_ ليلى كانت معترضة شويه وقال إيه عايز تفضل هنا في البيت لوحدها.
تلاشى الاسترخاء الذي يحتل ملامح عزيز واحتله التوجس.
_ وهي ليه مش عايزة تيجي إحنا رايحين أيام الأجازة يعني مفيش شغل والمصنع اجازة.
تنهد العم سعيد وحرك الصينية التي يحملها أمامه.
_ ما أنا قولتلها يا بيه قولتلها كمان لو مروحتيش لا أنا ولا عمك ولا عايدة و شهد رايحين.
عاد شعور الراحة يحتل ملامح عزيز ونظر إلى العم سعيد مؤكدا.
_ كلنا هنروح يا عم سعيد قول ل عايدة وعزيز كده...
ابتسم سعيد وحمل كوب الاعشاب الفارغ من أمامه.
_ متقلقش يا بيه كل حاجة هشرف على تجهيزها بنفسي قبل ما نروح زي ما أنت متعود.
استعدوا جميعهم لهذا اليوم وقد انطلقت ثلاث سيارات نحو المزرعة التي تقع على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي.
كان يفصل بين مزرعة عزيز و نيهان قطعة أرض فارغة...
الهدوء الذي ساد المكان ورائحة المحاصيل كالبرتقال والليمون جعل الجميع يتأكد أنهم كانوا بحاجة لمثل هذه العطلة القصيرة.
احتضنت نيرة ذراع عمها فور أن ترجلت من السيارة كما احتضن سيف خصر كارولين يسألها إذا كانت بخير.
تعلقت عينين ليلى رغما عنها بهم وهي تعاون عمها في إخراج الحقائب.
شعرت بالألم يجتاح قلبها عندما عاد يحلم بحلم ېقتلها كلما وقعت عيناها عليه وعلى حنانه بابنة أخيه.
_ سيبي الشنطة دي تقيلة يا لولو عليكي.
قالها عمها وهو يسحب منها الحقيبة التي حاولت حملها ليلتف عزيز نحوها وقد ضايقه رؤيتها وهي تحاول حمل أحد الحقائب وكادت أن تتعثر.
_ سيب الشنط يا عزيز رشدي وابنه هيجوا يدخلوها.
رفعت ليلى عيناها تلك اللحظة التي خرج فيها صوته وسرعان ماكانت تعود لخفض عيناها.
قلبه خفق فأمامها ينسى أي قرار يتخده... هو لابد أن يخبرها بمشاعره غدا.
آتى بالفعل رشدي الغفير وابنه الشاب مؤنس لحمل الحقائب إلى الداخل.
على الجانب الآخر كان نيهان يقف سعيدا لسعادة زوجته نارفين التي أغمضت عيناها وأخذت تزفر أنفاسها ببطئ كلما ملئت رئتيها بالهواء.
اجتمع الجميع بالصباح وهم في حالة من النشاط والسعادة تعاونوا في صنع طعام الفطور حتى كارولين اندمجت معهم لأول مرة.
نارفين كانت سيدة جميلة ولطيفه لكن ما كان يعيقها أنها لا تفهم إلا كلمات بسيطة من اللغة العربية وكانت تستبدل كلماتها التركيه التي لا تستطيع نطقها بالعربيه بالإنجليزية.
_ هيا يا جميلات لقد أصدرت معدتنا أصوات الإغاثة.
قالها نيهان وقد ضحك الجميع فنظر له عزيز قائلا
_ أنت دايما جعان.
جلسوا جمعيهم يتناولوا الفطور الشهي والكل يضحك ويتمازح.
من حين إلى آخر كان يخطف عزيز بعض النظرات نحو ليلى فابتسم نيهان ومال نحوه يشاكسه.
_ أصبحت مفضوح يا رجل.
لطمه عزيز بقدمه فزجره نيهان بنظرة ټهديد..أما عزيز رمقه بتوعد.
مضت الساعات التي ساد بها جو من المرح واتفقوا بأن يتناولوا طعام الغذاء لدي نيهان في مزرعته وقد تفرق الجميع.
اندهش نيهان من تحرك نيرة نحو بوابة المزرعة ومن وقت لآخر تنظر إلى شاشة هاتفها.
اقترب منها نيهان وهي وجهه ارتسم التساؤل.
_ ما الأمر نيرو.
نظرت له نيرة ثم تنهدت فعليها إخباره بفعلتها.
_ أنا دعيت سلمي صاحبتي وأهلها.
ضاقت عينين نيهان فما الذي يجعلها تتوتر من تلك الدعوة.
_ لا بأس نيرو.
بتوتر قالت وهي تخشي ردة فعل عمها.
_ ما هي العروسة اللي قولتلك عليها يعني...
اتسعت عيناي نيهان وقد فهم أمر توترها.
_ تقصدين عمة صديقتك ستأتي اليوم.
هزت نيرة رأسها له فأشاح نيهان وجهه عنها ثم رفع يده يمرر أصابعه في خصلات شعره.
_ ارجوك متقولش لعمي حاجة صدقني البنت هتعجبه... ديه قاعدة تعارف مش اكتر.
_ عزيز سيغضب نيرو لأنه اخبرك أنه لا يريد.
شعرت بالقلق لكن سرعان ما حركت رأسها له.
_ أنا قلبي بيقولي هتعجبه صدقني خلينا نحاول... 
حاول نيهان رسم ابتسامته فنظرت له راجية.
_ حاضر نيرو سأحاول التبرير ل عزيز عندما يأتي ضيوفك.
ابتهجت ملامح نيرة واتسعت ابتسامتها ليرتفع رنين هاتفها هذة الحظة.
أسرعت بالتحرك من أمام نيهان قائلة.
_ وصلوا.
نظر لها نيهان ثم زفر أنفاسه بقوة.
وقف عزيز بجانب العم سعيد يتحدث معه قليلا ولم تكن إلا حجة ليكون بالقرب من ليلى.
ارتفع رنين هاتفه لينظر إلى رقم نيهان فانسحب على الفور وابتعد.
_ فكرت هتخلي ليلى إزاي تبعد وتكون لوحدها...
تجهمت ملامح عزيز واحتدت عيناه وهو يسمع ما يخبره به لينظر نحو ليلى التي سارت وراء عايدة.
_ بتقول إيه.
يتبع.... 
سهام_صادق
ظنها دمية بين أصابعه.
الفصل الثامن والعشرين
كل شئ صار عكس ما رتب له لقد جلس ليلا مع نفسه يحضر حاله لهذا اليوم حتى يصارح تلك التي استوطنت فؤاده وعقله بمشاعره.
شعرت نيرة بالخجل كلما وقعت عيناها على عمها ونظر إليها بنظرة لائمة ولكنه مضطر بأن يعامل ضيوفها بود ويبتسم مع كل حديث يتحدثون به.
_ كل موبيليات العيلة بتاعتنا من عندك يا عزيز بيه حقيقي شغلكم لا غبار عليه.
قالها السيد حازم والد سلمى صديقة نيرة فابتسم عزيز من إشادته الطيبة عن جودة أثاث معارضه.
_ اتمنى دايما نكون عند حسن ظنكم يا حازم بيه.
أطلقت نيرة زفيرا خاڤتا عندما أتى نيهان لينضم إليهم هو وزوجته.
نظرت إليه نيرة برجاء أن يساندها فهي لا تستطيع فعل شئ وحدها.
الرجاء الذي رأه نيهان في عينيها جعله يهز لها رأسه وبالفعل حول نيهان الجلسة العائلية إلى جلسة مليئة بالضحك واستطاع أن يجعل عزيز يتشارك معه الحديث بخفة كلما طلب منه أن يسانده في نطق بعض أسماء المأكولات بالعربية ف نيهان عاشق للطعام.
اقتربت سلمي من نيرة التي كانت مندمجة معهم بالكلام.
_ نيرة مش نديهم فرصة يقعدوا مع بعض لوحدهم.
كانت الصديقتين هم من خططوا لذلك التقارب.
بتوتر تعلقت عينين نيرة بالتناوب بعمها ثم ب مريم عمة صديقتها.
_ مش عارفة يا سلمى بس عمو حازم هيسمح إن مريم تقعد لوحدها مع عمي.
كادت أن تجيبها سلمي وتخبرها أن والدها متفهما لمثل هذه الأمور لكن نيهان قاطع حديثهم وهو ينهض قائلا بحماس
_ الآن وبعد إذنكم جميعا سنتحرك نحو مزرعتي القابعه هناك..
نظرت عائلة السيد حازم إلى بعضهم بحيرة ليبتسم عزيز قائلا
_ استاذ حازم اتفضل معانا أنت والأسرة الكريمة.
وبتهذيب أردف موضحا سبب تحركهم نحو المزرعة الأخرى المملوكة ل صديقه أنهم مدعويين لتناول طعام الغذاء لديه.
نهض الجميع ومنهم مريم التي كادت أن تتعثر أثناء تحركها بسبب كعب حذائها.
شهقة خافته خرجت منها ليخرج صوت السيدة راوية والدة سلمي بقلق.
_ مش تاخدي بالك يا مريومة.
تعلقت أعينهم عليها إلا عين عزيز الذي كان يبحث تلك اللحظة عن ليلى يتمنى داخله ألا تعرف شئ وأن يمر هذا اليوم على خير.
نظرات مريم انتقلت نحو عزيز الذي

انت في الصفحة 2 من 16 صفحات